رواية مكتملة سلسلة الأقدار بقلم نورهان العشري
جنة في كتفه قائلة بتقريع
بطل ترخم عليه بقي !
أقترب من أذنيها قائلا بهمس
هاتي اي حاجه حلوة طيب وأنا أبطل !
غمرها الخجل و روى خديها فنبت الزهر فوقهما فبللت حلقها الذي جف من كلماته قم قالت بخفوت
سليم متستهبلش !
غمرتها عينيه العاشقة و شدد من احتواءه لكتفها قبل أن يقول بغزل
سليم هيعمل ايه بس ما أنت اللي حلوة و زي القمر حد قالك تبقي حلو كدا
بطل بقى الناس حوالينا
استغل كلماته ليقول بلهفة
يعني المشكلة في الناس طب يالا بينا
أمسك يديها وهب واقفا و هو يقول بعجالة
هاخد جنة و نروح عشان ترتاح هتيجي معانا يا ماما
أمينة بسعادة من رؤيتهما
لا يا حبيبي أنا هرجع مع السواق روحوا انتوا
التفتت جنة ناظرة إلىمروان بخبث تجلى في
كان نفسنا نقعد معاك أكتر من كدا بس لازم نسيبك ترتاح أرتاح بقي وريح هاه !
هب مروان مغتاظا
بالسلامة انستونا و نورتونا اتكلوا على الله يالا يا بخت مين زار و خفف
هل يمكن لقلب أعتاد القلق ألا يكن ممتنا لمن رواه الطمأنينة بكفوف صنعت من حب
طافت عينيه العاشقة على ملامحها الهادئة التي رواها الحب فزادها بهاء فوقع في عشقها للمرة التي لا يعرف عددها فكل ما بها يجذبه كالمغناطيس فقد كان يظن بأن النظر إليها مسرة إلى أن خطى بقلبه إلى جنتها
حلا
صدح صوته المشتاق ليحثها
لحقوا ! دانا شويه وهحسد النوم اللى خدك مني
حلا بإندهاش
أنت منمتش
لا
ليه أنت كدا هتتعب اليوم طويل
راقت له لهفتها فعانق توتيتها بخاصته قبل أن يرفع رأسه قائلا بخفوت
نقشت كلماته حروفها فوق جدران قلبها الذي تقاذفت دقاته فاهتزت نبرتها حين قالت
قد كدا بتحبني
بحبك أكتر من أي حاجه في الدنيا
ارتج
قلبها پعنف جراء كلماته الرائعة و التي لم ترتوي منها أبدا فقالت بدلال
قولها تاني
دلالها كان أكثر ما يمكن احتماله فتبدد إخضرار عينيه و أزداد قتامة و قال بأنفاس محمومة
حلا بدلال
اللي هي
انك وحشتيني
حوت كلماته شغفا قاټل أتقن سكبه فوق تقاسيم وجهها قبل أن يجرفها تيار عشقه إلى عالم ساحر يقتصر على كليهما فقط عالم لم تستطيع حكايات العشق أن تسطره أو تصل إليه كان بارعا في سلبها أنفاسها و اللعب على ثباتها الذي طار أدراج الرياح فأي ثبات أمام رجل مثله ! يعرف جيدا كيف يجعلها تصل إلى قمة السعادة تتقلب بين جنان عشقه على جمرات الشوق و لهيب الهوى يعزف على أوتار قلبها باحتواءه لها الذي يكن تارة قوي شغوف وأخرى حاني مراعي يقودها إلى الجنون الذي تعزفه سيموفونياتها العاشقة فيتجدد شوقه مرة أخرى و يتعاظم الشغف بداخله فيبثها إياه بكل ما أوتي من عشق لا ينضب أبدا فقد عرف الطمأنينة بجانبها فهي الشخص الوحيد الذي احتوى جراحه و تخبطاته و امتص جميع أوجاعه
مش مصدق أني وصلت ل أوضتنا أخيرا
لامست تعبه
في إيه يا سليم قلبي واجعني أوي و حاسه أن في حاجة كبيرة حاصلة و أن موضوع مروان دا وراه مصېبة كبيرة و مين البنت دي
قاطع حديثها اشتداد حصاره عليها أكثر وهو يقول بخفوت
سلامة قلبك من الۏجع متخليش دماغك الحلوة دي تفكر في حاجات وحشة و أن شاء الله كل اللي جاي خير
قرب رأسه منها ليروي ظمأه فإذا بهاتفه يرن فحبس أنفاسه الغاضبة و أسند جبينه على خلصتها و هو يتمتم
حتى الكلمتين مش لاحق أقولهم
لون الخجل ملامحها و أخفضت رأسها فزينه بغرس ورودا حمراء تروي مدى تأثره بها و عشقه لها قبل أن يبتعد قائلا پغضب مخاطبا هذا المتصل الذي يعلم هويته جيدا
خلاص يا سالم هتوضي و أصلي ارحمني من العيلة دي يارب
توقف إثر سماعه ضحكتها و الټفت مغازلا
طب بزمتك حد يسيب الضحكة القمر دي و يروح للأشكال الغلط دي
اختلطت ضحكاتهم و خرج سليم من الحمام فتوجهت إليه قائلة بنبرة يشوبها الحرج
سليم
لا سليم إيه أنا متوضي يا بنتي
اندهشت من كلماته و صاحت مستفهمة
طب فين المشكلة و أنا كنت عملت ايه
سليم مغازلا
كلك على بعضك مشكله
راق له خجلها فتابع يشاكسها
طب يعني لما تقوليلي سليم الحلوة دي مفروض اسكت مثلا ! حد قالك اني مابحسش ولا حاجه
ارتدت قناع الجدية وهي تقول
والله لو ما
قهقهت على لهجته و تقاسيمه التي لونها القهر و اتجهت الى الحمام توضأت وخرجت لتجده ينتظرها و سرعان ما ارتدت جلباب الصلاة و توجهت لتقف خلفه و ما هي إلا
ثوان حتى أقام الصلاة ركعة تلو الأخرى و سجدة تليها سجدة و دعاءها الذي لا
يفارقها
سبحان الذي رزقني هذا من غير حول لي ولا قوة يا مديم النعم أدمه لي في حياتي و أصلحني به و اصلحه بي و هبنا ذرية صالحة و احفظ لي ابني وأجعله قرة عين لي و له و أعنا على تربيته و أجعله ذرية صالحة لنا و اعفو عن أباه و اغفر له انك أنت العفو الغفور
لا تعلم لما كانت تدعو له ولكنه و بالرغم من كل سيئاته فهو السبب لكل شيء جيد حدث
لها بداية من محمود طفلها الحبيب إلى سليم رفيق الروح و وتين القلب
انهى سليم الصلاة والټفت ناظرا إليها و قم بمد يده لها فناولته يدها لتتفاجئ به وهو يقوم بختام الصلاة على أناملها مرددا
سبحان الله الحمد لله الله اكبر لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير
انبثقت العبرات من قوة ايمان الإنسان فينا و مدى تحمله مع العلم أنه الكرب دا ممكن يكون باب خير كبير بس إحنا منعرفش ربنا قال عسى أن تكرهوا شيئا و هو خيرا لكم وشوفتي هو إبتلانا بس بيطمنا في الآية اللي بتقول واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا تخيلي ربنا بعظمته بيقولك أنت في عنيه
ترقرقت العبرات في مقلتيها تأثرا فأضاف بحنو
و في عز ما احنا موجوعين و صابرين على الإبتلاء تقوم تنزل رحمة ربنا و تلطف بينا إن مع العسر يسر اوعي تفقدي إيمانك بربنا مهما حصل ربنا عوضه عظيم فوق ما تتخيلي سلمي أمورك ليه و دايما قولي افوض أمري لله والله بصير بالعباد دا بقي راحة ما بعدها راحة
كانت تناظره بعينين مشدوهتين بما تسمعه فذلك الرجل تجاوز كل تخيلاتها بمدى روعته فقد كانت كلماته تصف كل ما تعرضت له و قد كان هو عوض الله الذي وعد بها بعد طول الصبر و الألم
لم تمنع نفسها وهي تستكين بين جنبات صدره واضعه رأسها فوق موضع نبضه الذي يخفق بقوة تأثرا بقربها وقام بنثر عشقه فوق مقدمة رأسها حين سمعها تقول
الحمد لله على أنك موجود في حياتي أنا كنت طول عمري بصلي وبقرأ قرآن بس بعد كلامك دا حسيت إني فايتني كتير أوي أنا محتاجه أعيد حساباتي من تاني و أقرب من ربنا بقلبي اكتر
اشتد حصاره لها وهو يقول بحنو
اول حاجه تبتدى بيها أنك دايما تحمدي ربنا على كل حاجة عشان ربنا يباركلك فيها ربنا قال و لئن شكرتم لأزيدنكم
همست بخفوت
الحمد لله
تابع بلهجة دافئة
واوعي تألفي النعم فتشوفيها عاديه و لا تسلمي للشيطان لما يقعد يشوه لك كل النعم اللي حواليك في ناس كتير تتمنى تعيش نص حياتنا دي
التفتت تناظره بحلا عينيها التي توهجت فأضاءت وجهها الفاتن و همست بعذوبة
مش انت وعدتني أننا هنحفظ قرآن سوا
سليم بحب
وعدتك و هنفذ في أقرب وقت أن شاء الله
عادت إلى مكانها بين جنبات صدره وهي تهمس بحب
ربنا ما يحرمني منك أبدا
قاطع لحظاتهم الجميلة رنين الهاتف فاستغفر سليم في سره وانتزع نفسه منها على مضض ليجيب فجأة صوت سالم الصارم
دقيقة و ألاقيك قدامي
طيب
أغلق الهاتف و الټفت قائلا بمزاح
ربنا عالظالم قولي لفرح سليم بيقولك أنت مش مسيطرة خالص و شكلك وحش
جدا
شكلك وحش
انكمشت ملامح فرح پصدمة فأردفت جنة بإندفاع
والله سليم اللي قالي اقولك كدا
و أنت أي حاجه سليم يقولها تيجي تقوليها كدا عادي
لم تكد تجيبها حتي سمعت صوتا حاد من خلفهم فالتفتت الاثنتان تناظرا سالم الآتي من غرفة مكتبه فناظرته فرح بحنق لم تخفيه و على عكسها اړتعبت جنة من رؤيته وقالت بإرتباك
والله يا سالم بيه ما كنت أقصد أنا
سالم بحدة مزيفه
سالم بيه !! غلطاتك كترت يا جنة أنا مش
هعاقبك هعاقبه هو
لا بالله عليك بلاش هو دا طيب والله
هكذا تحدثت جنة باندفاع فواصل سالم مزاحه قائلا
هو اللي طيب و لا أنت اللي هبلة
ابتسمت جنة و قالت متصنعه الصدمة
أنا هبلة
تدخلت فرح بمرارة
مش لوحدك يا
و أزعل ليه إذا كان بيقول الحقيقة
لم يكن لا المكان ولا الزمان يسمحان له بأن يريها كم تؤثر به ومدى سيطرتها علي قلبه لذا اقترب خطوة و تحدث بلهجته الخشنة المٹيرة
بقى أنت مش مسيطرة أومال مين اللي واخد قلبي لحسابه
لا تنكر أن كلماته أثرت بها كثيرا ولكنها لم ترد الإستسلام أمامه لذا قالت بتهكم
لما تبقى تعرف ابقي قولي
اجابها بنفاذ صبر
فرح !!
عن أذنك
هرولت للأعلى لا تعلم لما
تجاهله سالم و ناظر سليم بحدة تجلت في نبرته حين قال
من بكرة هتنزل القاهرة في شغل كتير متعطل لحد ما اخلص من موضوع الانتخابات دا
سليم باختصار
تمام طمني عملت ايه مع الراجل المچنون دا
سالم بفظاظة
هييجي هو و عيلته يعيشوا هنا في المزرعة
أنهى كلماته ثم توجهت أنظاره الي مروان وهو يقول بأمر
تشوفله شغل كويس و سكن يكون جنب شغله
برقت عينا كلا من مروان وسليم الذي قال پصدمة
سالم انت عايز تجيب الراجل اللي كان عايز ېموت ابن عمك يعيش هنا هو و عيلته
تدخل مروان ساخرا
أيوا أصله معرفش ينشن المرة اللي فاتت صح و جابها في كتفي نديله فرصه المرة الجايه يمكن تظبط
معاه و يجبها في قلبي
تجاهل سالم سخريته وقال بغموض
الراجل دا ضحېة و اللي ظلمه لازم يتعاقب
مروان بسخط
اللي تشوفه اومال طارق فين
سالم باختصار
في مشوار و عالأغلب مش هيرجع في خلال يومين
سليم باستفهام
مشوار ايه
سالم بنفاذ صبر
سيبك من طارق و خلينا في المهم
سليم بسخط
وهو ايه المهم
سالم باختصار
عمتك عايزة حقها و اربع اضعاف تمن الأرض بتاعتها
خرجات صيحات الاستنكار من كلا من سليم و مروان الي قال
انا قولت الولية دي اتهطلت محدش صدقني يا جدعان خطبوها ولا جوزوها ولا شوفولها اي حاجه تتلهي فيها عننا دي حالفة لا تشل