رواية مكتملة بقلم ميرا كريم
وعمري ما انسى وقفتك جنبي
ربتت على يده بحنان و ابتسمت تلك البسمة الهادئة المليئة بالرضا وباشرت طعامها بينما هو شرد بها لثوان قبل ان تقول بتردد وكأنها مرغمة
_ طيب انا هروح النادي انا والولاد بعد المدرسة علشان هقابل سارة
لتتنهد بسأم وتسترسل بتلقائية تخبره بأدق تفاصيلها كما تعودت
أنا مش بحب اخرج انا والولاد لوحدينا بس هي عمالة تزن عليا بقالها كام يوم وعايزة تقنعني بموضوع الشغل ده
على فكرة انا معنديش مانع والقرار راجع ليك
نفت برأسها وقالت بإخلاص غير عادي
مقدرش انشغل عنك وعن الولاد يا حسن ....
حاول هو إقناعها كي تحيد عن عزلتها تلك
بس أنت موهوبة يا رهف وحرام تضيعي تعبك وسنين دراستك على الفاضي ده الكل يشهدلك إنك كنت أشطر مهندسة ديكور في مجالك قبل الجواز
مين قالك إنه على الفاضي كفاية إني بنيت مملكتي معاك ومع ولادي وده عندي كفاية
أبتسم بسمة عابرة لم تصل لعينه وهو يفكر كم هي روتينية مملة بكل شيء ليس لها طموح شخصيتها مسالمة تفتقد للشغف حتى انه في الكثير من الأوقات يمل من أهتمامها الزائد بأدق التفاصيل وتحفظها التي لا تحيد عنه ليرتفع جانب فمه ببسمة ساخرة فهو رغم كل ذلك رغبته بها تظل متأججة وخاصة عندما تشعره بضعفها وحاجتها له و بمدى سلطته وهيمنته عليها متناقض هو يعلم ذلك تماما ولكن ما لا يعلمه أين يكمن الرضا
هااااا .... لأ ....... ولا حاجة ليتنهد ويقترح كي يكسر ذلك الروتين الممېت بالنسبة له
ايه رأيك خليك بكرة وانا هاجي معاكم بقالنا مدة مخرجناش مع بعض
تهللت أساريرها ونهضت تجلس على ساقيه وقالت وهي تتعلق بعنقه
بجد يا حسن ....طب احلف علشان أصدقك
قهقه على طريقتها وسألها بمشاكسة
مش كده ولا ايه
هزت رأسها بقوة تأكد حديثه وأخبرته بمكنون قلبها بكل عفوية وهي تهيم به
أيوة بصدقك وعارفة انك عمرك ما تكدب عليا .....علشان انت حبيبي يا حسن وكل دنيتي....ربنا يخليك ليا
ابتلع غصة مريرة في حلقه وهو يشعر ان كلماتها تلك رغم صدقها إلا أنها هوت على قلبه كالسياط وجعلت ضميره ينهش به ولكن هيء له شيطانه شيء آخر و جعله يهمهم
زاغت نظراتها وأخذت تتحسس شعرها المنسدل بعدم ثقة يحاول زرعها بها وكأنه يتعمد ان يجعل ثقتها بنفسها معډومة ولذلك تبحث دائما عن التغير لأرضاءه .ولكن هو ابعد ما يكون عن تفكيرها فهو فقط يتعمد أحباطها كي لا يستشعر كونها أفضل منه وخطائة مثله يبحث عن نواقصها بدقة شديدة حتى يقنع ذاته انها تستحق تلك الخطيئة التي يرتكبها بحقها فهي من وجهة نظره خطيئة بريئة مبررة .
حاضر وهغير لونه كمان
ربت على وجنتها وانهضها عن ساقه ونهض بدوره كي يغادر لعمله لتذكره وهي ټضرب مقدمة رأسها بخفة
كنت هنسى أقولك أصل كلموني من مدرسة الولاد بيفكروك ببقية المصاريف
قلب عينه في ملل وأخبرها وهو يرتدي سترته
نسيت خالص . أنت عارفة إن مش فاضي الفترة دي ومضغوط جدا
ليتنهد بيأس ويعاتبها
نفسي تتصرف لوحدك ..ليه مدفعتهمش انت ما كده او كده الحساب مشترك ومفتوح ليك في اي وقت كنت سحبتي اللي أنت عايزاه وشوفي طلباتهم ايه
مطت هي فمها وقالت بقلة حيلة
انت عارف الكارت اللي بسحب بيه من Atm الولاد ضيعوه و مش بحب زحمة البنوك ولا كمان بحب أخرج لوحدي لتتنهد وتستأنف بكل طواعية من اجله
بس هعمل كده لو هيريحك بس ياريت تكلم مستر فهميعلشان ميعطلنيش كتير
هز رأسه بتفهم وهو يتناول متعلقاته الشخصية وأخبرها وهو يتوجه لباب الشقة
هكلمه اول ما اوصل الشركة وهقوله ميرجعش ليا ويعطلك بعد كده
هزت رأسها ببسمة هادئة ليقبل هو وجنتها وتودعه هي بتلك الدعوات الصادقة التي تنبع من صميم قلبها
في المساء استعدت هي كما طلب منها بعد ان هاتفها وأخبرها أنه انتهى من عمله مبكرا وقرر ان يعوضها ويأخذها لتناول العشاء معه وها هي تجلس بجواره داخل سيارته ويتوجهون لذلك المطعم الصغير الذي يمتلكه و لم يقصد غيره يوم متحجج بخصوصية المكان وكون أجواءه شاعرية تريح الأعصاب فنعم هو محق تريح الأعصاب لدرجة تشعرك بالملل ويجعلك تود ان تغفى بموضعك من رتابته
تنهدت بضيق ما ان أوقف السيارة وهي تظن أنهم وصلوا لوجهتهم ولكن جحظت عيناها عندما وجدته يصف سيارته أمام منزل ميرال صديقتها
لتهمس بعدم تصديق
يامن جابتنا هنا ليه
نظر لها بتلك العيون الدافئة وقال ببعض التهاون
مهانش عليا ازعلك و نص ساعة بس ونمشي
لاحظ إشراق وجهها بعد أن كانت
متجهمة طوال الطريق ليشعر ببعض الراحة بينما هي قالت في حماس
حاضر .....بس انا مجبتش هدية
أخرج من جيب سترته علبة مخملية صغيرة وناولها لها قائلا
عامل حسابي
هزت رأسها بسعادة وهي تطالعه ثم تدلوا من السيارة معا لتلتف له ودون أي مقدمات كانت تشابك أناملها بخصته وهي تنظر له نظرة ممتنة بينما هو استغرب فعلتها ونظر لأيديهم المتشابكة بعيون باسمة تكاد تفضح مكنونها ليتحمحم يجلي صوته ثم أمال رأسه كي يدعوها للدخول لتبتسم هي بسمتها المهلكة تلك وتسير معه إلى الداخل
أخذت تهز ساقيها بعصبية مفرطة وهي تشاهد تلك التي خالفت توقعاتها وأتت لأحتفالها لا والأنكى أنها أتت به لتثبت لها أنها صاحبة السلطة الكبرى ولا أحد يستطيع تحجيمها أبتسمت ساخرة وهي ترى أصدقائها يتجمعون حولها ويرحبون بها وكأنهم ليسوا نفسهم من كانوا يسخرون منها منذ قليل حقا تبا لنفاقهم قالتها بداخلها وهي تغتصب بسمة مجاملة على ثغرها كي ترحب بها
أهلا نورتي يا نادو
قبلتها نادين وعايدتها بينما ميرال أثنت على هديتها عندما أخبرتها نادين بكيد انها ذوق يامن مما جعلها لم تزيح بنظراتها عنه بطريقة لم تعجبه بالمرة وخاصة عندما تخابثت وهي تصافحه
ذوقك يجنن بس مش في كل حاجة ياخسارة !!!
قالتها بتهكم وهي تنظر ل نادين من أعلى لأسفل بطريقة متدنية جعلت يامن يضيق عينيه ويتساءل بحدة
أفندم .....تقصدي أيه
رشقتها نادين بنظرة ڼارية مشټعلة وبررت ببسمة ثابتة استفزت الآخرى أكثر وهي تميل عليه
متركزش معاها تلاقيها شربت كتير زي عادتها
ابتسمت ميرال بإصفرار وباشرت حديثها
انا لسة مشربتش يا نادو وعلشان كده مستغربة خطيبك أصل شكله كيوت خالص مش زي ما بتحكيلنا عنه .....أنت أكيد ظلماه..... لتوجه نظراتها له و تتشدق
أصل نادو بتقول عليك .....وإن كادت تتفوه بالمزيد
زجرتها نادين وقالت كي تغير سير الحديث بدهاء
فستانك يخبل يا ميرال وكمان Makeup بس كنت محتاجة تزودي شوية Concealer عيونك أصل باين عليك مجهدة من السهر والشرب يا حرااااااااام .......قالت آخر جملة بتهكم تقصدته والعجيب أن الآخرى تفهمت إلى ماذا ترمي فهي على دراية تامة أن نادين تعلم عنها أكثر مما ينبغي ولكنها لن تشعرها بلذة الأنتصار وإن كادت ترد سبقتها نادين كعادتها بسؤالها المبطن بالتحذير
هو فين أونكل عايزة أسلم عليه
أبتلعت ميرال ريقها بتوتر عندما وجدت أبيها يقترب منهم ويهتف
أهلا يا نادين يا بنتي
أزيك يا اونكل أحب اعرفك يامن خطيبي
صافحه يامن بلباقة رغم حنقه من تلك الأجواء التي لم تعجبه بتاتا ولكنه تحامل على ذاته من أجلها لتستأنف هي بدهاء وهي تحتضن ذراع ميرال
كنت لسه بسأل عليك ميرال علشان أقولك خليها تاخد بالها من صحتها مش عجباني خالص
عقد حاجبيه وسأل أبنته في قلق بين
حاسة بحاجة يا بنتي مالك
نفضت يدها ونفت براسها وببسمة بلهاء أخبرته
بابي أنا كويسة بس نادين بتحب تهزر... ياريت تروح تشوف ضيوفك وتسبني مع اصحابي
أومأ لها ببسمة حانية بينما همست نادين بجوار أذنها بتحدي
بلاش أنا يا ميرال وبلاش تعلني الحړب علشان أنت مش قدها
ذلك ما تفوهت به قبل ان تجذبه من يده متجهة به نحو حلبة الرقص وتشاركه تلك الرقصة الرومانسية الهادئة التي تعمدت من خلالها أن تكون محط أنظار الجميع تاركة ميرال تلعنها وټلعن غبائها في آن واحد
صباح يوم جديد داخل شركة الإنشاءات التي يملكها صاحب البنيتان القاتمة فقد كان منهمك بعمله حينما دخلت هي بطلتها الأنثاوية الصاړخة وجلست على طرف مكتبه واضعة ساق أمام نظراته التي تأكلها أبتسمت بثقة تفتنه بها ومالت عليه بجزعها وهمست وهي تلاعب ياقة قميصه
هديتك وصلت وعجبتني اوي
ارتفع جانب فمه بزهو وقال
حبيبتي انت تشاوري وانا انفذ
قال آخر جملة بغمزة من بنيتاه لتضحك هي قائلة بدلال
قلبي الحنين انت
ابتسم وبنيتاه تهيم بها وهمس قائلا متناسي وعده لزوجته وأطفاله
أيه رأيك نقضي اليوم مع بعض واسهرك سهرة جنان
نفت بأصبعها أمام وجهه يمينا ويسارا ثم تحججت
ماما مش هترضى دي بتبهدلني لما بتأخر بره
صعب ماما اوي مش كده
سألها بعفوية لم يقصدها ولكنها استغلت قوله وأكدت
جدا دي پتخاف عليا مۏت وعلشان كده مش بخبي عليها حاجة وقولتلها إن بكون معاك وقولتلها انك عايز تقابلها
زاغت نظراته وسألها بريبة
حكيتلها عني ....!!!
أجابته بترقب
اه هو انت مضايق !!
لأ .....بس انا قولتلك رأي في الموضوع ده انا محتاج وقت
لتزفر هي بضيق وتنهض بعصبية قائلة
انا زهقت هفضل مستنية لغاية امتى انت بقالك شهور بتوعدني
هو للدرجة دي انت خاېف منها
أغمض عينه بقوة يحاول أن يلاحق الموقف رغم حدتها وعصبيتها معه
منار بلاش تستفزيني انا مش بخاف من حد .....كل الموضوع إني