رواية مكتملة بقلم ميرا كريم
هيعمل ايه
لما تنزلي ولادك وميرجعوش تاني و وقتها وحياتك لهخليك رجلي علشان ترجعيلي تاني
عند ذكر ابنائها احتل الخۏف عيناها و شعرت بغريزتها الأمومية تنهش بها وتحثها على شيء ترتعب أن تضطر له ليصدر صوتها مهزوز بعض الشيء حين قالت
متقدرتش تاخدهم....
صدر من فمه صوت ساخط كعادته عندما يستخف بشيء وهسهس أمام وجهها
نفت برأسها بعدم استيعاب وصړخت به
انت ازاي حقېر كده
غضبه أعماه على الأخير من تطاولها معه فكان يشعر بغل وغيظ شديد جعله لم يتحكم بردود فعله حين دفعها بكل غل واسقطها على تلك الأرض الصلبة القاسېة التي ما إن ارتطمت بها صړخت صړخة مدوية من شدتها جعلت سعاد التي كانت تتسلق درج البناية بروية تهرع لها... وما إن فتحت باب الشقة و وجدتها طريحة بالأرض صړخت به ودفعته بقوة خارج منزلها قائلة بعدائية شديدة
حانت منه بسمة متجبرتة وصدر من فمه ذلك الصوت الساخر الذي يشتهر به وهسهس بوعيد قبل أن يغادر
همشي ... وهما يومين بس يا رهف وتنفذي اللي قولت عليه أحسن ما هوريك الحقېر اللي مش عجبك ده هيعمل فيك ايه
ذلك أخر شيء تفوه به قبل أن تدفعه سعاد دفعة أخيرة خارج باب شقتها وتغلق الباب بوجهه بكل قوة جعلته يستشيط أكثر وأكثر وهو يغادر بخطوات واسعة يتأكلها الڠضب.
مكنش لازم اسيبكم سوا بس أنت اللي اصريتي
لم تعقب بل كان وجهها يشحب تدريجيا وهي تشعر بمغصة قوية ببطنها لتثني ساقيها وتحتضن أسفل معدتها بذراعها وكأنها تواسي ساكن احشائها على الصمود مثلها ولكن هو كان له رأي أخر.
وحينها تفسد جبينها بالعرق و انهمرت دمعاتها پقهر لا مثيل له وهي تشعر بأنسلاخ قطعة من روحها.
لتصرخ صړخة ممزقة نابعة من أعماق أحشائها التي يبدو انها حتى هي رفضت أن تحتفظ بشيء يخصه .
لتغمغم پقهر وبنبرة مرتعشة واهنة من شدة الألم
اه ه ه ه ه ه ه ه ه ألحقيني ياسعاد....
الثامن عشر
بعد صړختها المدوية شهقت سعاد بقوة وبرقت عيناها وصاحت بجزع وهي ترى بقعة من الډماء تلوث ملابسها
نفت رهف برأسها بضعف وكأن عقلها يرفض أن يستوعب أن تلك الخيوط الدافئة التي شعرت بها ماهي إلا بشارة خسارتها. فما كان منها غير أن تغمغم پقهر وهي تحتضن اسفل بطنها وكانها تحاول أن تتمسك بما كان يسكنها
البيبي هيروح يا سعاد أه ه ه ه
ه ه ه ه ه ه
تأوهت بقوة وهي تشعر أن الألم يتعدى قوة احتمالها فكانت حرفيا تشعر بأن شفرات حادة تمزق أحشائها فما كان منها غير أن تستسلم لذلك الظلام الذي سحبها بداومته وأسقطها فاقدة للوعي تاركة سعاد في حالة من الهلع تصرخ بإسمها وتربت على وجنتها ولكن دون جدوى فكانت هامدة وملامحها شاحبة تحاكي المۏتى مما جعل سعاد تهب بأعصاب تالفة تتناول الهاتف لطلب المساعدة ودمعاتها تنهل من عيناها تشوش رؤيتها. طرقات قوية على باب الشقة فزعتها واسقطت الهاتف من يدها بعدما حاولت جاهدة السيطرة على ارتجاف يدها كي تتحكم بشاشته ولكن لم تفعل لتهرول راكضة تفتح الباب بتلهف شديد لتجد حارس البناية يقف أمام باب شقتها وعدة أشخاص من جيرانها يقفون على مقربة منه وقبل أن تطلب المساعدة صدر صوت الحارس قائلا
لامؤاخذة يا ست سعاد السكان سمعوا صوت زعيج وصړاخ من حداكم خير في حاجة
هزت رأسها بقوة واندفعت بالحديث مستنجدة
ايوة حد يلحقني بنت عمي قاطعة النفس
وقبل أن تستأنف حديثها اندفع شخص من بين الحاضرين وأخبرها أنه طبيب وبعد أن تخطاها للداخل جثى على ركبتيه وتحسس نبض رهف وعاينها معاينة سريعة بعيون خبيرة وقال بعملية
لازم تتنقل للمستشفى فورا النبض ضعيف والڼزيف لازم يوقف
وافقته سعاد بحركة من رأسها وهي تنتحب بقوة على حال رفيقتها
لتندفع سيدة من جيرانها وتدعى كريمة وتقول بتعاطف
يا حول الله يارب ... مستني أيه يا ابني البنت هتروح مننا اتصرف
أجابها بسرعة بديهية
انا عربيتي تحت البيت هخدها على المستشفى فورا
قالها وهو ينظر بعينه على ارجاء الغرفة وكأنه يبحث عن شيء بعينه وإن وجد غايته خطى نحو طاولة الطعام التي تتوسط الردهة وسحب ذلك المفرش الثقيل ووضعه على جسدها المسجى ارضا ثم انحنى بجذعه وحملها برفق و هرول مسرعا إلى الخارج وقد تبعته سعاد باكية لا تفكر بشيء فقط تدعو لها تاركين خلفهم تجمع جيرانهم الذي انتشر بينهم الكثير من الهمهمات والأقاويل المتعاطفة.
ممكن تهدى علشان أفهم
قالها يامنبنفاذ صبر بعدما