رواية مكتملة بقلم ميرا كريم
ولكن عينه آبت أن تتهرب منها ككل مرة بل أخذت مداد من بحر عيناها جسر طويل المدى كي يروي قلبه الذي اصبح يهيم بها.
دام تشابك نظراتهم لثوان معدودة قبل أن تدس شهد بفمه ملعقة ممتلئة بالأرز قائلة
كل يا حبيبي دي مش اكلتك
تفاجأ من فعلتها لا والأنكى أنه غص بالطعام وسعل بقوة على آثارها لتشهق ميرال وتناوله كوب الماء الموضوع أمامها ويتناوله ويرتشف عدة رشفات منه بينما شهد هبت واقفة ټضرب على ظهره بقوة قائلة
يالهوي يارتني ما نطقت باين عليا حسدتك
زجرها محمد كي تكف عن مزاحها وابعدها عنه منزعج
يا ستار عليك خلاص بقيت كويس وبطلي هزار البوابين ده كنت هتموتيني
لوحت شهد بيدها وجلست قائلة وهي تغمز له بعيناها
يعني ده جزاتي كنت هتروح في شربة ميه قولت ألحقك
هز رأسه بلا فائدة فهو يعلم ماذا تقصد بحديثها لذلك زجرها وقال ببسمة متوعدة تعلم ما يحل بعدها
بدل ما أقسم بالله هعلقك زي ما بعلق بنتك في النجفة
قهقت الصغيرة بينما تراجعت شهد ومطت فمها وأنبته وهي تدعي الحزن
كده يا حمود اختك حبيبتك تهون عليك تهزقها قدام المفعوصة دي
لا متهونيش طبعا ده انت تاج راسي يا ام الاوزعة
يوووه أنا مش اوزعه
رفع حاجبيه وقال مشاكسا وهو ينهض
حقك عليا يا ام نص لسان...انا شبعت هقوم اعملكو كوبيتين شاي كشړي أنما أيه عجب
أيدته شهد بينما هي تساءلت بكل عفوية
شاي وكشري طب ازاي بتحط بدل السكر عدس و رز
قهقه بكامل صوته وشاركته شهد وحتى الصغيرة مما جعلها تشعر بالحرج الشديد وتقول متلعثمة
اجابها هو مشاكسا
كده ...بس معذورة أصلك من كوكب تاني بس هفهمك وامري لله هو مش كشړي بالمعنى الحرفي هما سموه كده علشان بيتحط الشاي والسكر وبعدين يتحط عليهم الميا المغلية على البارد كده من غير ما يغلوا مع بعض لكن طعمه شاي عادي زي بتاعكم
أومأت له بتفهم بينما الصغيرة عقبت في لماضة
برقت عين ميرالوعاتبتها بلطف عفوي وهي تقرصها من وجنتها
حتى انت يا طمطم ده أنا بحبك
مطت الصغيرة فمها وهبت تجلس على ساقيها وتتعلق بعنقها قائلة بتضامن عاطفي
وانا كمان بحبك ... لتؤشر على محمد وتستأنف بخفة
هو أبو رجلين طويلة ده هو اللي وحش وبيغلس علينا كلنا
تعالي بقى مين ده ابو رجلين طويلة يا اوزعة يا ام نص لسان ده أنا ساكتلك من الصبح
ردت طمطمبشجاعة ليست بمحلها
أنت يا حمود يا حبيبي أبو رجلين طويلة ومفيش في البيت أطول منك
اعتلى حاجبيه بشقاوة وسار بها رافعها لأعلى بيد وبالأخرى أخذ يدغدغها بها لتقرقر هي ضاحكة وترجوه كي يتوقف بينما هو قال مشاكسا وبسمته مازالت تزين وجهه
هتقولي حرمت ولا اعلقك بدل النجفة
لتصيح الصغيرة مستسلمة
حرمت ...حرمت مش هعمل كده تاني
لينزلها وتفر ميرال من جديد قائلة
برضو رجليك طويلة
قهقهوا جميعا على مشاغبتهم سويا
بينما ضړب هو كف على آخر متمتا بغيظ
ماشى يا طمطم الكلب مش هسيبك غير لما اقصرلك لسانك ده... بقى انا رجليا طويلة ...ولا التانية اللي بتقولي عدس ورز وبتقولي فايتك كتير ده فاضل شوية وتقولي متنساش الكمالة وبتزعل لما بقولها أنت من كوكب تاني.
عن زعل يتحدث هو! كل ما في الأمر أنها لا توده دائما يشعرها باختلافها عنه لذلك بررت وهي تدثر طمطم
انا من نفس الكوكب بس أنت اللي ليك مصطلحات غريبة بحاول أفهمها
كاد أن يرد لولآ أن شهد قاطعته
خلاص يامحمد وهي هتعرف منين كلامك ده بطل و روح اعمل الشاي ومتنساش القرنفل
هز رأسه بشكل درامي وقال وهو مازال محتفظ ببسمته المشاكسة
أمري لله انا هروح بس حقن للدماء وعلشان خاطر الحلو
انفجروا ضاحكين على دعابته أما هي فكانت تعلم انه يقصدها هي بالحلو لذلك كانت تشعر بسعادة عارمة كونها لأول مرة ترى ذلك الجانب المشاكس من شخصيته مما جعلها تهيم بأثره دون قصد
غافلة عن عيون شهدالتي لاحظت ما يفيض من نظراتها وكم تمنت أن يكون حدسها صادق نحوها فقد أحبتها كثيرا وراقها تواضعها وعفويتها الصادقة في التعامل معهم.
كان في حالة من حالات الصراع النفسي تارة يعاتب ذاته على ما بدر منه بحقها وتارة يغشم حاله انه لم يخطأ وما حدث كان رد فعل لاستفزازها فهو لم يتعمد بتاتا ما حدث ولكن عقله العقيم تناسى حديثها و مواجهتها