مذاق العشق
ويعرف أنها ستخالفه ليجد النقيض تماما وجدها جامدة لا تعطه اشارة واحدة عما يجول بداخلها لحظات وأشاحت بوجهها قائلة اسفة جدا انا مرتاحة فى قسم التصميمات
زمر يوسف شفتيه وتأملها لحظات استند بعدها على المكتب بكفيه وهو ينهض فى بطء قائلا فى هدوء صارم انتى بأى حق تقولى موافقة ولا مش موافقة اصلا الظاهر النجاح اللى عملتيه خلاكى تتغرى وتكونى فاكرة ان احنا منقدرش نستغنى عنك واشار بسبابته قائلا فى تحذير انتى هنا مجرد موظفة وانا مديرك وزيك زى اى حد لو فى يوم قصر فى شغله او منفذش الاوامر هيترمى برة
تنهدت لتهدىء من انفعالها وتتجاوز وقاحته ثم واجهته بتحد وهى تقول انا عمرى ما بقصر فى شغلى مش لانى بخاف انى اترفد لا لانى عندى ضمير حضرتك تعرفه اما بالنسبة للغرور فدى ثقة بالنفس وفى موهبتى ولو انتو استغنيتو عنى ففيه الف مكان هيستنى اشتغل فيه والنجاح اللى حقققته معاكو هيعملى دعاية مجانية
تنهد يوسف لينهى هذه المناقشة قائلا وهو يجلس من جديد اسمعى انا هعلن فى الاجتماع دلوقتى انك هتبقى مديرة مكتبى وانا كلمتى مبتتردش ابدا يا بكرة الصبح تكونى على مكتبك يا برة الشركة خالص
همت ايلينا ان ترد لولا ان بدأ توافد الموظفين بالفعل ونفذ يوسف ما اخبر به ايلينا التى حاولت كتم غيظها وحنقها بقدر المستطاع لتتمكن من اتخاذ قرار مناسب ولكن ماهو القرار المناسب عجزت لأول مرة أن تتخذ أي رد فعل وما ان انتهى الاجتماع حتى كانت اول من يغادر المكان كطفلة تنتظر موعد انتهاء يومها الدراسى راقبها يوسف وهو يخفى ضحكاته بصعوبة فهو حقا لا يعرف لماذا يستلذ باستفزازها استمتع كثيرا وهو يتابع غيظها واحمرار وجهها حنقا وهو يلقي قراره على الموجودين راقب توترها وهي تكاد تعتصر قلمها بين أصابعها وترمقه بكل حنق العالم واجه نظراتها الحانقة بابتسامات سمجة واجه توترها ببرود تقمصه باحتراف شعور يفوق الفوز بكأس العالم وهو يراها تنسحب هكذا من امامه دون أي رد فعل لأول مرة
نظرت له سميرة فى صرامة قائلة ارجع مين لا طبعا ده انا ماصدقت كل الموضوع انى خاېفة من رد فعله
ابتسم محمود وهو يمسك بكفيها قائلا وانتى ناسية ان ابنك عنده نقطة ضعف لصالحنا واشار برأسه اليها انتى ابنك ميقدرش يزعلك ولا يكسرلك كلمة وانتى لازم تلعبى ع النقطة دى على قد ما تقدرى
ابتسمت سميرة وهى تربت على كفه ان شاء الله محتحجش لكل ده البنت كويسة ومش هيلاقى احسن منها وبعدين مشوفتش كان بيتكلم عنها ازاى
دلف يوسف الى الحجرة وعلى ثغره ابتسامة هادئة انحنى على كف امه يقبله والمثل مع ابيه وهو يقول قالولى تحت انكو عايزينى خير
ابتسمت سميرة ابتسامة حفظها يوسف جيدا فقال وهو يهز رأسه امم تقريبا انا عرفت هوا الموضوع اياه عروسة مش كدة
اشارت له امه بسبابتها في اعتراض قائلة يوسف روح غير يلا يا حبيبى مش هنعيد نفس الموال كل مرة
قال يوسف وهو يخلع رباطة عنقه هوا انا نطقت حاضر معادنا الساعة كام
ردت سميرة فى هدوء سبعة ان شاء الله
هز يوسف رأسه وهو يقول حاضر هروح أجهز بعد اذنكو
ضړبت سميرة كفيها ببعضهما وهى تقول زى كل مرة بيحاول ياخدنا على قد عقلنا انا مش عارفة الواد ده مش عاوز يتجوز ليه لو كان هلاس ومقضيها كنت قلت مش عاوز حد يقيد حريته لكن ده محترم ومؤدب وعينه مبتترفعش من الأرض
كاد محمود ان ينفجر ضحكا ولكنه تمالك نفسه بصعوبة هو لايريد ان يصدمها فى ولدها البكر المثل الاعلى لاخوته فلايوجد شخص يعرف عن يوسف ما يعرفه هو وقد حاول مرار وتكرار اصلاحه دون فائدة هو يدرك ان ولده يفر من تجربة مؤلمة پألم اخر هو يدرك ان النساء لا يمكن ان يتجاوزن لديه حدود المتعة فقط اما ان يعطى اسمه لامرأة فمحال لا شىء سيغير ما به الا حب حقيقى تمنحه امراة تحمل من الرقة والقوة ما يجعله ينسى كل ما عاناه ولا توجد فتاة تجمع النقيضين بل كل المتناقضات التى تثير ذهن كذهن يوسف مثل ايلينا
الفصل السادس
لم تره هكذا ربما منذ أن خرج للحياة من رحمها لم تعهده غاضبا من قبل الى هذا الحد قاد السيارة بسرعة دفعت أباه الى الصړاخ به فلم يعبأ بأحد وهو يعتصر المقود بين يديه ويتجنب النظر اليهما كأنها رحلة فرار لا يعلم سببها سواه أو كأنها رحلة مۏت ېهدد الجميع باصطحابهم معه فيها وصل الى القصر فهبط من سيارته مسرعا وتبعه أبواه في صمت تقابل مع زين الذي ناداه عدة مرات ولم يجبه فتح باب غرفته فى عڼف فك رباط عنقه فى عصبية والقاه ارضا في حنق نظرت سميرة الى الرباط وتنهدت لتنظر اليه من جديد قائلة ايه مالك ماتهدى كدة وتكلمنى
استدار لها يوسف فى حدة فتح ثغره للحظات وأغلقه وهو يغلق عينيه في قوة كمحاولة للسيطرة على ما سيتفوه به لسانه عض على شفته السفلى قبل أن يفتح عينيه ويمسح وجهه هاتفا مالي انتي بتدبسيني يا ماما
عقدت سميرة حاجبيها تسأله في استنكار بدبسك!!!! بنت اخلاق وأدب وجمال وانت نفسك ياما قلت فيها شعر جاى دلوقتى تقولى بدبسك
اقترب زين ليربت على كتف أخيه قائلا اهدى بس يا يوسف وفهمنى فى ايه العروسة معجبتكش زى كل مرة ايه الجديد بقا
نظر له يوسف وهو يعض على شفته مجددا فى غيظ حتى كاد يدميها ليهتف مجددا حضرتك عارف العروسة تبقى مين تبقى ايلينا اللى بتشتغل معانا
ضيق زين عينيه في دهشة ليهمس ايلينا ازاى يعنى
اشار بكفه الى سميرة وهو يهتف بزين اسألهم
هزت سميرة رأسها واقتربت من زين تمسك ذراعه تسأله انت عارفها يا زين مش كدة البنت تتعايب فى حاجة شوفت عليها حاجة
مرر زين يده فى شعره وهو ينظر الى وجه يوسف الذى احمر من الڠضب قائلا بصراحة البنت مشوفتش لا فى اخلاقها ولا فى ذكائها
رمقه يوسف وتهكم به خلاص يا اخويا ما دام عاجباك اتجوزها انت ابتسم زين وهو يشيح بوجهه ليقول والله انا معنديش مانع بس انت سبقتنى وخلاص مبقاش ينفع
دفعه يوسف فى حنق فقاطعته سميرة فى عصبية فى ايه يا يوسف انت فاكر ان البنت رمية ومش لاقية حد يتجوزها ولا ايه دى الف مين يتمناها
بسط يوسف كفيه امامه قائلا بسسسس اديكى قولتى الف مين يتمناها تتجوز واحد من الالف دول وتحل عن سمايا
اقتربت سميرة منه كأنها تتوسله يوسف البنت دى فعلا لو ضاعت منك مش هتلاقى زيها الزوجه الصالحة فى الزمن ده بقت عملة نادرة اه البنات فعلا على قفا من يشيل بس اللى هتنفعك واحدة زى ايلينا واضافت فى حنان وهى تمسك بكفيه بس يا حبيبى لو فيه حد فى حياتك قول وانا اروح اخطبهالك بنفسى انا ميهمنيش غير سعادتك نفسي أفرح بيك بقا يا يوسف وافلتت دمعة من عينها تعلم جيدا تأثيرها به فرق لها قلبه على الفور يحبها لدرجة التقديس يضعها فى مرتبة خاصة لا يضاهيها احد يعلم كما تعلم أنها نقطة ضعفه الوحيدة اقترب ليمسح بأنامله دمعتها رسم ابتسامة بسيطة على وجهه ليتخطى الموقف معها وقبل رأسها قائلا انا اسف يا ماما انى اتعصبت عليكى أنا بس اتفاجئت حاضر هعملك اللى انتى عاوزاه وهتجوز اللي انتي اخترتيها
صفر زين وهو يضع يده فى جيب سترته مش شايفين انكو بتتكلمو على اساس انها وافقت ممكن جدا متوافقش على فكرة
امتقع وجه يوسف بينما ابتسمت سميرة لتخبره في جذل لا ماهى وافقت
وهذا ما حير يوسف لماذا لماذا قبلت به وهي تعلم عنه كل ما تعلم لحظات ابتسم بعدها فى خبث مرددا وهنا مربط الفرس
تمددت ايلينا فى فراشها وتنهدت فى عمق في محاولة لاسترخاء تحتاجه بشدة بعد كل هذه المواجهات الساخنة مع يوسف ابتسامة خبيثة طلت في حياء وهي تتذكر وجهه حين أعطتهم موافقتها على الخطبة مررت يدها في شعرها شاردة فيما حدث حين عادت من عملها الى المنزل لتجد محمود يجالس سمير اباها تقدمت بابتسامة عذبة لتحيييه وعينيها تتابع بتساؤل نظرة الوجوم على وجه والدها الذى ربت على الأريكة جواره مبتسما وهو يقول تعالى يا حبيبتى جنبى عمك محمود عايزك فى كلمتين
نظرت الى محمود في ترقب قبل أن تتحرك لتجلس الى جوار ابيها ابتسمت مجددا وهى تضع حقيبتها على المنضدة قائلة اؤمرنى يا عمى
ابتسم محمود من أدبها وقال الامر لله يا حبيبتى اخبار شغلك ايه ويوسف عامل معاكى ايه
نظرت له فى حيرة تخلصت منها سريعا لترد قائلة الحمد لله الشغل ماشى كويس
نظر محمود الى سمير وشبك اصابعه وهو يطأطأ رأسه ارضا للحظات قبل ان يرفعها من جديد قائلا بسرعة وكأنه يخشى التراجع شوفى يا بنتى من غير لف ولا دوران ومقدمات ملهاش لزمة انا عاوز اطلب ايدك ليوسف ابنى
تراجعت ايلينا فى ذهول ونظرت الى أبيها فى انتظار اى رد منه او تفسير
عن أي خطبة