الخميس 12 ديسمبر 2024

من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 68 من 105 صفحات

موقع أيام نيوز


خصيصا لأن تكون ملتقى الأدباء وأصحاب المواهب 
كان الراديو مشټعلا على تلك الأغنية المفضلة لديهم لسيد مكاوي 
أوقاتي بتحلو بتحلو معاك وحياتي تكمل برضاك 
وبحس بروحي بوجودي
من اول ما بكون وياك
ويا روحي ساعه ما القاك
مش بس اوقاتي بتحلو
دي العيشه والناس والجو
والدنيا الدنيا بتضحكلي معاك
من كتر حلاوه الايام

ونعيمي وسعدي بلياليك
مش بحسب فات منهم كم
ولا بقدر افكر غير فيكوالليل وياك يساوي زمان
واليوم وياك يساوي زمان
واكتر يزمان من ميه بكره
ده الليل بلقاك انوار وامان
حتى ولو كان من قمره
كانت منة الله تمسك تلك الرواية ومنغمسة بقرائتها وكعادتها صورت فيديو لها وهي تحتسي القهوة وبيدها الكتاب وصورت أجواء القهوة مع تلك الأغنية ثم شاركت الفيديو على صفحتها عبر تطبيق الانستجرام وهي تدون فوق الفيديو 
ثمة أشياء هادئة وبسيطة نفعلها في أوقات فراغنا بعد أن ننهي عباداتنا ترزقنا السکينة وراحة البال الآن من مقهى العم عبد ربه حفظه الله لنا وأطال في عمره 
ثم أشارت بتاج مقهى الأدباء
في نفس الوقت كان جاسر يمسك الهاتف يتصفحه بإهمال فذاك يوم أجازته ويفضل أن لايعمل فيه كي يشحن طاقة إيجابية تجعله متحفزا طوال الأسبوع 
ثم أتى أمامه الفيديو التي شيرته منةالله وتلقائيا ابتسم وأعاد الفيديو مرارا وتكرارا 
لقد أدخل ذاك الفيديو السرور على قلبه فلم يجلس في تلك الأجواء ولا مرة طيلة عمره 
فأجواء تلك القهوة تشبه رائحة زمان وحتى الأغنية التي سمعها في الفيديو لم يسمعها منذ وقت طويل وفجأة وجد حاله يهاتفها وما إن آتاه الرد حتى شاغبها 
دي إنتي طلعتي صاحبة مزاج عالي اهه مقهى الأدباء وقهوة وسيد مكاوي وبتقرأي روايات طب ما تسأل ياعم علينا وشوفنا اكده بنقضي اليوم الكئيب الممل دي كيف وخدينا معاكي نروقوا إحنا كمان 
ضحكت بخفة على مشاغبته وقالت 
أصل أني لازم كل جمعة من كل أسبوع بعد ما أفطر اصلي الضهر وأقرأ سورة الكهف وأخلص الورد القرآني بتاعي واخلص أذكاري وبعدين ألبس عبايتي الكلاسيكية اللي تليق بجو المقهى وأجيب رواية مفضلة وآجي اهنه أني وأخويا مدحت هو بيقعد في ركن الرسم والفنون التشكيلية وأني أقعد في ركن الأدباء أقرأ روايتي لحد ماأحس اني خلاص تعبت ياخدني يعزمني على الغدا وبعدين أروح هلكانة نوم بحب اليوم دي باختلافه وأجوائه قووي وبحس اهنه بالراحة 
تعلق قلبه بالروتين الخاص بها فهي رقيقة حتى في حياتها فليست كباقي الفتيات تحب الخروج في الأماكن التي يصحبها الضوضاء والشغب شعر بأنه يريد أن يشاركها تلك الأجواء الكلاسيكية التي تبعث في الروح الرقي ثم قام من مكانه مردفا لها 
طب بقول لك ايه يامنون خليكي جدعة اكده وابعتي اللوكيشن واني طيران وهكون عندك أصلي حبييت قووي مقهى عمي عبده 
أنصتت له بتركيز وما أن علمت بقدومه دق قلبها داخلها وفورا ارسلت له اللوكيشن 
ثم أغلقت ذاك الكتاب وجلست تفكر في ذاك الجاسر الذي اقتحم عالمها برجولته المفرطة 
وهي تحدث حالها 
أمن الممكن أن يراني أحدهم يوما ما وأنا بظلامي ذاك ويأتي

الي طالبا قربي ويدخلني عالمه 
العالم الذي قرأت عنه كثيرا وكثيرا وسرحت بخيالي أميالا وبلادا ووديانا 
أمن الممكن أن ذاك الجاسر احب ألواني القاتمة وحياتي المنعزلة عن ذاك الكون الصاخب ويأتي معي إلى عالم الانغلاق الذي أعيشه ولكن فلأترك أموري يدبرها خالقي كيفما يقدر لي 
وعادت إلى تلك الرواية التي تقرؤها وانغمست فيها بشدة وصل جاسر إلى المقهى وبحث عنها وجدها تجلس في ركن هادئ يليق بها ساقته قدماه إليها وقف خلفها يتطلع إلى تلك الصفحة التي تقرؤها وهي تائهة في عالمها دقق النظر ووجدها تقرأ 
أقسى ما كتب نزار قباني عندما قال 
أخاف أن أحبك جدا فأفقدك ثم أتألم 
وأخاف أيضا أن لا أحبك فتضيع فرصة الحب فأندم أخبرني كيف أحبك بلا ألم 
وكيف لا أحبك بدون ندم 
حقا تلك الكلمات التى كانت تقرؤها تلك المنة تمعن تلك الكلمات وتفهمها بقلبه وليس بعقله 
ثم فاق على صوتها تردد له 
سيباك تخلص كلمات عمنا نزار قباني وترمي السلام يامتر اتفضل المكان فاضي 
اتسعت عيناه بذهول كيف عرفت بوجوده ولكن لم يريد أن يسألها ذاك السؤال كي لايجرحها ولكنه تحدث وهو يجلس 
صوح أني هستغرب ليه أكيد عرفتيني من ريحتي ياست منة 
هزت راسها بموافقة
من أول ما صلت وأني حسيت بوجودك 
المهم ايه رأيك في كلام نزار قباني الكبير اللي بيقولوا 
أجابها بدعابة 
بصي هو بيقول كلام عميق واني في العمق آخد صفر في المية 
واسترسل دعابته وهو ينظر للمكان بحب 
سيبك من عم نزار قباني اللي يتعب الأعصاب دي وقولي لي إيه المكان الجميييل المريح للأعصاب دي بجد حاجة روعة 
أغلقت الكتاب ووضعته أمامها على المنضدة ثم تحدثت وهي تشكر ذاك
المكان 
بحب المكان دي قووي بحس فيه اني مش مختلفة بحس فيه ان محدش بيبص علي فيه اني حاجة غريبة أو حد بيتعامل معاي اهنه بشفقة بسبب ظروفي 
حزن داخله لأجلها ثم قرر تغيير مجرى الحديث كي لا يجعلها تشعر بالضيق في أهم أوقات راحتها النفسية
اني عايز أشرب من القهوة بتاعتك وزييها بالظبط وأسمع سيد مكاوي وأعمل فيديو زي اللي عملتيه يمكن أجذب البنات وياخدوا بالهم مني وان فيه كائن اسميه جاسر المهدي رومانسي ومثقف والحوارات الهبلة اللي بتحبها البنات دي 
رفعت حاجبها باندهاش وسألته
وه هي الحاجات داي هبلة في وجهة نظرك هو في أحسن من الراجل الهادي المثقف الرومانسي 
دق بأصابع يديه على المنضدة وأجابها وهو بما يشعر به داخله 
الراجل اللي تدور عليه الست في وجهة نظري اللي يعرف يحتويها يحس هي عايزة ايه فينفذه لها من بعيد لبعيد من غير مايوريها إنه إزاي سوبر مان يعرف يخطف قلبها برجولته بصحيح مش بصور ولا كلام ولا حبة انشا حفظهم في كتاب 
انبهرت بكلامه الذي دوما يشعرها فيه أن المشاعر لاتحتاج للرؤية بالعين فيمكن أن يحس بالمواقف يريد أن يجعلها تشعر بأنها كمثلها وأنها لاينقصها شيئا عنهم 
ثم سألها بملامة 
إلا بصوح كنتي منزلة فيديو ليلة عشية وانتي عاملة بيتزا وكاتبة جنبها صنع ايدي مش عيب يامنون تعملي البيتزا بالطعامة اللي واضحة في الصورة داي وأني باكل عيش وجبنة 
ضحكت بشدة على طريقته الدعابية ووعدته 
حاضر يا متر دي انت تؤمر ليك عندي عزومة على أحلى بيتزا 
هو انتي بتعرفي تتطبخي صوح يامنون 
أمال ايه ماما بتجيب لي كل الطلبات اللي بحتاجها واني طبعا حفظت المطبخ بتاعنا والبوتجاز والتلاجة بالواي فاي فبعرف أظبط طبختي اللي بعملها 
حقا شعر بأن الوقت ضاع معها والملل الذي كان يشعر به لم يعد موجودا لقد سحبته لعالمها الهادئ الجميل ويود الغوص به أكثر كي يعرف حياتها وكي تقضي
يومها 
وظلا يتحدثان في كل شئ يأتي ببالهم بتلقائية وهم سعداء بالحوار الراقي مع بعضهم ثم جاء أخيها الأكبر وتعارفا على بعضهم وجلس معهم حتى انقضى الوقت معهم دون أن يشعروا فحقا الاختلاف في الحالات لايفسد للحب قضية 
في مثل ذاك اليوم ولدت الباش محامية رحمة المهدي وأتت إلى الدنيا فأنارتها كل سنة وانتي طيبة يا انا 
ذاك البوست الذي نشرته رحمة على صفحتها على الفيس بوك وهي تهنئ نفسها بيوم ميلادها ونشرت صورتها تحت ذاك المنشور في الساعة الثانية عشر صباحا 
كان ذاك الماهر جالسا في حديقة منزله أمام حمام السباحة وفي يده كوبا من القهوة وأمامه ذاك المشعل المضاء بالن ار فالجو كان شديد البرودة في تلك الليلة ولكنه يحب الجلوس في تلك الأجواء الباردة التي تشبه برودة الحياة التي يعيشها 
ثم استمع الى ذاك الإشعار على هاتفه أمسك الهاتف بملل ثم قرأ الإشعار وإذا هو تطبيق الفيس بوك يبلغه بأن ذاك اليوم ميلاد المشاغبة التي اقټحمت حياته وللعجب أنها كانت في باله في ذاك الوقت ويفكر بها بأن يرسل لها باقة تهنئة بيوم ميلادها 
وهتف وهو يحادث نفسه ولكن بصوت مسموع
كانك ورايا ورايا حتى في خلوتي مع حالي مش فايتاني 
ثم فتح صفحتها وتلك أول مرة يفتحها ويجول فيها فاتسعت مقلتاه عندما رأى صورتها أمامه بذاك الجمال وكأنه رأى باربي متمثلة أمامه الآن فقد كانت آية في الجمال بذاك الحجاب الأبيض وعيناها البارزتين بلونهما الأخضر وترتدي ذاك الزي المهندم الراقي في ذوقه وكتلة الجمال تشع في وجهه برزت عروق رقبته من شدة غض به بسبب تلك الصورة ولم يدري بحاله إلا وهو يهاتفها 
كانت جالسة وفي يدها ملف تلك القضية التي أرهقتها كثيرا ثم سمعت رنات هاتفها فاندهشت كثيرا لأن الوقت متأخر ومن سيهاتفها في ذاك الوقت ولكن دق قلبها بوتيرة سريعة داخلها عندما رأت نقش اسمه وأنه المتصل أجابته على الفور فهي شعرت بالقلق تجاهه فهو لم يفعلها منذ أن عرفته وعملت معه 
السلام عليكم في حاجة يامتر قلقتني عليك 
كان يدور حول المسبح وهو لايعلم من أين يبدأ ثم تحمحم 
أممم ايه الصورة اللي انتي منزلاها داي 
لوت شفتيها بامتعاض وهي تنظر إلى الهاتف بغرابة من سؤاله في ذاك التوقيت ثم سألته 
مالها الصورة وحشة ولا فيها ايه 
تنفس بصوت عال ينم عن بداية غض به
اه وحشة جدا شليها يالا حالا 
استمعت إلى أنفاسه الغ اضبة وازدادت ذهولا من رأيه الذي لايمت للحق بصلة ثم أردفت باستنكار 
وه مين قال اكده ! هو إنت مأخدتش بالك جايبة تعليقات كد ايه واصل !
واسترسلت وهي تشير بإعجابها الكبير لتلك الصورة قاصدة استفزازه 
داي كله عمال يقول لي ايه القمر دي يارحوم واللي تقول لي باربي التانية وكلياتهم اكده بيقولوا إن الصورة وصاحبتها قمر ١٤ هسيبهم كلهم وأخد برأيك انت !
حقا استفزته بطريقتها وجعلت الغيرة
تن هش بقلبه ولكنه لم يبين لها ذلك وهتف بأع صاب باردة 
بيجاملوكي وبيجبروا بخاطرك يا حضرة الأستاذة 
تفوه بتلك الكلمات وهو يضغط على كلمته الأخيرة الاستاذة فهمت مغزى طريقته فهو يريد ان يهز ثقتها بجمالها ولكنها أفحمته فتلك الرحمة لن تترك حقها قولا او فعلا تأخذه من عين السبع دون أن تهاب 
والله حتى لو بيجاملوني كتر خيرهم جبر الخواطر حلو بردك بس لعلمك بقى آني عارفة حالي زين والله لو لبست خيش واتصورت بيه لا إللي يشوف الصورة ينبهر بيها وعلى رأي المثل يامتر القالب غالب بس انت اخلع نضارة الصلابة وقول للحلو في وشه ياحلو 
بعد الهاتف عن أذنه ونفخ بضيق من ثقة تلك الرحمة في حالها كي لاتسمعه ورأى أن أقصر الطرق هي الصراحة ثم هتف 
أها طب حطاها ليه مستنية يبدوا إعجابهم بجمالك الفتاك ولا ايه ملهاش لازمة شيلي الصورة يارحمة 
فتحت فاهها بدهشة من ذاك الماهر أيغار عليها أم ماذا يقصد 
ثم سألته وداخلها من فرط سعادته يكاد قلبها يقفز من بين ضلوعها 
وه هي عجباني هشيلها ليه يعني وبعدين هي داي كل سنة وانتي طيبة بتاعتك في أول عيد ميلاد ليا وآني في
 

67  68  69 

انت في الصفحة 68 من 105 صفحات