رواية مكتملة بقلم الكاتبه مني احمد حافظ
طعامه بل كانت صديقته وشقيقته بل وطبيبته النفسية التي دوما ما كان يسمعها مشاكله وتفاهته دون حرج والآن وبعد اختفائها بات يشعر باليتم.
ترقرقت الدموع من عيني سيف وهو يحتضن وسادة والدته ويشتمها بقوة وأغمض عينه وهو يهمس پألم
.. ارجعي لي وأنا هعوضك عن كل حاجة هعوضك عن سكوتي وقت ما كان بابا بيزعق لك هعوضك عن عدم اهتمامي لما كنت تشتك أنك تعتبانة وأكبر دماغي وأقول دلوقتي تنام وتبقى بخير هعوضك عن جحودي وقت ما احتاجت لي وأنا ديرت وشي ليك ارجعي لي وأنا أعيش خدامك لحد آخر يوم فعمري أنا تعبت من غيرك يا أمي واكتشفت أن كل أصحابي مجرد عدد وإن ولا واحد فيهم قدر يسمعني زيك ولا حتى يفهمني والكل مش فاضي لي لما دورت عليهم كلهم يا أمي خذلوني زي ما أنا خذلتك ما عدا حبيبة هي الوحيدة اللي وقفت فوشي وكشفتني قصاد نفسي وخلتني أعرف قد أيه أنا ولا حاجة ومساويش يا ريتني كنت فوقت من غفلتي بدري يا أمي ومكنتش خسرتك ياريتني.
ولم يختلف حال ريتاچ كثيرا عن حال شقيقها فدموعها لم تجف منذ غادرت منزلها برفقة والدة عمير التي لم تقبل ما فعله ابنها بحقها فبعد فقدانها للوعي بذاك اليوم واستدعائه للطبيب وفحصه إياها وإبلاغه لها بحملها اڼهارت ريتاچ وانخرطت بموجة عارمة من البكاء ولم تفلح محاولات الطبيب أو عمير بتهدئتها مما اضطر الطبيب لحقنها بمادة مهدئة وفي صباح اليوم التالي تفاجأ عمير بوالدته أمامه ووقفت ترمقه باستنكار وتجاوزته إلى غرفة ريتاچ ليعلم بأنها هاتفتها ولم تكد تمر بضع دقائق حتى رآها تغادر الغرفة وهي تسند ريتاچ بيد وتحمل حقيبتها باليد الأخرى متجهة إلى الخارج فأسرع واعترض طريقهما وسألهما عن وجهتهما فرمقته وسيلة بسخط وأردفت بلهجة صارمة حادة
وقفت وسيلة تتابع حال ريتاچ بشيء من الحزن فهي لم تفلح للآن بإخراجها من حالتها تلك مما زاد من مخاوفها وقلقها عليها بأن يؤثر حزنها على حملها انتبهت ريتاچ لوجود وسيلة أمامها فنفضت ذكراها عنها وكفكفت دموعها وحاولت رسم الابتسامة على شفتيها لتغلبها دموعها مجددا فجلست وسيلة بجوارها وربتت كتفها وأردفت
.. وبعدين يا ريتاچ معقول هتفضلي على الحال دا كتير يا بنتي حرام عليك نفسك وابنك اللي لسه بيتكون جواك بصي قومي كده اتوضي وصلي لك ركعتين وأنت هتحسي براحة.
.. أنا حاسة بيك يا بنتي وعارفة أنك موجوعة بسبب تصرفاتك وبسبب اللي عمله عمير وعارفة أنك حاسة بالحرج مني بس والله يا ريتاچ أنا من وقت ما كلمتيني وجبرتي بخاطري وطلبت مني السماح وأنا نسيت كل حاجة علشان كده أول ما بلغتيني باللي عمله ابني وأنا مرضتش أسيبك معاه وزي ما قولتها له أنت بمكانة بنتي بالظبط وبقيت فنفس غلاوتها فحاولي تهدي وصدقيني بكرة عمير يجي لحد عندك ويطلب منك السماح أنا عارفة ابني هو ميعملش الغلط وأكيد البنت دي هي اللي أثرت عليه بكلامها واستغلت اللي كان بينكم لمصلحتها.
تنهدت ريتاچ بحزن وأردفت بشيء من الانكسار
.. صدقيني يا أمي أنا مش زعلانة من اللي عمله عمير معايا بالعكس أنا راضية ومتقبلة جوازه من غيري وعارفة إن اللي حصل دا عقاپ من ربنا علشان أنا استهزئت باللي حصل مع ماما وسبتها وهي فعز احتياجها ليا لوحدها لأ وقويت سيف عليها وقلت له يكبر دماغه فكان لازم أدوق من نفس الكاس