الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مكتملة بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 39 من 182 صفحات

موقع أيام نيوز


بعد الصبر جبر وباذن الله انا هقف جنبك ومش هسيبك 
بس ممكن تهدي علشان خاطر دموعك دي بتقطع قلبي
وانا هكلم لك مديرة المدينة الجامعية وحاول معاها ولو ما رضيتش نشوف حل تاني
وكمان عايزين نعمل محضر في البنت اللي بتهددك والبوليس هو اللي هيقدر يتعامل معاه وما تقلقيش هم هيعرفوا يجيبوها كويس جدا
بس محتاجين رساله منها او مكالمه مسجله وهي بتكلمك وبتهددك .

احست بخيال من الأمل طاف أمامها وجعل قلبها يهدا من روعه قليلا ولكن ما تذكرته في الحال قضى على الأمل الذي بداخلها وشرعت في بكاء مرير
في منزل باهر الجمال
أنهت ريم رسمتها التي نقشتها للمرة الخامسة
لفقيدها الغالي ونظرت اليها بغشاوة من الدموع التي لم تفارق عينيها منذ ۏفاته وهي تردد مع حالها بأسى
يا ريتني كنت سمعت كلامك ومعارضتكش ما كنتش مت وسبتني وفارقتني 
يا ريتني ما فتحت معاك الموضوع من اساسه وكنت هتفضل في ي وفي ولادك وعيشتنا الهاديه تستمر 
انا السبب في اللي حصل لك وعمري ما هسامح نفسي بس والله العظيم يا حبيب عمري ما كنت اقصد اني اضايقك ولا كنت هنفذ اي حاجه من اللي قلتها لك 
كل اللي انا كنت هعمله محاولات ضغط مني علشان خاطر توافق اني اشتغل ما كنتش اتوقع انك بتحبني للدرجه دي!
ما كنتش أتوقع اني اكون سبب في فراقك يا ريتني كنت انا اللي بدالك ولا اني اعيش بعذاب الضمير 
ثم وضعت يدها علي وجهها وهي تكتم شهقات البكاء المرير الذي لم يجف منذ ۏفاته 
فدخل ابنها عمر وهي تبكي فجرى اليها واحتضنها بشده وردد ببراءه 
انتي بټعيطي ليه يا ماما مش بابا مسافر ومش هيتأخر وهيجي على طول 
استمعت الى حديث الصبي وازدادت في البكاء ولكن حاولت تهدئ من حالها لاجل طفلها واجابته بهدوء وهي تضع يدها علي منكبيه 
بص يا عمر يا

حبيبي انت خلاص كبرت وبقيت راجل قد الدنيا وهتخلي بالك من ماما واخوك الصغير
بابا الف رحمه ونور تنزل عليه راح فوق في السما عند ربنا المكان اللي احنا كلنا مسيرنا في يوم من الايام هنروحوا 
علشان انت كبير وعاقل مش بعتبرك طفل صغير فبحكي لك على كل حاجه 
واسترسلت حديثها وهي تأخذه بين ها 
انا دلوقتي ما ليش غيرك انت واخوك هتبقوا أصحابي وحبايبي عايزاك تخلي بالك مني وتخلي بالك من اخوك 
فاهمني يا حبيبي 
نظر اليها الطفل ببراءة وردد والدموع تملأ عينيه
يعني بابي ماټ ومش هشوفه تاني يا مامي خلاص 
وما ان قال الطفل ذلك حتى انفطرا في البكاء هما الاثنان فشددت والدته على احتضانه ورات انها لابد ان تقوي حالها ولا تضعف 
فتحدثت اليه بحنان 
المۏت علينا حق يا حبيبي وفي يوم من الايام احنا كمان هنبقى زي بابا وهنروح له وهنبقى معاه بس دي بتبقى اعمار ربنا سبحانه وتعالى اللي بنؤمن بيه هو اللي محدده لنا وكاتبها لنا وانت مؤمن وبتقرا القران فلازم تبقى قوي وشجاع وتستقبل كل هجمات الدنيا بقوه علشان خاطر تقدر تعيش 
واسترسلت حديثها بتعقل 
وربنا سبحانه وتعالى بيرزقنا نعمه الصبر والنسيان علشان نقدر نكمل والمفروض علينا ان احنا نتقبل اي ابتلاء ربنا يبعته لنا علشان خاطر يحبنا ويدخلنا الجنه مع بابا .
هدئ الطفل من حديث والدته واشار اليها بابتسامه وهو ينظر الى صوره والده المرسومة امامه 
خلاص يا ماما انا هبقى كبير وقوي ومش هعيط تاني وهخلي بالي منك ومن اخويا علشان خاطر لما نروح لبابا 
جحظت عينيها وابتلعت لعابها من حديث طفلها ونظرت بداخل عينيه مردده بدعاء 
بعد الشړ عليكم يا حبايبي ربنا يطول في عمركم وتفضلوا جنبي وسندي وما يحرمنيش منكم ابدا يا نور عيوني 
وكادت ان تكمل حديثها الا انها استمعت الى جرس المنزل 
فأشار اليها الطفل ان تجلس ويذهب ليعرف من الطارق 
أما هي جففت دموعها واذا بصهرتها تاتي اليها وجلست امامها وقالت بمكر 
ألا انتي يا ريم ما زهقتيش من القاعده لوحدك بين أربع حيطان جوزك مېت بقاله اسبوعين دلوقتي ليه ما اخدتيش بعضك ورحتي قعدتي وسط امك واخواتك يواسوكي في محنتك علشان خاطر ربنا ياخد
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 182 صفحات