الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مكتملة بقلم ميرا كريم

انت في الصفحة 64 من 214 صفحات

موقع أيام نيوز


يستفزها بحديثه ويشعرها أن ما تفعله لن يؤثر به فإن استشعرت هي عكس ذلك ستستغل الأمر لصالحها
وبالفعل كانت فطنته بمحلها حين رفعت عيناها الغائرة له وهمست بصوت مازال يحمل بطياته حفنة من التمرد وهي تتخلى عن جلستها وتقف في مواجهته
لأ متقلقش انا مش غبية ومش هخليكم ترتاحوا مني زي ما ارتحتوا من امي
رغم تلميحها المبطن الذي جعل التساؤلات تتقاذف برأسه إلا أنه أجل التفكير به وقد اعتلى جانب فمه هازئا من نجاح حيلته وقال بلامبالاة فاجأتها و وخزت قلبها

واحدة بسواد قلبك لازم تفكر كده بس على العموم افهميها زي ما أنت عايزة مبقتش تفرق.
أبتلعت غصة بحلقها وكادت ترد ولكنه سبقها بنبرة باردة خالية من أي دفء أصابت قلبها بالصقيع
الأكل عندك... وبراحتك لو عايزة متكليش أنا بس بخلص ضميري علشان لو حصلك حاجة محسش بذنبك
قالها وهو يخطوا خارج الشرفة دون أن ينظر لها نظرة واحدة تنم عن قلقه أو اهتمامه مما جعل عيناها تغيم و تنظر لآثره بنظرات غائرة يحتلها الحسره و تتساءل أين ذهب لين قلبه و تهاونه معها ألهذه الدرجة كانت أفعالها مخزية وجعلته يمحي تلك المشاعر التي كان يكنها لها!
هل مقتها لتلك الدرجة التي تجعله لا يطيق حتى النظر لها مهلا لم تهتم الآن! فمن المفترض أن تنقم عليه أكثر بعد أن عنفها وقسى عليها...مهلا ايضا لم تشعر بتشتت عظيم يحتل كافة كيانها ولم ذلك الفراغ الموحش ينخر أحشائها!
أيا ترى بسببه وبسبب حديثه السابق الموبخ لها هل من الممكن أن يكون محق وهي بذلك السوء الذي أصبح يراها به. حقا لا تعلم هي ضائعة مشتتة بين ألم قلبها وهواجس عقلها الذي يبرئ كل أفعالها ويقنعها أنها مبررة في سبيل انتقامها وعند وصولها لتلك الفكرة وجدت ذاتها تنخرط بنوبة بكاء مرير وهي تتيقن أنها لم ټؤذي أحد سوى نفسها.
أما هو فقد حاول اقناعها ان تعيد له هاتفه ولكنها رفضت ورغم أنه ود بشدة ان يطمئن على أطفاله إلا انها استطاعت بطريقتها أن تؤثر عليه وتقنعه انهم بخير وهاهو ينتظرها كي تتحضر ليصحبها لتناول العشاء فقد أشعل أحد واخذ ينفث دخانها بنفاذ صبر فقد تأخرت كثيرا وحقا سأم الأنتظار ولكنه لم يستطيع أن يعترض حتى لا يفسد يومه الحافل معها
ولكن حين خرجت له تدلى فكه وهو يراها ترتدي ذلك الثوب 
ايه ده انت هتخرجي كده 
أعتلى حاجبيها وقالت بثقة وهي تتطلع لهيئتها بالمرآة أمامه بكل ثقة 
اه يا سونة ماله كده!
هب واقفا وأجابها بحدة
ماله ايه وزفت ايه الفستان ضيق جدا ده لبستيه ازاي مستحيل اسيبك تنزلي كده روحي غيريه
زفرت حانقة واعترضت
بس هو عاجبني ومش هغيره وبعدين مالك يا سونة ما أنا كنت بلبس زيه قبل ما نتجوز وكنت بتتهبل عليا
تأفف بغيظ وبكثير من التناقض قال وهو يطفئ المشټعلة بكعب حذائه
الوضع اختلف دلوقتي أنت مراتي وشايلة اسمي.
قهقهت هي بصخب وإجابته دون حياد عن رأيها
بس أنا مش هغيره ومتهيئلي أنت اتجوزتني كده وقبلت تشيلني أسمك وانا برضو كده ومش هغير ستايلي ونمط حياتي علشان أفكار رجعية ملهاش قيمة
لم يروقه حديثها وهدر منفعل
منار مش بحب الاسلوب ده
حانت منها بسمة 
اهدى يا سونة متتعصبش وتبوظ مودي وبعدين أنا هبقى معاك ومفيش حد هيقدر يرفع عينه فيا علشان معايا أجمد راجل في الدنيا وكفاية اوي أنك مالي عيني.
هستناك في العربية ياريت متتأخرش يا سونةعلشان بتوحشني
قالتها وابتعدت عنه تسحب حقيبتها كي تسبقه دون أن تعطيه أي مجال للرد وكأنها تود أن تثبت لذاتها قبل منه أنها لن تخضع وتكون نسخة ثانية من تلك الغبية التي سخط عليها.
كانت حريصة على افتتانه بها بكل الطرق أثناء سهرتهم تتلاعب على اوتاره بكل حرفية وتعلقه بها أكثر بتلك الطريقة التي رغم فجوجها إلا أنها كانت تجدي نفع معه فقد تعمدت أن تجعله دائما تواق لها مستخدمة أحد حيلها الذكية التي تأكدت من تأثيرها حين بكلمات تصيبه بالجنون ...
فقد تصلب جسده ولذلك قرر في التو أن ينهي سهرته .
ليؤشر للنادل ويعطيه بطاقته الائتمانية كي يسدد ثمن فاتورة الطعام
وهو يخبره أن يتم الأمر بعجالة كونه لا يستطيع الأنتظار اكثر وبالفعل هرول النادل كي ينفذ طلبه ولكن عاد له بعد بضع دقائق قائلا
آسف يا فندم تقريبا البطاقة الإئتمانية بتاعة حضرتك مفهاش رصيد
تفوه بها بأسف بعدما كرر المحاولة لاكثر من مرة ليجعد حسن حاجبيه ويسأله بعدم استيعاب
نعممممممممم...أنت متأكد اكيد المشكلة عندك!
نفى النادل وهو يناوله البطاقة مرة آخرى قائلا
حضرتك تقدر تتأكد بنفسك
لتتسأل هي بتهكم وببسمة صفراء دون أن تعطي صډمته أي اهمية 
ازاي كده يا سونة معقول أنت بجلالة قدرك معكش رصيد
هب واقفا وأجابها
لأ... اكيد المشكلة من عندهم ياريت تسبقيني على العربية
أومأت له وغادرت بينما هو رفض عقله الاستيعاب و أصر أن يحاول بنفسه لعدة مرات ولكن دون جدوى
ليضيق بنيتاه القاتمة بعد أن
 

63  64  65 

انت في الصفحة 64 من 214 صفحات