الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية سراج الثريا للكاتبة سعاد محمد سلامة

انت في الصفحة 11 من 68 صفحات

موقع أيام نيوز


نهض واقفا وحسم قراره المتحكم 
ذهب نحو دولاب الملابس 
تآنق بزي عصري وستره صيفية شمر عن ساعديةثم وقف ينثر عطره المفضل الذي كان نسي رائحته منذ سنوات لوهله وقف ينظر لإنعاكسه بالمرآه 
وسخط من نفسهتعود على الزي العسكرية الذي أصبح مثل جلد آخر له تنهد بآسف ثم لم يهتم وغادر الغرفة يبتسم بترقب بالتأكيد يتوقع رد فعل والده حين يخبره بما عزم عليه 

بمنزل ثريا 
إنتهت من إرتداء ثياب ملائمة بسيطة ومرتبة بآناقة دون تكلف وخرجت من الغرفة تقابلت مع والدتها التي تقوم بتنظيف المنزل التى وقفت تنظر لها سائلة 
رايحة فين دلوك يا ثريا 
وضعت ثريا حقيبة يدها الصغيرة على كتفها الآيسر وأجابتها 
رايحه المحكمة فى زبونه هتعملي توكيل فى قضية
شهقت نجيه قائلة 
وجضية إيه دي اللي هتروحي عشانها المحكمةإنت لسه الچرح فى راسك ملتأمش وناسية الدكتور جال إن بلاش تتعرضي للإجهاد الخبطة اللى في دماغك مكنتش شويه سبحان من نجاكي لو مكنش سراج العوامري 
قاطعتها ثريا بنهي 
بلاش سيرة شهامة سراج العوامري لآن الصفة دى عمرها ما كانت فى أي بني آدم من عيلة العوامري ومتقلقيش أنا بجيت زينه وكمان مش هتأخر يادوب مسافة السكه وعمل التوكيل هتوكل على الله الست زمانها وصلت المحكمة 
غادرت ثريا دون الإهتمام بشيئ لديها يقين أن ما حدث لم ينتهي وبالتأكيد مازال وسيظل هنالك محاولات أخرى لإخضاعها وجبرها على بيع قطعة الأرض تلك 
ذهبت ثريا نحو موقف سيارات البلدة توقفت حين سمعت صوت رنين هاتفها الخاص أخرجته من الحقيبة ونظرت له كان رقم شبهت عليه 
قامت بفتح الإتصال كما توفعت هوية ذاك المتصل سمعت لحديثه بعد أن عرف نفسه انه مدير ذاك البنك التى ذهبت إليه قبل سنوات 
أستاذة ثريا حضرتك فى مشكلة خاصة بحساب حضرتك عندنا هنا فى البنك ممكن تشرفينا عشر دقايق نحل المشكله 
زفرت بحنق سائله 
إيه هي المشكلة دي ممكن تقولى عليها 
أجابها بدبلوماسيه 
حضرتك مش هينفع نتكلم عالموبايل مشكلة بسيطة ومش هتاخد
من وقتك كتير 
تنهدت بإمتثال 
تمام الساعه إتناشر هكون عندك فى البنك 
أغلقت الهاتف وقفت للحظات تزفر نفسها بضجر نظرت الى إحد سيارات الآجرة ثم سارت نحوها صعدت تجلس على أحد المقاعد المجاورة لأحد شبابيك السيارة 
شعرت ببعض الحرارة تغزوا جسدها فتحت ذاك الشباك دلف هواء ساخن لكن رطب تلك الحرارة التى تتأجج بقلبها وجسدها أغمضت عينيها لوهله سرعان ما فتحتها خشيت من هطول تلك الدمعة التى تكونت بعينيها وذكري بداية طريقها البائس بين أنياب ثعلب قذر ومخادع ظنت فى البداية أن الحياة قد صفحت عن بؤسها السابقلم تكن ترغب بأموال ولا
شئ موافقتها على الزواج من غيث كانت بحثا عن سند تستطيع الإتكاء عليه وتحتمي به من غدرات الزمنلكن هو كان ثعلبارسم الفخ للدجاجة بإجادة
تذكرت ذاك اليوم 
قبل ثلاث سنوات تقريبا 
تبسمت حين سمعت رنين هاتفها كانت تقوم بتنظيف المنزل تركت ما كانت تفعله وهرولت بقلب فتاة بسيطة نحو مكان هاتفها سرعان ما ردت بعد أن وجدت إسم غيث 
سمعت منه بعض كلمات الغزل دون تطاول منه كان جيدا فى الخداع 
ثم قال لها 
عشر دقايق تكوني جاهزة همر عليك أخدك ونروح مشوار 
سألته بإستفسار 
هنروح فين 
أجابها بمكر عاشق كاذب 
هخطفك ساعة بس مفجأة هتعجبك أوي يلا يا حبيبتي قدامك عشر دقايق بس وهتلاقينى بضړب على تنبية العربيه ولو إتأخرتي أكتر مش هبطل إزعاج للمنطقة 
تبسمت بإنشراح قائله 
لاء وعلى إيه هلبس بسرعة 
تبسم بمكر سائلا بوقاحة أحيانا يتعمدها كي يتلاعب بمشاعرها البريئة والمتعطشة لكلمات فقط تطرب قلبها 
فعلا قبل عشر دقائق سمعت صوت تنبية سيارة غيث خفق قلبها بشدةخرجت من الغرفة تقابلت مع سعديه التى دخلت للتو نظرت الى ثريا سائله 
رايحة فين 
تبسمت لها بعين لامعه بالخجل 
غيث بره يا خالتي خارجين سوا 
شهقت سعديه قائله
خارجين لوحدكم كده إستني هتصل على فاروق إبني يجي معاك 
نظرت لها نجية قائلة 
فاروق إيه يا سعديه اللى يروح معاهم إنت ناسيه إن غيث وثريا مكتوب كتابهم يعني مراته روحي يا ثريا غيث مش مبطل صوت زمارة العربية 
إنطلقت ثريا للخارج بينما نظرت سعدية ل نجية لائمة
ولو حتى لو كاتب كتابها المفروض برضك يبقى فى حدود شويةلحد ما يتجوزا وتروح دارهلكن خروج إكده عيبكمان أنا جلبي مش بيرتاح للى إسمه غيث ده حساه منافق جوي 
تهكمت نجية
وإنت من ميتى جلبك بيرتاح لحدا يا سعديةوخلاص كلها كم يوم ويتجوزواكمان ثريا مش صغيرة وتعرف إيه العيب ومهتعملوش واصل 
تهكمت سعدية ساخطةتهمس لنفسها
ثريا مش صغيرة بس جلبها محتاج لساه بيحلم 
بينما خرجت ثريا توجهت نحو سيارو غيث الذي رغم أنه رأي خروجها من المنزل لكن مازال يدق على تنبية السيارة مزحا منهركضت سريعا فتحت باب السيارة وصعدت مبتسمة تقول بمرح
كفاية إكده الناس هتجول إيه 
نظر نحوها بعين ثعلبية وترك جهاز التنبية ومد يده جذب يدها ثم نظر الى وجهها يزداد قلبه شغفا بنيلها الآن وهي متوردة الوجه بهذا الخج لكادت تغيب عن الوعي وهو يقترب بوجهه منها لكن إنتبهت حين أخطأ وضغط بيده على جهاز تنبية السيارة أعادها للواقع سحبت يدها وعادت برأسها تتكئ على مسند المقعد سائله بخفوت
جولي هنروح فين 
تنهد بشبه نرفزة وإحتقنت ملامحه قائلا
مفاجأة أما نوصل هتعرفي 
قاد السيارة يتساير معها باحاديث يتعمد أن يتلاعب بقلبها العطشكآنه يعلم ما ينقصها ويحاول اللعب به علي مشاعرها 
كانت تخجل من حديثه ونظرات عيناه وتصمت الى أن توقف بالسيارة بعد قليل
قائلا
وصلنا بسرعة كان نفسي الطريق يطول 
نظرت الى خارج السيارة تستعلم المكان كانت السيارة واقفه أمام بمنطقه بها بعض البنايات كذالك أحد البنوك 
ترجل من السيارة
قائلا
يلا
إنزلي 
سألته بترقب
هنروح فين هنا المنطقة كلها عمارات خاصة 
مش شايفة البنك دهيلا إنزلي بلاش تضييع وجت المدير فى إنتظارنا 
دون فهم ترجلت من السيارة وذهبت معه الى أن دخلا الى غرفة مدير البنك الذى رحب بهبالطبع فهو معروف بسبب سيط عائلة العوامري 
وجهها للجلوس على أحد المقاعد ثم
جلس مبتسما بتعالى يضع ساق فوق أخري ونظر الى مدير البنك الذي تنحنح قائلا
كل اللى طلبته يا غيث بيه جاهز على إمضة الأستاذة 
مازالت لا تفهم شئ الى أن وضعت السكيرتيرة تلك الاوراق أمامها نظرت لهاثم نظرت الى غيث مستفسرة
أمضي على إيه 
نظر لها ونهض مبتسما وإنحني هامسا بنبرة أمر
ده اوراق فتح حساب فى البنك بإسمك 
إندهشت سأله
حساب بإسمي أنابس أنا 
قاطعها بأمر وبصوت أجش ناعم فى نفس الوقت
حبيبتي أمضي عالاوراق 
كآنه كان ساحرابتلقائية منها قامت بالإمضاء على تلك الأوراق التى لحسن حظها قرأتها بعجالة منهاوهي تبحث عن مكان وضع إمضائها 
عودة للحاضر 
شعرت بتوقف سيارة الآجرة 
عادت من تلك الذكري تهكمت على نفسها بسخط كيف كانت ساذجة الى هذا الحد وصدقت كڈب وإدعاء غيث تنهدت تخبر عقلها
كم كنت ساذجة وهو كان مخادعا جيد لا بل بإمتياز 
ب دار عمران العوامري
غرفته هو وزوجته التى كانت تجلس أسفل قدميه تقوم بتدليكهما بالماء والملححين سمع نهضت حين سمع صوت طرق على باب الغرفة أخرج قدميه من الماء قائلا بجفاء 
كفاية إكده 
جذبت تلك المنشفة التى كانت على أحد كتفيها ونشفت له قدميه تأفف قائلا 
بلاه عالعوج عالصبح روحي إفتحي باب الاوضة 
فتحت الباب ورسمت بسمه بينما تنحنح سراج الواقف على جانب الباب قائلا 
صباح الخير أبوي صاحي 
أومأت له بود بينما تحدث عمران من الداخل قائلا 
إيوه صاحي إدلى إدخل يا سراج 
ثم أمر زوجته قائلا
إنزلى جهزي الفطور 
أومات له وغادرت بينما 
دلف سراج الى غرفة والده الذى نظر ل
ب فخر قائلا بمدح 
تعالى يا سراج رفعت راس العيله
البلد كلياتها ملهاش سيرة غير عن شهامتك وعن إنك أنقذت بت الحناوي 
العوامري هتبجي على كل لسان فى خط قبلي كلياته 
بداخله إستهزأ من مدح وفخر والده وتيقن أن ما فعله كان صحيح تزيف حقيقه أسهل شئ من ظهر أمام الناس أنه حامي العرض هو من هدد بسلبه 
لولا أن بدلت هي الحقيقه وخالفت توقعه 
نظر لوالده قائلا 
أنا قررت أتجوز من ثريا الحناوي 
بمنزل مجدي السعداوي
وضعت حنان الطبق الذي كان بيدها فوق طاولة الطعام ثم جلست هي ووالدتها بعد أن إنتهين من وضع جميع الاطباق وجلوس مجدي يترأس الطاولة يمد يديه يتناول الطعام 
ثم تنحنح سائلا ولده 
إنت مش بتروح المحلج ليه تساعد حفظي واد عمك 
رد عليه 
إنت عارف يا أبوي إنى السنه دي فى الثانوية العامة والدروس خلاص بدأت 
تنهد بشبه نرفزة قائلا 
والدروس اليوم كلياته 
ردت زوجته 
ده بيطلع من صباحية ربنا يرجع عشيه هلكان
تهكم مجدي قائلا 
خليك إكده طبطبي عليه لحد ما يفسد انا عاوزه
يتعلم من حفظي الشغل ويبجي إيده اليمين 
تفوهت وليتها ما تحدثت حنان
يا أبوي اخوي نفسه يدخل كلية التجارة عشان إكدة يبقى يمسك الحسابات بتاع المحلج إنما مالوش فى شغل التنفيه والشيل والحط 
تهكم مجدي پغضب قائلا 
كان عينكم محامين عنه وإنت كمان ما عارف إيه الحظ ده كل ما أتفق أنا أخوي على ميعاد للخطوبة تحصل حاجه تأجل الموضوع آخرها العميل اللى بنشتغل إمعاه فى مصر بيجول إن البضاعة اللى وصلت له ناجصه أهو حفظي راح يتوكد بنفسه ولما يرجع مش هننتظر بس إياك النحس يتفك 
خفق قلب حنان بهلع وهي تدعي بقلبها أن يستطيع آدم إقناع والدها بإتمام زواجهم والتخلي عن تلك الفكره المترسخة برأس والدها فالمۏت أفضل لها من الزواج بذاك الوقح حفظي الذي لا يمتلك أي أخلاق 
بمنزل زوج ولاء
تبكي عيناه بغزارة ونحيب يشبة ندب النساء فى المآتم 
يتمعن النظر الى الصورة لذاك الشاب اليافع ذو التاسع عشر عام كان يرتدي معطفا طبيا أمنية حياته تحققت أن يدرس الطب كان متفوقا عن حق كان على خلق لا يعلم كيف إنجرف بتيار السمۏم البيضاء المخډرات
وأدمنها لتؤدي الى ۏفاته بجرعة زائدة من تلك السمۏم أنهت الامل باكرا 
ولده الوحيد أهلكته السمۏم كيف وصلت إليه هو كان مستقيما عكس ذلك 
نحيب وندب أشعل الڠضب والضجر بقلب تلك الجاحدة التى دخلت الى تلك الغرفة الخاصه بإبن زوجها الذى رحل قبل سنوات إحتقنت ملامحها بجمود وتفوهت بجحود 
هنفضل إكده لحد مېتي إنت إكده بتعذبه فى قپره حافظ على منظرك جدام الخدامين لما يسمعوك بتنوح إكده كيف الحريم بالعزا 
رفع عيناه عن تلك الصورة ورمقها بعذاب قائلا 
ولدي الوحيد مستكترة إنى أحزن عليه 
تفوهت بضجر 
حاسه إن عقلك هيخف عن قريب ولدك بجاله أكتر من ست سنين مېت كفاية إكده انا زهجت من النكد اللى عصحى عليه كل يوم وكفاية نواح النهاردة يلا جوم فى مشكله فى محلج الكتان اللى إهنهوعمران جالى إنت اللى هتحل المشكلة دي 
علق تلك الصورة على الحائط وهو مازال يشعر بعذاب قلبه ممتثلا لأمرها وجفف دموع عيناه بمحرمة من القماش ثم خرج من الغرفة بينما هي زفرت نفسها بضجر وتفوهت بجحود قائله 
كآن الحظ العفش مهيخلاش عني واصل 
جاب معاه النكد كمان 
ب مركز الشباب
بصالة التدريب كان جسار يحمل حقيبة ملابس على كتفيه
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 68 صفحات