رواية مكتملة بقلم شهد جادالله
حين وكأنه أراد أن يكلل تلك اللحظة الحالمة لتطبع بذاكرتهم للأبد أن يصها ويغادر المكان بينما هي كانت تحمد الله كونه منحها فرصة أخرى كي تبدأ من جد وأزال تلك الغشاوة عن اها فتقسم أنها لن تستسلم لشيطانها مرة أخرى فقد أدركت أخيرا أن خطيئتها لم تكن بريئة ولم تكن مبررة كما كانت تعتقد بل كانت أثمة ويتوجب عليها أن تتوب عنها وتطلب الغفران من ربها أن تودي بها وتجعلها تخسر أكثر شخص يعني لها و لا تتمنى خسارته.
أما عن ذلك الساخط صا الحالة المذرية فقد مر عليه الليل بصعوبة بالغة لدرجة أنه كان يشعر أن حتى الوقت يتأمر عليه ويرفض أن يمر ولكن حين اتى الصباح ومر عليه أربع وعشرون ساعة كاملة حمد ربه كونه سيرى النور مرة أخرى و ترحيله إلى النيابة كي يتم التحقيق معه استغل تلك المكالمة التي يمنحها روح القانون للمحتجزين وهاتف يامن كي ينجده ويجلب أحد ينوب بالدفاع عنه ولكن لم يتمكن من التواصل معه لذلك اضطر أن يهاتف منار ويخبرها بما حدث ويطلب منها أن تبعث له محامي كي يؤازره ويلحق به لسرايا النيابة وبالفعل يوم طويل بين تحقيقات وإجراءات روتينية استنفذت طاقته بالكامل تم إخلاء سبيله بضمان محل إقامته لحين النظر بالقضية التي حدد لها جلسة شهر من تاريخه.
ممكن أعرف انت ازاي تخبي عليا حاجة زي دي
لم يجيبها بل كان يطالعها ب غائرة متخاذلة يستغرب كيف تناست أن تتسأل عن حاله أولا ان تغدقه بتلك الأسئلة المقيتة خاصتها لذلك همس بعتاب وبنبرة لائمة
طيب مش تطمني عليا الأول يا منار
قلبت اها
و تأففت قائلة تخفاف وبلا مبالاة ذكرته بمواقف مشابهة
افففف هيكون حصلك إيه يعني!
كادت ولكن اقشعر ها ووضعت ها على فمها قائلة بتقزز وبنبرة مشمئزة جعلته يود أن تنشق الأرض وته بجوفها
يععععع إيه القرف ده ريحتك بشعة...
اعمليلي حاجة تريح معدتي وياريت تحلي عن دماغي وتخليك بعة عني انا أصلا مش فايقلك
دبت هي
الأرض بغيظ وغمغمت ما أن أغلق باب المرحاض
ماشي يا سونة بتتشطر عليا أنا... كنت اتشطر على اهوكة السهونة بتاعتك اللي رمتك في الس.
عاد بها ليلة حالمة لم يكن في ا خيالاته أن تكون بتلك الروعة وأن يحظى بتلك الكلمة التي أحيته بها فقد أطفئ المقود ونظر لها وهي غافية بجانبه بنظرات متمعنة عاشقة ثم همس ببحة صوته المميزة وهو يزيح بأنامله خصلاتها التي تدلى على ها
على السلامة
رفرفت بأهدابها حين وصلها همسه وردت بنبرة ناعمة تحمل أثر النوم
الله يسلمك يا يامن
حانت منه بسمة ماكرة وتساءل بمشاكسه وب مسبلة
يامن حاف كده
قصدك إيه مش فاهمة
يعني مفيش يبي روحي قلبيي أي حاجة من الحاجات اللي كنت بسمع عنها دي وھموت واجربها
نكست رأسها بخجل وضحكت تلك الضحكة التي استعادت رونقها من جد وأصبحت أكثر فتنة من ذي وهمست
أنت اكتر من كل دول ومفيش كلمة هتديك حقك
تهللت اساريره بة و هتف بخفة أضحكتها
ياريتك ما نطقتي قلبي حاسس بيه هيقف حتى شوفي...
الشړ عليك يا يبي
باغتها مشاكسا وهو يد على كف ها
يبي ...يالهوي عليا وعلى اليوم اللي مش هيخلص غير وهو جايب أجلي
ست ها وهدرت بخجل وهي ا
بطل رخامة بتحرجني ويلا ننزل
علشان نقفل البوابة باين عليه عم مسعد نام ونساها
نفى برأسه وقال ب مسبلة تهيم بليل اها وبتنهات مسهدة اربكتها
نادين طول عمري مؤدب مش كده! واظن انك تشهديلي بده وعمري ما فرضت عليك حاجة
أومأت برأسها تؤ حديثه وهي تستغربه بينما هو أكمل بنبرة عابثة وه لاتح عن غايتها
أصل اللي هعمله دلوقتي ملهوش دعوة بالاحترام واحتمال يخليك تغيري رأيك
وقت ليس بقليل
مچنون...
عايزك تتعودي على الجنان علشان مفيش حاجة هتقدر تحجمني وتخليني اخبي مشاعري النهاردة
حانت منها بسمة باهتة لم تصل لاها فقد ذكرها حديثه في تلك السنوات التي
اهدرتها بتمردها عليه فحق كانت غبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى فكيف كانت غافلة عن ذلك الشعور الرائع وعن تلك السعادة الغامرة التي تنعم بها الآن.
و جلد ذاتها لعدة ثوان همست وهي تكوب وجنته بنبرة نادمة
هتغير يا يامن وأوعدك هنعوض كل اللي ضاع مننا بس أنت ساعدني واوعدني أنك مش هتسبني مهماحصل
نفى برأسه وكأن ما قالته هو اتحيل به وقال بكل إصرار دون لحظة تردد واحدة
اك...ده أنت روحي يا نادين حد ي روحه
نمت بسمة هادئة وعقبت بنعومة
ربنا يمك ليا يا يبي
تحمح هو يجلي صوته وكرر مشاكسا
يبي تاني ... لأ كده كتير عليا وأنا بصراحة مش ضامن نفسي
لأ كفاية فضايح النهاردة ويلا ندخل البيت