رواية مكتملة بقلم ميرا كريم
بالاستقلالية المطلقة. تلك القناعات التي أصبحت تؤمن بها فلا حاجة لرجل لتتجسد به سعادتها هي ناجحة ولديها كل الإمكانيات الممكنة لتستطيع جلبها لذاتها فيكفي انها ستحيا بسلام وبكرامة مع ابنائها وعلى ذكر ابنائها اوجعها ضميرها ورغم اقتناعها التام برفضها إلا أن مع تعلق ابنائها ومطالبتهم بقربه نمى شعور بالذنب بأحشائها وظل يطعن بها فمنذ وعكته الصحية وعلاقته بهم قد توطدت ويراودها دوما أنها جارت على حقهم بأنفصالها وهنا عدة تساؤلات منطقية لاحت بعقلها ماذا إن عادت له ولمت شملهم من اجل ابنائها هل سيستريح قلبها ويسكن ضميرها هل يتوجب عليها تحاشي نظرة المجتمع والټضحية من أجل ابنائها وإن فعلت هل ستسطيع أن تتعايش معه من جديد وهل سيتقبل تغيرها أم سيحاول هدمها حقا لا تعلم ما يتوجب عليها فعله فالخيار شديد الصعوبة بالنسبة لها يأما ترضي ذاتها وتظل على رفضها يأما أن تتخلى عن حقها وتبدي مصلحة ابنائها و تضحى براحتها التي لا تضمنها معه وتعود من أجل أبنائها. حقا لا تعلم ما يتوجب عليه فعله فكل ما ينغص حياتها أنها مؤنبة وضميرها ينهش بها تجاه ابنائها
مامي عايز اشرب
انتشلها صوت الصغير من شرودها لتعتدل وتناوله كوب الماء الموضوع اعلى الكمود ليرتشف منه ويرده لها متسائلا
مامي منمتيش ليه
ابدا يا شريف في حاجة شغلاني
اكيد عيد ميلاد بابي أصله بكرة
مامي انا عايز اروحله ونحتفل معاه ونجيب تورتة وهدية كبيرة
وافقت هي ببسمة هادئة
حاضر يا حبيبي بكرة هنروح نزوره بس هنتصل بيه قبلها
لأ يا مامي خليها مفاجأة
تمام حاضر اللي أنت عايزه يلا بقى نام علشان ننزل بكرة بدري نشتري الهدية
هار اسوح جايبلي خمړة يا كاظم ده انت يومك مش فايت
قالتها شهد بإندفاع كعادتها المتأصلة وهي تهز بجسده المستلقي أمامها فز من غفوته القصيرة وقال متفاجئا
في ايه يا شهد حرام عليك حد يصحي حد كده
رفعت زجاجة الشراب أمام نظراته وتخصرت قائلة
في دي يا استاذ يا محترم!
لتلوي ثغرها يمينا ويسارا متحسرة
ياخسارة الهيبة اللي حلت بعديها الخيبة
طب ممكن تهدي ومتكبريش الموضوع
لأ بقولك ايه انت مستقل پغضب ربنا أنت مسلم واكيد عارف انها حرام
تحمحم بحرج
عارف
وبتغضب ربنا ليه طالما عارف ده احنا بنتشعبط في رضاه
حاول التفسير لها
لما كنت في ايطاليا الخواجات بيشربوه بدل الميه علشان يدفيهم وبصراحة دي خصلة مش كويسة خدتها منهم
وهنا قالت بقناعات تربت عليها ورسخت بها
أخر مرة اوعدك انا بس قولت علشان نحتفل بأول ليلة لينا مع بعض
ده انت كأنك قاصد ربنا ما يكرمناش ولا يباركلنا
مش قاصد وبعتذر يا شهد مش هتتكرر تاني واوعدك عمري ما هحطها على بقي
خلاص سماح المرة دي
.
ابتاعوا قالب كيك كبير كتب عليه حروف اسمه والعديد من بالونات الهيليوم الملونة وقد جلبت له ساعة ذهبية قيمة
والعديد من الملابس التي كان يفشل في شرائها وكانت تتكفل هي بها وهاهم وصلوا امام باب الشقة يطرقون عليه طرقات متتالية متحمسة ولكن حين فتح الباب وأطلت عليهم تلك السيدة تجمدوا بأرضهم حين صړخت بهم
جرا أيه منك ليها بتخبطوا كده ليه على الباب هو بيت ابوكم!
تشبثوا الصغار بساق رهف پخوف لتقول هي بشراسة وهي ترمقها شذرا من اخمص قدمها لاعلى رأسها
اه بيت ابوهم واتكلمي عدل أنت مين وبتعملي ايه هنا
اجابتها وهي تلوك علكتها بطريقة فظة وتتخصر أمامها
آآآه افتكرتك انت طليقته اظن فاكراني انا اللي جيت سألت عليه في المستشفى
ابتلعت رهف غصة بحلقها واعادة صياغة سؤالها
ايوة عرفت بس بتعملي ايه هنا بالمنظر ده مش فاهمة!
طالعت سميرة قميص نومها الصارخ الذي يظهر من أسفل مأذرها الشيفون ثم أجابتها ببسمة منتصرة وكأنها فازت بجائزة
هو انا مقولتلكيش أصل مستر حسن كتب عليا ليلة امبارح
أصله ياعيني وحداني وعايز حد يونسه وملقاش احسن مني
شهقوا الصغار بينما هي ظلت لثوان متجمدة بأرضها لا تستوعب ما نطقت به وحين فعلت نمت بسمة على ثغرها وظلت تتسع إلى أن تحولت إلى ضحكات هستيرية متلاحقة
بتضحكي على ايه عايزة افهم
قالتها هي بصوت جهوري وهي تضع يدها بخصرها وتنظر لهم بنظرات جعلت الصغار يرتعبون منها تزامنا مع خروجه يرتدي روب الاستحمام ويجفف شعره بمنشفة صغيرة وماإن رآهم شحب وجهه وسقطت المنشفة من يده وهمس بأسمها
رهف
هزت رأسها وتزايدت ضحكاتها ثم تخطتها وتقدمت منه تضع بيده قالب الكيك وتلك الاشياء التي كانت يساعدوها ابنائها في حملها ثم قالت متهكمة بسخرية مريرة
اه رهف