الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

بدور

انت في الصفحة 30 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز


تعالي يا بثينة 
إقتربت منه بثينة بعد إبتعاد والدتها وحضنته قائلة 
ازيك يا خالو 
الحمدلله انت عاملة ايه 
إنتظر منها إجابة عادية لكنه لاحظ تجاهلها له أو بالأحرى عدم إنتباهها لما يقول بل تركيزها مع والدتها التي كانت تسلم على بقية أفرادالعائلة إلتزم الصمت وهو ينظر إليها بإستغراب حتى إنتهت شادية من التسليم عليهم جميعا فتحدثت بثينة سريعا 

هو محمد فين 
كان محمد في تلك الأثناء يضع عدي على حجره رغما عنه مخفيا ملامحه خلف رأسه إبتلع ريقه عند سؤال بثينة عنه ونظر إلى يمنى التيرفعت حاجبيها بإستغراب وتساءلت بغيرة 
وانت بتسألي عنه ليه 
نظرت إليها بثينة من الأعلى إلى الأسفل ثم هتفت متجاهلة سؤالها 
هو انت مراته 
أجابها خالد بدلا عن والدته وهو يقترب منها بعد أن كان يراقب في صمت 
اه مراته وأنا إبنه في حاجة 
نقلت بثينة بصرها إليه ثم إبتسمت وإنحنت قليلا لتصل إلى مستواه رغم قصر قامتها هاتفة بإبتسامة غير مريحة بالنسبة له 
انت خالد ماما قالتلي عنك عارف انك شبه أبوك اوي لولا ان بنتي هتبقى أختك كنت هجوزهالك 
إنتبهت جميع حواس يمنى إلى جملتها الأخيرة وفهمت مقصدها سريعا لكنها تساءلت محاولة تكذيب نفسها 
بنتك هتبقى أخته ازاي معلش 
إعتدلت بثينة في وقفتها وفكرت في تجاهلها لكنها إبتسمت بخبث حين لمحت محمد بطرف عينها وهو لا يزال يخبئ وجهه خلف إبنه فإقتربتمنه ووضعت كفها على كتفه مجيبة 
لاني هتجوز محمد فطبيعي بنتنا هتبقى أخت خالد من أبوه !
وقف محمد مبعدا يده عنها وهو يترك عدي الذي إبتعد وهو يراقب الوضع بحماس كما يفعل بقية الأولاد بينما إبتلع محمد ريقه ثانية عندمارأى نظرات يمنى التي لا تبشر بالخير وحاول إيجاد الكلمات المناسبة ليمنع بثينة من الإقتراب منه أكثر دون إحراجها أمام عمته حتى يمركل شيء على خير فيمنى لن تسكت أكثر إن رأت إمرأة أخرى تفكر في الإقتراب منه حتى لو كانت تصغره بأكثر من عشر سنوات كبثينة وعمته ستنقلب عليه حتما إن فكر بچرح صغيرته أو إحراجها فهي من كانت تقنعها منذ صغرها بأنها ستكون زوجته وحتى بعد خذلانه لها وزواجه من أخرى إلا أنها لازالت متمسكة بقرارها وتنتظر منه أن يطلق يمنى ويتزوج إبنتها 
لكنه يرى أنها تعاني من خلل في عقلها جعلها تفكر هكذا !
لا ده انت محدش هيفكك من تحت ايدي النهاردة !
إتسعت عينا يمنى پصدمة وتمتمت بنبرة تبدو هادئة كذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة 
انت قد الي عملتيه ده 
إبتعدت بثينة وهي ترتب شعرها سريعا وأجابت بتحدي 
اه قده !
إحتدت عيون يمنى ثم إستدارت برأسها إلى طاولة الطعام وأخذت سکينا صغيرا كان قريبا منها ثم أسرعت إليها وأمسكتها ثانية تحت صرخات الجميع الفزعة ومحاولاتهم للتفريق بينهم 
إنزعج محمد من ضحكات الجميع التي تعالت عند إنتهاء خالد من سرد تلك الأحداث التي يذكرها جيدا رغم صغر سنه حينها فرمقه محمد بنظرة حانقة ثم قال محاولا تغيير الموضوع وهو يخاطب أحمد 
سيبك من الموضوع ده وقولي يا أحمد هو انت لسه مش ناوي تحدد ميعاد الفرح بتاع ابنك 
هز أحمد كتفيه مجيبا بعدم إهتمام 
مش عارف ياسين هو الي هيقرر مش أنا 
تدخل عبد الرحمن قائلا 
هنعمل فرح ياسين وعائشة ورسلان وبدور مع بعض 
بس بدور لسه مش موافقة 
قالها أكرم بتذمر وإعتراض باد في ملامحه وكأنه قد تذكر غيرته على إبنته للتو وما زاد تذمره تعقيب عبد الرحمان بثقة 
هتوافق متقلقش !
هم أكرم بالرد إلا أن رنين الجرس بطريقة مزعجة منعه عن ذلك إبتسم خالد بسخرية وتمتم 
وصلوا !
نطق بها عامر پصدمة بعد إستماعه لحديث المدعوة نادية والتي إتصلت به عن طريق هاتف هناء لإخباره بما حل بإبنة أخته أومأت ناديةوهي تردف بنبرة حزينة 
ايوة أنا مش عارفة التفاصيل كويس بس شفت الولد الي اسمه وائل وهو داخل بيها ولاني عارفة انه مش كويس خفت عليها وحاولتادخل وانقذها منه بس ملحقتش وكان هو اخد الي هو عايزه 
تسمر عامر في مكانه وفقد القدرة على النطق تحت تأثير الصدمة التي لم تكن هينة أبدا لكن نادية إسترسلت في كلامها غير منتبهة لحالتهتلك 
كان مخډرها ساعتها ولما أنا جيت هو هرب وأنا أخدتها وكشفت عليها ولقيتها فعلا مبقتش بكر ولما فاقت وقولتلها سيبتها شوية معنفسها بس رجعت ولقيتها نطت من البكلونة فجبتها هنا للمستشفى بسرعة 
إزدادت دقات قلبه تسارعا خوفا من أن يحصل
شيء ما لإبنة أخته فهتف عامر بإندفاع 
طب طب هي كويسة دلوقتي 
أومأت نادية برأسها قائلة 
ايوة الدكتورة بتقول ان دماغها متضررتش اوي بس هي لسه مفاقتش لحد دلوقتي 
هز عامر رأسه بتفهم وهو ينظر إلى الفراغ بشرود أخرج هاتفه الذي كان يرن بإستمرار بسبب شقيقته وإبنتها اللتان لا تكفان عنالإتصال به فقد خرج بسرعة عندما إتصلت به تلك المرأة وأخبرته أن هناء بالمستشفى مما أثار القلق في نفسيهما خاصة وأنه لم يتوقفليجيب على أي من أسئلتهما 
تنهد بهم وأغلق هاتفه ثم جلس مكانه بشرود في الحالة التي وصلت إليها إبنة أخته بسبب ذلك
الوغد الذي يدعى وائل والذي يجهل إلىالآن سبب العداوة بين والده وزوج أخته المتوفى كان الندم طاغيا على مشاعره في البداية فهو قد أعطاها كامل الثقة متأكدا بأنهاستلغي فكرة الإنتقام من تفكيرها لكن يبدو أنها لم تكن تنوي ذلك 
لا يدري كم من الوقت مضى وهو شارد في أفكاره ولومه لنفسه عندما سمع نحنحة بجواره فإلتفت إلى صاحبها ليجد الطبيبة تحاول لفتإنتباهه منذ وقت قصير وقف سريعا وتساءل بلهفة 
فاقت 
أومأت برأسها وهي تردف بهدوء 
ايوة فاقت وهي كويسة ممكن تشوفها لو عايز بس 
انت كويسة 
إنتظر منها إجابة تطمئنه لكنها كانت تطالعه بنظرات غريبة قبل أن تنطق بما جعل عينيه تتسعان بدهشة 
انت مين يجلس محمد
بمكتبه في شركة والده التي يعمل بها شارد الذهن فقد إنفصل عن زوجته وحبيبته منذ فترة وجيزة بسببإهمالها لأبنائهم لكن حبه لها لم يشفع لها عنده وإنساق وراء عقله مفكرا في أنها لا تصلح أن تكون زوجة أو أما بالنسبة له !
تنهد بضجر وحاول التركيز في عمله ونسيانها ولكن قاطعه عن ذلك سماعه لطرقات على الباب تلاها دخول شخص لم يتوقع كما لم يحبذوجوده
الآن 
إقتربت منه بثينة بإبتسامة لم ترحه ووقفت أمام مكتبه قائلة 
أنا عايزة اتكلم معاك شوية ممكن 
زفر محمد بضيق فهذا ليس وقتها على الإطلاق لكنه لم يرد إحراجها فأومأ موافقا وأشار لها بالجلوس جلست قبالته بهدوء وإلتزمتالصمت لثوان قبل أن تقطعه متسائلة 
عامل ايه 
كويس 
نفت برأسها وهي ترمقه بطريقة غريبة قائلة 
لا مش كويس واضح انك متأثر من انفصالك عنها مش كده 
رفع محمد أحد حاجبيه بإستغراب تحول إلى حدة ظهرت بعينيه وصاح 
عايزة ايه من الاخر يا بثينة 
فركت بثينة أصابعها وهي تنظر إليه بتوتر لا تدري إن كان ما ستقوله صواب أم أنها ستهين نفسها لكنها لا تريد أن تضيع حبيبها منبين يديها بعد أن سنحت لها الفرصة لتمتلكه ذلك الذي أقنعت نفسها كما أقنعتها والدتها بأنه سيكون لها أخذت نفسا عميقا ثم قالتبسرعة 
أنا عايزاك تتجوزني !
إتسعت عينا محمد پصدمة من عرضها المفاجئ لكنه سرعان ما عقد حاجبيه متحدثا بحدة 
انت عارفة انت بتقولي ايه 
أبعدت عينيها عنه ولم تجبه فزفر هو پغضب ثم حاول إستعادة هدوئه وهتف بنبرة لم تخلو من الحدة 
أنا مش عارف انت متمسكة بيا كده ليه بس عايزك تعرفي انك بالنسبالي بنت عمتي وبس ونظرتي ليك مش هتتغير خالص ولا هعتبركحبيبة ولا هقدر افكر مجرد تفكير اني اتجوزك !
شعرت بكلماته تصيبها بشدة وقبل أن تتفوه بحرف واحد دفاعا عن نفسها سبقها هو مردفا 
حافظي على حبك للي يستاهلك يا بثينة وانسيني وبلاش تمشي ورا كلام عمتي عمتي دايما بتحب كل حاجة تقولها تحصل ومش هتفكرانها كده بتكون سبب في إهانة كرامتك 
أخفضت رأسها وهي تشعر بأنه يهدم فرصها للحصول عليه بكلامه هذا ورغم عدم إقتناعها تماما بما قاله إلا أنها وقفت ثانية وتمتمت قبلأن تغادر 
تمام أنا أسفة على ازعاجي ليك واوعدك اني هنساك ومش هفكر اقرب منك خالص بعد كده 
أفاقت من شرودها بالماضي عندما وجدت نفسها تقف أمام خالها وعائلته الكبيرة بعد أن دخلت القصر صحبة إبنتها وقعت عينها عليه وهويقف بعيدا ويشيح بوجهه عنها شاعرا بالضجر لوجودها لم تره منذ ذلك اليوم سوى في حفل زفافها من إبن صديق والدها والذي قبلت بهدون تفكير رغم رفض والدتها محاولة أن تنساه به وللحق فإن زوجها نجح وبجدارة في أخذ عقلها وتفكيرها وكذلك قلبها لكن القدر أصرعلى معاقبتها بمرضه وهاهي الآن مضطرة للسفر معه بحثا عن علاج له وترك إبنتها الواقفة بجوارها بين عائلة خالها 
بدأ الجميع بالترحيب بها لكنه كان ترحيبا باردا كما توقعت إنتهى برؤيتها لرسلان الذي ألقى عليها السلام بجمود ثم إبتعد ليشير إلىفتاتين لم يسبق لها رؤيتهما لتتبعاه إلى خارج القصر 
عضت على شفتيها بندم وهي تذكر معاملتها السيئة معه منذ علمت عن طريق الصدفة بأنه إبن غير شرعي هي الآن نادمة على أشياءكثيرة فعلتها قالتها أو شعرت بها بسبب طيشها عندما كانت لا تزال شابة والآن خۏفها الأكبر من أن تكون إبنتها بذات طيشها فقدلاحظت أنها تشبهها كثيرا في التصرفات لكنها وعدت نفسها بأنها ستهتم بذلك الأمر عندما تعود فقط من السفر 
دخلت معهما تلك المكتبة الكبيرة بصمت وهي ترى حماس مريم الذي ظهر في عينيها فور رؤيتها لكمية تلك الكتب الموجودة بها وبدونشعور منها سحبت يد بدور وتعمقت داخلها بسرعة تاركة رسلان ينتظرهما عند المدخل توقفت بعد ثوان عند الرفوف التي تحمل الكتب ذاتالتصنيفات المفضلة لديها تحت إستغراب بدور منها 
إلتفتت إليها مريم أخيرا لتلاحظ إستغرابها ويدها التي لا تزال تمسك بها فسحبتها بسرعة متمتمة ببسمة صغيرة وإعتذار 
أنا أسفة أنا ببقى تلقائية لما اكون مبسوطة عشان كده سحبتك معايا من غير ما اخد بالي 
هزت بدور رأسها ومازالت على إستغرابها
من لطف مريم المفاجئ لكنها إختارت إلتزام الصمت وظلت تتابعها وهي تمسك بالكتب بحماسوتقلبها بين يديها ثم تحدثت أخيرا 
هو انت بتقراي ايه بالضبط 
إلتفتت إليها مريم بإنتباه وقالت 
يعني التصنيفات الي
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 44 صفحات