رواية مكتملة بقلم الكاتبه مني احمد حافظ
ما دا حقها أنها تبعد بعد ما أتصدمت المرة الأولى من زوجها اللي عايشة معاه والمرة التانية من ابنها اللي ضيعت عمرها علشان تربيه وولأسف خيب رجاها هو وأخته وطلعوا أنانيين ومبيفكروش غير فنفسهم ومصلحتهم وبس.
أزعجته بكلماتها وټعنيفها فعقد حاجبيه وعارضها مردفا
.. حبيبة لو سمحت بلاش تغلطي وعلى فكرة أنا مش أناني ولا أتصرفت بجحود لعلمك أنا أتعاملت مع الموضوع عادي ولو كنت متكلمتش مع ماما وفهمتها من الأول فدا علشان بابا قالي إن ماما ملهاش حد فالدنيا غيرنا ولو عرفت أنه أتجوز عليها هتسيب له البيت ومش هتبقى عليه ولا علينا ودا فعلا اللي هي عملته أول ما عرفت طلبت الطلاق.
.. عارف يا سيف أنا بحمد ربنا أنك حكيت لي على الموضوع علشان وأنت بتحكي كشفت لي عن وشك التاني اللي كنت بتحاول دايما أنك تخبيه عني.
توجس سيف من كلماتها فوقف هو الآخر وسألها بقلق
.. وش أيه دا اللي خبيته عنك
.. سيف أنت أديت نفسك العذر أنك تغلط فحق والدتك علشان أعذار واهية وأتعاملت معاها بمبدأ نفسي ومن بعدي الطوفان ودا يخليني لازم أعيد حساباتي تاني لأني محبش أني أكون مرتبطة بواحد مبيحبش إلا نفسه وعنده استعداد أنه يعمل أي حاجة علشان يحقق مصلحته بغض النظر عن مصالح اللي حواليه والأخطر أنه معندوش مانع أنه يدوس على أقرب الناس له لو اعترضوا طريقه ودا يخليني أقولك أنا آسفة مش هقدر أكمل معاك.
أعاد صوت ضحكات أصدقائه انتباهه إليه فزفر بقوة ولملم أشياءه واستأذنهم وغادر لعدم تحمله البقاء بمكان ودعته حبيبة فيه.
بوغت عمير بهجوم ريتاچ الضاري وبنظراتها التي تشبه قاڈفة اللهب وقد صعقته بكلماتها التي جعلته يشعر بالسقم لتباهيها أمامه بما فعلته بوالدتها فوقف عن مكانه ينوي رد اعتباره منها لينتبه لأصابع والدته تتمسك بيده فنظر إليها ليراها تومئ له بالنفي وترجوه بصمت ألا يسمح لغضبه بالتغلب عليه فاستغفر عدة مرات أمام ريتاچ التي تابعت ما يدور أمامها بسخط ظنا منها أن حماتها تتحكم بزوجها وتسيره وفق مشيئتها فأشاحت بوجهها وأردفت بصوت خاڤت بغيض
غادرت ريتاچ وهي تهمهم واختفت بغرفتها ولم تر نظرات عمير التي سودها غضبه منها فما صرحت به دق ناقوس الخطړ بداخله معلنا ضرورة صحوته من غفوته ومطالبا إياه بفتح عينه ليرى صورتها الحقيقية التي أخفتها خلف قناع الرضى المزيف والهدوء فهو لن يقبل أبدا أن تهان والدته أو حتى والدتها بمنزله وإن كانت زوجته المغرورة لم تجد من يعلمها كيف تبر بوالدتها فهو كفيل بإعادة تقويمها وتعليمها ما تفتقده.
بداية وليست نهاية.
بعد مرور أسبوع على تهربه المتعمد من لقائه المحتوم مع صافية لم يستطع فهمي الامتناع عن مواجهتها فجلس ينظر إليها يحاول سبر أغوارها فهي بدت غامضة هادئة على نحو غريب وكأنها ليست زوجته التي عاشرها لخمسة وعشرين عام وبعد خوضه لنقاش طويل معها بذل فيه جهدا ليثنيها عن طلب الطلاق فوجئ بنفسه بين ليلة وضحاها يجلس بمكتب المأذون ويوقع ورقة طلاقها.
بعد أنتهائهم غادرا سويا وقد تعاظم بداخله إحساسه بالأسف للمرة الأولى بحياته وأمام باب البناية نظر إليها بحرج وأردف بتردد
.. على فكرة أنا كتبت