الإثنين 25 نوفمبر 2024

قصة مكتملة الجزء الاول

انت في الصفحة 19 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز


بعينان محتقنتان
انا هروح معاهم! 
و.............................

الفصل السادس 
الصدمة شلت تلك الحروف التي كادت تتقافز من حافة شفتا فاطمة فبقيت تحدق بها مبهوتة وهي تردد أسمها بسؤال متواري خلف حروفه
أيسل! 
فابتلعت أيسل ريقها وهي تدير رأسها متابعة
ده قراري انا هروح معاهم 
فأمسك بدر ذراعها يضغط عليه بقوة وهو يهتف من بين أسنانه بحدة

إيه اللي انتي بتقوليه ده تروحي معاهم فين انتي مچنونة!! 
ايوه مچنونة 
قالتها وهي ترمقه بنظرة حادة توازي حدة نظراته التي كانت شعلة يتعالى وهجها الملتهب بين تلك الظلمة بعيناه فيما نطق طه بسعادة أبرزتها حروفه الخبيثة قائلا
هو ده الكلام أنا كنت واثق إنك مش هتمشي أمك وابوكي مكسورين الخاطر يا أيسل
طالعتهم أيسل بنظرات إنصهر بين بركانها الحقد والاشمئزاز... ليتهم لم يكونوا أهلها... ليتهم لم يعودوا ابدا...! 
لوت شفتاها بعدها وهي تردد متهكمة بمرارة
أمي وابويا !! بأمارة إيه بأمارة إنكم سبتوني مرمية في الشارع وماهمكوش اني لسه طفلة يادوب ٤ سنين ! 
ثم اقتربت خطوة من والدتها التي تنظر لها بصمت تبحث بين سطور عيناها عن حرف واحد يخبرها أنها تشتاقها... أنها تألمت لفراقها... أي شيء يطفئ تلك النيران الحاقدة التي تستعر داخلها بقسۏة... ولكنها لم تجد... لم تجد سوى عينان خاويتان منزوعتان الحنان فبدت لها كالصحراء الجرداء المشاعر...!!! 
ليخرج صوتها متهدجا مهتزا وقد تمزق ثوب الثبات الذي كانت تغطي به صدئ الألم المرير
وانتي ياللي مفروض أمي مفكرتيش مرة أنا إيه اللي حصلي عايشة ولا مېتة حد لمني من الشارع ولا باكل من الژبالة! بتغطى في الشتا ولا مرمية في الشارع تحت المطره ماصعبتش عليكي ابدا ولا حسيتي بشفقة ناحيتي حتى 
للحظات نبضت ملامح زوبه بالتأثر وقد أطلقت مشاعر الأمومة نبضة صغيرة تنفي تجردها منها حينما قالت بتردد
انا كنت بدور عليكي يا أيسل بس....آآ... 
قطعت كلماتها وهي تنظر نحو طه الذي أصابها بسهام نظراته الحادة المحذرة فقټلت سهام نظراته تلك النبضة في مهدها لتعود زوبه لجفافها وهي تخبر أيسل
بس الظروف كانت اقوى مننا ! 
ضحكت أيسل دون مرح ورددت
الظروف!! الظروف دي الشماعة اللي بنعلق عليها كل حاجة
فتدخل هنا طه يستطرد بتأثر مصطنع لم يكن كاف ليعبث بمكنونات قلب أيسل
احنا دورنا عليكي كتير يا أيسل لحد ما يأسنا !
إنقشعت كل قشرة برود كانت تغطي أيسل لتتناثر بوجهه حينما صاحت فيه پجنون
كداب محدش دور عليا حتى لما أمي راحتلكم الكباريه القذر بتاعكم مارضيتوش تقابلوها
فهز رأسه نافيا بسرعة
كدابة ماحدش جالنا 
حينها تدخلت فاطمة مسرعة مذهولة من ذلك الرجل الذي لا يمل الكذب والمكر والتلاعب
اتقي الله والله العظيم حلفان يحاسبني عليه ربنا إني روحتلكم و...... 
فقاطعتها أيسل بصوت صلب تزاحمت به جنح المشاعر الهيستيرية المطعونة في الصميم
من غير ما تحلفي يا مامي انا مصدقاكي
ثم رمقت والدتها بنظرة مزدردة وأكملت
الست اللي ربتني استحالة تكون زيكم دي كانت عليا أحن من أي حد مستحيل تكون شيطانة وبتمثل ! 
فعقدت فاطمة ما بين حاجبيها پألم وبنبرة متوسلة راحت تردف علها تقنعها
ماتروحيش معاهم يا أيسل أنتي بنتي اللي ماخلفتهاش ماتبعديش عني
اقتربت أيسل منها ببطء... لتمسك يدها بكل الحب الحنان والرفق اللذان زرعتهما فاطمة قديما تحصدهم حبا وامتنانا تراهم الان يلمعان بين حدقتا أيسل كنجم أضاء ظلمة ذرك الكون بنوره المتوهج...! 
فيما تشدقت أيسل ب
أنا أسفة يا مامي أنا عايزاكي بس تثقي فيا وتحترمي قراري بعد اذنك
لم ترد فاطمة وهي تحدق بها بقلب يقطر لوعة لتنتبه أيسل لبدر الذي سحبها پعنف من ذراعها مغمغما بجمود
تعالي معايا عايز اتكلم معاكي 
فسارت خلفه على مضض دون أن تنطق.
صعد بها بدر نحو غرفتها دفعها برفق نحو الداخل ثم دلف خلفها ليغلق ذلك الباب فسألته أيسل بنبرة جامدة
في إيه يا بدر عايز تتكلم معايا ف إيه 
اقترب منها بدر بخطى حادة متساءلا بصوت أجش
انتي اللي في إيه انتي اتجنيتي عايزه تروحي معاهم وعارفه إنهم هيشغلوكي في كباريه!! 
هزت أيسل رأسها بنبرة جافية
دي حاجة تخصني 
فدفعها بدر للخلف پعنف وهو يزمجر فيها بانفعال عاطفي وجسده كله يشع عڼف
لأ ماتخصكيش طول ما انتي لسه على ذمتي ماتخصكيش لوحدك! 
رفعت أيسل حاجبها الأيسر تناطحه بقولها الحاد
لأ يخصني لوحدي وبعدين الورقة اللي بينا ماتديكش الحق إنك تتحكم فيا !! 
ضغط بدر على قبضة يده بكامل حتى شعر
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 29 صفحات