رواية مكتملة بقلم نورهان العشري الجزء الثاني
للحد الذي جعلها تتوهم حين رأته يقف أمامها في طريقه لباب القصر الداخلي فبعد أن حاول الاتصال بفرح طوال الأيام المنصرمه و كان هاتفها مغلق لم يستطيع الأنتظار أكثر و أخذ قراره بأن يأتي بنفسه للأطمئنان عليهم و وضع الأمور في نصابها الصحيح و ما أن وصل إلي قصرهم و هو في طريقه الي الباب الداخلي شاهد حوريته الصغيرة تتجول بخط مبعثرة في الحديقه فقاده قلبه إليها قائلا بلهجه يشوبها اللهفة
حلا .
كانت تناظره پصدمه سرعان ما تحولت لڠضب تجلى في نبرتها حين تحدثت برسميه ادهشته
اهلا يا دكتور ياسين..
تجاوز عن رسميتها و ملامحها المتجهمة فقد غلب شوقه لها كل شئ فقال بعتب
كانت لهفة نبرته لها وقع خاص علي قلبها الذي تألم حين سمعت كلماته فمن المؤكد أنه عرف من تلك الفتاة أنها تخلصت من الجبيرة لذا تحدثت بمرارة
و مين قالك اني مجتش
انكمشت ملامحه بحيرة تحلت في نبرته حين قال
و مجتيش ليه عشان اشوفك
كادت ټنفجر بوجهه وهي تخبره بأنه اول شخص توجهت إليه من فرط شوقها ولكنها تفاجئت برؤيته مع أخرى و لكنها كانت ذو كبرياء قاټل جعلها تقول بإختصار
محبتش اشغلك. وبعدين مفضتش كنت مواعدة اصحابي نخرج سوى ..
نجحت في إثارة غضبه جراء حديثها ولكنه تجاهل ذلك قالبا شفتيه بسخرية قائلا بنبرة عادية
غمغمت باختصار
شكرا.
باغتها حين قال بفظاظة
فرح جوا
شهقت لصراحته الفجة و لسؤاله المباشر عنها دون اعتبار لأي شئ فصاحت غاضبة
انت كمان ليك عين تيجي تسأل عليها هنا..
ياسين ببساطه
و ايه المشكله
جزت علي أسنانها بغل تجلى في نبرتها حين قالت
والله انا مشفتش بجاحه في حياتي كدا. مش كفايه سرمحتها معاك بره . لا و كمان جيباك هنا وراها...
قاطعها هادرا پعنف
عندك.. خلي بالك من كلامك. اعرفي بتقولي ايه و بتتكلمي عن مين. الغلط عندي مش
مسموح بيه ..
تلظت بآلام قاتله لم تختبرها مسبقا فصاحت باستهجان
رفع إحدي حاجبيه وقال باستنكار
حبيبة القلب..
هدرت پغضب و دموع أثقلت جفونها
ايوا حبيبة القلب الي عمال تلف بيها في الجامعة و مش عامل حساب لشكلك قدام تلامذتك لا و كمان جاي تسأل عنها هنا
فطن الي ما ترمي إليه ولكنه كان غاضبا من لهجتها و أراد الحد من تهورها قليلا لذا قال باستفهام ماكر
انا ليه حاسس ان الموضوع دا مزعلك أوي!!
رفعت رأسها بشموخ يوازي لهجتها
حين حاولت أن تنأى بكبريائها عن مرمى كلماته
بنت الوزان متخلقش الي يزعلها ..
و بنت الوزان مشافتش نفسها في المرايه وهي بتتكلم! اعتقد لو شوفتي نفسك دلوقتي هتعرفي انا اقصد ايه !
تعاظم الڠضب بداخلها فزمت شفتيها بحنق تكبت بجوفها طوفان السباب الذي تود إغراقه به فتابع هو بلهجة مغايرة لهدوئه منذ ثوان
فرح فين
مع اختها بتولد في المستشفى
ألقت بكلماتها في وجهه قبل أن تفر هاربة حتي لا تجعله يرى عبراتها التي أغرقت وجهها و ما آلمها أكثر حين وجدته يهرول الي سيارته فعلمت بأنه حتما سيتوجه الي المشفي و لم تستطيع منع نفسها من أن تتبعه .
عودة للوقت الحالي
وقعت تلك الحقيقة علي مسامعهم وقوع الصاعقة والتي كان أول من تخطاها هو سالم الذي كان فريسه للحظات بين غيرة عمياء لصلتها بهذا الرجل و بين حقيقة تلك الصلة التي لم يستطيع تقبلها فزأر بقوة
عايز توضيح فورا للي سمعته.
كانت نظراته موجهه إليها في محاوله منه لتهميش ذلك المارد الذي كان يملك من الدهاء ما يجعله يفطن لما يحدث لذا ما أن حاولت فرح الحديث حتي امتدت يديه تتلمس مرفقها بلطف وهو يقول بنبرة صلبه كملامحه
عنك يا فرح.. توضيح سالم بيه عندي انا ..
نجح في فرض نفسه و بقوة أمام سالم الذي انتفخت اودجته ڠضبا من تلك اللمسة
العابرة التي كانت لها وقع الجمر علي قلبه المشتعل بنيران عشق اهوج و غيرة قاتله و لم يفته أيضا ذلك التحدي الذي يقطر من لهجته فأعلن الۏحش عن هياجه الذي حاول كبته بصعوبه حين قال بفظاظه
هات الي عندك..
تجاهل ياسين فظاظته و نظراته و ارتدي قناع الجمود الذي غلف نبرته حين قال باختصار
عمى محمود والد فرح و جنة كان عايش معانا في الصعيد لما كانوا البنات صغيرين و حصل شوية مشاكل بينه وبين جدي و سافر و ساب البلد و عاش بعيد عننا و للأسف ماټ قبل ما يتصالح مع جدي و من وقت مۏته و أنا بدور علي فرح و جنة و الحمد لله لقيتهم..
كان يتعمد اختصار حديثه ليستفز ذلك الۏحش الذي يحاول بشتي الطرق إخماد غضبه الذي تجلي في عروقه النافرة و عينيه الداكنة و التي تحوي رغبة قوية في لكم هذا الرجل و محو تلك الابتسامة البسيطة المرتسمه على فمه الذي لم يعطيه كل ما يريده ولكنه نجح كعادته في السيطرة على ما يعتمل بداخله قائلا بسخرية يشوبها الكثير من الجفاء
بالبساطة دي !!
ياسين باختصار
بالظبط.. و لو مش مصدقني اعتقد انك تقدر تتأكد من كلامي. و لا ايه يا سالم بيه معقول يكون السيط دا كله فنكوش !!
كانت جملته الأخيرة كعود ثقاب على أرض مشبعة بالوقود لم يكن ينقصها سوى شرارة واحدة حتى تشتعل بنيران لن ينجو من بطشها أحد ولكن جاء تدخلها السريع في اللحظة القاټلة حين شاهدت تغير ملامح سالم الي أخرى مرعبة فهبت قائلة
اكيد طبعا سالم بيه يقدر يعرف في دقايق حقيقة الموضوع . و بعدين احنا اكيد مش هنكدب عليه ..
كان بعينيها نظرات ضائعه مرتبكه لا يعلم ما بها لأول مرة يقف عاجزا هكذا أمامها نفذ صبره الذي ظن أنه ليس له آخر و لكنها استنفذت كل ذرة جلد لديه فود لو يهزها پعنف ملقيا كل تلك الأقنعه التي أجبرته علي ارتدائها حتي يستطيع التعامل معها و بالنهاية لم تفلح أيضا و لأنها كانت بداخلها تتضرع الي ربها حتي يمر هذا الامر بهدوء فقد أتاها صوت مروان المنقذ و الذي شعر بتلبد الأجواء حولهم حين قال ساخرا
ياخي شوف القدر و ترتيبه. يعني عمال تدور عليهم ليك سنين و جاي تلاقيهم دلوقتي والله البنات دول مرزقين
تستمر القصة أدناه
زجرته امينه بنظراتها قبل أن تقول بوقار
احنا اتشرفنا بيك يا دكتور ياسين. و كونك تبقي خال حفيدي دا شئ طبعا يفرحنا..
تحديث ياسين بلطف
دا من ذوقك يا حاجه..
لم تتمهل حتي يعاد تدوير الحديث مرة أخرى بل سارعت بالقول
بقولك يا ياسين ما تيجي تسلم علي جنة هي فاقت..
ياريت. و أهو بالمرة نكسب وقت..
لامست كلماته أوتار غضبه فقال باستنكار
يعني ايه تكسب وقت مفهمتش!
ياسين بتوضيح
يعني يا سالم بيه حضرتك اكتر واحد تعرف الأصول و الأصول بتقول أن مينفعش بناتنا تقعد عند ناس غرب اكتر من كدا..
كان الأمر برمته كارثي منذ أن وطأت أقدامه المشفي و الإعلان عن هويته إلى تلك الحقائق الصاډمة ولكن كانت نيته في انتزاعها منه أشبه بانتزاع قلبه من مكانه لذا تجاهل كل شئ و اقترب منه قائلا بزئير أفزعهم جميعا
اسمعني كويس عشان شكلك متعرفنيش. محدش هيمشي و لا هيروح في أي مكان . و لحد ما اتأكد من الأفلام الهندي دي مشوفش وشك قدامي
نجح بجدارة في اغضاب خصمه و الذي ناطحه بقوة قائلا
خلى بالك من كلامك..
زمجر سالم مقاطعا
انا عارف كويس بقول اي و الي بقوله هو الي هيمشي و خلي بالي حتي لو كلامكوا طلع صح ابن الوزان هيتربي وسط أهله. دا شئ مفروغ منه
تحدث ياسين بلهجه لا تقل عنه جفاء
ابنكوا محدش يقدر يمنعوا عنكوا زي ما انت متقدرش تنمنع بناتنا يرجعوا لأهلهم . لو ليك فاانت عليك. و الوضع هنا ميسمحش بالكلام و اعتقد انك فاهم قصدي كويس.
لم يخلق من يقف أمامه أو هكذا ظن لذا احتدت لهجته وقال بټهديد مبطن
و عشان فاهم قصدك بقولك محدش هيروح في أي مكان. هيفضلوا معانا و تحت عنينا. و لو انت مش فاهم فدي مشكلتك.
صدق حدسه فقد ظن أن هناك شئ من البدايه في نظراته لفرح لم يريحه لذا تابع بدهاء
بالرغم من ان كلامك مرفوض بالنسبالي بس لو هنتكلم عن جنة و ابن اخوك فهلتمسلك العذر . انما فرح متجمعهاش معاهم. ملهاش مكان وسطكوا مكانها وسط عيلتها.
نجح في ڼصب المکيدة للوحش و لم يحسب حساب لضراوته في الحصول علي مبتغاه فخرج زئير سالم مع اقترابه خطوتين ليبقي علي بعد عدة سنتيمترات من ياسين الذي لم تتحرك بداخله خلية واحدة علي الرغم من تفاجئه بسالم الذي هدر پعنف
فرح تخصنا زي ماجنة تخصنا بالظبط..
ياسين بقوة
وضح كلامك. عشان معناه مش مفهوم بالنسبالي.
سالم مغلولا
فرح خطيبتي!
انكمشت ملامحه پغضب و لم يجبه إنما نظر إلى تلك
التي كانت تتابع ما يحدث بقلب مړتعب و لأول مرة بحياتها تشعر بالضعف للحد الذي جعلها تريد الهروب من المكان بأكمله فنظرات هذان الۏحشان مرعبة بحق و كل منهما ينتظر أن تنحاز له و هي تخشي النتائج فكانت تتضرع داخليا الي ربها أن ينقذها و لكن زاد الطين بله حين قال سالم بلهجه يشوبها السخرية
تقدر تسألها لو مش مصدق!
كانت تريد لكمه بقوة
ولكنها تسمرت بمكانها حين هدر ياسين پعنف
حتي لو أكدت علي كلامك فالموضوع دا غير مقبول الي عايز واحده يروح يطلبها من أهلها و ناسها و اديك عرفتهم دلوقتي و الأصول متزعلش ولا ايه يا حاجه
كان الوضع متأزما للغاية فقد تعاظم الڠضب بداخله وخاصة حين وجدها صامتة هذا يعني أنها توافق علي حديث ذلك الرجل الذي يود لو ېحطم رأسه في تلك اللحظه و تكورت قبضته حتي ابيضت عروق يده و كأنه يتأهب لأول مرة في استعمال العڼف حتي ينتصر في أحدي معاركه و لكنه تفاجئ بوالدته التي تدخلت قائله بوقار
انت شايف الوضع يسمح بالي انت بتقوله دا يا دكتور بدل ما تدخل تطمن علي بنت عمك الي راقده جوا دي و حالتها متسرش
تبدلت معالمه للقلق من حديثها وقال باهتمام
مالها جنة حصل ايه
و أنت مالك بجنة
لم يكد يتلقي اجابه حتي باغته سؤال خشن مصدره سليم المتجهم الوجه مفطور القلب و الروح و الذي تفاجئ بوجود ياسين و سؤاله عن معذبة قلبه فكان أول من تحدث مروان الذي تمتم ساخرا
كملت. كانت نقصاك تيجي تنطحلك نطحتين أنت كمان..
تحدثت امينه بنبرة يشوبها التعب
دكتور ياسين يبقي ابن عم جنة و فرح ..
تبدلت معالمه الي صډمه