الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مكتملة بقلم ميرا كريم

انت في الصفحة 102 من 214 صفحات

موقع أيام نيوز


شاء الله اتصرف شكك في التقرير او شوف أي ثغرة واستغلها
تنهد المحامي الخاص به بضجر من فظاظة اسلوبه وقال موضحا
الموضوع مش عند يا استاذ حسن القانون في صفها دي جنحة والمفروض هيتنظر فيها كمان ١٥ يوم فعايزك تهدى علشان نحاول نلاقي حل وياريت تتحكم في اعصابك
مرر يده بين خصلاته وهو يشعر أن الحصار يضيق عليه ثم قال بعدما هدأ من حدة نبرته وتساءل متوجسا

ايه اللي مفروض يحصل
أجابه المحامي بعملية تامة
في جنح مشابهة بتكون العقۏبة الحبس مدة لا تزيد عن سنة أو دفع غرامة مالية بس احنا ممكن نطعن في الحكم بعديها أما بقى بالنسبة لقضية الطلاق فإذا تضررت الزوجة من عشرة زوجها بأن آذاها بالضړب أو بالسب او بالهجر او وإكراهها و إجبارها على فعل محرم شرعا فإنها بتستحق التطليق للضرر وعلشان ده يحصل لازم تتوافر عدة شروط
تأهب بنظراته وأشار له بيده أن يستأنف حديثه ل يضيف الأخر
يشترط في إيقاع الطلاق للضررتقرير طبي بنفس تاريخ وقوع التعدي وقبل أن يمر عليها 12 ساعة .
ولازم يكون التقرير الطبي مطابق لما ورد في المحضر اللي تم تحريره من حيث نوعية أثار الضړب وللأسف كل ده مستوفي ومفيش ثغرة ممكن نشكك فيها وحتى لو كنا قدرنا نعمل ده متنساش أن كان في شهود على الواقعة. ليتوجس المحامي من رد فعله وهو يستأنف الوضع للأسف مش لصالحنا وطبعا بعد عدة جلسات القضية هتاخد مجراها المحكمة بتحكم ليها بكافة حقوقها الشرعية والمادية.
كان يكاد يجن وهو يستمع له وعند تلك النقطة التي ذكرها ثارت ثائرته وضړب على سطح المكتب قائلا
حقوق أيه! دي هي اللي طالبة الطلاق.
ده مش خلع يا استاذ حسن الفرق بينهم كبير...
حانت منه بسمة هازئة مستخفة ليست بمحلها تماما وهدر بعدم اتزان وهو يمرر يده بخصلاته يشعر بفوران رأسه 
على أي وضع مش هيحصل انا مش هطلق لو وقفت على شعر راسها
زفر المحامي وأخبره بتروي ناصحا
استاذ حسن انا شايف أنك تحاول تحل الموضوع بشكل ودي وتحاول تقنعها تتنازل قبل ما الموضوع يتصعد اكتر من كده
زفر حسن حانقا ثم أومأ له بتفهم وغادر مكتبه بخطوات واسعة يتأكلها الڠضب وهو ينوي أنه سيبحث عنها ويجدها مهما كلفه الأمر قبل موعد المحاكمة غافل كونها قررت أن لا تختبأ منه بعد اليوم وبكامل إرادتها ستواجهه وتتصدى له.
مر يومين لا غير بعد حديثها مع سعاد بشأن عودتها وها هي قد عادت لذلك المنزل الذي لطالما تشعر به بالراحة فقد كانت تحضر أطفالها للذهاب لمدرستهم بعد أيام من الانقطاع... فقد قررت أنها ستعتمد على ذاتها وتقوي عزيمتها دون خوف أو رهبة فلم يعد شيء يرهبها كسابق عهدها
حانت منها بسمة هادئة مليئة بالفخر وهي ترى ابنائها يتناولون الفطور بكل طواعية دون أي ضجر او شغب على غير عادتهم مما جعلها تقول وهي تجاور شريف
ساكتين ليه يا ولاد مالكم انتو كويسين
أومأو لها وبادر شريفبإندفاع كعادته
أحنا كويسين علشان أنت بقيت كويسة يا مامي وبطلتي تعطيتي
وقررنا أننا عمرنا ما هنزعلك ولا هنتخانق تاني علشان متزعليش
لتؤيده شقيقته
ايوة أحنا كنا زعلنين عليك وكنت انا وشريف بنقعد نعيط قبل ما نام
غامت عيناها التي يسكنها الحزن وقد جذبتهم فتلك الفترة التي تعافت بها أدركت أنها كانت تؤثر بالسلب عليهم دون قصد منها لذلك قالت بحنو وبصوت متحشرج على حافة البكاء وهي تقبل قمم رأسهم بالتناوب
حقكم عليا...الفترة اللي فاتت كانت صعبة عليا اوي وبعدين أنا عمري ما أزعل منكم أنتو كل حياتي ياولاد ومليش غيركم
قبلتها شيري من وجنتها وقالت ببراءة متناهية
واحنا بنحبك يا مامي ومش عايزينك تزعلي تاني ولما يرجع بابي من السفر هنخاصمه علشان هو اللي علطول بيزعلك
نفت رهف برأسها وقالت بدافع أمومي بحت كي لاتشوش تفكير ابنائها
لأ يا شيري بابي مش هو السبب أنا كنت تعبانة شوية وعلشان كده كنت بعيط لكن بابي بيحبكم وهيجبلكم حاجات حلوة كتير لما يرجع من السفر
صفقوا بحماس طفولي واتسعت بسماتهم لتستأنف هي
يلا بقى علشان منتأخرش كملوا فطار
إنصاعوا لها وباشروا تناول طعامهم بحماس بينما هي اندثرت بسمتها تدريجيا وانفلتت دمعة من عيناها أخفتها سريعا وأخذت تنعي بسرها حظها وحظ ابنائها
فنعم كذبت ولكن ليس من أجله هو هي على يقين تام أنه لا يستحق أي شيء ولكنها فعلت ذلك من أجل ابنائها فلن تزرع ضغينة بقلوبهم لأبيهم وتشوش تفكيرهم بذلك السن الصغير بل كانت تفضل أن تمهد لهم أمر رغبتها في الأنفصال عنه تدريجيا كي لا يؤثر بالسلب على نفسيتهم .

كانت تصحبهم وهي تقبض على كفوفهم الصغيرة براحة عارمة كأنها العالم بما فيه بين يديها خطوة خطوتان بعيدة عن مدخل البناية وتيبست قدميها عندما وجدته أمامها
لوهلة شعرت بإنقباض قلبها ولكن كفوف صغارها وتمسكهم بها جعلها تصمد و تطالعه بنظرات باردة جوفاء خالية من كل شيء.
اختصر المسافة بينهم بخطوتان حين لاحظوا ابنائه تواجده
 

101  102  103 

انت في الصفحة 102 من 214 صفحات