الأحد 24 نوفمبر 2024

بدور

انت في الصفحة 12 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز


أنا همشي عشان بدور مش عشانك 
قالت ذلك ونفخت في وجهه
بسخرية ثم رحلت تاركة إياه يتوعد لها بالويل ولكنه حاول تمالك نفسه أمام هذه التي تجلس هنا وتنظر إليهبملامح يبدو عليها الڠضب الشديد 
عاد للجلوس أمامها قائلا بإبتسامة بدت لها مستفزة
آسف على الخدعة الي جبتك بيها بس كان لازم تسمعيني 
بادلت بسمته بنظرة باردة وقالت

عايز ايه
وصل النادل في تلك اللحظة ليضع أمامها كوبا من العصير ثم إبتعد عنهما فأردف نادر بنفس الإبتسامة
عارف انك بتحبي عصير الليمون عشان كده طلبتهولك 
كررت سؤالها بلا مبالاة
عايز ايه
اشربي الأول وأنا هحكيلك 
زفرت بملل وقربت الكوب من فمها لترتشف قليلا منه ثم قالت
ارغي 
لا هسيبه لاني لو فضلت متعلقة بيه مش هنسى المشهد الي شفته أبدا وأنا غيرتي كبيرة وو 
إتجه إلى إحدى السيارات وفتح الباب الخلفي ليضعها على المقعد ثم ركب مكان السائق وقاد السيارة إلى أن توقف أمام إحدى العمارات 
نزل منها وحملها ثانية ثم صعد إلى شقة شهدت الكثير من قذاراته ووضعها على سرير بغرفة النوم بعد أن تأكد من إقفال الباب بإحكام إرتسمت إبتسامة خبيثة على شفتيه وهو ينظر إلى ملامحها البريئة جلس بجانبها وهو يحدثها بسخرية وكأنها تستمع إليه
مكنتش هعمل كده صدقيني أنا كنت هتجوزك بجد بس انت استفزيتيني 
إمتدت يده إلى شعرها وقام بفكه ثم أخذ يلعب به بين يديه وهم بمتابعة كلامه ولكن رنين جرس منعه عن ذلك 
ثم خطڤ نظرة نحو بدور قبل أن يتحرك متجها ناحية الباب نظر عبر العين السحرية فوجد دينا تقف عنده وترن الجرس بإستمرار علم أنها كانت تتبعه لكنه لم يشغل باله بها وهم بالعودة إلى غرفة النوم لولا شعوره بضړبة قوية على رأسه أسقطته أرضا صړخ بقوة وهو يضع يده على رأسه ثم إلتفت ليرى الفاعل فتفاجأ ببدور وهي تقف أمامه بملامح كارهة وتمسك بيدها آلةالتصوير التي كسر جزء منها نتيجة ضربها له بها همس بعدم تصديق
بدور ا ازاي
صاحت هي في المقابل پغضب شديد
بقى مش مكفيك الي كنت هتعمله فيا لا وكمان عايز تصورني عشان تذلني او ممكن عشان ټفضحني!
انت كدبت عليا وقولتيلي انك موافقة تساعديني!
هزت كتفيها قائلة بلا مبالاة
أنا اتفقت معاك اساعدك عشان تشرحلها سوء التفاهم أصلا مش عشان تعمل الي كنت هتعمله دلوقتي بس برضه انت غبي لأنك صدقتاني ممكن اديلك صاحبتي على طبق من دهب بس أنا عارفة الأنواع دي كويس وكنت متأكدة من ان نيتك مش كويسة فاتفقت أنا وبدور نعملخطة عشان نتأكد منها واتعاملنا معاك على أساس انها مش عارفة حاجة وقدرت تفهم انك كنت حاطط مخدر في العصير فوهمتك انهاشربته واغمي عليها بس ايه رايك فينا
ختمت كلامها بغمزة وبسمة ساخرة فشتم كلتاهما بجرأة وصوت عال لكنه شعر إثر ذلك بأحد يلكمه بقوة على وجهه إلتفت إليه بغضبوحاول الوقوف لكن رسلان لم يسمح له بذلك ولكمه ثانية ثم أمسك بفكه وحرك رأسه ليكون بمواجهته هامسا له بشړ
عيلة العمري لا! أي حد هيقرب من عيلتي هيشوف مني حاجة مش هتعجبه خالص!
إلتفت إلى بدور وهو لا يزال يمسك بفك الآخر ويضغط عليه بقوة وسألها
عمل فيك ايه لمسك
نفت برأسها سريعا مجيبة
لا ملحقش!
عاد رسلان ينظر إليه بإحتقار ثم تركه قائلا
حظك بقى انك ملحقتش لاني مكنتش هرحمك ابدا!
إنتبه إلى أزرار قميصه المفتوحة فكور
قبضته مستعدا للكمه ثانية لكن صوت أمجد أوقفه عن ذلك
خلاص يا رسلان سيبه البوليس هيوصل دلوقتي 
دخل غرفة المكتب بعد أن تلقى الإذن بالدخول وجد جده يجلس خلف المكتب كعادته ووالده أمامه أغلق الباب وإتجه للجلوس قبالة والدهوأخفض رأسه وهو يفرك أصابعه محاولا البدء في الحديث رفع رأسه إلى جده بعد لحظات قائلا
براءة قالتلي انك عارف انها بنتي 
طبعا عارف! بس انت فاكرني غبي ومش هفكر أعرف أصلها لأنها صغيرة!
أخفض أدهم رأسه ثانية ولم ينطق تنهد أكرم ثم سأله وهو يطالعه بنظرات حادة
خبيتها علينا ليه وأمها فين
إبتلع ريقه وحاول الحديث لكنه كان مترددا سمع والده يواصل بنبرة لم تخلو من اللوم
جاوب يا أدهم! في حاجة كبيرة مخبيها صح لانه لو مش كده مكنتش هتخبي 
أخذ نفسا عميقا ثم أجاب
لما عرفتنا حكايتك انت وخالي والسبب الي خلى ماما تسيبنا وتمشي دخلت في صدمة كبيرة وعشان أطلع من الصدمة دي بقيت 
بشرب خمر!
أغمض عينيه بشدة وهو يواصل محاولا تجاهل الصدمة التي إعتلت ملامحهما
تمتم بنبرة تكاد تكون باكية من شدة الندم
مكنتش واعي والله!
وضع أكرم رأسه بين يديه يحاول تخطي صدمة أن إبنه الذي ظن أنه رباه أفضل تربية يفعل شيئا كهذا أغمض عينيه بخذلان ثم تنهدهامسا
كمل 
بعد ما قفلت بق الدكتور من انه يبلغ استنيتها لحد ما تفوق بس للأسف كانت فقدت الذاكرة فاضطريت اسيبها عندي لحد ما اعرف عنهااي حاجة لحد ما عرفنا انها حامل 
يعني بنتك بنت حرام
قالها جده بتساءل فنفى برأسه مجيبا
لا يعني أنا كتبت عليها أول ما اتأكدت انها حامل مني 
وهي فين دلوقتي
ماټت بعد ما ولدت براءة على طول
إنتهى أدهم من كلامه ثم رفع رأسه إلى جده ليرى الجمود يغطي وجهه حول أنظاره إلى والده فوجد دموعه متجمعة في عينيه ولكنها تأبىالنزول عض شفتيه وشعوره بالذنب قد سيطر عليه حاول الحديث أو تبرير فعلته لكنه لم يستطع سوى أن يهمس
بابا أنا عارف اني غلطان بس 
قاطعه أكرم بيده قائلا بۏجع
ليه عملت كده ازاي سمحت للشيطان بانه يوزك عشان تشرب القرف ده هي دي تربيتي
أجاب بأسف
كنت عايز اهرب من الصدمة أنا آسف 
حدق به أكرم قليلا قبل أن يقف ويتجه نحو الباب للخروج كاد يلحق بها إلا أن جده أوقفه قائلا
سيبه لوحده 
إلتفت إليه وأومأ برأسه ثم خرج هو الآخر للعودة إلى إبنته حتى لا يتركها لوحدها 
دخلت القصر وهي تتقدمهما بنية الصعود إلى غرفتها لكن
يده التي سحبتها من يدها بقوة منعتها عن ذلك إلتفتت إليه وسحبت يدها قائلةبتذمر
في ايه يا أمجد سيب ابدي!
رمقها بحدة لم تعهدها منه وقال
انت ازاي تعملي الي عملتيه ده
عملت ايه
تساءلت بإستغراب فردد بنفس الحدة
ازاي تعملي خطة زي كده من غير ما تعرفينا
هزت كتفيها مجيبة ببساطة
لوت شفتيها بتذمر قائلة وملامحها أصبحت تنذر بالبكاء
طيب انت بتزعقلي كده ليه
تدخل رسلان في تلك اللحظة بعد أن كان يراقبهما في صمت وحدثها بلطف
أمجد مكنش قاصد يزعقلك هو بس خاېف عليك وكلامه صح مكنش ينفع تعملي كده لوحدك من غير ما ترجعيلنا 
لانت ملامحها قليلا وطالعته ببعض الإعجاب ثم صاحت بمرح
اييه ده! مانت طلعت كيوت اهو امال عامل نفسك بارد طول الوقت ليه
نظر إليها بتعجب ثم إلى أمجد الذي إنفجر ضاحكا على كلامها فتنحنحت بدور مردفة
المهم متقلقوش مش هعمل كده تاني ودلوقتي انا رايحة لاوضتي باي!
قالت كلمتها الأخيرة وهي ترفع يدها ثم إبتعدت عنهما وصعدت الدرج حتى وصلت إلى الطابق الثاني حيث غرفتها فتمتمت
هما مفكروش يعملوا اسانسير ليه لازم أطلع اتنين وأربعين درجة يعني عشان اوصل لاوضتي وانزل اتنين وأربعين درجة تاني عشاناروح المطبخ مثلا يعني لو قمت الصبح ونزلت اتنين وأربعين درجة عشان أفطر وأروح الجامعة ولما ارجع اطلع اتنين وأربعين درجة عشاناروح الاوضة وبعدها انزل اتنين وأربعين درجة عشان اقعد مع بابا مثلا وارجع اطلع اتنين وأربعين درجة عشان اتفرج على فيلم ړعب لوحدي في الاوضة او مع أدم وبعدها انزل اتنين وأربعين درجة عشان اتعشى مع العيلة واخيرا اطلع اتنين وأربعين درجة عشان انام نضرب بقىاتنين وأربعين في تلاته النتيجة هتطلع 
سكتت قليلا وهي تعد في عقلها قبل
أن تصرخ فجأة
اييه ده! يعني أنا بطلع كل يوم مية وستة وعشرين درجة وبنزل مية وستة وعشرين درجة برضه!
عقدت ساعديها أمام صدرها وضيقت عينيها بتفكير متمتمة بمكر
لا كده مش هينفع أنا هخليهم يعملوا اسانسير في القصر مش أنا تبع العيلة برضه
حقك طبعا!
إلتفتت إلى مصدر الصوت لتجده أمجد ومعه رسلان ويقفان خلفها فتساءلت بإحراج
هو هو انتو هنا من امتى
أجابها بضحكة
من أول ما بدأت تكلمي نفسك هو انت كنت بتعدي الدرجات وانت طالعة
إبتسمت بغباء ثم نظرت إلى رسلان الذي بادلها نظرة لا مبالية ثم أكمل طريقه متجها إلى غرفته نظرت إلى إثره ثم إلتفتت إلى أمجد قائلةبتعجب
ماله ده مش كان كيوت من شوية
ضحك بشدة ثم أجاب
مانت عشان قولتيله كيوت اتحول تاني 
سكت لبرهة قبل أن يردف ببسمة
بس طريقة كلامه معاك قبل شوية تأكد انه اتقبلك بسرعة 
إبتسمت بإتساع وحركت شعرها
للخلف بظاهر يدها قائلة بغرور مصطنع
طبعا هيتقبلني بسرعة أنا مش أي حد برضه أنا بدور العمري لو مش عارف!
لا عارف طبعا!
قالها بسخرية وهو يدخل غرفته فتحركت هي الأخرى لكنها توقفت وهي تستمع إلى صوت بكاء صادر من غرفة والدها وقفت أمام البابوألصقت أذنها به وهي تستمع إليه يحدث شخصا ما بنبرة متحشرجة قائلا
شفت إبنك عمل إيه يا ليليا كان بيشرب والسبب هو صډمته من الي حصل
زمان! أنا غلطان مكنش ينفع احكيلهم حاجة كان لازماخبي عليهم ومتسببش في چرح في قلبهم أنا السبب في الي حصل لإبنك بس انت السبب الرئيسي لأنك لو معملتيش الي عملتيه زمانمكنش ده هيحصل ومكنتش بدور هتبعد عني!
فتحت الباب دون إستئذان عند سماعها تلك الكلمات فتفاجأ من وجودها ومن سؤالها الذي طرحته
ماما عملت إيه زمان يا بابا متخبيش عليا أكتر من كده!
إنتبهت إلى الصورة التي كان يمسك بها بين يديه والتي عاد ينظر إليها ثانية بعد إستماعه لسؤالها إقتربت منه لتراها بعد إغلاقها للبابفوجدتها صورة له مع والدتها والتي كانت تحملها عندما كانت صغيرة إبتسمت وهي تشاهدها معه ثم قالت
الصورة دي عندي منها أنا كمان 
طالعها بإستغراب فواصلت
ماما برضه كانت حاطاها في اوضتها وبتبصلها ديما ولما ابقى معاها بتفضل تحكيلي عنك ديما 
بتحكي عني وحش
نفت برأسها قائلة
بالعكس هي ما سابتش حاجة حلوة فيك الا وقالتها 
ظهرت على وجهه ملامح الإستغراب ثم نظر إلى الصورة وقال
احكيلي عنها وعنك وعن حياتكم مع خالك 
بشرط 
ايه
تحكيلي انت برضه حصل ايه زمان 
نظر إليها قليلا ثم إلى الصورة ومرت دقيقة كاملة قبل أن يتنهد ويقول حاسما
أمره
تمام 
إبتسمت بإنتصار ثم تحدثت بحماس تخلله بعض الحزن
ماما كانت الحاجة الحلوة
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 44 صفحات