الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مكتملة بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 69 من 182 صفحات

موقع أيام نيوز


أنها ستعاني كثيرا من ذاك الصراع فالعقل يرفض وجودها بينهم والقلب يأمره أن يصمت 
وبين صراع العقل والقلب أرواحا تنهك مشقة وكبد ليس لهم نهاية 
بعد مرور عشرة دقائق خرجت إليهم بآنية المشروبات ووضعتها أمامهم وأعطت كل منهم كوبه وعلي الفور تذوقوه وحقا كانت بارعة في صنعهم 
واستاذنت منهم أن تخرج إلي حديقة المنزل تتنفس هواها الذي يشعرها بأنها دون أوامر أو قيود 

فأذنوا لها بكلمات أشعرتها أنها صاحبة منزل مثلهم ولها مطلق الحرية تفعل كما تشاء 
خرج معها رحيم معللا بنفس حجة مريم ولكنه بداخله يريد التحدث معها بمفردهم فهي صارت تشغل حيزا كبيرا من تفكيره بل أصبحت كل تفكيره 
خرج الثنائي الهادئ متخذين المقاعد الموجودة مجلسا لهم
وبعد أن استقروا ردد رحيم متسائلا بوجه بشوش
عرفتي تنامي امبارح ولا قلقتي زي كل يوم 
تنهدت بتعب وصدر محمل بالهموم عما يجيش في كل حواسها من هواجس وخوف جراء ماحدث لها وهتفت بحمد 
جدااااااااااا الحمدلله بقالي كتييير منمتش بعمق كده 
واسترسلت حديثها بتذكر 
بس خاېفه وبحلم بيوم ضياعي اللي مستنيني أوووي يارحييم .
انقبض قلبه بالدقات لشعورين متضادان شعور الحب الذي أصابه عندما نطق لسانها اسمه كأعذوبة خرجت من فمها 
وشعورا آخر خوف وحزن علي أمانها التي افتقدته وهي زهرة بريعان شبابها تحزن كل ذاك الحزن 
شعورين في آن واحد بدقات واحدة لكن دقاتهما مختلفة كليا عن الأخري 
فنظر لها بأعين تفيض حنانا كي يطمأنها ويهدأ من روعها 
عايزك تطمني قلبك وبالك وتستجمي كدة علشان أنا مش هسيبك أبدا وهفضل جمبك يامريم .
دقات قلبها أعلنت الطبول علي حديثه الحنون وعيونها صارت تنظر له بتعجب وحيرة 
وأفلت لسانها بسؤال نابع من قلبها دون أن تحسب له حسبان 
ممكن أعرف إنت بتعمل معايا كدة من باب الشفقة والعطف 
انتابه شعور حزن مغلف بالكبرياء علي شخصها
وعلي تفكيرها بقلة لكونها في نظره أغلي من أي ثمين 
وانطلق لسانه معبرا عن قلبه بدون حسبان للمنطق ولا العقل ولا حتي الأشخاص فقط نطق لسانه عما يجيش في صدره هاتفا بعاطفة احتلت قلبه منذ أن عرفها 
يمكن علشان مشدود ليكي وحاسك مني !
أو يمكن علشان قلبي وكل كياني بقي حاسس إنك مسؤوله منه !
أو يمكن علشان حبيتك يامريم مثلا.
هنا امتنعت عقارب الساعة عن الدوران إجلالا لما نتج من اعتراف العاشق الولهان لتلك البريئة النسمة الرقيقة التي امتلكت الوجدان
القاتم 
مرددا لها بوله 
ياه مكنتش أعرف أني لما أعترف لك باللي حاسس بيه إني هسمع ردك من دقات قلبك 
واسترسل بابتسامة عاشق
وصلتني إجابتك ياروما واعملي حسابك ده إسم دلعك إللي هناديكي بيه بعد كدة 
قال تلك الكلمات وقام من مكانها كي يترك لها مساحة لخجلها وتوتر مشاعرها 
وما إن تركها وغادر المكان حتي وضعت يداها علي قلبها تهدأ من دقاته التي انتباتها عقب اعترافه الصريح الذي لم يكن بالحسبان 
وحدثت حالها بانبهار وهي تناشد كلها معبرة عنه بكلمات خرجت من قلبها 
كأن خالقي اعتراني برحمته ورزقني الحب الذي يسكن كل جوارحي ولساني كان عاجزا عن الإعتراف به !
كأن قلبي وعقلي وروحي سيفرحوا والڤرج الآتي سيعبر حياتك مريم 
يا الله
كم كريم لطفك وكم عظيمة منحك وكم رائع عوضك وجبرك لي ياالله .
ولكن هل جبرت مريم أم للقدر رأي أخر 
في منزل باهر الجمال عصرا
حيث قضت ريم ليلتها وكأنها تلتوي علي جمر الڼار مما حدث لها أمسا فمن لحظتها تبدلت أحوالها وصار الألم أضعاف ألم رحيل زوجها الذي مازال يعتريها وألم الطوفان الآتي الذي ستواجهه امام جيوش العناد والتحدي 
من ليلة أمس وهي تفكر في حل لتلك المعضلة دون أن يمس سمعتها خدشا واحدا وياليتها السمعة فقط بل مستقبل وجود اولادها تحت وصايتها مهدد بالبقاء معها 
ورأت أن تهاتف والدتها

كي تأتيها علي الفور وستقص عليها كل الأمر 
فهي خجلة جدا من والدها أن يعرف ماصدر منها وخاصة أنه كان يحب باهر حبا جما 
وبالفعل أخبرت والدتها بالمجئ إليها لأمر هام وأبلغتها أن تأتي علي الفور مما استدعى ذلك قلق فريدة طيلة الطريق 
وبعد نصف ساعة بالتحديد أتت إليها وصعدت إلي الطابق الذي
 

68  69  70 

انت في الصفحة 69 من 182 صفحات