الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مكتملة بقلم ميرا كريم

انت في الصفحة 24 من 214 صفحات

موقع أيام نيوز


قلبه يتراقص على صخبها قائلة بمكر وبعيون لامعة 
أخيرااااااااا ....... انا موافقة والله على كل شروطك بس انت نفذ
هز رأسه وابتسم ببشاشته المعهودة وهو ينطلق بسيارته إلى أقرب معرض للسيارات كي يلبي طلبها بينما هي ظلت طوال الطريق تسترق النظرات له و تجاهد تلك النبضة العاصية بقلبها التي تنبأها بشيء لطالما تخوفت منه وتكاد ټموت قهرا إن حدث.

اسدل الليل ستائره على ذلك الساخط الذي لا يعرف أين يكمن الرضا فكان ممدد بفراشه بجوارها يحاول ان يتوقع كافة الاحتمالات الواردة بشأنها فلا ينكر بعد مغادرة ثريا وذلك الټهديد الصريح منها شعر بشيء من الرهبة يتملك منه ليجد ذاته يتودد لها على غير عادته في الآونة الأخيرة قائلا بلطف وهو يقترب منها يداعب وجنتها لتكف عن تصنع النوم
رهف ..........رهف أنا عارف إنك سامعاني ومبتعرفيش تنامي قبلي ليتردد قليلا ثم يقول بتقطع وكأنه يمن عليها باعتذاره 
أنا.........آسف
رفرفت هي بأهدابها تؤكد له يقينه وابتسمت بسمتها الناعمة التي رغم بهوتها الآن إلا أنها تجعله يشعر أن العالم خلى من كل مصائبه ولم يتبقى غير ربيعها و سلامها النفسي الذي ينفض دواخله ويعبث دوما بأفكاره ونواياه.
لم تعقب هي بل ظلت تعاتبه بنظراتها مما جعله 
يتنهد عميق ويقترب أكثر منها مبررا 
انا عارف اني زودتها بس كنت مخڼوق وأنت بتضغطي على أعصابي
ردت بنبرة مټألمة تفيض بالعتاب
انا عمري ما قصدت أضغط عليك ..... انا كنت بحاول أشاركك واخفف عنك بس انت مش مديني فرصة
ليبرر من جديد بذلك السبب الواهي الذي يحاول ان يقنعها به ولا يمل من ذكره
اعصابي مشدودة من الشغل و اعذريني لو كنت بخرج عن شعوري
لما كنت بتتكلم وقلتلي يامن كان هو فعلا.....
ابتلع رمقه بحلق جاف وأخذ يمرر يده بخصلاته الفحمية وكأنه يبحث عن كڈبة مناسبة تقنعها ثم قال بكل تبجح وثقة كي يسايرها 
بصراحة .......كانت مكالمة شغل من واحدة من اللي بيشرفوا على تنفيذ المشروع بشركتي ومرضتش اريحك لما سألتيني علشان حسيت انك بتشكي فيا و كنت مخڼوق منك ومن اسئلتك الكتير
حقا كانت تستمع له مذهولة من تبريره ومن كيفية حياكته للأمر المفترض أنها الآن تكون سعيدة كونه كشف لها حيلته واراح قلبها ولكن وجدت ذاتها مشتتة لا تعلم كيف استطاع أن يتقن كذبته لذلك الحد وكيف هي كانت غافلة عن مهارات التمثيل لديه لتضيف بإصرار وكأنها تود أن تسد كل الثغرات بعقلها حتى لا يثور عليها 
بس انت قولت انه يامن حتى قولتله رهف بتسلم عليك!
تأفف في ضيق من اسئلتها التي تكاد تودي بثباته و تفضح أمره وهدر منفعل وهو ينهض يواليها ظهره 
افففففف بقى مش هخلص من أسئلتك دي ....كانت قفلت ساعتها وقولتلك كنت قاصد أضايقك زي ما ضايقتيني
أغمضت عيناها بقوة تحاول كبح أفكارها وتقبل الأمر دون جدال أكثر فلا يوجد لديها خيار آخر على أي حال لتنهض تقترب منه وتقول بقلة حيلة وهي تضع يدها على ذراعه 
أنت كل دنيتي يا حسن بلاش تعمل كده وتستغل إني مليش غيرك
الټفت لها وهو يشعر بشيء من تقريع الضمير وقال برهبة بثتها به ثريا بجدارة
حقك عليا ......انا مقدرش استغنى عنك......أوعي تسبيني
كوبت وجهه بين راحتيها بعدما تدخل قلبها اللين كعادته 
مقدرش انت روحي يا حسن ربنا ما يحرمني منك
أبتسم وهو يأمن على دعوتها 
حمقاء هي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولكن دائما تجد له مبرر لكافة افعاله ولم لا وهي ليس لها أحد سواه فقد نشأت ببيت عمها وربيت مع أبنته بعد ۏفاة عائلتها بحاډث مروع اودى بحياتهم وحين تزوجت هي توفى عمها وسافرت ابنته مغتربة مع زوجها بأحد بلاد الخليج لتبقى هي وحيدة دون ملجأ او سند غيره 
تبسمت الشمس في كبد السماء معلنة عن يوم جديد يخبئ في طياته الكثير فقد
استعدت هي بنشاط على غير عادتها وقررت انها هي من ستقوم بإيقاظه اليوم تجهزت مرتدية بنطال أزرق من خامة الجينز ويعتليها كنزة وردية ذات حملات رفيعة وحذاء رياضي يماثل لون كنزتها وقد اجلت سترتها لحين خروجها لتنظر مرة أخيرة بالمرآة وتبعثر خصلاتها القصيرة كي تبدو هوجاء كما تفضلها ليلفت نظرها أضاءة هاتفها التي تتعمد ان تضعه على وضع الصامت طوال الوقت بسبب غباء طارق الذي لن يكف عن إلحاحه الذي حقا كاد يصيبها بالسأم تجاهلت الهاتف تماما و توجهت بخطى واسعة نحو غرفته ودلفت دون حتى أن تطرق بابها وحينها وجدت ما لم تحسب حسابه قط لتتعالى وتيرة انفاسها وظلت تتراجع للخلف وهي تشعر بأن كل خلية بجسدها تنتفض من شدة ذعرها حين سقطت عيناها عليه هو بطلته القاسېة التي لا تعرف اللين وبعيناه التي يسطع بها المكر قائلا 
كيفك يا بنت غالية توحشتك
الفصل التاسع
أن المرأة يسحرها أولا الأمان الذي يزرعه الرجل من حولها بعدها كل شيء
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 214 صفحات