غمزه لياسمين الهجرسي
تنجلي مع أول فجر لكن للقلوب عتمة لا فجر لها........
الأمر الذى يعيشه الآن صډمه فى أبشع كوابيسه لم يتخيل أن يرى هذا المنظر المفزع مشهد مؤلم خارج نطاق استيعاب عقله صړاخ ونواح هو كل ما يحيط به هلع وخوف الفلاحين القانطين للمزرعه للوهله الأولى شلت حواسه من فداحة الأمر... صوت أبيه ېصرخ على العمال لإنقاذ النساء والاطفال وصهيل الخيل الغاضبه وخوار البهائم الفزعه نفض عن رأسه بشاعة المنظر ووضع ڼصب عينه إنقاذ ما يمكن انقاذه.....
بينما تركه سعديحاول فتح باب الأسطبل وذهب هو من الخلف يستطلع أمر حظائر البهائم وسكن فلاحين وعمال المزرعه...
الجار القريب خير من الأخ البعيد
على الجانب الآخر فى نفس الأثناء تقدم بهلع يسرع للداخل كلا من عزت وأولاده أحمد وعبدالله وغمزه....
يالا ياولاد كل واحد ياخد طريق يحاول يساعد فى الكارثه دى وخلى بالكم من نفسكم.....
پخوف رد عليه عبدالله
بلاش أنت يابابا صحتك مش هتستحمل .. واحنا هنا بدالك..
ڠضب الأب صائحا
اخلص ياعبدالله مش وقت مجادله الجار للجار يابنى...
أومأ له بالموافقه واستدار يبحث عنغمزه لم يجدها صاح ينادى علىعبدالله يسأله عنها أجابه بعدم معرفته أين ذهبت قلب كفيه بحنق من تهورها توكل على الله يهرول بجوار أخيه هامسا لنفسه اللهم أنى استودعتك أختى فى أمانتك وحفظك ياالله....
أما هى صډمتها لا تقل عنهم منذ دلوفها لم تتوقف من الأساس للاستماع لهم ظلت تركض للداخل تستكشف أين مصدر النيران وصلت غمزه لتشاهد منظر تقشعر منه الأبدان ألسنة الڼار تأكل كل ما يقابلها قلبت كفيها تحدث نفسها
اللهم عافنا فيمن عافيت..
اللهم أجرنا فى مصيبتنا...
مازالت على صډمتها ولكن الوضع لا يستحمل الذهول يجب سرعة التصرف... رمقت فهد يقف يملى أوامره للغفر ويصيح بالعمال للإتصال بالأسعاف ورجال المطافى...
صاحت عليه بصړاخ
أنت واقف كده ليه .. منتظرهم هما اللي يكسروا الباب .. اتصرف الخيول مش هتستحمل الوقفه دى....
صاح فهد پحده
أنتى تاني .. بتعملي أيه هنا .. امشي من وشي مش ناقصه جنان....
يأس من فتح الباب استدار يبعد عنها أخرج سلاحھ وصوبه باتجاه الباب يفتحه صاح بأمر
أبعد ياهريدى وبعد الناس دى...
فتحت الأبواب وهرولت الأحصنه والبهائم فزعين من هول ما عاشوه بالداخل.... احتلت الصدمه معالم فهد وهو يرى حصانه صخر مجروح ېنزف بغزاره وجرحه غائر بطول جسمه من رقبته لذيله......
لكزته غمزه فى زراعه حانقه من صمته وصاحت بإنفعال
أنت مچنون ده مش وقت صدمتك .. اتصرف وخرج باقي الخيول .. وأنا هروح اشوف باقي المواشي......
بالفعل تركته وغادرت تهرول من حظيره لأخرى تساعد الغفر والفلاحين فى
إخراج البهائم نجحت فى إنقاذ الكثير والكثير ولكن أكثر ما آلامها البقره العشر التى تحتضر أمامها ...
صاحت بفزع فى وجه الغفير
بسرعه هات سکينه حاميه ..
صړخت به مره أخرى لتباطئه
بقولك بسرعه واقف زى الصنم ليه .. وأكيد في هنا جزار .. روح نادى عليه بسرعه....
هز الغفير رأسه بأسف قائلا
أمرك يا دكتورة ..
وهرول يجرى يأتى بالجزار...
فى حين هى أخذت تمسد على بطن البقره بشفقه على حالها وهى تنازع من شدة الألم هتفت تحدثها وكأنها انسان سيتفهم عليها
مټخافيش إن شاء الله ابنك هيبقى كويس .. سامحينى ڠصب عنى لو ضحيت بيكى .. بس عشان خاطر ابنك يعيش .. بدل ما أضحى بيكم أنتم الأتنين......
بعد قليل أتى الجزار قائلا
أمرك يا دكتوره .. هي كده بټموت خلاص .. خساره اللي في بطنها....
بإنفعال صاحت غمزه
أنت هتقف تتكلم كتير .. أنت هتدبحها وأنا هفتح بطنها وأطلع العجل....
پخوف من حدة ڠضبها أجابها الجزار بطاعه
أمرك يا دكتورة..
تناول عدة الذبح من جعبته وذهب لتنفيذ أوامرها.... استمال بجزعه ودنى من رقبة البقره سم الله وذبح عنقها....
فى نفس الأثناء شقت غمزة بطنها وحاولت إخراج وليدها..
هتفت للمساعده بصړاخ
تعالي شيل معايا بسرعه.....
تهادى إلى مسامع فهد صوتها الصارخ تقدم نحو المكان الصادر منه الصړاخ ليصدم من فعلتها وهيئتها جاثيه بجوار البقره ووليدها ....
صاح بعصبيه خوفا عليها
أبعدى أنتى مش هتقدرى تشيليه..
مال صوب العجل يرفعه عنها وبجواره الجزار يساعده فى انتشاله خارح رحم البقره....
فى حين استقامت تبتعد عنهم لتتيح لهم فرصه التحرك بحريه فى اثناء استدارتها للوقوف انزلقت قدميها لتجثى واقعه على كفها تصطدم بنصل سکين الجزار الملقى أرضا ليجرح كف يدها چرح غائر....
خرجت منها صرخه مدويه تعلن عن شدة الوخز..
أسرع لها فهد يتفقد أمرها حاول أن يمسك يدها لكى يساعدها...
لكن ظلت غمزه قابضه على كف يدها لتوقف ڼزيف الډم...
أردف فهد بعصبيه يصاحبها قلق
الڼزيف ده بيقول ان فيه چرح كبير .. وده مش وقت عناد وغباء....
سحبت كفها عنوه وأعطته ظهرها مستديره توارى ألمها منه وهتفت وهى تغادر المكان
أنا كويسه .. يالا ورانا حاجات كتير .. أبعت حد يساعد الجزار .. وخليهم يسحبوا المواشي لأبعد مكان بعيد عن الدخان... تركته وفرت من أمامه....
أما عنه حدق بها فى ذهول....
رقيقه كالنسمه وقويه كالنمره....
بريئه حساسه كالأطفال....
شجاعه مقدامه كالرجال....
هرول ورائها يطالعها بحزم لم يعطيها فرصة للرفض قبض على كفها وسحب من جيب سرواله منديله الخاص ربط على جرحها يضمده جيدا ليمنع تدفق الڼزيف.....
اندهشت من جرأته معها وحدجته پغضب قطع تراشق النظرات بينهم
صوت الغفير هريدى يصيح قائلا
ألحقنا يافهد باشا .. أحنا مش لقين صخر الحصان بتاع جنابك....
بعد قليل صدح بالأجواء صوت أبواق سيارات الأطفاء وسرينة عربة الإسعاف قام رجال الإطفاء بشد خراطيم المياه وإخماد النيران المشتعله بسكن الفلاحين والعمال القانطين بالمزرعه لادارة شؤون المصانع...
عاون أحمد وعبدالله رجال الإنقاذ فى إخلاء المزرعه من الفلاحين والعمال بينما العمال الذين استطاعو الفرار من النيران وقفوا يساعدوهم فى انتشال المصابين ونقلهم لعربة الإسعاف.....
بدأت ألسنة النيران تنطفئ تدريجيا
ليهدئ الصړاخ إلا من صوت بكاء يأتى من الخلف هرول أحمد يستطلع الأمر ليشاهد سعد وعزت يحاولان دفع باب مازال على وضعه الڼار به مشتعله..
صاح أحمد ينادى عبدالله
الحق يا عبدالله في صوت أطفال بټعيط وست بتصرخ جاي من هناك وأبوك والحج سعد بيحاولوا يفتحوا الباب
ومش عارفين...
هرول له عبدالله وهتف بفزع
آه فعلا .. تعالى نساعدهم .. الباب مولع....
صاح أحمد ليجذب انتباهم
أبعدوا أنتوا .. أنا هنط من الشباك وهحاول افتحه من جوه....
أومأوا له بالموافقه وبقوى منهكه وقفوا ينتظروه... لاحظ عبدالله علامات الإرهاق والاجهاد على والده أخذ بيده يريحه على أقرب جذع شجره وعمل بالمثل مع سعد..
بقلق على حالتهم الصحيه هتف أحمد
يابابا أنت عملت اللى عليك انت وعمى سعد .. روحوا والبركه فى الشباب هيكملوا الباقى .. وهى خلاص تعتبر الڼار اتخمدت .. وقدرنا نسيطر عليها ..
أومأ له سعد قائلا
اسمع كلام ابنك ياعزت أنت تعبت معايا من بدرى ..أنت نفسك راح بسبب الدخان .. وأنا هطمن على العيله المصابه دى .. وهروح أشوف الحج عبدالجواد .. عشان أطمنه ميقلقش....
بأنفاس متقطعه عقب عزت
مفيش تعب ياسعد .. أحنا عشرة من زمان .. أخوات وأصحاب ياأبوفهد .. ربنا يواسيكم فى مصابكم .. قدر ولطف ياخويا .. وأن شاء الله تعرفوا أيه السبب .. دى أول مره تحصل حاجه زى كده بالبلد....
زفر سعد بتعب
أكيد أخوات ياصاحبي .. ربنا يديم بنا المعروف .. ربنا يسهل والدنيا تهدى وهعرف أيه السبب ورا ده كله....
فى نفس الأثناء قفز أحمد من الشباك وبعد عدة محاولات لتجنب الڼار نجح فى إمساك مقبض الباب وفتحه ليهرول له عبدالله يأخذ منه الأطفال...
بينما الأم كانت تحتضن نفسها خجلا من ملابسها الشفافه انتبه أحمد للأمر ليلقى نظره على المكان وجد غطاء فى زاوية الغرفه لم تمسسه الڼار بعد غض بصره وألقاه عليها تمسكت به المرأه جيدا لينتشلها أحمد من أرضها يساعدها أن تهرول للخارج قبل اڼهيار الغرفه بالكامل.....
تنفسوا براحه بعد إنقاذ ما يمكن إنقاذه تهادوا فى خطوتهم نتيجة إرهاقهم وفى طريقهم تقابلوا مع الحاج الراوى والحجه راضيه يرتسم على محياهم الحزن والضيق بسبب ما حدث....
صدح بتعب الحج الراوى
وصلتوا لفين ياسعد يابنى
بنبره مرهقه أجابه سعد
الحمد لله ياحج .. الوضع تحت السيطره .. والخساير بسيطه .. مدام مجتش فى بنى أدمين .. يبقى الباقى مقدور عليه....
تطلع عزت إليهم قائلا بمواساه
قدر الله وماشاء فعل ياحج .. حمد لله على سلامتكم .. كله فدى تراب رجليك أنت والحجه والحبايب.....
أومأ له الحج الراوى مردفا
تشكر ياعزت يابنى على وقفتك أنت وولادك .. ربنا يحميهم ويحافظ لك عليهم....
وبالتبعيه أقبل عليهم أحمد وعبدالله يقبلوا أيديهم باحترام ويشاطروهم المواساه أيضا....
ترجلوا لخارج المزرعه ليستمعوا لصياح فزع صعقوا من هتاف الغفير القادم إليهم بهلع يخبرهم بإصابة صخرحصانفهد...
ترنح الحج الراوى فى وقفته استند سريعا علىسعد ليلحقهعزت..
هتفت الحجه راضيه بقلق
خدوه على جوه هو من ساعة ما سمع الخبر وهو ضغطه عالى...
احتضنه سعديمينا وعزت يسارا وغادروا المزرعه بينما الشباب ذهبوا مع الغفير للبحث عن فهد وحصانه......
أما مكيده محراك الأڈى والشړ تقف فى الشرفه تشاهد ما يحدث بقلب فرح سعيد والضحكه تزين ثغرها لنجاح مخططها......
أغلقت باب الشرفه ودلفت تبحث عن هاتفها أمسكته تقبض عليه بغل أدارت اتصال ليأتيها الرد بعد عدة رنات هتفت پغضب
أنت يا وش البومه .. أنا قولتك أيه .. مش قولتك الحصان صخر بس .. أيه الخړاب اللي أنت عملته في المزرعه...
برر رماح فعلته قائلا
مكنش ينفع يا ستهم .. المزرعه كلها كاميرات .. وكان لازم أعطلهم وأنا ما ليش في الموضوع ده .. عملت ماس كهربي عشان
يفصل الكاميرات .. لقيته مسك في مخزن السولار بتاع الجرارات .. وبدأت الڼار تاكل كل مخازن القمح والمواشي وكل اللي يقبلها...
وتابع يؤكد لها تنفيذ مطلبها الخسيس
بس أنا دخلت للحصان وعملت اللي أنتى طلبتيه منى .. استحاله ينفع يعيش .. زمان فهد باشا ضربه پالنار......
احتد صوت مكيده وتعالى بعصبيه
مفيش باشا يا ابن المركوب الا ريان ابني وبس .. غور يلا خذ شنطة الفلوس من مراتك لما تروحلك .. وإياك حد يشم خبر عن اللي انا قولتهولك .. رقبتك هي الثمن....
أغلقت الهاتف فى وجهه پغضب وأدارت اتصال آخر ولكن على ابنها ريان رن كثيرا بدون استجابه ومع آخر رنين للإتصال رد عليها صوت فتاه ناعس.....
ردت عليها الفتاه بتكاسل نبرتها تدل على سكرها حتى الثماله