الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مكتملة بقلم ميرا كريم

انت في الصفحة 33 من 214 صفحات

موقع أيام نيوز


قوليلي بقى اخبار الأوردر بتاعنا اللي هيروح البيت أيه
ابتسمت واجابته
جاهز يا فندم زي ما أمرت وأنا اللي نفذته بنفسي وبصراحة ممنونة لثقة حضرتك واتمنى الأكل يعجب مدام ثريا
تنهد وأضاف ببسمته البشوشة بكل عفوية
لا متقلقيش هيعجبها انا واثق من ده علشان عجب نادين
تناوبت رقية النظرات بينهم ببسمة ممتنة استقبلتها نادين بأخرى متعالية وتلاها قولها بعجرفة دون أي لباقة

اه فعلا بس ده ميمنعش انه مفهوش أي شيء مبتكر يستاهل المدح الزايد بتاعك
قالتها وهي تشملها من اخمص قدمها حتى أعلى رأسها بطريقة لم تعجب يامن قط وجعلته ينظر لها نظرة صارمة تعرف المغزى منها حين قال رأيه بصدق كي يلاحق الموقف
ويمكن ده سر حلاوته وسبب ثقتي انه هيعجب امي علشان يشبه أكلها
كانت رقية مستاءة من نظرات نادين لها ومن عجرفتها معها وكادت أن ترد رد يليق بها ولكن وجدته يتحدث بالنيابة عنها لتعلق عيناها به بامتنان فرغم منصبه وسلطته على العاملين داخل مطعمه إلا انه متواضع غير متكلف ومراعي للجميع ليس معها فقط
أما عن متمردته فقد اعتلى حاجبيها المنمقين من طريقة حديثه ومن تلك النظرات اللعېنة التي تشمله بها الأخرى و لا تعلم لم شعرت أن نيران تتآكل أحشائها وإن كادت تثور عليه كعادتها كان يخرسها بإرساله لها نظرة صارمة تعرف هي المغزى منها ولذلك تمالكت زمام نفسها وزفرت انفاسها دفعة واحدة بغيظ وازاحت رأسها بعيدا عنه بينما هو مسد ذقنه يحاول تهدأت ذاته و استرسل بعملية شديدة وهو يوجه حديثه ل رقية التي لاحظت ما يحدث وأطرقت رأسها احتراما لرب عملها
تمام شكرا ليك يا رقية ومتزعليش نادين خاڼها التعبير مش اكتر...
اومأت رقية وقالت بعزة نفس قبل أن تنصاع له وتنصرف
ولا يهم حضرتك انا مزعلتش ده رأي آنسة نادين حفزني اكتر إني اطور من نفسي و اوعد حضرتك إني هجتهد و اشتغل على نفسي عن اذنكم
وإن غادرت هدر هو منفعل بنبرة صارمة لا تعرف الحياد وهو يشدد على قبضة يده بعصبية
ليه اتعمدتي تحرجيها
ردت عليه بغيظ شديد وهي تلوح بيدها
انت محموق ليها ليه كده وبأي حق تبرر وتحرجني قدمها
جز على نواجذه وهدر بحدة وهو يضرب بقبضته على الطاولة
علشان محدش مجبر يتحمل طريقتك المستفزة دي كان ممكن تقولي كلمتين تجبري بيهم خاطرها وتراعي بيهم مشاعرها لكن أنت دايما مبتفكريش غير في نفسك وبس
قلبت عيناها بغيظ وهاجمته بعصبية شديدة
طريقتي مش مستفزة انت اللي طريقتك غريبة مع كل اللي شغالين عندك وبتخليهم يتعدوا حدودهم وكمان بتتساهل معاهم
زفر انفاسه دفعة واحدة وهدر بجدية شديدة وبثقة وقناعة خاصة لطالما تريد أن تزعزعها به
انا مش متساهل بس يمكن اكون رحيم علشان ربنا هيحاسبني ومسمهاش شغالين عندك اسمها شغلين معايا لأن من غيرهم مكنش زماني عملت حاجة لوحدي واظن متاكدة ان الشغل كله ماشي زي الساعة
نظرت لمحيطهم الفارغ وصدر صوت متهكم من فمها وقالت بنفس تمردها وعنادها الذي دفعها ان تضايقه عن عمد كيفما يفعل معها
أنت سياستك غلط ومش مقتنعة بيها وبكرة اثبتلك إني اقدر اعمل اللي انت مش عارف تعمله لما أملاكي ترجعلي قريب اوي
لم يروقه حديثها بالمرة فهي تتعمد ان تقلل منه ومن مجهوداته في كل شيء حتى مشاعره تتجاهلها فحتى انها لم تلحظ أنه بكل مرة يأتي بها إلى هنا يوقف العمل ويخلي المكان من أجل أن تكون رؤياها شيء حصري له ويتمتع بقربها منه بعيدا عن أي ضجيج يعكر صفو لحظاته معها منفردا ولكن الأنكى من كل ذلك أنه يحترم رغبتها ولا يريد فرض مشاعره عليها ولكنها تتعمد ان تخرجه عن طوره وتذكره مرارا وتكرار بذلك الاتفاق اللعېن والقرار المنتظر منها الذي كلما اقترب موعده تتعمد أن ترهبه وكأنها تعلم ان روحه ستغادر جسده حينها ولذلك وجد نفسه يصرح لها بعزة نفس دون تردد بنبرة جادة للغاية تضاهي بجديتها وواقعيتها أفكاره الحالية
صدقيني انا مستني اليوم ده بفارغ الصبر ويمكن اكتر منك بس الفرق اللي بيني وبينك أني عمري ما فكرت اقلل منك ولااقتل طموحك علشان عارف انك عنيدة وهتتحققي كل اللي بتتمنيه و وقتها... ليبتلع غصة في حلقه ويقول بمحايدة تنافي إرادة قلبه الثائر بين أضلعه
هبقى فخور بيك وبنجاحك حتى لو مبقناش مع بعض
لاتعلم حين تفوه بتلك الجملة الأخيرة شعرت بتلك النبضة العاصية تعلن عن صخبها من جديد ولكن الأن بشكل مقبض للغاية جعلها تنظر له بنظرة هي ذاتها لاتعلم المغزى منها بينما هو تهجمت معالم وجهه للغاية بعدما وئدت سعادته كعادتها وهدر بنبرة آمرة وهو يهب واقفا
لازم نرجع البيت قبل خالك أنا هجيب حاجة من المكتب واحصلك على العربية
هزت رأسها وحين تحرك من أمامها ظلت تمرر يدها بخصلاتها القصيرة وهي ټلعن ذلك الشعور الذي بدأ يحتلها
أما هي كانت تحضر الطعام بآلية شديدة دون أي حماس كالسابق فبعد ان وأد فرحتها بالأمس
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 214 صفحات