الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مكتملة بقلم فاطمه الالفي الجزء الاول

انت في الصفحة 22 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز

ونظر لابنته قائلا
لا يا حياة مش هتروحي لحد يا بنتي زي ماهو عنده ابنه اهم من اخوه أنا كمان عندي انغتي وأخواتك بالدنيا كلها ولا يمكن اغصب واحدة فيكم على حاجة هي مش عايزاها أنا ربيتكم على الصراحة وعندي ثقة فيكم وفي قرارتكم واطمني يا قلب ابوكي أنا وماما هنوصلك القاهرة زي ما وعدتك
هتفت دلال قائلة 
وعمتي كلمتني امبارح تطمن عليه وبلغتني أن إبن بنتها مسافر في شغل 
بره القاهرة يعني محلولة حياة هتقعد معاها لحد لم ندبر أمورنا كلها 
اسبوعين بس واخواتها يخلصوا امتحانات وننقل حياتنا كلها هناك خلاص 
مابقاش لينا حد هنا 
هتف فاروق بهدوء
لينا رب إسمه الكريم ومش هيضيع تعبنا ولا تعب بناتنا 
ثم نظر إلى زوجته وابنته وقال
هنصلي العصر ونتحرك على القاهرة هنوصلك يا حبيبتي عند عمتك 
ونطمن عليكي ونرجع عشان اخواتك وكلها كام يوم هرتب أموري وأخواتك 
تخلص امتحاناتهم ونكون عندك بأمر الله.
أستقلو سيارة بيچو تقلهم إلى القاهرة وبعد مرور ساعتين كانت تصف السيارة بحي مصر الجديدة حيث تقطن عمة زوجته .
طلب من السائق انتظارهم فسوف يعودو معه ثانيا إلى المنصورة 
كانت الساعة السادسة مساء عندما وقفوا امام باب المنزل يدقون جرسه.
فتحت لهم السيدة المرافقة لعمتها استقبلتهم بوجه بشوش فهي على علم مسبق بقدومهم رحبت بهم وطلبت منهم الدخول .
اقتربت سناء بخطوات بطيئة ترحب بابنه أخيها 
يا الف مرحب نورتونا يا دلال 
احتضنتها بلهفة واشتياق واستمر العناق لحظات كل منهما مشتاق لأحضان الآخر .
وبعد
أن ابتعدت عن أحضانها صافحت زوجها بود وأشارت إلى حياة أن تستقبلها داخل أحضانها قائلة
والقمراية بتاعتنا مافيش حضڼ لعمتو
اقتربت منها بحب فقد شعرت بحنانها منذ الوهلة الأولى قبلت وجنتيها وعانقتها بعاطفتها الحنونة ثم جلست وضمت حياة خلف ذراعها ونظرت إلى السيدة ثريا قائلة
حضرلينا الغدا يا ثريا
هتف فاروق باعتراض 
لا مافيش داعي والله أحنا اتغدينا قبل ما نطلع من المنصورة 
شهقت سناء بحزن
معقول يا ابو حياة مش عاوز ناكل مع بعض ولا إيه لا أنا كده هزعل 
ابتسم لها بود وقال
مانقدرش على زعلك يا ست الكل بس والله عشان البنات مش عاوزين نتأخر عليهم ومعانا سواق منتظرنا كمان أحنا مطمنين على حياة معاكي
ربتت على كتفه برفق
دي في عنية الغالية بنت الغالية وأن كان على السواق ثريا هتبعتله غداه وأنتم هتفضلوا هنا للصبح أنا ماشبعتش من بنت أخويا لسه 
هتفت دلال بحب 
ڠصب عننا والله يا عمتو مانقدرش نبات هنا ونسيب البنات هناك لوحدهم وبعدين يا جميل اطمني كلها أسبوعين بس بالكتير وتلاقينا كلنا هنا جنبك وتحت امرك 
خسارة يا ريت البنات كانو معاكم عشان خاطرهم بس مسمحاكم بس ده مايمنعش أن كلامي لازم يتسمع تعالو نتغدا ونكمل كلامنا بعدين 
جلسوا لتناول الطعام حول المائدة وهتفت دلال بتسأل 
رقية عاملة أيه يا عمتو هي مش ناوية تنزل ولا ايه هتفضل متغربة كده 
تنهدت بحزن ثم قالت
تقريبا كده الغربة عجبتها ومش هتنزل غير تحضر دفنتي
شهقت پصدمة وربتت على كفها بحنان وقالت
بعد الشړ عنك يا قلبي معلش اعذريها ماحدش عارف ظروفها بس ماتقلقيش مسيرها ترجع لبلدها وتستقر فيها 
هقول ايه ربنا يعين كل واحد على حاله 
بعد مرور ساعتين قرر العودة إلى بلدتهم وودعو ابنتهم ولم تنسى دلال 
من وصاياها لابنتها أن تهتم بصحتها وبعملها وودعتها بالدموع الحاړقة 
بسبب ابتعادها فهي لم تبتعد عن أحدى
بناتها منذ ولادتهم تركتها بقلب 
منفطر يرفض الابتعاد ولكن ليس بيدها فعل شيء فهذا مستقبل ابنتها .
اصطحبت سناء حياة لغرفتها التي رتبتها من أجلها ثم تركتها تنام فقد كانت متعبة أثر ساعات السفر التي قضتها بالسيارة
وغدا لديها عمل باكر يجب أن تذهب إليه
بدلت ملابسها بمنامة قطيفة شتوية من اللون الفيروزي واستلقت بالفراش واغمضت عيناها لتذهب في النوم بعد عدة ثواني .
عاد سليم متعب من عمله وقبل أن يدلف لداخل الڤيلا وجد نفسه يتوجه إلى حوض الزهور الذي زرعه شقيقه بنفسه تابع نمو الأزهار بنظرات فاحصة ليتفاجئ ببعض الورود ذابلة يبدو بأنهم يشتاقون لليد التي كانت ترويهم كل صباح تنهد بضيق ثم سحب مقعده ليصل إلى رشاش المياه فتح المحبس والتقط الرشاش بيده ثم بدء في ري الازهار بعناية وبعد أن أنتهى من مهمته أغلق المحبس ودلف لداخل الفيلا.
جحظت عيناه پصدمة عندما وجد شاكر البدرواي في انتظاره يجلس بالصالون مع والدته.
هتفت خديجة بجدية 
تعالى يا سليم عمك شاكر منتظرك من بدري 
زفر بضيق بعد أن فاق من صډمته وهتف مرحبا به بفتور
أهلا وسهلا يا شاكر بيه ثم استرسل حديثه قائلا
لو كنت أعرف أن حضرتك منتظرني أكيد ماكنتش اتاخرت عليك 
هتف شاكر ببرود 
محتاج اتكلم معاك على إنفراد ده بعد إذن الهانم
ضيق جبينه ونظر إلى والدته قائلا
افتكر والدتي لازم تكون موجودة بم أن حضرتك جاي تتكلم في طلاق حفيدتك من اخويا بس أعتقد غايب عنك أن القرار في ايد أسر مش في أيدينا 
أبتسم بمكر وقال
مين قال إن
جاي اتكلم في طلاق لا خالص أنا جاي اتكلم في أمر تاني وأفضل أن والدتك ماتكونش موجودة
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 99 صفحات