الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مكتملة بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 133 من 182 صفحات

موقع أيام نيوز


تردد بسخط
ولية بومة جاية تنكد عليها في يوم مهم زي ده وأهي بلاوي وبتتحدف علينا .
فريدة ! خلاص بقي مفيش فايدة فيكي ! أنا قلت ايه من شوية اطلعي يالا.
صعدت الأدراج وهي تتمتم في سرها ولم تعير كلمات جميل اهتمام فهي تكره من يأذي أبنائها قولا أو فعلا.
في فيلا راندا المالكي حيث كانت جالسة تتصفح هاتفها وتتابع وراءابنتها بعد ان عنفتها بشدة وأحكمت حصارها عليها ولم تتركها وحدها إلا ساعات النوم فقط وفجأة استمعت إلي صوت ارتطام شديد انخلع قلبها وقامت من مكانها وصعدت إلي الطابق العلوي ودلفت الي غرفة مهاب وإذا بها تشهق بشدة حيث كان مهاب

مستلقيا علي الأرض ويبدوا عليه الإغماء ومما جعلها ټموت ړعبا رؤيتها لأثر

تقيئ بجانب ولدها ومنظره المدمي 
هبطت لمستواه بفزع وحملته إلي ها مرددة بدموع
مهاب فوق ياحبيبي فوق يابني متوجعش قلبي عليك مهاب مهاب ..... 
ظلت تنادي بإسمه وتضغط علي وجهه وتحركه يمينا ويسارا كي يستفيق ولكنه في عالم أخر 
بهت وجهها ړعبا وأمسكت هاتفها تتصل بوالدها ويداها ترتعش هلعا ظلت تهاتف والدها ووالدتها وأخيها ولم يأتيها رد من أي منهم 
لم تعد تحتمل أكثر من ذلك وقررت أن تهاتف إيهاب وفور اتصالها أتاها رده مندهشا
والله مامصدق نفسي! راندا المالكي بذات نفسها بتكلمني !
أجابته بصوت متقطع أثر البكاء
الحقني ياإيهاب بسرعة .
انخلع قلبه من نحيبها وردد بفزع 
اهدي ياراندا وفهميني في ايه 
ابن ن نا ياإيهاب الح ق ه ... كلمات متقطعة خرجت من فاهها بصعوبة .
حمل مفاتيحه وهاتف طبيبا صديقا له هاتفا
متقلقيش ياراندا مسافة الطريق وهكون عندك اهدي لو سمحتي .
وبعد مرور حوالي عشرين دقيقة كان الطبيب واقفا في الغرفة معهم يفحص مهاب وعلامات وجهه لاتبشر بالخير وتقف بجانبه تردد بأنفاس متقطعة أثر البكاء 
ماله في ايه في ايه رد عليا
بملامح منزعجة تماما وفورا أمسك الطبيب هاتفه طالبا المركز الطبي الخاص به 
أيوه يابني ابعتلي عربية إسعاف حالا علي العنوان إللي هبعته لك ومتتأخرش .
أمسكته من كتفيه تهزه بهلع وهي تردد 
إسعاف! ابني جري له إيه ياإيهاب 
أجابهم الطبيب بأسى
للأسف يا إيهاب جت له سكتة دماغية ودي مش بتيجي غير في حالات معينه وأهمها الإدمان 
واسترسل حديثه بنبرة ملامة
ومن العلامات الزرقا اللي في جسمه والسواد إللي تحت عنيه أحب أقول لكم إن الولد ده مدمن .
اتسع بؤبؤ عينيها وردت باستنكار
مدمن ! مش ممكن ابدا ابني يكون مدمن مش ممكن !
أكد الطبيب تشخيصه ونظر إليها إيهاب بملامة 
مدمن !كنتي فين وابنك وصل للمرحلة دي ياهانم ! بقي دي الأمانة اللي أنا سيبتهالك !
هدرت به بحدة مرددة باستنكار
أنا كنت فين ! وإنت يابشمهندس كنت فين إنت كمان وانت مبتسألش فيهم غير كل فين وفين ومشغول بعماراتك وجوازتك .
أمسكها من كتفيها يهزها پعنف مرددا پغضب
هو إنتي لسه ليكي عين تتكلمي كمان بعد اللي ابنك وصله وتجيبي الغلط عليا !
وتابع حدته لها بإبانه
مانا ياما اتحايلت وحاولت بدل المرة عشرة أرجع بيتي وولادي وإنتي اللي مصممة سنتين وزيادة وأنا بتأسف وبعتذر وبعترف بغلطي وإنتي الكبرياء عماكي لحد ماولادنا اتدمروا وهما اللي بيدفعوا التمن .
ظلا الاثنان يتجادلون مع بعضهم الي أن استمعوا إلي سيارة الإسعاف فتحدث منهيا الحوار 
بلاش كلام في الموضوع ده دلوقتي ممكن نهدي علشان مش وقته خالص.
أشارت برأسها بموافقة وهي تحتضن كف ولدها بدموع 
انتقلت سيارة الإسعاف بمهاب إلي المركز الطبي الخاص بذاك الطبيب وأثناء سريانهم استمعت راندا إلي رنات هاتفها وجدته والدها 
أجابته وهي تنفطر ألما
الحقني يابابا مهاب تعبان جدا وواخدينه في الاسعاف ورايحين المركز عند إيهاب .
انتفض جميل من مكانه وهو يحمل مفاتيح سيارته وينادي علي فريدة كي تأتي معهم مرددا يطمأن ابنته 
طيب اهدي ياحبيبتي أنا جاي لك أهو أنا وماما هدي أعصابك وإن شاء الله هيبقي بخير .
بعد مرور ساعتين من دلوف مهاب إلي المركز خرج إليهم الطبيب ويبدو عليه التعب والإنهاك 
وجلس على الكرسي بإهمال التفوا جميعا حوله بقلق مرددين في صوت واحد 
ها مهاب عامل إيه يابني فاق ولا لسه 
أجابهم الطبيب بأسى 
الولد مدمن من الدرجة الأولى والإدمان سبب
 

132  133  134 

انت في الصفحة 133 من 182 صفحات