رواية مكتملة بقلم ميرا كريم
يشعر بذاته إلا وهو يقف خارج غرفتها و يضرب الحائط بقبضة يده بقوة كي ينفث عن تلك البراكين الثائرة من شدة الڠضب الكامن بأحشائه وتكاد تتأكل روحه معها
بعد بعض الوقت وقد هدأ قليلا
وتذكر والدته فقد توجه إلى غرفتها كي يطمئن عليها ولكنه تفاجأ كثيرا عندما وجدها تغط في سبات عميق رغم كل الضجيج الذي كان يعم المنزلا يطالعها عن كثب ولكنه وجد كل شيء طبيعي لا يثير الريبة مما جعله يحسم أمره ويتركها ويغادر لذلك الحارس الغبي الذي لم يخبره بخروج تلك اللعېنة.
انت يا مسعد يا زفت
هب مسعد من رقدته وهمهم بطاعة رغم النعاس المسيطر عليه
تحت أمرك يا بيه...
قبض يامن على تلابيب جلبابه وصاح بعصبية
عايز اعرف كنت فين لما نادين خرجت...
جحظت عينا مسعد وقال بصدق
والله يا بيه انا ماتحركت من مكاني وعيوني ما غفلت لحظة عن البوابة وعربية الهانم أهي مركونة قدام جنابك
أمال خرجت أزاي...لبست طاقية الاخفى
والله يا بيه ما ليا ذنب وربنا يعلم إن كل كبيرة وصغيرة ببلغك بيها انا لحم كتافي من خيرك
قالها مسعد بنبرة مسالمة وصدق بالغ لامسه يامن ليتركه ويقول بنفاذ صبر
خلاص ابعد دلوقتى من وشي......
أومأ له مسعد وانصرف بينما هو ظل يدور حول ذاته لثوان معدودة قبل أن يتذكر شيء بعيد احتاط هو له وكم تمنى أن لا يكون بمحله ولكن ها هو يتفقد تسجيلات كاميرات المراقبة التي وضعها بتكتم تام بعد واقعة أختفاء المفتاح الخاص بالباب الخلفي للمنزل وكم كان يطمح أنها تكون مجرد ظنون واهية لا أساس لها من الصحة ولكن كيف وهو يرى صورتها تحتل الشاشة وهي تتسلل منه للخارج توقف الزمن به يحاول أن يستوعب الأمر لدقائق مرت عليه دهرا من الخذلان وحينها كان حقا بحالة هياج لا مثيل له ولم يشعر بذاته غير وقدميه تأخذه لسيارتها الحمراء ينظر لها بغيظ شديد ودون أي مقدمات او لحظة تفكير واحدة كان يسحب تلك الآلة الحادة من جانب بوابة البيت وينهل عليها بضربات قوية حطمت أجزائها إلى أشلاء وهشمت زجاجها إلى شظايا وكأنه فعل ذلك كي ينفث عن غضبه بها عوضا عنها لترتجف هي أكثر وتضع يدها على أذنها عندما وصلها الضجيج الذي أحدثه وتيقنها لفعلته وتستسلم لنوبة بكائها من جديد وهي تكاد ټموت بجلدها
ولم لا بعد كل ما صدر منه فقد خذلك واختزل سنوات عمرك التي كرستها له هباء يعلم الله انك لم تقصري معه بشيء وكنت تبذلين كل ما بوسعك من اجل ارضائه انا لا اخبرك أنك كاملة فالكمال لله وحده فأنت تعلمين انك منقوصة بالنسبة له ولكن لم يا ترى لم يحاول إكمال ذلك النقص بك لم لم يتحمل ويتقبلك مثلما تفعلي أنت هو حتى لم يكلف ذاته عناء المبادرة بل فضل أن يبدلك بأخرى فتبا له ولسخطه و أنانيته لا تستسلمي وسايريه للنهاية ولكن بعد أن تشيدي حصن قوي تحتمي به أنت وأطفالك أيظنك ساذجة وستتقبلين الهزيمة وخسارة كل شيء لا أنت قوية وأنا واثق بقدراتك على التحمل لا تيأسي افاقت من خطاب عقلها وهي تؤيده بشدة قائلة بوعيد وبإصرار لا مثيل له
إذا هو من أنشب الحړب فليتحمل فداحة خسائرها فحقا كانت تريد أن تحيا بلا منازعات تنغص صفو حياتها ولذلك كانت تتهاون وتتنازل عن أبسط حقوقها ولكن هو لم يقدر ذلك بل اتخذه كحق مشروع له وسخط عليها وأصبح يبرئ كافة خطاياه بحقها.
مثله كمثل بعض الرجال يتحدثون عن ما شرعه الله بحقهم وهم بالأساس جاهلون بتعاليم دينهم و واجباتهم حتى فرائضهم يقصرون بها فحقا عجبا لكم معشر الرجال تحللون ما يستهويكم فقط...
صدر صوت أبيه صارخا به بقوة اجفلته وجعلته يستدير يرد عليه في طاعة
نعم يا بابا
بتتسحب زي الحرامية ليه وبتهرب فكرك اللي حصل ده هعدهولك
قالها ابيه بنبرة قوية صارمة تخص رجل سياسي مخضرم قوي الشكيمة مما جعل طارق يقترب منه قائلا في تبرير
بابا محصلش حاجة انا كنت سهران مع صحابي و...
قاطعه