دراما مكتمله-٢
ولكننا سنقوم ببعض الفحوصات حتى نكون أكثر دقة في تشخيصنا..
تمنى له الطبيب الشفاء العاجل ثم رحل فجلس هذا الشاب بجانبه حتى سأله قائلا هو ايه اللي حصلي!! انا مين وانت تعرفني ازاي!!
اجابه الشاب بأبتسامة بسيطة يشوبها الاشفاق انا فراس من سوريا بس عايش هون وعم بشتغل وانا ما بعرفك ولا بعرف شي عنك انا لاقيتك عم ټنزف ع الطريق حملتك وأچيت بيك ع المشفى وما كان معك اي شئ ولا حتى هوية..
هتف فراس بطيبة حتى يطمأنه شو عم تحكي يازلمة وانا وين رحت لك نحنا عرب متل بعض وبنتسند على بعض بها الغربة.. ما بدي تقلق من شي أنا معک وبإذن الله راح نسأل عنک بمصر ونحاول إنشوف حدا من أهلك..
أبتسم له ابتسامة لم تصل إلى عينيه وبعد عدة ساعات ظهرت نتيجة الفحوصات التي تؤكد انه فاقد للذاكرة بالفعل.. مرت الايام وهو يحاول ان يتذكر أي شئ ولكن لم يستطع كما أن محاولات فراس ليعرف أية معلومات عنه باءت بالفشل هو حتى لا يعرف أسمه كما انه لا يوجد لديه الكثير من العلاقات هناك.. بحث فراس له عن عمل حتى وجد وظيفة بإحدي دور الرسم بعد أن اكتشف موهبته بالرسم وببعض العلاقات أستطاع أن يحصل له على هوية جديدة بأسم جديد وحياة آخرى جديدة كليا..
عاد من شروده بعد ان تذكر كيف قضى السنوات الخمس الماضية مابين العمل وفراس وطبيبه المعالج الذي يساعده على اكتشاف هويته الحقيقية حاول كثيرا ان يعرف أي شئ عنه ولكن لم يستطع آتت على مخيلته صورة شجن ليشعر أن حياته ستتغيير هو لم يراها من قبل ولكن هاجس بداخله يخبره بأنه سيراها كثيرا بعد ذلك......
آتى الصباح بأشعة شمس خاڤتة وسماء ملبدة بالغيوم تعبر عن مشاعر أبطالنا المضطربة.. استيقظت شجن وهي تشعر بخمول يتملك من جسدها من جميع أجزاء جسدها ف ليلة الأمس أرهقت نفسها في البكاء وهى تتذكر حياتها السابقة وما عانته من قبل نهضت من فراشها وتوقفت امام المرآة لتشهق مما تراه عينيها منتفخة حمراء ووجهها شاحب ملامحها ذابلة بشدة لدرجة ذكرتها بتلك الايام التي كانت تبكي فيها على حبها له وحياتها البائسة سالت دموعها مجددا وهي تهمس بضعف قائلة ايه ياشجن عشان شوفتيه دقايق رجعك ل شجن القديمة تاني.. اوعي تضعفي ياشجن.. الايام دي خلاص راحت..
توجهت نحو المرحاض حتى تستعد للذهاب أنتهت من ارتداء ملابسها وكانت تعد حقيبة يدها ولكن صدح رنين جرس المنزل ذهبت لتفتح الباب وهي متأكدة من هوية الطارق وبالفعل لم تكن سوى لمى التي هتفت قائلة بتعجب ماان ابصرتها ايه دة هو انت رايحة فين ع الصبح كدة!!
دلفت لمى خلفها وهي تهتف ببعض الحدة شغل ايه اللي انت رايحاه ف حالتك دي انت مشوفتيش نفسك كنت عاملة ازاي امبارح..
تنهدت شجن محاولة الابتسام قائلة انا كويسة لو تعبانة مكنتش نزلت بس انا لازم اروح..
اقتربت منها لمى قائلة بوضوح لازم تروحي عشان تعرف اي معلومات عن الراجل اللي شوفتيه امبارح صح..
هتفت لمى بأقناع شجن بلاش تدواري وراه هتتعبي صدقيني ولنفترض انه عاصي هتعملي ايه يعني!!
قاطعتها شجن بجدية قائلة حتى لو طلع هو يالمى هكون انا ارتحت احسن ماافضل ف الحيرة دي بقيت حياتي..
لمى بقلة حيلة طيب اللي تشوفيه يلا بينا..
بعد مرور بعض الوقت وصلت شجن إلى مقر عملها وجدت إيميلي مساعدتها بأنتظارها وتكرر الروتين اليومي وطوال ساعات العمل كانت تفكر كيف ستتحدث مع فراس بخصوص عاصي ولا تعلم كيف ستفتح معه الموضوع وبذات الوقت تخشى ان ان تصطدم بحقيقة مؤلمة وهناك احساس بداخلها يتمنى ان يكون عاصي حقا لقد اشتاقت له بشدة على الرغم من انها متيقنة من انه هو تنهدت قائلة بتوتر اتشجعي كدة ياشجن هو سؤال وهترتاحي بعد كدة..
خرجت من مكتبها وسارت بأروقة المدرسة تتمنى ان تجد فراس امامها وبالفعل ظهر من العدم وتوقف امامها قائلا بأبتسامته البشوشة كيفك اليوم شجن إن شالله منيحة!!
بادلته البسمة بهدوء قائلة الحمدالله تمام..
دام صمت لثواني فأكملت حديثها بأسف مصطنع انا بعتذر عن الموقف بتاع امبارح دة وبالذات انه حصل قدام صاحبك يعني..
همس بحنو قائلا لك تؤبريني فداك أي شي المهم سلامتك..
ابتسمت له بأمتنان قائلة متشكرة يافراس كلك ذوق.. أحم بس هو انت شكلك تعرف صاحبك دة من زمان صح..
فراس بتذكر وحسن نية ايه بعرفه من شي 5 سنين..
شجن بالامبالاة مصطنعة هو عايش هنا مع اهله يعني اصلي اټصدمت شوية لما عرفت انه مصري..
فراس بحزن على حال صديقه لك والله ياشجن هو وحيد كليا ما إله حدا غيري من وقت ياللي عرفته وهو هيك..
آلمها قلبها عليه وهتفت قائلة بلهفة دون ان تستطع السيطرة عليها ليه!!
تنهد ببعض الاحراج قائلا بدك تعذريني شجن ما فيني أحكيلك أسرار رفيقي أسف..
شعرت هي الاخرى بالاحراج لانها تطفلت عليه بشدة فأبتسمت قائلة بتوتر احم انا اسفة جدا ولا يهمك.. انا هروح أكمل شغلي..
رحلت من امامه سريعا وقررت انها لن تبحث عنه مجددا فبالتأكيد قدرها سيجمعها به مرة آخرى.......
كنت أسير بين الدروب وحدي شاردا هائما على وجهي أبحث بكل الوجه عن ملامحک كطفل ضائع تائه يبتغي رؤية ملامح والدته حتى يحتل السلام قلبه الصغير ولكني لم أجدک وظللت هائما كالشريد دون مأوي فمتى سيحين وقت اللقاء يا مالكة القلب والروح
بعد مرور أسبوع حاولت شجن أن تنسى أمر عاصي وتترك الامر لتدابير القدر ولكن رغما عنها كان لا يفارق مخيلتها تتذكر كل لحظاتهما سويا منذ أن أحبته وبعدها زواجهما.. تذكرت عندما مرضت كيف سهر بجانبها تلك الليلة.. وأحساسها حين ذاك كانت تشعر بأنها تحلق بالسحاب.. وبعد أن وصلا للمشفي وأنجبت لمى اول طفل لها وقد تمنى حينها أن يكون لها أولادا وهي لم تتمنى يوما ان يكون لها اولاد من شخصا سواه.. لم يكن يمر يوما دون أن تتذكر ذكرى بينهما حتى آتى يوم اجازاتها استيقظت شجن مبكرا كعاداتها شعرت ببعض الطاقة السلبية بداخلها فلم ترد ان تبقى بالمنزل حتى لا ټنفجر بالبكاء مجددا.. نهضت من على فراشها وقررت ان تذهب للركض قليلا اليوم حتى تخرج هذه الطاقة السلبية انتهت من حمامها وارتدت زي رياضي محتشم من اللون الرمادي الداكن وحجاب أبيض رقيق ثم خرجت من المنزل استقلت سيارتها