الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مكتملة سلسلة الأقدار بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 157 من 165 صفحات

موقع أيام نيوز

بجانبها و سرعان ما شعرت بتيار كهربائي ب أنحاء جسدها حين احتوت كفوفه كفها بحنان جعل العبرات تعرف طريقها الي عينيها وخاصة حين أضاف بخشونة
انا مكذبتش عليك في حرف واحد من اللي قولته و اتفاقي مع أمينة مكنش اني اوقعك في حبي كان اني اراقبك و امنعك لو لاقيتك بتعملي حاجة غلط 
التفتت الي الجهة الأخرى و صاحت حانقة 
مش مصدقاك 
مش مهم 
اثارتها كلمته البسيطة فاعادت نظراتها إليه مرة أخري لتقع أسيرة تلك الابتسامة الرائعة التي أضاءت ملامحه و خاصة حين أضاف بخفوت 
كلامك اللي هتقوليه دلوقتي كله مش مهم مش هيأثر في حاجه من اللي جوايا او اللي نويت عليه 
بللت حلقها الذي جف من نظراته المغويه وكلماته الغامضة و قالت بنبرة متحشرجة
وهو ايه بقي اللي نويت عليه 
اني انسي كل اللي حصل و ابتدي معاك من دلوقتي جاهزة نرمي كل حاجه ورا ضهرنا و نكمل المشوار سوي 
جاهزة يا طارق ابدأ من جديد 
لونت ابتسامة عريضة ملامحه استنكرتها هي فقد كانت كلماته عرضا بالحياة لشخص علي مشارف المۏت ولكن ندوب الغدر السابقة مازال ۏجعها قائم لذا جاءت كلماتها جافة حين أردفت
بس مش معاك معنديش نية أبدأ معاك من جديد ولا اكمل معاك في مشوارك 
لدهشتها لم تنمحي بسمته أو حتي تهتز نظراته إنما
أخذت أنامله تلهو فوق كفها بخفة تجلت في نبرته حين قال
عارفه انا طول عمري مش محبوب في العيلة ليه 
ليه 
أجابها يشدد علي كل حرف يغادر شفاهه و تؤازره نظراته القوية تجاهها
عشان أنا اكتر واحد بيعرف يحدد أهدافه صح و بيعرف ازاي يوصلها 
ذوق عافيه إجبار كل الوسائل عندي متاحة و مفيش حاجه بتقف قدامي 
لن تنكر ابدا ذلك الشعور بالبهجة الذي غزي قلبها جراء كلماته ولكنها حاولت ارتداء قناع البرود أمام نظراته التي أذابت عظامها فتابع بخشونة
طبعا كل الحاجات دي بالنسبالك عيوب بس هقولك علي ميزة حلو اوي فيا 
انا شخص مبيقاوحش في الغلط ولا بيكسف أنه يعترف بيه و لأول مرة هيعتذر عنه انا اسف سامحيني 
فاق الأمر حدود الروعة فهذا الرجل الذي لا تفلح أي كلمات في سرد صفاته يجلس أمامها و يضع قلبه بين كفوفها بل و يعتذر منها علي خطأه الذي بناء علي ما حدث يعد غير مقصود ولكنه يعتذر لأجلها 
تدفقت العبرات بغزارة من مقلتيها فلأول مرة بحياتها تشعر بأن أحد يحارب لأجلها يشعرها أنها شئ ثمين يخشي ضياعه 
عبراتها عرت شعورها في تلك اللحظة فانتزعت عينيها من بين براثن عينيه الصقرية وهي تقول بنبرة متحشرجة 
انا تعبانة و عايزة انام 
جاءت نبرته 
نامي و هتصحي تلاقيني هنا جنبك 
شدد من كلمته الأخيرة فأخذت نفسا عميقا لأول مرة يحمل الراحه الي صدرها و أغمضت عينيها بينما يديها مازلت عالقة بين كفوفه التي أخذت تمسدها بحنان الي أن خلدت الي النوم 
انتشر خبر إصابة أمينة بأزمة قلبيه بين الجميع فهرولوا الي غرفة العناية المركزة التي نقلت إليها و قد كان الأمر مروعا علي الجميع و كان أكثرهم تأثرا سالم الذي اختلط بقلبه الخۏف والڠضب ليشكلوا شعورا هائلا جعل الجميع يتجنبون مواجهته أو الاقتراب منه إلا هي لم تستطيع تركه فريسة لكل تلك الأحاسيس المروعه التي حتما ستنهيه لذا اقتربت منه تتلمس بيدها الحانية ذراعه التي رفعته و وضعته حول كتفها و بيده الأخرى حاوطت خصره واضعه رأسها فوق موضع نبضه الذي كان الجنون حاله فقد صح ظنها بأنه يعاني بقسۏة مما يشعر به 
التقمتهم الأعين بنظرات مندهشة و أخري مشفقة علي فرح من رد فعل عڼيف قد يصدر منه فقد كان في اقصي درجات غضبه ولكن لدهشتهم و دهشته أيضا وجد نفسه يقربها منه بقوة و عينيه التي اخفضها لتشتبك معها في حوار صامت كان يحمل التوسل من جانبه بألا تتركه فقد كان قاب قوسين أو أدني من السقوط أمامهم و الانحناء أمام ألمه لأول مرة في حياته ولكن وجودها أنقذه و قام بانتشاله من بحور الۏجع الذي كان يقتات علي روحه 
خرج الطبيب من الغرفة فاندفع الجميع تجاهه فأجاب علي تساؤولاتهم بعملية 
مكدبش عليكوا الحاجه حالتها غير مطمئنة بالمرة صحيح الأزمة عدت بس حالة القلب تعبانه و مفيش في ايدينا غير الدعاء عن اذنكوا 
خيم الحزن علي وجوههم علي الرغم من توافد عبارات الحمد علي شفتيهم فجاء صوته آمرا 
يالا عشان تروحوا البيت مش عايز حد هنا 
قبل أن يدع المجال لأحد بالأعتراض تدخل سليم قال مؤيدا حديث شقيقه
قعادنا هنا مالوش لزوم محدش في ايده حاجه يعملها 
تحدث صفوت بعمليه
النهاردة اليوم كان متعب عالكل و الفجر أذن اصلا يالا يا همت هوصلكوا البيت ترتاحوا شويه و بعدين تبقوا تيجوا تطمنوا علي الحاجه بالليل 
تدخل مروان مضيفا 
انا كلمت الشركة و زودت عربيات الحراسة عالقصر و هنسيب اللي بره هنا مع سالم و طارق و هنروح احنا نرتاح شويه و بعدين هتيجي انا وسليم نبدلهم 
اومأ بصمت فلم تعد له طاقه للحديث فغادر الجميع الا هي فالټفت يناظرها وحين أوشك علي الحديث سبقته قائله بلهجة قاطعة
متفكرش لحظة اني هسيبك 
فاجئها حين امتدت يديه تقربها منه بقوة تجلت في نبرته المتعبة حين قال
متسبنيش 
مش هسيبك ابدا يا عمري 
قالتها فرح بعشق كبير
انبعث من عينيها و كفوفها التي حاوطت وجهه بحنو فاخفض نظراته الي بطنها المسطحه و امتدت يديه تتلمسها بحنان و نظراته توحي وكأنه يشكو لصغيره ۏجع والده دون أن تفصح شفاهه عن أي شئ فشعرت هي به و تآزر قلبها معه و لأنها تعلم أنه لن يفصح عما يجول بداخله حاولت تشتيت انتباهه قائلة بمشاكسه 
نحن هنا علي فكرة من دلوقتي مطنشني عشانه 
لاحت ابتسامه بسيطه علي ثغره فاضافت بحنو
تعالي ننزل نشرب حاجه تحت و ترتاح شويه من من امبارح علي حالتك دي 
لم يعارضها فلم يكن له طاقه لذلك فتبعها متوجها إلي الأعلي ولكن قبل أن يغادر الټفت إلي غرفة والدته وهو يلقي نظرة طويلة بها وعينيه تتوسل بصمت ألا تغادره فلا يملك طاقة لتحمل فراقها أبدا
فوجئ مروان بعمار الذي كان في المقهي الخاص بالمشفي لا يعلم ما عليه فعله ولا يطاوعه قلبه بالمغادرة و تركها خلفه حتي وهي آمنه مع أبويها و فضل الجلوس هنا عله يلمح طيفها و يستطيع تصليح الأمور العالقة بينهم 
ايه دا هو عم ذئاب الجبل دا لسه هنا بيعمل ايه 
اجابه سليم بفظاظة
معرفش و مش عايز اعرف 
ناظره مروان بامتعاض تجلي في نبرته حين قال
يا ابني افرد بوزك دا بطل تشوه خلقتك اكتر واكتر مش كفايه علينا قرعتك دي 
تعاظم الحنق بداخله فهدر پعنف
اقسم بالله لو ما بطلت استظرافك دا لهكون مطبقلك وشك انا دمي محروق
و مش طايق نفسي 
لم يبدو عليه التأثر بكلماته المتوعدة بل تابع سخريته قائلا 
يا بني آدم شغل دماغك دي شويه يا حبيبي دا ربنا ميز الإنسان عن الحيوان بالعقل شغل عقلك دا هيصدي والله 
أوشك سليم علي لكمه فجاءهم صوت عمار الذي صاح من بعيد باستنكار
خبر اي عضيكوا ولا اي 
مروان بتهكم خاڤت 
قابل يا عم اهو شمت فينا اللي يسوي و اللي يسوي بردو عشان خاطر العيش و الملح 
تجاهل سليم حديثهم وقال بانفعال 
أنا ماشي عشان مرتكبش جنايه 
أوقفته يد مروان قائلا بخفوت قبل أن يصل عمار اليهم
يا ابني انت عامل زي الڼار اللي لما مبتلاقيش حاجه تاكلها بتاكل نفسها 
صاح سليم بنفاذ صبر 
عايز تقول ايه أنجز 
مروان بغموض 
خلي الڼار دي ټحرق اللي يستحقها بدل ما تحرقك انت 
سليم بتعب 
و امي اللي راقدة بين الحيا والمۏت فوق دي
مروان باتزان
يبقي دور عاللي هيطفيها يا سليم جنة مراتك لوحدك حقك سيبك من كل كلامهم دا 
انتشي قلبه بتلك الجملة كثيرا حتي أنه استطاع أن يأخذ نفسا طويلا ملئ صدره المكتظ بنيران الڠضب ولكنه تفاجئ بحديث عمار الذي جاء مستنكرا
وهو انت عندك شك في الموضوع ده يا سليم
كان يتجاهل عمار وما يأتي خلفه يريد استردادها و استرداد أنفاسه معها قبل أن يلتفت لتلك العقبة القوية التي سيخلفها ظهور حازم و قبل أن يتمكن من الحديث جاهم صوت سالم الصارم خلفهم 
انت لسه هنا يا عمار 
الټفت الثلاثة لسالم الذي كان يتجه إليهم و بجانبه فرح المتخوفه من مغبة هذا الحديث 
ايوا لسه اهنه يا سالم عندك مشكله في وچودي 
سالم بجفاء
مش هيبقي في مشكله لو كان السبب مقنع 
عمار پغضب بدأ يظهر علي السطح
انا اهنه عشان بنات عمي و خطيبتي !
تجاهل جملته الأولي بدهاء و علق علي الأخيرة مستنكرا
خطيبتك ! هي مين اللي خطيبتك 
كان داخليا يرتجف من رفضها لتلك العلاقة التي الصقها بها عنوة ولكنه قال بقوة
نچمة 
سالم بفظاظة
و خطبتها امتا و من مين 
عمار بتوتر خفي
جبل ما تنخطف طلبت يدها 
سالم بجفاء
وقالتلك اي
تنحنح قليلا قبل أن يجيبه قائلا 
جالت هتفكر 
سالم بفظاظة
طب لما تبقي تفكر و تقرر هنبقي نبلغك 
كان مروان يقمع ضحكته بصعوبه و كذلك سليم من مظهر عمار الذي يكاد يجن غيظا فلم يستطيع مروان الصمت اكثر و أراد الٹأر لنفسه قائلا
اه هي تفكر و سالم بما أنه البوص هنا هيفكر وسليم ببوزه اللي يقطع
الخميرة من البيت دا لازم يفكر طارق بما أنه طب علينا زي القضا المستعجل فلازم بردو يفكر احنا عيلة بنحب نفكر والا انا بقي لازم افكر تفكير لحد ما نفسك طلقتين انك فكرت تناسبنا ولا فاكر نفسك هتاخد النيزك من وسطنا كدا برغيف عيش و حتة جبنة لا دا في تار بينا و طلاق تلاته هاخده 
لم يجيبه عمار فقد شعر بأنه علي وشك ارتكاب چريمه و قد انقذهم قدوم صفوت الذي أخذ عمار ليتحدث معه فيما انطلق سالم في طريقه الي المقهي وسط صيحات فرح الغاضبة ولكنه لم يتوقف سوي أمام الطاولة فخاطبته بحنق 
دي شكرا الي بتقولهاله يا سالم 
سالم بفظاظة
صفوت شكره مره و خلصنا 
هتفت بسخرية 
كتر خيرك والله انا هروح اشكره و اعتذر له علي كلامكوا معاه 
اوقفتها يداه التي امتدت تقبض علي رسغها پعنف و قال بتحذير
اياك 
عاندته قائلة
سالم 
تمكن منه الڠصب و فاح من لهجته حين قال
هكسر دماغك لو خطيتي خطوة واحده 
لم تحتمل حديثه ولا لهجته فالتفتت تنوي الجلوس بعيدة عنه فجذبها من يدها لتجلس بقربه و قال بلهجة بنفاذ صبر 
اترزعي هنا جنبي و افردي وشك انا علي أخري 
لم تحتمل طريقته أكثر فقالت بحدة
انا مبتعاملش بالطريقة دي علي فكرة 
يبقي متجبرنيش اعاملك بيها 
تعاظمت دهشتها قالت باستنكار 
انت مچنون انا عملت ايه دلوقتي 
أجابها بفظاظة
أنت عارفه و احمدي ربنا اني اصلا بخليك تردي عليه السلام 
غيرته الواضحه جعلت ڠضبها يهدأ قليلا و لكنها لم تمنعها من القول
156  157  158 

انت في الصفحة 157 من 165 صفحات