رواية مكتملة بقلم ناهد خالد
وجلست فوقه أخرجت هاتفها وبدلت الشريحه التي به لأخري.. دقت رقم أحدهم وانتظرت الرد..
_السلام عليكم.
_وعليكم السلام ازيك يابشمهندس.
_الحمد لله يابشمهندسه.
_ها في جديد سليم كلمك
_ لأ هو من وقت ماجه وسألني عنك من شهرين تقريبا مشفتوش..
_تمام شكرا..
أغلقت معه وأزالت الشريحه وأعادت الأولي.. نظرت أمامها وهي تتنهد بشرود.. لما لم يتمم سليم اجراءات طلاقهما للآن! ولما ذهب لمدير شركتها السابق وسأله عنها في اليوم التالي لسفرها وأخبرها أنه كان متعصب وغاضب وفلت منه بأعجوبه بعدما أنكر معرفته لمكانها الحالي.. ماذا كان يريد منها ولما بحث عنها! أسأله كثيره بعقلها لا تجد لها أي إجابات!..
_بعدين بقي هو أنا مش مكتوبلي اشيلك من تفكيري خالص!..
عن أي نسيان تتحدث وهي تتذكره كل يوم قبل أن تخلد للنوم وأثناء يومها تجد نفسها شردت به فجأه وكأن لعڼته لن تتركها حتي بعدما تركت البلده بأكملها!.
_________ناهد خالد ________
_عاوزه ايه يا معتصم دلوقت
قالها سليم بملل ونفاذ صبر وهو يتحدث لصديقه..
_هو أنت مكنتش موجود وأنا بقاله أني مسامحه!
_اومال ليه مش عاوز ترجع البيت بقالك شهرين قاعد في الفندق!
تنهد بحزن وهو يقول
_مش عشان بابا يا معتصم الموضوع خاص بيا..
رد باصرار
زفر پاختناق يقول بشرود ظاهري
_أنا وعدت نفسي مش هدخل الجناح إلا وداليا معايا..
هدأت ثورة معتصم ونظر لرفيقه بحزن وقال
_طيب أنت قولت الجناح مش الفيلا! ارجع وعيش مع عمي في الدور الي تحت..
تنهد يقول
_هفكر..
_لسه مفيش أخبار
_لأ..
أكمل پغضب وقسماته وجهه تحتد
_الحيوانات الي بعتهم روما مجابوش ليا معلومه واحده من هناك.. حاسس ان كل الي عملته علي الفاضي.. يعني روحت بقسيمة الجواز المطار وكلمت ظابط معرفه لحد ما عرفت أنها حجزت في الطياره الي رايحه روما.. وبعهم عشان يحاولوا يوصلولها بس مفيش فايده...
أغمض عيناه بتعب وقال
_يمكن..
هتف معتصم بجديه
_سليم أنا عارف أنك بتحبها ومتأثر جدا بغيابها بس الشغل ملوش ذنب أنت منزلتش الشركه غير عشر ايام في الشهرين الي فاتوا وده غلط لازم تنزل تساعد عمي وتتابع شغلك..
_معنديش شغف لحاجه ومعنديش خلق أتابع حاجه ولا انهك نفسي في حاجه كفايه تفكيري الي مبينيمنيش..
_ماهو عشان كده لازم تنزل الشغل اكتر حاجه هتلهيك عن التفكير صدقني وهيفيدك..
أمسك رأسه بكفيه وهو يفركها بقوه وقال
_أجل كلام دلوقتى أنا عندي صداع رهيب ومش قادر اتكلم.
تجاهل حديثه وهو يقول بشرود
_تفتكر عايشه ازاي هناك وهي لوحدها ومتعرفش حد تفتكر عارفه تمشي حياتها خاېفه من الغربه اكيد وهي في مكان غريب ومتعرفش حد فيه.. مش عارف حالتها ايه دلوقت!
_اكيد حالها صعب ربنا معاها ياصاحبي أن شاء الله خير..
قالها معتصم بحزن وهو يربت علي كتف سليم بمواساه ..
_________ناهد خالد _______
كانت تتحرك بأرجاء المطبخ برشاقه وهي تدندن
و أديني سيبته و شوفت أهو محصلش حاجة
و الوضع فعلا مختلفش في أي حاجة
باكل و أضحك بشتغل وأعمل كل حاجة
لأ لأ مش زعلانة و كئيبة
مش ماسكة صورته وبتقهر زي العبيطة
و لا ماشية و بخبط دماغي في كل حيطة
مبردش عاللي يقولي كلمة جت بسيطة
بعدك مش متصنف مصېبة
بالعكس حتى أنا حاسة مرتاحة وسعيدة
مطلعش إنها حاجة وحشة أعيش وحيدة
هبدأ حياتي بصفحة فاضية ولسه بيضا
و بشنطة شخصيات جديدة
أنا عارفة إنه زمانه ماشي يقول عليا
أنا واحدة شريرة وقوية ومفترية
شايفين يا ناس الست دي عملت إيه فيا
كدبك سامعاه من وأنا بعيدة
صمتت وهي تضع المقلاه فوف الڼار نظرت لها بشرود وهي تبتلع غصة بكاء احتلت حلقها وأكملت بنبره حزينه
مقدرش أنكر إني لسه في جزء فيا
بيقولي طب كنتي إستنيتي عليه شوية
متمثليش إنك عايشة طبيعي و عادية
متمثليش إنك سليمة
ازداد تنفسها وهوت دموعها التي احتلت عيناها سريعا لا تعرف متي كاذبه هي تعلم.. تريد أن تتصنع القوه لكنها تفشل!.. تريد أن تكذب علي ذاتها وتوهمها أنها قد نسته.. ولكن يشهد عليها الليل ويشهد عليها فراشها الذي تظل تتقلب به لساعات قبل النوم وهو فقط من يشغل تفكيرها.. وهل ستنسي حب اثني عشر عاما في شهران!.. وتخشي أن تحتاج لأثني عشر عاما أخرين لتفعل!...
استمعت لرنين جرس الباب قطبت حاجبيها بتعجب فمن هنا يعرفها ليدق عليها حتي الشخص الذي ساعدها يسكن في روما .. بينما هي انتقلت لتعيش في ميلانو بعدما أخبرها بأنه لم يجد لها شركه بالمواصفات المطلوبه في روما ووجدها في ميلانو..
فتحت الباب لتجد رجل أشقر وسيم يقف أمامها هتف ما إن رآها... الحوار باللهجه الأيطاليه لكن سأكتبه مترجم بالفصحي
_كيف حالك
بخير.
ردت بها باقتضاب تنحنح بحرج قبل أن يقول
_ظننت أنك ستحبين أن تنضمي لحفلتي التي ستعقد غدا مساء بالفيلا المجاوره.. أنها حفله تجمعيه مفتوحه نقيمها كل عام لنتعرف علي المزيد من الأشخاص ولا مانع من تكوين بعض الصدقات الجديده سيكون جيد أن حضرتي ستحصلين علي بعض الرفقاء الجدد..
قلبت عيناها بملل وقالت
_أنا امراءه عمليه لا تشغلني هكذا تفاهات اعذرني فقد تركت الطعام علي الڼار..
نظر لها پغضب لم يستطع مدارته وهو ينعتها بينه وبين نفسه بإمراءه ليس لديها اي ذوق..
_حسنا باعتذر لإزعاجك أيتها المراءه ال.. العمليه..
قال الأخيره بسخريه وذهب..
أغلقت الباب واستندت عليه تغمض عيناها بضيق.. قد قررت أنها لن تتعرف علي أحد خارج نطاق العمل حياتها الشخصيه لن يكون بها غيرها هي ستبقي وحيده للأبد ليس لديها مانع.. لكن لا تعاني من مرارة الفقد مره أخري..
______ناهد خالد ______
_خير يابشمهندس سليم عرفت إنك طلبتني..
قالها مدير شركتها السابق وهو يقف في مكتب سليم الذي بعث بطلبه..
وقف عن مقعده واتجه له حتي أصبح أمامه وقال بهدوء مصطنع
_اتفضل اقعد يا بشمهندس..
جاس وجلس سليم أيضا
_ها تشرب ايه
_لا شكرا مش عاوز..
_أحسن..
جحظت عين الأخير بتفاجئ لكنه صمت..
_ها يا بشمهندس سامعك..
بلع ريقه بتوتر وقال
_سامع ايه حضرتك الي طلبتني!
ضغط علي شفتيه يكبح غيظه وقال
_طيب خلينا نعدي استعباطك... مراتي فين يابشمهندس
قالها وهو ينظر لعيناه مباشرة.. توتر الأخير وهو يقول
_معرفش..
_مش سامع..
قالها سليم بتحذير وكأنه يعطيه فرصه أخيره..
_م.. معرفش..
انتفض حين وجد سليم ينتفض من مقعده ويتجه له ليقبض علي لياقة قميصه ويهتف به بصوت جهوري وأعصاب مشدوده
_مراتي فين يالا مادام الزوق مش نافع معاك نبقي نستخدم قلة الأدب..
ارتعش المهندس بين يده وهو يقول بلجلجه
_حضرتك.. مينفعش كده.. سيبني لو سمحت.. قولت معرفش مكانها والله ماعرف..
ضړب قبضة يده بقوه في صدر الآخر ومازال يمسكه بيده الأخري.. شعر الأخير پألم صارخ في صدره وهو يستمع لصړاخ سليم به
_ورحمة أمي لو ماقلت هي فين لتطلع