رواية مكتملة بقلم سلمي محمد
تستحمو ...زمانكم تعبتو من كتر اللعب
وليد وأياد برفض في وقت واحد_ بس أحنا مش تعبنا لسه..
_ بس أنا تعبت وعايزه أرتاح
_ خلاص أحنا هندخل بس بشرط وغمز الى شقيقه أياد
رأت غمزة العين فابتسمت قائلة _ أتفقتو على أيه من ورايا...
وليد بخجل _ شوفتك بترقصي...
قاطع أياد كلامه _ هو قال رقصك أحلى وأنا بقولو رقص سنواويت أحلى...
قرصت أذن وليد بخفة وقالت بضحك _ عيب تبص على حد
همس بخفوت _ مانا خبطت وأنتي مش حسيتي...
همست هي الأخرى_ أذ كان كده أنت مش غلطان ...أنا لما برقص بنسى الدنيا واللي فيها....بطلع كل خنقتي وضيقي...
وليد بلهجة طفولية _ خليه يشوف أن رقصك أحلى ...
بقدمين حافيتين لمست الأرض بخفة... رقصت وبعد لحظات أندمجت بروحها وكامل حواسها...
عند ذلك الوقت توقفت سيارته أمام بوابة الفيلا...لفت أنتباهه صوتهم المرح...تصلب في مكانه عندما رأها من على بعد ...أقترب منها كالمغيب حتى أصبح على عدة خطوات منها...كانت حركاتها الراقصة رائعة...خفيفة...مبدعة...مٹيرة....كان الفرح يشع من عينيها...كانت تدور بسرعة هائلة فتحولت الى فراشة مرحة مٹيرة...شخصيتها نابضة بالحب...أنتفض في مكانه فلأول مره يرى السعادة في عينيها...
شعر بقلبه يصحو من سباته...ينتفض پعنف...رأها زنبقة تتمايل بقدها...ترقص حافية القدمين...كالمنوم مغناطيسيا وبدون أرادة منه خطى باتجاهها...يريد ألارتواء من ريحقها...
تملكها أحساس غيرمريح ...شيء أخبرها بوجود عيون أخرى متلصصة...نظرات غير مرغوبة...توقفت عن الرقص...تسمرت مكانها عندما رأته أمامها مباشرة...
قالت بانفعال_ أيه اللي جابك دلوقتي..
رد عليه بهدوء ظاهري لا يعكس مابداخله من
أشواق متقدة_ كنت جي أشوف الولاد أقبل ماسافر...
وليد بفضول _ هتركب طيارة
_ أيوه هركب طيارة
_أيوه ياوليد طيارة حقيقية
وليد مكررا كلامه _ حقيقية حقيقية
أبتسم أكنان بهدوء_ أيوه ياوليد...
وليد وأياد في وقت واحد _ خدنا معاك ...نفسنا نركب طيارة...
رد عليهم بلهجة ثابتة _ المرة الجاية....
وليد برجاء _ خليها المرة دي...
رد عليهم بلهجة حازمة_ قولت المرة الجاية يبقا المرة الجاية ...ثم أحتضنهم وقال برقة _ هتوحشوني أوني
نظرة زهرة الى أطفالها وقالت بابتسامة _ يلا عشان نستحمى ونغير هدومنا اللي أوتسخت...ثم أنحنت وحملت صغار ماشا...تحركت وتحرك كلا الصغيرين معاها...
نادى أكنان قائلا _ خلي بالك من نفسك ومن الولاد
أولتها ظهرها ولم تكلف نفسها عناء الرد عليه...أرتسمت على وجهها ملامح عابسة ثم زمت شفتيها بضيق داعية أن تتحمل رؤيتها دون أن ينقبض قلبها...
أختفت أبتسامته الهادئة ..وهي تمشي مبتعدة عنه...أنهار تماسكه...محدثا نفسه بحزن الى متى الى متى سيتسطيع التحمل...
تعلق بصر ناصر على حجرة الاشعة...منتظر خروج الطبيب بالأشعة الجديدة....أنفتح الباب وخرج الطبيب...لم ينتظر قدوم الطبيب اليه فتحرك مسرعا باتجاهه...
هتف ناصر بانفعال _ طمني يادكتور...
قال الطبيب بلهجة مطمئنة_ خير أن شاء الله...
سأل ناصر بأصرار_أنت بتقول خير ...هيفوق أمتى ...قولي هو هيفوق أمتى...
قال الطبيب بهدوء_ الأمل كبير أن شاء الله...
ناصر بلهجة مترجية _ طمني يادكتور...مادام الامل كبير ليه هو لحد النهاردة في الغيبوبة ...هو في حاجة وأنت مخبياه عني...
هز الطبيب رأسه نافيا_ مفيش حاجة...والاشعة اللي في أيدي بتقول أنه بيتحسن والورم حجمه قل عن الأول...الموضوع محتاج وقت وأصبر لحد مايفوق
ناصر بلهجة منفعلة _ هيفوق أمتى ...أعرف أبني هيفوق أمتى
حاول الطبيب التهدئة من روعه فقال _ أبنك مش أول حالة تقابلنا ...في أكتر من حالة كانت نفس نظام أبنك ومع العلاج فاقت من غيبوبتها...
كرر ناصر سؤاله _ أمتى هيفوق...
رد الطبيب _ معرفش أمتى
صمت للحظات ثم قال _ خلاص اعمله العملية
الطبيب بلهجة عملية _ العملية خطړ عليه...أحنا منتظرين نشوف هيفوق ولا لأ من غيبوبته...والعملية هتكون أخر حل قصادنا لو أستمر في غيبوبته كتير...أنت قصادك حلين ياالصبر يالمخاطرة ....والكلمة الأخيرة راجعة ليك...
تقلصت ملامح وجهه بالألم ثم قال_ أنا قصاد حلين أصعب من بعض...
قال الطبيب بهدوء_ هقول كلامي تاني...خلي العملية أخر حاجة...وهقولك حاجة كمان...الكلام اللي هقوله ليك...الدراسات اللي فيه مش مؤكده...
سأل ناصر بحيرة _ كلام أيه
_ العامل النفسي ممكن يكون ليه دور أنه يفوق من غيبوبته بجانب العلاج...أقعد معاه كلمه في أي حاجة...الأشخاص المقربين ليه يقعدو ويتكلمو معاه...الشخص اللي في غيبوبة بالرغم أنه مش بيحس ولابيشعر بأي مؤثر خارجه...بس في بعض الحالات ممكن الأشخاص دول الكلام ده يوصل لعقلهم...ويكون سبب في شفائهم ...حاول تتواصل معاه...أتكلم...ممكن يفوق...ودي نصيحة مني ليك ...ثم تركه الطبيب مغادرا...
دخل ناصر الى غرفة أبنه وأخذ ينظر له بحزن...فقد بهتت ملامح وجهه وهزل جسده...أرتسم على وجهه حزن هائل...فهو يرى أبنه يفقده أمام عينيه....لمعت الدموع بداخلهم وهو يتذكر ماحدث في منزله...
جذب الكرسي وأقترب به من الفراش وربت برفق على كف أبنه...قائلا بحزن _ فوق ياقلب أبوك...فوووق ومتسبنيش لوحدي...لو سابتني والله