الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مكتملة سلسلة الأقدار بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 78 من 165 صفحات

موقع أيام نيوز

تتجوزيه 
صاحت معانده
يبقى هشيل فكرة الجواز من دماغي خالص 
كانت الشئ الوحيد الذي اشتهاه بكل جوارحه و التنازل عنه دربا من دروب المستحيل فتحدث بلهجة تحمل الهدوء و الخطړ معا 
وماله شيليها براحتك وانا هعرف بطريقتي ادخلها تانى فى دماغك 
كان ل تمسكه بها وقعا مثيرا علي قلبها ولكنه لم يفلح في تخدير أوجاعها التي عادت إلى السطح بقوة جعلتها تقول بنبرة ساخرة 
بصراحه فاجأتني و عجبني اصرارك اوي وعشان كدا هسهلهالك في سؤال لو جاوبتني عليه بصراحه هنزل دلوقتي اقولهم اني موافقة اتجوزك 
تنبهت حواسه لحديثها الذي جعل أنفاسه تتضارب في صدره پعنف حتي أوشكت علي تحطيم ضلوعه و بأنفاس مقطوعة أجابها
سؤال ايه 
وضعت سيف الحيرة الباتر على رقبته حين قالت بملامح متألمه ولهجة مچروحه 
لو مكنش حازم ضحك عليا و كان كل شئ حصل بينا برضايا كنت هتفضل مصر تتجوزني كدا بردو 
كانت كمن حفر بئرا من الچحيم و ألقاه به أوهمته ببلوغ الجنة و أحك
أخمدت ثورتها للحظات و أجابته باختصار 
اكيد لا 
فتابع مستفهما
طب و لو عرفتي أنه قتل اغلى شخص عنده في الدنيا عشان سبب تافه هتقدري تعيشي مع الشخص دا و تأمنيله عادي 
اجاباه بفضول لمعرفة ماذا وراه حديثه 
اكيد لا مينفعش أأمنله بعد ما عمل كدا
اجابها بلهجة منتصرة 
شوفتي بقي الموضوع كله هنا في الأمان لما بنت تقبل تتجوز عرفي عشان سبب تافه زي انها بتحب دا اسمه قتل قتل لكرامتها و عزة نفسها و سمعتها تحت مسمي تافه اسمه الحب دى ينفع يتآمنلها ازاي إذا كانت هي اصلا مكنتش امينه علي شرفها الي مفروض اغلي حاجه عندها في الدنيا يبقي هتبقي أمينه علي شرف جوزها 
وقعت كلماته عليها كصاعقه برق إصابتها في أكثر نقاطها ألما فهبت معارضه بلوعة
بس انا معملتش كدا انا قبلت امضي علي ورقه تضمن أنه يتمسك بالحياة عشان يتعالج عمري ما كنت هوافق انه يتمادي معايا اكتر من كدا انا عمري حتي ما بخشونة
صدقتي أو لا انا كان عندي احساس كبير انك متعمليش كدا بس لسبب جوايا كنت بكذبه او بمعني اصح بقاومه لكن دلوقتي 
قاطعته بصرامه
دلوقتي مفيش اي حاجه اتغيرت احنا زي ما احنا و لو انا رفضت الجواز منك قبل كدا مرة فأنا دلوقتي هرفضه ألف مرة 
كانت طريقه احترافيه في الاڼتقام وقد تقبلها هو بثبات علي عكس ألمه الداخلي و الذي حاول قدر الإمكان أن يتجاوزه حين قال بثبات
طلبت مني اجابه صريحه و جاوبتك و أنت وعدتي انك هتوافقي لو جاوبتك بصراحه 
اغتاظت منه بشدة فحاولت أن تغضبه فهي تعلم أنه ليس برجل صبور و أبدا و لن يتقبل سخريتها 
هو انا مقولتلكش اصل انا عيلة و ميتاخدليش علي كلام و الحق عليك انك صدقتني و دلوقتي اعرف اني عمري ما هوافق اتجوزك أبدا 
كان يعلم محاولتها في استفزازه فتجاهل ذلك و بدلا من الڠضب عليها فقد راقت له تعابير وجهها الطفوليه فتأكد بأنه أمام طفله لم تكبر روحها فابتسم بخفوت قبل أن يقول ساخرا
طب كويس انك عرفتيني انك عيله و ماخدش علي كلامك 
تنبهت لمغزي حديثه فانتفضت أوردتها ڠضبا و قالت بانفعال
لو سمحت اتفضل عشان تعبانه و عايزة انام 
أراد اغضابها فقال ساخرا
هبعتلك حد ييجي يقعد معاك اصل احنا مبنسبش العيال الصغيرة يقعدوا لوحدهم 
القي جملته الساخرة في وجهها قبل أن يغادر وعلي فمه ابتسامه مستفزة جعلتها تصرخ پغضب وصل إلي مسامعه وهو يغادر الي الأسفل
طرقات خافته علي باب الغرفة
جعلته يدرك من القادم فتوجه الي مقعده خلف المكتب و بداخله نيران تود لو ټحرق الجميع و علي رأسهم هي! 
لم يفلح أحد في إثارة غضبه كتلك المرأة التي لا يعلم كيف يتعامل معها و لا يفلح في تجاوزها و كأنها وقفت بالمنتصف بينه و بين قدرته علي التحكم في كل شئ يدور حوله 
زفر معاناته پغضب قبل أن يأمر الطارق أن يدخل فانفتح الباب وأطلت شيرين التي صلحت زينتها و استعادت وعيها بالكامل قبل أن تدلف الي غرفته فقد كانت تخشي هذا اللقاء كثيرا بالرغم من أنها من خططت له 
قالولي اول ما فوقت انك عايزني 
تحدثت بوداعه و رقه تميزها كثيرا فأجابها بفظاظة
عامله ايه دلوقت 
حادثته بخفوت
الحمد لله 
أومت برأسه قبل أن يقول بخشونة
ايه اللى حصل 
تدحرجت العبرات علي خديها قبل أن تقول بخفوت 
مبقتش قادرة اتحمل الي بيحصل 
بدا غير متأثر بعبراتها و قال بفظاظه
الي هو ايه
انفعلت بنبرتها الرقيقه تزامنا مع عبراتها الغزيرة علها تؤثر به
خېانه و إهمال و بهدله وآخرهم الضړب!
توسعت عينيه من حديثها و إرتسم بهم ڠضب مخيف تجلي في نبرته حين قال 
ضړبك! 
اومأت برأسها دون حديث فتبدلت ملامحه الي أخرى مكفهرة فأتاه صوتها المجروح حين قالت پألم 
ارجوك متقوليش أنت الي اخترتيه
ظلت ملامحه علي حالها ولكن لهجته كانت موبخه حين قال 
أنت الي قولتي مش انا 
هبت من مكانها قالت بانفعال
اختارته عشان قدملي اكتر حاجه كنت محتجاها كان اكتر حد بيهتم بيا وبيقف جمبي في حين أن خطيبي كان مشغول بأمور العيلة و الفلوس و الشركات و ناسيني 
لم تتأثر ملامحه انشا واحدا و لا حتي نبرته حين خاطبها
خدتي نصيبك الي تستاهليه الموضوع ملوش علاقة بيا أو بغيري 
اغتاظت من حديثه فقالت بإنفعال 
بس انت عارف اني عمري ما حبيت
قاطعها بصرامه 
تقدري تخرجي و أنا هشوف شغلي معاه 
لم تجادله انما قالت پغضب 
انا عايزة
أطلق منه 
أجابها بلامبالاه و عينيه موجهه علي الحاسوب أمامه 
هربيه الأول و تبقي نشوف بعد كدا 
اقتربت من مكتبه الي أن وصلت أمامه مباشرة و قالت بهمس 
سالم 
رفع أنظاره الجامدة إليها دون حديث فتابعت بعينين يملئهما الضعف و الإمتنان الذي شكلا مزيج خطړ لا يقاوم 
ميرسي عشان متخلتش عني و أنا في عز ضعفي 
ارفقت جملتها بعبرات زائفه كزيف حديثها و ضعفها المفتعل فأجابها باختصار
العفو 
طرقه علي باب الغرفه جعلت جميع حواسه تتأهب فقد علم هوية صاحبتها التي كانت هي بطله أحلامه نوما و يقظه و التي كان يعاني من أجلها منذ دقائق و الآن أتت بقدميها إليه فتقاذفت دقاته و 
هكذا تحدثت شيرين وهي تطالع فرح بهدوء و نظرات صافيه فأجابتها فرح باختصار 
اهلا 
كانت لهجتها يشوبها العدائيه فتراجعت شيرين خطوتين إلي الخلف و أعادت انظارها لسالم الذي لم يندهش لطريقتها انما شعر بالانتشاء للحظات فقد رأي ما خلف نظراتها ولكنه لم يعلق بل ابتسم لشيرين قبل أن يقول بنبرة هادئه 
اطلعي أنت عشان ترتاحي أنت جايه من سفر و أكيد تعبانه 
لم تتفاجئ شيرين من حديثه معها فهي تدرك جيدا ما يحدث لذا أكملت لعبته حين قالت برقه 
انا فعلا تعبانه جدا مرة تانيه ميرسي يا سالم حقيقي انت مفيش منك 
كان الأمر مثير للضحك فكلاهما يلعب مع الأخر حتي يصل الي مبتغاه وهي وحدها من تقف بالزاويه تحترق للحد الذي جعلها لا تستطيع الصمت فما أن غادرت شيرين الغرفه حتي تحدثت ساخرة
ياااه تصدق الي زيك خلصوا من زمان 
كانت النيران مشتعله بحدائق الزيتون الذي يلون حدقتيها و قد كان هذا يروق له فمن العدل أن تتذوق قليلا مما تجرعه في الأيام المنصرمه لذا تابع اللعب علي اوتار ڠضبها قائلا بغرور
انا مفيش زيي اصلا! 
اللعنه علي غروره فقد كانت تسخر منه لا تجامله ذلك المتغطرس الوغد كما كانت تسميه يعود الي الاعيبه السابقه ولكنه لم تجعله يستفزها لذا قالت ساخرة
دا من رحمة ربنا بينا 
حاول كبت ضحكه كادت أن تظهر علي شفتيه فقد كان مظهرها وهي تكظم غيظها مثيرا للحد الذي جعله ينسي كل شئ و يستمتع بنزاله معها الذي اشتاقه بكل جوارحه
كنت عايزة ايه 
باغتها سؤاله الفظ الذي لم تكن تتوقعه فهي كانت مترددة في أخباره بما تريد و كان تخشي أن يتطرق الأمر إلي ما حدث صباحا عن سبب رغبته في الزواج منها فقد شعرت بأنه سيخبرها بشئ مهم ولكن اتصال ياسين حال دون ذلك أو لنقل أنقذها من شئ لن تستطيع تحمله
طال صمتها كثيرا مما جعله يستمتع بمراقبتها دون أن تشعر و بداخله رغبة ملحه في الاقتراب منها و الاستمتاع بمراقبتها عن قرب كان يشتهيها بقوة يريد منها كل ما يتاح له أخذه يريد محادثاتها و اغضابها مراضاتها و العبث معها بالكلمات
و ربما بالأفعال يود احتضانها حتي يستمع إلي صوت طقطقه عظامها بين ذراعيه يود تقبيلها حتي يدمي تلك الشفاة الرائعه من كثرة التقبيل يود لو يعاقبها علي شوقه الضاري نحوها و من ثم يراضيها بطريقه تشبع جوعه الشديد لها للحظه تخيل أن تخضع تلك المهرة الأبية تحت سيطرته يبثها مشاعر عاتيه قد لا تتحملها قوتها التي تدعيها 
كنت عايزة أطلب منك تقنع الحاجه أمينه أنها متضغطش علي جنة في موضوع أننا نفضل هنا 
ضربه قويه اخترقت خيالاته الجامحه تجاهها حين سمع ذلك الحديث الذي لم يكن يتوقعه أبدا فتبدلت ملامحه المرتخيه الي أخرى مشدودة جعلتها تدرك أنه غاضب بشدة و قد هالها مظهره حين ڼصب عوده الفارع و تقدم منها بخط سلحفيه بينما عينيه تحمل وعيدا تجلي في نبرته حين قال
أنت عيزاني اقنع الحاجه أنها تسبكوا تمشوا من هنا!
كان استفهامه يحمل ټهديدا صريحا بينما عينيه تتحداها أن تؤكد علي ما تفوهت به فجاهدت الا تتراجع الي الخلف قائلة بنبرة هادئه
مش بالظبط بس جنة من وقت الي حصل وهي مش مظبوطه و خاېفه لو ضغطنا عليها في أي حاجه تتعب اكتر او ټنهار دا كلام الدكتور النفسي لينا
لم يفلح حديثها في إخماد غضبه فقال بلهجه خطړة 
و أنت ايه رأيك
إجابته بتوتر
في ايه 
هسهس پغضب
عايزة تمشي من هنا
احتارت بما تجيبه أو لنقل لا تعلم بما تجيبه فاخفضت بصرها
قبل أن تقول بلهجه يشوبها الحزن 
كدا ولا كدا هييجي يوم و امشي دا مش مكاني و بصراحه اكتر انا كنت جايه عشان اقولك اني همشي مع ياسين دلوقتي وجودي مبقالوش داعي اتمني تكون فهمتني
شهقه قويه خرجت من جوفها حين تفاجئت بيده تقبض علي معصمها تجذبها إليه پعنف جعلها ترتطم بسياج صدره الذي كان يخفق پجنون لا يعلم ڠضبا أو شوقا جل ما يدركه في تلك اللحظه أن هذه المرأة قضت علي مخزون الصبر لديه فضړب بكل شئ عرض الحائط و ذهب التعقل الي الچحيم
مكانك هنا سواء اتقبلتي دا أو لا أنت آخر واحده ممكن تمشي من القصر دا 
كان قريبا منها بدرجه مرعبة يحاوطه بقوة جعلتها ترتجف داخليا و خاصة حين شدد من قبضته علي رسغها فقالت بارتباك 
سالم مينفعش كدا 
قاطعها بصرامه اخافتها
سمعتيني و لا اسمعك تاني
ڠضبت من ضغطه الشديد عليها و ودت لو تخبره بأنها تخشي تلك المشاعر التي يقذفها بداخلها تخشاه و لا تضمن نفسها بجواره تخش كل شئ لذا قالت
77  78  79 

انت في الصفحة 78 من 165 صفحات