الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية سراج الثريا للكاتبة سعاد محمد سلامة

انت في الصفحة 10 من 68 صفحات

موقع أيام نيوز


لها وهي غافيه رغم ذاك الضماد على رأسها تبدوا كآنها صافية وعلى وجهها بسمه لا يعلم إن كانت بسمه أم مجرد ملاحظة منه 
بينما خرجت الممرضة وذهبت الى إحد الغرف كانت خاصه بالممرضات كان معها ممرضة أخري جلسن سويا سردت لها عن وجود سراج مع تلك الفتاة 
لم تستغرب الاخري قائله 
وفيها إيه اللى أعرفه إهنه إن أرملة الأخ بيتجوزها أخوه ويمكن هو عينه عليها 

فكرت الممرضه 
بس ده مش أخوه ده واد عمته ومن عيلة العوامري كمان اللى سمعته إن البت دي مسببه ناوشة لعيلة العوامري 
أجابتها الممرضه الاخري 
يمكن عامله الدوشه دي عشان إكده إنها تتجوز واحد تاني منيهمبس تفتكري مين اللى إتسبب فى اللى حصل لها 
أجابتها هها بذهول قائله
ربنا يحمي عرض ولاياناهقوم أشوف الست اللى محجوزه فوق ديوالله حالتها متستاهل الحجزبس الناس مفكره الوحده فيها عناية أكتر من الدار 
غادرت الممرضة الاخريبنفس الوقت دق هاتفهاأخرجته من جيب معطفها ونظرت لهثم قامت بالرد تسمع سؤال زوجها لها عن بعض الأغراض ومتي ستنتهي ورديتها بالوحدةاجابته ثم سردت له عن ما حدث
قائله
بس شكل سراج بيه ده راچل جويلو واحد غيره كان عالاقل سابها لما وصلها الوحدةشكلها إكدة كان حد عاوز يأذيها وهو نجدها منيه 
باحد مقاهي البلدة 
وقفت رغد على جنب قريب منها ودخل احمد نادي على ممدوح الذى خرج معه وتوجه ناحيتها يقول بلهفه وذم 
رغد إيه اللى جابك إهنه دلوك القهوة كلها شباب وممكن يعاكسوك وانا مكنتش هسكت ليهم 
شعرت رغد بسعادة أنها لا يود ان يضايقها أحدتوترت قائله
خالتي نجية عندنا فى الدكانبتقول إن ثريا لحد دلوك مرجعتش الدار وهي قلقانه عليها أوي 
شعر ممدوح بقلق قائلا 
إزاي مرجعتش للدار إستني دقيقه وراجع لك 
لم يمر أكثر من دقيقة وعاد ممدوح يقول لها
خلينا نروح للدار يارب تكون رجعت 
اومأت له ببسمه وهي تسير على الطرف الآخر جوار أخيها الذي يفصل بينهمتحاول هى وأخيها مجارات خطواته السريعه الى أن وصل الى ذاك الدكان وجد والدته جالسه سألها بلهفه
أمى ثريا رجعت 
أومأت
رأسها ب لا 
أخرج ممدوح هاتفه يتصل على ثرياولا يآتيه رد شعر بزيادة القلق قائلا
موبايلها بيرن ومش بترد هي مش متعودة متردش معقول تكون لسه فى الغيط هروح أشوفها وارجع 
تنهدت نجيه بدموع قائله 
وإيه اللى هيقعدها فى الغيط لحد دلوك دي كانت بترجع للدار يادوب السمس تغيب 
ساور ممدوح القلق بشدة وفكر ب عائلة العوامري وكاد يتفوه لكن قبل ذلك 
صدح رنين هاتف صاحب البقالة قام بالرد كان تاجر الاعلاف يسأله عن بعض المنتجات لديه وسمع بالصدفة قول ممدوح الذي
لم يهتم 
أكيد اللى ورا إختفاء ثريا عيلة العوامري أنا رايح لهم 
نهضت نجيه بفزع وتمسكت به قائله 
إعقل يا ممدوح وإهدي 
بضجر تفوه ممدوح 
عقلت كتير وصبرت مش كفايه 
قاطعه صاحب البقاله 
إهدي يا ممدوح وإسمع لحديت أمك بس اخلص من المكالمة 
ڠصبا صمت ممدوح يتآكل قلبه القلق ويصور له الشيطان لما لا تذهب ويحدث ما يحدث 
بينما سريعا أكمل البقال الحديث عبر الهاتف مع ذاك الشخص الذى سمع حديث ممدوح وذكر عائلة العوامري بفضول منه سأله حاول البقال عدم الإفصاح عن اختفاء ثريا بينما تفوه الآخر 
مراتي ممرضة فى الوحدة وبتجول إن سراج العوامري هناك ومعاه ثريا اللى كانت متجوزه إبن عمته 
إندهش البقال قائلا بإستفسار
إنت متأكد من حديتك دهثريا مع سراج فى الوحدةطب ليه 
أجابه الآخر
معرفش مراتي من شويه كنت بسألها هتعاود أمتيوجالت لى إكده وبسوكمان طلبت مني شوية مستلزمات للدار وعشان إكدة بتصل عليك عشان إنت بتبيع أرخص 
أغلق البقال الهاتف ونظر نحو ممدوح ونجية التى وقفت بإستغاثه تسأله
مين اللى كان بيتحدت أمعاكأنا سمعتك بتجول ثريا وسراج 
بهدوء قال لها ما أخبره له ذاك الشخصسريعا كاد يذهب ممدوحلكن تشبثت به نجية قائله
خدني معك يا ولدي 
برأفه منه إحتوي يدها وذهبا الإثنين الى الوحدة 
تنهد البقال قائلا 
ربنا يطمن جلوبهم والله نظرتي فى ممدوح إتغيرت طلع راجل 
تبسمت رغد وهي تأمن على دعاء والدها تشعر بمشاعر صافية نحو ممدوح الذي يظهر عكس شخصيته الحقيقيهأنه غير مبالي بما يحدث حوله 
بعد قليل 
بالوحدة الصحية 
مازال عقل سراج غير مستوعب لما حدث يلوم عقله كيف وصل به الدناءة لهذا الحد لم يحسب ان يصل الى هذا المستوي ولا تلك النتيجة 
لا يعلم لما يظل معها بالغرفة لما لم يغادر ويخبر الوحدة بذويها وتنتهي الليلة 
بالفعل وقف حين فتح باب الغرفة ودخلت نجية خلفها ممدوح الذى نظر الى سراح بإستحقار ثم ذهب نحوه غير مباليا 
أختي فيها إيه يا سراجمتفكرش إنى هسكت على قذارة عيلة العوامري 
نفض سراج يدي ممدوح ونظر الى نجية التى إقتربت من فراش ثريا تبكي وهي تراها ممددة هكذا بوجهها الشاحب وضماد رأسها 
كاد أن يتواقح سراج ويلقن ممدوح درسا لا بأس به بسبب سبه لعائلة العوامريلكن إرتأف قلبه حين سمع قول نجية بإستجداء وهي تقبل وجنة ثريا بدون قصد منها
إصحي يا روحي عملوا فيك إيه تاني منهم للهربنا ينتجم منيهم جولت ليك تغور الأرض وإبعدي عن شرهم كفايه اللى حصلك قبل إكده 
لم يفهم قول نجية ماذا ومن تقصد 
هل تقصد عائلة العوامريهو حقا المسؤول عن ما حدث لها الليلةلكن ماذا حدث سابقا ولماذا قالت تلك السيدة ذلك 
مازال ممدوح يحاول التهجم على سراج لكن تدخل حارس الوحدة وعامل آخر وطلبوا من سراج المغادرة منعا للإشتباك وإثارة مشاكل فى غني عنها إمتثل لذلك وغادر متعسفا 
يشعر پغضب عارم 
بقلق 
أجابه سراج 
أنا بخير هطلع أخد دوش واقلع الهدوم دي تصبح على خير 
تنهد آدم بإرتياح قائلا 
الحمد لله بس إيه سبب الډم ده 
أجابه بضجر 
بعدين 
إمتثل آدم قائلا 
سراج فى موضوع خاص بيا كنت عاوز اكلمك فيه 
تركه سراج يصعد السلم قائلا 
بعدين يا آدم أنا مصدع ومحتاج أرتاح 
منذ رؤيته ل ثريا اليوم الى قبل دقائق وحديث والدتها المبهم يشعر بتشتت فى عقله 
من تلك 
ترك النظر للملابسوخرج من الحمام ذهب نحو فراشه وإرتمي بجسده عليه يشعر كآنه بإعصارأغمض عينيه سرعان ما غفي 
فجأة إنقشعت الغيوم وسطعت الشمس
ثريا
مستحيل! 
صباح
ما أسهل أن تتنقل كلمات تشتعل بأقاويل تنتشر سريعا بين الآلسنه تزداد لهيب فوق لهيبها 
إخبار الممرضه لزوجها صاحب دكان الاعلاف زاد فى نشر ما حقيقة زائفة لما حدث بالأمس أظهر سراج أنه البطل الذي حمي عرض أرملة إبن عمته كذالك غيرته عليها من الطبيب كما فسرت الممرضة وتوقعت أن هذا السراج يحمل مشاعر ل ثريا وأنها من حقه والأولى بها 
أكاذيب وأكاذيب وما أسهل إنطلاق أكاذيب يصدقها الناس ويفسرها حسب أهوائهم 
بالوحدة الصحيه
فتحت ثريا عينيها تشعر بآلم طفيف برأسها نظرت حولها تفاجئت بوالدتها كذالك خالتها اللتان إقتربا منها بلهفه سألتان 
ثريا إنت فوجتي أخيرا 
تحدثت بخفوت
أنا فين 
اجابتها نجيه
إنت فى الوحدة الصحية 
شعرت ثريا بصداع وهي تتذكر آخر ما فعلته هو ضړب ذاك المچرمماذا حدث لها بعد ذلك لا تتذكر 
سألتها سعديه
مين اللى ضړبك على راسك 
إتسعت عين ثريا غير مصدقة لذلك 
بدار العوامري 
طرقت إحد الخادمات على باب غرفة سراج وإنتظرت حتى فتح لها وقفت امامه بإحترام قائله 
سراج بيه الملف ده بعته المحامي وجال إن ده المستندات اللى كنت طلبتها منيه 
أخذ منها الملف واومأ لها بالمغادرة 
أغلق خلفها الباب وذهب يجلس على أحد المقاعد يضع ساق فوق أخري يقرأ تلك الوثائق الموجودة بالملف 
ذهل من محتواها فى البداية لكن سرعان ما تهكم جذب هاتفه وقام بإتصال أجابه الآخر سريعا سأله 
إنت متأكد من كشف
الحساب اللى إنت بعته ليا ده معقول ثريا معاها المبلغ ده كله فى البنك 
أجابه المحامي 
أيوه المرحوم غيث كان فتح الحساب ده ل مدام ثريا قبل ما يتجوز منها وحول لها مبلغ قبل الجواز ومبلغ تاني تم تحويله بعد الجواز عندك تواريخ الإيداع 
تفهم سراج وسأله وإنت متأكد إن ثريا عندها علم بالحساب ده 
أجابه بتوضيح 
أيوه عندها علم لأن مذكور عندك إن اللى فتح الحساب ده فى البنك هي بنفسها واللى حول الاموال عالحساب كان غيث بيه الله يرحمه وأكيد كان بيعرفها بده 
شعر سراج بضيق قائلا 
تمام لو إحتاجت لمعلومات تانيه هكلمك 
أغلق سراج الهاتف وتنهد بقوة غاضبا يقرأ قيمة ذاك المبلغ الضخم الموجود برصيدها 
يبدوا أنه أمام محتالة كما وصفتها عمته ولاء 
ثريا بهذا المبلغ المثبوت بالمستندات أخذت ميراث
أضعاف حقها الشرعي

السرج السابع أهمية قصوى 
سراج الثريا
عشر أيام مروا مازالت
إشاعة شهامة سراج هي حديث البلدة الدائر وسط تكهنات بمن ذاك الوضيع المجهول الهوية لما لم يفصح عنه 
والبعض الآخر يظن أن بالتأكيد سراج متحفظ عليه وسيعاقبه هو بالنهاية 
وتكهنات أخرى للقلائل أن خلف ذلك عائلة العوامري نفسهالكن لا يستطعون البوح بذلكأو ليس من شأنهم الإهتمام بما لا يخصهم 
ب دار عمران العوامري
غرفة آدم 
كعادته يصحوا مبكرا فتح شرفة غرفته يسمح لتلك النسمات الرطبة أن تدلف الى غرفته
تنفس بأمل يعيش به دائما أن اليوم أفضل من الأمس وحتى الغد بعد ذاك الحاډث الذي مر به وهو صغير علمه أن
يحيا يوما بيوم ويتطلع أن الغد بعلم الغيب سيكون مثل اليوم وأفضل رأي ذاك الطير الليلي المشؤوم كما يطلق عليه يقف على أحد 
فروع الأشجار ويبدوا أن ضوء الشمس بدأ يزعجه فرد جناحيه وطار عائدا لمسكنه بين الشقوق حتى يعود الظلام وينطلق إستنشق الهواء العليل بقوةثم ذهب نحو مكتبه الموجود بأحد زوايا غرفته جلسيجذب دفترا وقلما يسرد ما يجيش بعقله يكتبه بيدهيكتب عن تلك الجوناء كآنها إلها يهب الحياة 
لاحت أمامه عيني معشوقتة القريبة البعيدةطال الوقت منذ ان تقابلا لاول مره صدفة لا لم تكن صدفة بل قدرا مرسوم أن يعشق المعاق تلك الرقيقة المذبذبة الشخصية 
تضاد بينهم جذبهم
من تلك المتمردة لا يعلم ربما يود أن تكون حبيبته الحبيسة وتتحرر من إستكانتها وتعلن العصيان 
خط بيديه حكاية عشق الفارس المغوار الذي غامر سعيا 
للوصول الى قصر الجميلة العنيدة صعبة المنال وإنتزعها من بين الآسوار العالية لتسكن بين ضلوعةيكتب آخر جملة قبل أن يغلق الدفتر 
لا يليق بالعاشق الا أن يكون صبورا 
بغرفة سراج
كعادته العسكرية تعود على الإستيقاظ مبكرا
فتح عيناه يتمطئ ثم نهض من فوق الفراش ذهب نحو شباك الغرفة الزجاجي أزاح الستائر رأي الإشراق ينبعث لحظات وقف ثم إستلقى أرضا يقوم ببعض التمرينات الرياضية ينشط جسده ثم نهض نحو مرحاض الغرفه أنعش جسده بحمام باردا ثم خرج بنفس الوقت دق هاتفه بصوت رسالة ذهب نحوه كي يعلم هوية ومحتوي الرسالة نظر الى الشاشة زفر نفسه بمجرد معرفة هوية من المتصل لوهله تغاضي عن معرفة محتوى الرسالة الذي ربما يعلمه لكن دفعه الفضول فقط 
قرأ نص الرسالة بنبرة سخرية وتهكم
حبيبي وحشتني 
الرنين وعدم إهتمامه أغلق الرنين وبعث رسالة مختصرة 
مش فاضي 
جاؤه الرد برجاء وتوسل 
نتكلم دقيقتن بس مش هعطلك 
ببرود تنهد وحين عاود الهاتف الرنين قام بالرد يسمع دون حديث ثم تنهد بإقتضاب قائلا 
الدقيقتين خلصوا وسبق قولتلك مش فاضي 
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 68 صفحات