الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مكتملة بقلم ميرا كريم

انت في الصفحة 147 من 214 صفحات

موقع أيام نيوز


واسفة مش هقدر اخلي الولد ياخدها منك...عن اذنك يا دكتور.
ذلك أخر ما تفوهت به قبل أن تغادر تاركة سعاد تعتذر بحرج خلفها
اسفة يا دكتور هي...
قاطعها هو بتفهم وبكل بساطة
عارف...مش لازم تبرري يا مدام سعاد...حصل خير
أومأت سعاد بحرج ولحقت بها بينما هو نظر لآثارهم بملامح لاتفسر جعلت والدته تبرر قائلة
معلش اعذرها يا بني اللي مرت بيه صعب على أي ست وڠصب عنها عايزة تحاوط على ولادها

تنهد هو واخبرها بصدق وبطيب نية
ماما انا مدوستلهاش على طرف
أنا بس حبيت الولد و صعب عليا وحبيت افرحه مش اكتر...
ربتت كريمة على كتفه بملامح يكسوها الحزن فهي تتفهم ذلك الشعور الذي يداهم ابنها عندما يتعلق الأمر بلأطفال لذلك لم تجد ما تواسيه به غير
ربنا يفرح قلبك يا نضال ويديك على أد ضميرك ونيتك...أنا هروح احضرلك الغدا
تنهد وقال وهو يتناول يدها
تسلميلي يا كرملة...وانا هغير هدومي واجي اساعدك
ليتوجه نضال لغرفته تارك والدته ترفع نظراتها للأعلى وتدعوا له بصدق وبقلب أم انفطر على حظ ولدها...
كنت قليلة الذوق اوي
هدرت بها سعاد بتوبيخ كي تؤنبها لتزوغ نظراتها وتتأفف
يووووه بقى يا سعاد انا مش غلطانة دول ولادي ومن حقي أخاف عليهم واقرر بالنيابة عنهم
بس الراجل مغلطش يا رهف ولا اتعدى حدود الأدب أنت احرجتيه جامد
سعاد افهمي شريف بيمر بمرحلة صعبة بعد انفصالي عن ابوه ومينفعش...ابتلعت غصة مريرة بحلقها واستأنفت
تخيلي أن في الوقت اللي ابوه مبيسألش حتى عليه... الدكتور ده قدر يحببه فيه من مرة واحدة و اقنعه انه موهوب ولازم يدرب ويسعى علشان يبقى بطل وخلى الولد يصمم ويعاندني ويلح عليا...
تنهدت سعادو واجهتها بشجاعة كعادتها
الولد موهوب فعلا يارهف وانت عارفة كده وكتير اتحايلتي على حسن أنه يسمحله يروح التدريبات وأنت بنفسك اللي قايلالي كده...ليه دلوقتي بترمي على الدكتور أنه بيحرض ابنك ما يمكن بيشجعه من غير أي دوافع تانية
سعاد افهميني أنا...
حاولت التبرير ولكن سعاد قاطعتها بتفهم
عارفة أنك خاېفة على ولادك...بس متخليش خۏفك عليهم يحبط احلامهم ويلغي شخصيتهم...حاولي زي ما صلحتي اللي ابوهم زرعه فيك...تصلحيه برضوا في ولادك...شجعيهم وخليك حافز ليهم وبلاش تضيقي حسارك على أحلامهم بحجة خۏفك عليهم...
وبعدين الدكتور مغلطتش وبدل ما تشكريه احرجتيه جدا
بشكل ما وجدت حديثها منطقي لذلك تهدلت معالم وجهها وارتمت على اقرب مقعد وهي تشعر بالندم...فيبدو أنها بالفعل مدينة لذلك الطبيب بالاعتذار ويبدو ايضا أن ما عانته مع ذلك الساخط غيرها لدرجة أنها تخلت عن مسالمتها واصبحت عدائية لا تراعي مشاعر أحد كما كان يفعل معها وحقا ذلك الشعور كان كفيل أن يجعلها تشعر بالخزي الشديد من نفسها. 
عادت إلى قصر أبيها بعدما اطمأنت على صديقتها واوصلتها بنفسها لمنزل تلك السيدة الحنون وها هي تصعد درجات الدرج الداخلي وهي تجر حقيبتها معها في طريقها لغرفتها حين باغتتها دعاءقائلة بخبث لا مثيل له
اهلا اخيرا شرفتي يا ميرال هانم 
زفرت هي بقوة وتجاهلتها لتستأنف دعاء
السفرية حلوة يا ميرال يارب تكوني اتبسطتي مع اصحابك
تنهدت واجابتها ببسمة بالكاد اڠتصبتها على ثغرها
اه يا دعاء كانت سفرية حلوة واتبسطت مع اصحابي...
ابتسمت دعاء بسمة صفراء تقطر بخبث مقيت وتهكمت
طب الحمد لله انا عايزة اشوفك مبسوطة بس يارب اصحابك اللي كنت معاهم ميبقوش اندال وميتحملوكيش ويسبوك زي كل اللي سابوك
اغتاظت من حديثها المبطن وتكونت غصة مريرة بحلقها من تهكمها الواضح لذلك هدرت بضيق
ولو عايزة تقولي حاجة قوليها من غير لف ودوران انا مبحبش طريقتك دي يا دعاء
اجابتها بمكر وهي تبتسم بسمة مستفزة للغاية
هلف وادور ليه يا ميرالانا بتمنالك الخير مش اكتر وخاېفة يخذلوك أصلك طيبة وبيضحك عليك
تنهدت بسأم من طريقتها التي تثير اعصابها وباشرت سيرها وهي تتعمد أن تتجاهلها لتباغتها الأخرى هاتفة من اسفل الدرج
اهم حاجة تكوني اتبسطتي وعشتي يومين
لتستأنف بسرها بنبرة تقطر بالحقد
قبل ما حسرك عليه وأجبره يسيبك زي كل اللي سابوك
أما في المساء كان هو يجلس في شرفته يحتسي مشروبه الساخن وهو يسترجع ذلك الموقف السخيف الذي وضع ذاته به فمن يصدق أن ذلك الوجه البريء المسالم تمتلك صاحبته كل تلك العدائية الغير مبررة فهو على يقين تام أنه لم يتعدى معها حدود الأدب بل كانت نواياه نحو الصغير بريئة وبدرت منه بصدق دون أي سوء
 

146  147  148 

انت في الصفحة 147 من 214 صفحات