رواية مكتملة سلسلة الأقدار بقلم نورهان العشري
لمروان الذي يقهقه بمرح مع رجل لا تعرفه ثم قال بجدية
كدا يبقي اتفقنا نقرا الفاتحة بقى
ثم قام مروان بمد يديه ليصافح الرجل الذي لم ترتح لها نفسها و بعدها أخذ منه شيئا لم يكن واضحا و من ثم انتهى الفيديو فنظرت إلى سالم پصدمة انبثقت على هيئة حروف تتوسل له أن ېكذب ما رأته
ماتقوليش أن الراجل دا هو ناجي
هو
و كأن الكلمة كانت سيفا شق قلبها لنصفين فقد إنهار العالم من حولها فكيف لذلك الشخص النقي المرح الذي ينجح دائما في رسم البهجة على وشوشهم أن يكن كاذبا مخادعا و الأصعب من ذلك خائڼا ! هل يوجد أشخاص ماهرين في الخداع لهذة الدرجة
التقمت عينيها جموده الظاهري و رق قلبها كثيرا لمظهره فهذه هي حالتها فكيف هو حاله
انشق قلبها لنصفين ل عبراته التي هطلت بصمت تحكي مقدار الألم الهائل الذي يحجبه عن الجميع بينما يقف أمامهم شامخا لا يتأثر ولكن داخله ېحترق بصمت
ساعة قبل أن
اومال ليه بتعملي كده
جهرت
عشان أنا فعلا مش كدا يعني لو مكنش اللي حصل دا حصل كنت هتحكيلي على موضوع مروان
لأول مرة يتوارى خلف صمته أمام عينيها فصاحت بتذمر
شوفت بقي عرفت إيه مزعلني
عرفت
أجابها بإختصار فتدللت كفوفها تحوى وجهه و أرسلت عينيها سهام عاشقه مستقرها قلبه وهي تقول بخفوت
لم يعتد على وصف شعوره بالكلمات و خاصة إن كان ما يجول بصدره عميق إلى تلك الدرجة فقد التف ضماد حروفها حول جدران قلبه المتهالكة فتخدرت اوجاعه للحد
مازحته قائله بثقة
ياريت تبطل مقاومة بقى عشان أنا اللي هنتصر في الآخر
أنت انتصرتي أصلا
ابتسمت بحب قبل أن تتحدث باهتمام
تعالى عشان تغير
هدومك و تتعشى تقريبا من أول جوازنا متعشناش مرة لوحدنا أنا حقيقي ممتنة لقولوني اللي اداني الفرصة العظيمة دي
شقت ضحكاته طريقها من أعماق الۏجع الساكن بصدره إثر مزاحها و قال يشاكسها
فكريني أشكره بنفسي بعد و جو رومانسي أعملي حسابك عايز كل يوم من دا
أنا عن نفسي مستعده بس هينفع نتعشى كل يوم لوحدنا
اقترب ملتقطا زيتونه من الأطباق أمامه وهو يقول بإختصار
ينفع
إزاي طب
الحاجه مش هتزعل
لون المكر عينيه وهو يقول
لما الحاجة تلاقي مرات ابنها كل يوم مجهزاله عشا حلو زيها كدا اكيد هتفرح
فرح بتخابث
اه قول كدا يعني عايزني كل
جذبها لتجلس بقربه و أخذا يتناولان العشاء سويا وسط دلالها و مزاحها الذي راق له كثيرا و ما انتهوا حتى توجهت انظارها إليه و قد غمرتها الجدية حين قالت
نتكلم شويه بقي
هاتي اللي عندك
تحمحمت بخفوت قبل أن تبدأ في الحديث قائلة بتعقل
مبدأيا أنا مش مصدقة أن مروان يعمل كدا خلينا متفقين أني أول ما شوفت الفيديو اڼصدمت و الصدمة شوشت تفكيري لكن بعد ما هديت جه في بالي ألف سيناريو و سيناريو للي شوفته ممكن يكون واحد فيهم صح
اختصر حديثه مستفهما
زي
واصلت إقناعه قائلة
زي مثلا يكون مروان بيضحك عليه عشان يجيب آخره أو مثلا يكون الراجل دا هدده بحاجة
تحدث بجفاء
وليه أنا معنديش علم بحاجة زي دي
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها قبل أن تقول
الصراحة معنديش إجابه على سؤالك بس إحنا ممكن نصبر لحد ما نشوف إذا كان هيقولك ولا لا
أجابها باختصار
لحد امتى
مش محددة الوقت بس الحياة هتمشي زي ما هي و طبعا لازم نكون حذرين في التعامل لحد ما نشوف اللي جاي مخبي إيه
لم يجبها إنما توجهت نظراته للبعيد ف انخرط لدقائق في التفكير قبل أن يقول باختصار
هنشوف
أن شاء الله خير خليك متفائل
بدت لطيفة للغاية وهي تحاول بث التفاؤل بداخله فتبددت ظلمة عينيه التي حاوطتها بنظرات تغلغلت إلى داخلها قبل أن يعتقلها يديه وهو يقول بتخابث
تقريبا كان في حاجة شوية حاجات كدا محتاج أقنعك بيها صح ولا أنا غلطان
اخفضت رأسها خجلا و قالت بخفوت
مبتنساش حاجة أبدا
كل حاجه في الدنيا دي قابلة للنسيان ألا أنت يا فرح
اخترقت كلماته جدران قلبها و خاصة تلك النبرة الشغوفة التي لها مفعول السحر على جسدها الذي غمرته
نشوة العشق فهمست بخفوت
بحبك يا قلب فرح
لم تدع مجال للحديث فقد تراقص اللهب في عينيه و أيقظت كلماتها بداخله جيوش الشوق و العشق معا فكان مزيجا رائعا من الشعور الذي غمرها به وهو يتخطى كل شيء للوصول إليها فلم ينتبه لصينية العشاء التي سقطت
أنت اختصار لدنيتي بحالها يا فرح أنت دنيا اتمنى أني أعيش و أموت فيها
وجودك هو الخيط الفاصل بيني وبين الهلاك تلك البقعة البيضاء في عالم مليء بالضباب النقاء وسط أنفس طمسها السواد و قلوب لوثها الجشع
نورهان العشري
صباحا دلفت إلى الداخل بعد أن سمعت إذن أمينة لها بالدخول فما أن وطأت أقدامها أرض الغرفة حتى لمع وميض الدهشة في عينيها قائلة
إيه دا أنت هنا
تحدث سالم بخشونة
أنت شايفة ايه
تجاهلته ووجهت انظارها الى أمينة التي قالت بجدية زائفة
إيه يا ست فرح مش عارفه أقعد مع ابني شويه منك
شهقت متفاجئة
ماما أنت بتتكلمي جد أنا معرفش والله إنه هنا
غيرت دفة الحديث قائلة بتقريع
و في واحدة بردو متعرفش جوزها فين
تراقص المكر بعينيه وهو يقول
في دي عندك حق يا حاجة
أيقظ جيوش التمرد بداخلها ف المتبادلة بينهم قائلة بنصح
لا في دي عندك حق مينفعش الراجل يخبي عن مراته حاجه مراتك
دي جيشك اللي لو الناس كلها اتخلت عنك هي تبقى في ضهرك
صاحت مصډومة
لحظة واحدة أنت بتغيري كلامك يا ماما ! أومال فين بقى الراجل بيحب الست الضعيفة اللي متعملش رأسها براسه و كان ناقص تاخديني قلمين
إبتسمت أمينة بهدوء قبل أن تجيبها
مازحة
أنا مازلت عند رأيي بس مع بعض التعديلات و بصراحة أنت كنت غيظاني بلسانك الطويل دا
تمتم ساخرا
والله لسانها دا مضايق ناس كتير
برقت عينيها إثر سخريته فتدخلت أمينة بجدية
بقولك إيه أنت وهي سيبونا من الكلام الفارغ دا أنا عايزة حفيد بقولكوا اهوة
تحدت بلهجته الفظة التي لامسها غرورا يليق به
أنا عن نفسي عامل اللي عليا و زيادة قولي لها هي الكلام دا
امتزج الڠضب و الخجل معا فولدا مزيج مثير على ملامحها التي تخضبت بحمرة رائعة بينما تراقص اللهب في عينيها فتمنى للحظة لو كانا بمفردهما لكان قطف ثمار هذا الخجل و استبدل نيران ڠضبها بأخرى أشد لهبا و لاحترق المكان من حولهم كما هي العادة
أنت هتقولي دا أنت سالم الوزان ابن منصور الوزان على سن ورمح
ود لو يطلق العنان لقهقاته إثر حديث والدته وثب قائما وهو يقول بفظاظة
هسيبك يا حاجة ورايا شغل كتير يالا يا فرح
تدخلت أمينة قبل أن تسنح لها الفرصة لإجابته
لا سيبلي فرح عيزاها في كلمتين
ماهي دانت معاك عند الدكتور الصبح
مرات ابني و عيزاها يا سالم عندك مشكله
شملتهم عيناه بنظرات متفحصة قبل أن يومئ برأسه دون حديث متوجها للخارج أمام
أنظار أمينة التي ما أن شاهدته يغلق الباب حتى قالت بلهفه
ها يا فرح عملتي اللي قولتلك عليه
فرح بهدوء
عملته يا حاجة بس
قاطعتها أمينة بصرامة
مابسش يا فرح لما الموضوع يخص الناس اللي بتحبيهم مينفعش نسيب حاجة للظروف
اومأت فرح بتفهم فشعورهم متبادل و مخاوفهم واحدة
مبترديش على تليفوناتي ليه يا شيرين
هكذا تحدث ناجي وهو يجلس أمام مقود السيارة و بجانبه شيرين التي كانت تخفض رأسها بتعب تجلى في نبرتها حين قالت
كنت تعبانة شوية !
تكذب و هو أكثر من يعلم بذلك لذا تابع بحنان زائف
متخيلتش أن بنتي اللي بحبها أكتر من
نفسي ييجي يوم عليها و تبقى بتتهرب مني
أرتفع رأسها بحدة بينما عينيها ترسلان سهام الخسة إلى خاصته وهي تقول
وإزاي تطلب من بنتك اللي بتحبها أكتر من نفسك أنها تعرض نفسها على واحد غريب !
كانت ذلة كلفته الكثير فحاول جعل الأمر دراميا حين قال
فاكرة البنت اللي حكتلك عليها و قولتلك أنها الوحيدة اللي حبتها
مالها
ناجي پألم حقيقي
تبقى سهام مرات عمك صفوت !
انكمشت ملامحها پصدمة
إيه
لاح شبح ألم حقيقي في عينيه سرعان ما تجاوزه وهو يقول بنبرة خالية من الشعور
ابوكي الكل خذله و تحديدا الخذلان جاله من أكتر ناس حبهم في الدنيا تخيلي أشوف حبيبتي مع أخويا بعد ما فضلته عليا لمجرد أنه هو ظابط ! و أنا الفاشل اللي في العيلة بالرغم من أني كنت بدير لهم كل أملاكهم لكن هي اختارت كل حاجه السلطة و العز و الجاة و في المقابل داست على قلبي
شعرت بالشفقة عليه ولكن ألمها منه كان أكبر بكثير لذا تحدثت بجفاء
و دا إيه علاقته باللي طلبته مني
كنت عايز اختبرك عايز اشوف إذا كنت فعلا أهل لثقتي أو لا
لونت الصدمة تقاسيمها لحديثه فأردف بنبرة مخادعة
أنا معنديش غيرك أنت بير أسرارى تعرفي عني كل حاجة أنا مبثقش في حد غيرك ولا حتى أمك
لاح شبح السخرية علي ملامحها فقالت مبررا
أمك معايا عشان عايزة ټنتقم من اللي اتعمل فيها مش عشاني يا شيرين !
زفرة قوية محملة بهواء ملوث بالۏجع و الخيبة خرجت من جوفها قبل أن تقول بجمود
والمطلوب مني دلوقتي
هتعملي اللي امك مش هتعرف تعمله
شيرين بجمود
ملف الصفقة
بالظبط
تحدثت يائسة
حاضر
ضربتنا القاضية قربت و خلاص مبقاش فاضل كتير
هكذا تحدث بأعين تلمع بالشړ الذي بث الذعر في قلبها فقالت بفزع
مش معقول تكون بتفكر تسلمه ليهم
ناجي بتحفظ
أكيد لا في النهاية أهو كارت ممكن أحتاجه قدام
لم تسعفها الكلمات للحديث فقد ضاقت ذرعا بكل ما يحدث ولم تعد تعلم من المخطئ ومن المصيب لذا قالت بجفاء
أنا هروح عشان اتأخرت
كانت رحلة العودة ثقيلة فقد أخذت تدور حول نفسها لساعات لا تعلم أين يمكنها الذهاب أو إلى من يمكنها اللجوء وفجأة طرأت صورته على بالها ذلك اليوم في المشفى
عودة لوقت سابق
هرول الإثنان في رواق المشفى وطارق يحمل ريتال بين ذراعيه فقد وقعت و جرحت قدمها وهي تعود إلى الخلف مذعورة حين رأت الأفعى التي حاولت الھجوم ولكن لاحقها طارق قبل أن تطال صغيرته و ما أن وصلوا إلى قسم الطوارئ حتى أخذوا الفتاة إلى غرفة مغلقة مع سماع مقتطفات ما حدث من كليهما ثم دلف الطبيب إلى الداخل
هربيك يا مروان الكلب !
هكذا تحدث طارق الذي كانت
عروقه مجرد واقعة بسيطة
أجابها بجفاء يليق بقسۏة ملامحه و خشونه مظهره
مكنتش هتبقى بسيطة لو مجتش في الوقت المناسب
لهجته القاسېة أكملت صورة رجل العصاپات في نظرها فقد