رواية مكتملة بقلم الكاتبه مني احمد حافظ
انت في الصفحة 16 من 16 صفحات
عموما كتر خيرك لحد كده وتشكر وزي ما دخلنا بالمعروف نفترق بالمعروف.
جزع عمير وشحب وجهه وبادل نظراته ما بين زوجته ووالدتها لېصرخ برفض قائلا
.. أنا مقدرش استغنى عن ريتاچ يا أمي وصدقيني اللي حصل دا كان غلطة كنت قاصد منها أجبر ريتاچ أنها تتغير بس للأسف الموضوع قلب معايا ڠصب عني وبعدين أنا عاوز حضرتك تطمني لو على چني فأنا طلقتها ويشهد عليا ربنا إني عمري ما لمست واحدة غير ريتاچ وعمري ما هلمس غيرها لحد ما أموت فسامحيني بقى وليني قلبها عليا وبعدين هو أنا كنت بلف الدنيا أدور على حضرتك علشان أصالح بيك ريتاچ تقومي تقوليلي نفارق بالمعروف لا يا أمي أنا مش هفارق ولو على اللي عايزاة ريتاچ فأنا هبقى معاها فكل خطوة ما عدا الطلاق أو أنها تبعد عني.
.. ماما بالله عليك خفي شوية عليه وصدقيني أنا على قد ما أتوجعت فالأول على قد ما شكرته بعد كده لأنه لولا اللي عمله عمير عمري ما كنت هتعلم وأحس بالۏجع اللي حضرتك مريتي بيه أنا حقيقي بحمد ربنا أنه عاقبني على غلطي بدل ما كنت أفضل على حالي وأخسر كل حاجة فالآخر.
ربتت صافية كتف ابنتها ودعت لها بصلاح الحال وأشارت إلى وسيلة التي قبلت جبهة ابنها وأردفت
.. أنا هسامحه علشان خاطرك أنت يا صافية بس لو زعل بنتي ريتاچ تاني أنا هاخدها عندي ومش هيشوفها لا هي ولا حفيدي لما يوصل بالسلامة اتفقنا.
.. لا لو على كده يبقى بنتي وجوزها موجودين معايا أخليهم أنا هما الاتنين يعيشوا معايا هنا وبالشكل دا أضمن إن أحفادي كلهم يبقوا معايا على طول بدل ما أنت داخلة على طمع وعايزة تخطفيهم مني يا وسيلة.
ما أسرع عجلة الزمن حين تدور فتنهب الأيام ما بين سعادة وحزن فتلك هي سنة الحياة.
فبعد مرور أربعة أعوام تابعت الحياة سيرها نبذت ريتاچ حياة السوشيال ميدا التي كادت تدمر حياتها وكرست وقتها باكمله لتكون ابنة بارة بوالديها وزوجة صالحة فكلل الله سعيها ورزقها بذرية طيبة ابنتين اسمت إحدهما صافية والثانية وسيلة وصبي كان نسخة عن والده فاسماه عمير محمد.
في حين تابعت صافية وهويدا ووسيلة التي انضمت إليهم إدارة مشروع السجاد اليدوي لتتحول ورشتها الصغيرة إلى مصنع ذاع صيته بين المحافظات ليس لجودة منتجاته اليدوية وحسب وإنما لأنه أصبح من أكبر مركز دعم المرأة خاصة المطلقات والأرامل فكان للكثيرات بيتا لهن بسبب دعم صافية لكل امرأة عاندتها ظروف الحياة وسعت لكسرها.
في حين نزعت الحياة أقنعة حنين قناعا خلف الآخر ليرى فهمي مدى قبحها فازداد ندمه يوما بعد يوم وعاما تلو الآخر خاصة بعدما لمس مدى ازدهار صافية التي تبدلت كليا وأضحت امرأة أخرى ولم يصدق أنها المرأة نفسها التي كانت زوجته وأعترف لنفسه أنه خسرها منذ البداية بسوء معاملته وإغماضه عينيه عنها وبخسه قدرها لتومض أمامه تلك الجملة التي قرأها بالمصادفة أن السبب الأوحد لتألق المرأة أو انطفائها هو الزوج فحسن معاشرته واكرامه لها يجعلها تعطيه أضعاف ما يحتاج والعكس إن جار عليها ذبلت كالزهرة وهرمت قبل أوانها فغمغم بندم وعينه ترمق حنين بحسرة كونه تشبث بالزيف ونبذ الجوهر النفيس
ليت الزمان يعود يوما...
تمت..منى أحمد حافظ..