الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية مكتملة بقلم الكاتبه مني احمد حافظ

انت في الصفحة 11 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز


الدكاترة أتأخروا فعلاجه فالجلطة أثرت فيه واتسببت له بشلل نصفي وتقل فلسانه وفضل قاعد معايا حالة يصعب على الكافر محدش بيسأل عنه وبعد تعبه بحوالي سنة جالنا واحد من القاهرة وقال إن أشرف وأحمد عملوا حاډثة وأتوفوا وقتها عمي انتكس والتعب زاد عليه ورجع المستشفى وقعد فيها ست شهور ومكنش فيه على لسانه طول الوقت غير خلي صافية تسامحني رجعي الحق لصافية أنا ظلمتها خليها تدعي لي ومن وقتها وأنا بدور عليك بس للأسف معرفتش أوصل لك لأن العنوان اللي أخدته من عمي كان عنوانك القديم ودلوقتي يا ريت لو تيجي معايا عند المحامي وتاخدي فلوسك اللي كنت مړعوپة ليجري لي حاجة قبل ما أردها ليك.

لم تصدق صافية ما سمعت وانتفضت من مكانها تحدق بوجه هويدا پصدمة وتهز رأسها يمينا ويسارا حتى اڼهارت أرضا تبكي إلى الحد الذي جعل هويدا تنتحب هي الأخرى وبعد مرور بعض الوقت هدأت صافية وجلست بجوار ابنة عمتها وقصت عليها معاناتها طوال سنوات زواجها لتأزرها هويدا بقولها
.. أنت أتحملت كتير يا صافية والآخر مأخدتيش إلا النكران بس قبل ما أقولك أنت صح فقرار طلبك للطلاق عايزك تصلي استخارة وتسألي ربنا علشان مترجعيش ټندمي ولو كان إحساسك بعد الاستخارة أنك تكملي إجراءات الطلاق يبقى اعتبري لحظة طلاقك هي لحظة ميلادك وابدئي من جديد لنفسك لصافية اللي أتحرمت من الحياة ابدئي واتعلمي واشتغلي لحد ما تحسي بالرضى.
ربتت هويدا وجنة صافية وكفكفت دمعتها وأضافت
.. متزعليش مني يا صافية أنت كمان غلطتي زي ما فهمي غلط علشان أنت أتعاملتي من الأول بسلبية وخوف وقبلت على نفسك أنك تعيشي تابع مالوش ضل للأسف أنت شوفتي نفسك صغيرة وقليلة وأدتيهم الحجة والعذر لأنهم شافوك بعيونك أنت فزادوا فقسوتهم عليك واعتبروا سكوتك ورضاك وضعفك موافقة أنهم يتعاملوا معاك على حسب هواهم فأوعي تكرري غلطتك مرة تانية وقدري نفسك وحبيها وشوفيها دايما غالية وكبيرة ولو في يوم الدنيا أجبرتك أنك تضحي فوقتها ضحي صح مش ټنتحري علشان غيرك يعيش حياته على حساب حياتك أنت.
أعاد رنين الناقوس صافية إلى واقعها فاتجهت صوب الباب وفتحته وما أن وقع بصرها على زائرتها حتى اتسعت ابتسامتها وأردفت
.. بنت حلال يا هويدا أنا كنت لسه بفكر فيك وفالجميل اللي عملتيه معايا و...
أزاحتها هويدا من أمامها بعفوية وعقبت
.. وسعي لي بس الأول أدخل أرتاح أحسن الطريق لهنا طويل بصراحة أنا مش عارفة أنت قادرة تتحملي المشي دا أزاي وبعدين تعالي هنا هو مين اللي عمل فالتاني جميل يا صافية أنا معملتش معاك أكتر من اللي كان مفروض أعمله من وقت ما رجعت من السفر ودلوقتي قوليلي أخبار النفسية أيه.
تنهدت صافية بارتياح وأردفت
.. تعرفي يا هويدا أنا طول الطريق لهنا وأنا مستغربة نفسي أني قوية كده ومش متأثرة أني أطلقت رغم أني قبل ما أجيلك كنت خاېفة وحاسة أنها هتبقى نهايتي.
احتضنتها هويدا قائلة
.. بالعكس هي مش نهايتك ولا حاجة يا صافية واعتبري زي ما قلت لك إن اللحظة دي هي لحظة ميلادك من أول وجديد وعيشي وبعدين أنا مبسوطة جدا أنك شايفة نفسك قوية وهو دا اللي لازم يكون ودلوقتي ممكن نسيبنا من الكلام فاللي فات ونتكلم فاللي جاي فمشروع السجاد اليدوي والورشة اللي عايزة تفتحيها وتشغلي فيها ستات البلد اللي معندهمش عائل يصرف عليهم.
لم يغمض لها جفن منذ هجر عمير فراش الزوجية زفرت بحزن فهي لم تنس ما حدث بتلك الليلة التي وقف يرمقها باشمئزاز بعدما جمع ثيابه فسألته بحنق
.. ممكن أفهم أنت بتعمل أيه يا عمير
أطال عمير النظر إليها وهو يستغفر مرارا ليمنع غضبه من أن يسيطر عليه ويبطش بها وأشاح بوجهه عنها وحمل حقيبة ثيابه وغادر الغرفة وولج أمام عينيها إلى الغرفة المجاورة لغرفتهما فتبعته ووقفت تتابع ترتيبه لثيابه فرفعت حاجبها باستنكار وأردفت
.. عمير أنت مش بترد عليه ليه ممكن تفهمني أيه اللي بيحصل بالظبط
حمل عمير قميصه واتجه صوب الخزانة ووضعه بداخلها وأجابها دون اهتمام
.. مافيش حاجة بتحصل كل ما في الموضوع أني مش عايز أغضب عليك فبتجنبك فهمتي يا ريتاچ.
عقدت حاجبيها وسألته بصوت عال
.. آه بتتجنبني أهو أنا كده فهمت.
الټفت إليها وسألها بترقب
.. ويا ترى حضرتك فهمت أيه
أشارت ريتاچ إلى حقيبته وما يفعله وأردفت
.. فهمت إن الست والدتك سخنتك عليا وأنت طبعا علشان مش عايز تزعلها نفذت لها اللي هي عايزاه مش كده
نجحت بإشعال غضبه فألقى بنطاله أرضا واقترب منها محذرا إياها بحدة
.. ريتاچ دي آخر مرة هسمح لك أنك تتكلمي عن والدتي بالأسلوب دا صدقيني أنت لو أتكلمت عنها أو عن ولدتك بقلة احترام تاني أنا مش هسكت لك وهزعلك بجد ودلوقتي لو سمحت أتفضلي خدي بعضك وروحي أوضتك أنا مش عايز رجلك تعتب أوضتي تاني طول ما أنت بتتكلمي بالطريقة دي ولعلمك أنا مش هدخل
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 16 صفحات