رواية مكتملة سلسلة الأقدار بقلم نورهان العشري
و لكن قبل أن تغفو تمتمت بخفوت
بلاش تقول لماما
يا سليم
سليم بحنان
نامي يا حبيبتي و
إرتاحي و متشغليش بالك بأي حاجه
تقدمت أمينه و بجانبها جنه التي جلست أمام الطبيبة التي قالت بمزاح
ايه يا مدام هتسمي ولي العهد ايه بقي
تحدثت أمينه بلهفه
ولد يا دكتورة جنة حامل في ولد
الطبيبة بإحترام
احمدك يارب الف حمد و شكر ليك يا رب حازم الصغير جاي في الطريق
طمينيني يا دكتورة البيبي وضعه ايه
لا الحمد لله عال وأنا هغيرلك الفيتامينات و خلاص مبقاش محتاجين المثبت دلوقتي انتي داخله في الشهر الخامس عايزينك بس تهتمي بأكلك اكتر من كدا و طبعا
نبعد عن التوتر و العصبية و أي ضغوطات نفسية مش عايزين البيبي ييجي عصبي
حاجه أمينة انتي كويسه
امينة من بين دموعها
كويسه! دانا بقالي كتير مكنتش كويسه زي النهارده يا جنة
شكرا يا جنة انت حييتيني مرتين مرة لما أنقذتي حياتي و مرة لما خلتيني اشوف حفيدي و أحس بوجوده انتي لو طلبتي الباقي من عمري معزهوش عنك ابدا
أخرجهم من تلك اللحظات زامور سيارة مروان التي كانت تقف أمام البنايه في انتظارهم فتراجعت جنة للخلف و هي تناظر أمينه بخجل فتحدثت الأخيرة بنبرة مبحوحة من فرط البكاء
اومأت جنة برأسها و تقدمت تمسك بيد أمينة إلى أن وصلوا إلى السيارة فتوجه مروان ليفتح الباب الي أمينه و قد كانت نظراته لا تفسر فسألت الأخيرة قائله
في حاجه يا مروان ولا ايه
مروان بلهجة جافة
لا يا مرات عمي مفيش حاجه هيكون في ايه
باقتراب مروان منها و الذي قال بصوت خفيض وهو يمد لها هاتفه خلسه
اكتبي رقمك هبعتلك عليه رساله ضروري
تفاجئت جنة من حديثه و لكن نظراته أخافتها فكتبت رقم هاتفها و ناولته إياه فأخذه و الټفت يجلس بكرسي السائق و أخذ يعبث بالهانف قليلا فوصلتها رسالة نصية برقت عيناها
اوعي تبيني اي حاجه علي وشك و تتعاملي عادي حلا عملت حاډثه كبيرة و هي في المستشفى مش عايزين مرات عمي تحس بحاجه خلي بالك منها و من ريتال النهاردة
التفتت تناظره پصدمه و لا تعلم ماذا عليها أن تفعل فقامت بكتابة رسالة نصية فحواها
انت بتقول ايه حاډثه ايه طب هي عامله ايه دلوقتي و مين معاها
كان مروان يراقبها و ارتسمت تعبيرات السخرية علي ملامحه و لم يجيب علي رسائلها بل زفر بحنق و رفع أنظاره إلي ريتال الجالسه في الخلف و قال بتهكم
ربنا ادانا العقل عشان نستخدمه يا ريتال هرد علي الرسايل ازاي و أنا سايق يا اغبي اخواتك
تفاجئت ريتال من حديثه و قالت پصدمه
اي يا عمو و أنا مالي و مال تليفونك و رسايلك
مروان بنفاذ صبر
خلاص يا ريتال انا بس بنبهك
ناظرته جنه بحنق و قالت من بين أسنانها
والله ما في حد هنا غبي غيرك
سمعها مروان فصاح بحنق
والله انك عايزة ضړب الجزمة يا ريتال
صړخت الفتاه بإستهجان
ليه يا عمو هو انا عملتلك ايه
هنا أدخلت أمينه قائله پغضب
انت متخلف يا ابني هي البنت كلمتك ماهي قاعدة تلعب بألعابها اهيه ايه العبط الي بييجي عالمسا دا
اغتاظ مروان من حديث أمينه و لم يستطيع الرد و جاءت كلمات جنة الشامتة لتزيد من غضبه حين قالت
أحسن
خرجت الكلمات منه غاضبه و مضحكه في آن واحد حين قال
يك احسن في عينك يا قزمه انتي
لحسن حظه لم تسمعه جنة التي انشغلت برساله نصية جاءت علي هاتفها كانت من آخر شخص توقعته
مروان اكيد قالك علي الي حصل لحلا خلي بالك من ماما و اوعي تحس بحاجه لحد ما نرجع و مش محتاج أقولك هعمل فيكي اي لو خالفتي أوامري
اغتاظت من وقاحته و علي الفور قامت بإرسال رد لازع يشبه وقاحته
مابخدش أوامر من حد و لو هعمل كدا فدا عشان الحاجة أمينه متتعبش و ياريت
تطمني علي حلا عاملة إيه دلوقتي
لم يجبها فقد كان غاضبا للحد الذي يجعله يريد قطع المسافه الي منزلهم و كسر
ها جراء أفعالها الحمقاء التي دائما ما يدفع ثمنها
رنين هاتفه أخرجه من شروده فأجاب حين وجد المتصل مؤمن
اذيك يا مؤمن
اذيك يا سليم بيه عامل ايه
سليم مجيبا
تمام الحمد لله طمني عليكوا
اختار بما يخبره فأجاب بتوتر
بصراحه دا الي اتصلت بيك عشانه يعني عدي وانا كنا عايزين نتكلم معاك شويه لو ينفع تيجي ل عدي المستشفى هو كان عايزك!
سليم بإنتباه
مستشفي ايه ماله عدي
مؤمن بإرتباك
هو كويس يعني بقي كويس بس عايز يقابلك ضروري لو ينفع
سليم مقاطعا إياه
ابعتلي اسم المستشفي يا مؤمن و أنا مسافة السكة و هكون عندك
كان في طريقه الي سيارته حين تقابل مع مروان الذي اتي في الحال حتي يطمئن علي حلا فاوقفه سليم الذي قال بخشونة
تطلع تقعد جمبها لحد ما اجيلك و اياك تسبها و لو لحظة واحده
أوشك مروان علي الحديث فاوقفته كلمات
سليم المتوعدة حين قال
و لا كلمه أنا اساسا مش طايقك و أمنية حياتي دلوقتي اكسر رقبتك فأحسنلك متضايقنيش اكتر من كدا
ابتلع مروان كلماته بداخله و رسم ضحكه بلهاء مستفزة علي ملامحه و هو يومئ برأسه مما جعل سليم يناظره بحنق قبل أن ينطلق في وجهته
كانت تجلس أمام المرآة تناظر مظهرها الرائع و الجديد كليا عليها فقد أصر علي شراء اغلي ثوب بالمحل بل إنه لم
يكتفي بثوب واحد انما اشتري العديد من الأشياء التي يعلم بأنها ستعجبها و قد اندهشت كثيرا من كونه يعلم ذوقها الي هذا الحد و بالرغم من أن جميع الأشياء لائمتها إلا أنها كانت تشعر بأنها غريبة عليها لم تعتد الترف و لا دفع كل تلك الأموال في تلك الخرق البالية لم تعتد البزخ في العيش و لم تشعر بأنه يناسبها و لكن حين حاولت الرفض أتاها رده الذي كان بلهجة ناعمة كثيرا لا تشبهه
عشان خاطري يا فرح اقبلي مني الحاجات دي المرادي انا مش بأمرك انا بطلب منك و بتمني انك متكسفنيش
بالفعل كان هناك رجاء صامت في عيناه لم تلمحه من قبل! جعل كل مقاومتها تتلاشى و صلابتها تضعف و قد كان هذا الضعف هو أكثر شئ تبغضه في هذه الحياة و اصبح داءها الذي يلازمها منذ أن عرفته و لكنها الآن اختارت الضعف بملئ إرادتها لمجرد توسل لعين لامسته بعيناه!
من المؤكد أنها تمثيلية إخراجه و تأليفه و تظنه الآن أنه يسهر منها وومن غبائها
تلك الساذجة التي يسيطر عليها ببضع نظرات حانيه متوسلة!
ذلك الرجل أصبح خطړا عليها ينبغي منها الهرب منه و من كل شئ يحمل رائحته فلا طاقة لها بچرح آخر و لا خذلان آخر فصفعه واحدة في الحياة تكفي !
زفرت بتعب قبل أن تحس قدماها علي الحركة و إرتداء ذلك الوشاح الأنيق من الفراء الثمين الذي لم يمانع صاحبه في دفع الكثير من النقود حتى تتلفح به لليلة واحدة فارتسمت ابتسامة ساخرة علي ملامحها قاطعتها دقات على باب الغرفة كان لها صدى قوي بداخلها وكأن كل قراراتها التي اتخذتها منذ قليل بدأت بالتلاشي حين استشعر قلبها وجوده لذا حاولت أخذ عدة أنفاس متتاليه علها تهدئ من ضجيجها قبل أن تقول بتحفيز
اهدي يا فرح الي انتي هتعمليه دا هو الصح انتي مفكيش حيل لچرح جديد و المرادي هتكون فيها نهايتك !
أخذت عدة ثوان للسيطرة علي نفسها قبل أن تتوجه بخطي ثابته الي باب الغرفة و قامت بفتحه لتجد نفسها تقف وجها لوجه مع أوسم رجل قابلته بحياتها تلك الجملة التي دائما ما تخطر ببالها حالما تقع عيناها عليه و لكنها نفضت عن رأسها كل تلك الترهات و رسمت ابتسامة متحفظة لتتفاجئ من كلمته المازحه مع رفعة من حاجبه الكثيف
أنسة فرح عمران !
رغما عنها اتسعت ابتسامتها من مزحته و طار تحفظها كالهباء المنثور و لكنها سرعان ما تجمدت علي حين سمعت كلماته التي تحوي الكثير و الكثير
تعرفي ان ضحكتك حلوة و الأحلي منها عنيك خصوصا لما بيبقوا عاملين كدا
تاهت بين كلماته و معانيها و ملامحه و نظراته التي كانت تحاوطها بشكل لم تعهده مسبقا و لكنها توقفت عند آخر جملته و قالت بعدم قهم
عاملين ازاي
أجاب بكلمة بسيطة كانت كفيلة بزعزعة كل شي بداخلها
صافيين
لم تستطع فهم ما يرمي إليه فتابع قائلا بصوت أجش
لما بيكونوا صافيين بيضحكوا ضحكه حلوة اوي وده مبيحصلش غير في حالة واحدة بس
اللي هي
كانت تتلهف لإجابه تروي ظمأ قلبها و لكن كالعادة لا يعطيها الجرعة المطلوبه كامله بل نظر إلي ساعته و امتدت يداه تمسك برسغها و هو يقودها في طريقهم الي الحفل قائلا بفظاظة
مكنتش مفكرك بتاخدي وقت قدام المرايا زي
باقي الستات
وصلوا إلي الحفل فشعرت بالرهبه لا تعلم السبب لذا قالت بخفوت
سالم بيه
أجابها مصححا بينما عيناه مسلطه علي عيناها بقوة
سالم بس يا فرح
اومأت برأسها دون حديث فتابع قائلا بخشونة
تفضلي جنبي طول الفرح و لو اي حد طلب منك ترقصي معاه ترفضي رفض قاطع و تقوليلي عشان اكسر دماغه اتفقنا
لم تستطيع منع الإبتسامة من الوصول إلي و قد كان هذا ما يريده فقد لمس رهبتها من تلك الأجواء و أراد تخفيف وطاة ذلك عليها و لكن ما أن رأى ابتسامتها حتى قال بغزل
مبطن
بلاش عنيك يضحكوا الضحكة دي قدام حد
نجح في ازاله رهبتها و لكنه زلزل ثباتها فتنهدت بعمق قبل أن يدخلوا الي الحفل الذي لم يكن صاخبا و لكنه كان ملئ بأناس من المجتمع المخملي يرتدون اغلي و افخر الثياب و الحلي و ېدخنون اغلي انواع التبغ الذي كانت رائحته تشعرها برغبة في القيء و لكنها جاهدت حتى تظل بمظهرها اللامبالي و ظلت بجواره حتي انتصف الحفل و لكنها لم
تعد قادرة على التحمل فقد شعرت بالإختناق لذا حين وجدته انخرط في الحديث مع مجموعة من رجال الأعمال تسللت خفية إلى الشرفة تريد استنشاق الهواء الطلق الخال من رائحة النفاق الممزوجة بعطور ثقيلة لم يستطيع أنفها تقبلها فتلك الأجواء تصيبها بالغثيان دائما
كان الهواء عذب يتلاعب بخصلات شعرها الحريرية و ردائها الأسود اللامع الذي