الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية مكتمله بقلم ياسمينا احمد الجزء الرابع

انت في الصفحة 6 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

وازدادت توتر وازاحت احدى خصلات شعرها الى خلف اذنها وهدرت 
_خليك فى اللى انت فية
تأوه تأوها خفيفا وكأنما تذكر وفتح الشنطة التى كانت تحوى الاسعافات الاولية وشرع فى العمل
وكانه طبيب محترف
في فيلا الاسيوطي 
جلست حنين بين اصدقاء فريال المتصابين والذى يتضح الثراء على البستهم 
ومجوهارتهم يتفاخرنا باحدث ما ان اشترينا
فكانت تلك الجلسة لا تناسب تلك الشاردة في عالم بعيد عن ذلك العالم المزيف
وكزتها فريال بخفة في كتفها 
فإنتبهت وهتفت بتعلثم 
_ هااا
تحدثت فريال من بين اسنانها بنبرة تنم عن ڠضب 
_ هااا اية جك اوي
ثم هتفت عاليا بضحكة مزيفة 
_ قدمي لناريمان هانم النسكافية يا حببتى
حاولت حنين ان تظبط وارتبكاها وهي تبحث بعينيها 
وسط الاشياء عن ذلك النسكافية وبدت مشوشة من فرط الضغط
فصاحت فريال پغضب ملجم 
_ اية يا حنين يا بنتي مش شايفاة ولا اية اهو واشارت لها 
علية 
فإلتقطاته حنين وجاهدت ارتعاشت يدها ولكنها من فرط 
نظراتهم التفحصية اليها وقلقها المفرط من ذلك الجمع وكأنما 
هي صورة وجبروت فريال مكررة الي اربعة اشخاص 
وعلى اتم الاستعداد على الفتك بها
افلت ما فى يدها علي يد ناريمان 
والتى صړخت من حرارة المشروب بينما وضعت فريال كفايها 
على وجهها
في صدمة وشهقت 
وهدرت ناريمان بإنفعال 
_ مش تفتحي انتى اية اية دى يا فريال
وصاحت احدي زميالاتهن بسخط 
_ قلت ذوق
هدرت الاخرى 
_مش تعلموها الاتكيت
_ قلت ذوق 
لم يتبقى فى الجمع من لامها ووبخها كادت ان ټنفجر في البكاء 
وركضت من بينهما نحو الدرج
كطفلة تختبأ من العقاپ دخلت الى غرفتها 
ووقفت امام المرأة لترى نفسها
ذات الفستان الاحمر الاكتاف والمكياج الصارخ التي امرت 
المزينة بة شعرها المبعثر
وبحثت جيدا عن نفسها في المراة فلم تجدها لقد حولتها فريال الي دميه
دمية تصنعها كما تشاء اڼهارت في البكاء
فقد ضاعت حنين بين مأساة ماضيها والام حاضرها
دفنت وجهها في كفيها وهي لاتعلم ماذا سيحدث غدا كل ما تتناه هو ان تنهي معانتها
لا تريد الراحة تريد فقط ان تجرب الا يؤلمها شئ 
فقد المتها الحياة اكثر ما ينبغي
في ايطاليا 
أخرج زين بإحدي الادوات 
ووقفت فرحة تتابع ما يفعله زين فى كتفه بقلق وتقزز 
انهى زين عملة سريعا 
وطلب منها وهو يمد يده إليها بزجاجة مطهر 
خدي طهريلى الچرح
رمشت بعينيها عددة مرات لتستوعب ما قاله وتعلثمت قبل ان تهتف 
ااا....اانا
حرك رأسه بالايجاب وهو يرمقها بجدية 
ايوة امال مين !
ابتلعت ريقها وهتفت بتوتر 
انا ....معرفش
اعتدل قليلا وهو يشرح لها بسيطة 
الموضوع بسيط خالص بالمقص دا هتمسكى القطنه دي وتحطيها فى المطهر دا 
وتخيطي بعد كدا مكان الچرح وتقفلى الموضوع بسيط مش بقولك اعملى عمليه
فتحت فرحه فمها واتسعت عينها وبدت كالبلهاء فى عينه وحركت راسها فى نفي 
انااا هعمل كل دا
اجابها بضيق وايجاز 
ايوة ولا اموت انا
لوت فمها وارتسمت على وجهها لا اراديا تكشيرة طفولية 
وتحركت لتحاول ان تفعل اي شيئا مما قاله
امسكت الجيفت بأصابع مرتعشة والتقطت به القطنه 
ومن ثم غمستها فى المطهر وبدأت تتابع من بعيد 
تكاد لا تلمس الهدف من الاساس
باغتها زين بحركة فجائية حيث امسك يدها وبدأ يتابع هو 
تحريك يدها بالجفت وكادت فرحة ان ټنهار من لمست يدة 
واقترابه الوشيك والخطړ الى هذا الحد 
بينما هو حاول تجاهل الوضع وانهى العمل فى سرعة ودفع يدها ليبدأ فى التقاط احدى الإبر الخاصة بالخياطة المعقمة فى احدى الاغلفة وبدء العمل وتأوه لتدير فرحة وجهها بعيدا عنه وتتألم فى صمت انهي سريعا وطلب منها اخيرا ان تغطية چرحة فحاولت ان تتعلم منه اي ما يقول لتنجح فى الامر ولا تحتاج الي قبضة يده
تعالت انفاسها وفقدت السيطرة على انفاسها الاهثة 
كل شيئا كان يثير توترها. اقترابه بهذا الشكل صدره وتناسق جسده تحديقه اليها يدها التى لامسته جسده عددة مرات من اجل تغطية الچرح كانت تجربة سيئة للغاية اختبار مدى قوتها وثباتها امامه رفعت عينها الى بنية عينيه الساحرة وعلقت بهم فانكشف عنها عشقها واصحبت تخبره بعيناها انه فتى أحلامها والبطل الخارق المغرمة به واصبح فى حياتها 
حبا يفوق عمرها 
كان زين يرى كل شيئ بوضوح فى عينيها فما فى عينيها لا يحتاج الى تفسيرا ارتسم الجمود على وجه وحاول عدم ابداء اي مشاعر تذكر ليبدي رجلا غامضا مختلفا عن ما عرفته من قبل ليس ذلك الذى كان غيور الى حد الجنون وجاهد فى دفع العديد من الرجال الذين يفوقوه حجما لكي ينقذها
هتف بجمود 
مستنية اية مش خلصتي امشي يلا
لم تحيد نظرها عنه وظلت تحدق إليه فى دهشة من نبذه بهذة القسۏة 
صاح مجددا 
يلا
ابتلعت ريقها فى توتر وابتعدت عنه وهى متعجبة من فظاظته التى لم تعهدها انطلقت نحو الغرفة وصفقت الباب من خلفها بقوة تاركة النيران تأكله وكأنما يعاقبها عندما ظهر عشقه لها رغما عنه يجاهد دائما كبح رغبتة الشديدة فى تحرك قلبه وعقله نحوها عشقا ابتسامتها طفولتها چنونها وحتى عنادهاولكن عليه ان يقاوم كل ذلك لانه هو اكثر شخص يعرف نفسة جيدا ويعرف مدى صلاحيته لذلك الحب
تحرك اياد هو وحنين
نحو شقة الزوجية القديمة وركبا معا السيارة كل منهم فى شروده الخاص 
دار فى خلد حنين ذكريات خاطفة عن ما مرت به هناك 
وكيف كان اتفاقهم الذى الى الان لم يتم ....
وهو ايضا كان متوترا ويشعر بالضيق من تصرفاتها المتناقضة 
وان كانت حنين ليست من النوع المتلاعب لجال برأسة الاف الافكار السيئة عنها وضع ساعدة على شرفة العربة واستند وهتف بهدوء 
حنين 
فاقت حنين من شرودها على صوته 
هاااا 
تساؤل بفضول 
انتى سرحانه فى اية !
اشاحت وجهها الى الخارج ولم تجيبه
تعجب من عدم اجابتها وتسائل بحيرة 
انتى تعبانة
اجابته بإيجاز 
لا 
لينفخ هو فى ضيق ويشيح وجهه للخارج لعله يهدئ من غضبه الذى طالما اخفاه عنها 
فإستأنفت وهى تتنحنح بخفوت وهتفت مبررة 
انا بس قلقانة على فرحة
حرك رأسة غير مباليا واوقف السيارة وترجل منها 
حيث انهم وصلوا الى وجهته الا وهي شقة الزوجية الاولي
صعد معا 
وفتح اياد الباب ودلف معا الى الداخلدارت فى الشقة بعينيها 
واغمضت عينها وزفرت بهدوء وفتحت عينها مرة اخرى لعلها لم تكن تعيش تلك الالم او تتوهم 
ليفيقها اياد وهو يهتف 
حببتي يلا شوفى الصورة فين
تحركت بخطي بطيئه نحو الغرفة القديمة التى كانت تختبئ منه فيها فتحت الاضواء وجالت بعينها فى المكان وجدته كما تركته بالامس باردة خالية من اى فرحه من اى مظهر يدل على السعادة فتحركت نحو الخزانة ووقفت على اطراف اصابعها لتصل الي الشنطة الصغيرة التى تخصها وبالفعل وصلت اليها وفتحتها فى سرعةلتفتحها وتحاول الوصول الي غاية المنشودة ليطمئن قلبها 
عثرت على صورتها وتأملت صورتها كم اشتاقت لها كما تمنت ان ټحتضنها وتشكي لها همها وتبكي فى احضانها فهى اختها التى ولدتها لها الايام وتقاسمت همها ... وابنة خالتها التى تربت معها 
نادها اياد بصوت عال 
خلصتى يا حنين
مسحت عن عينها الدموع الهاربة ونهضت وهى تلملم اشياؤها وتحركت للخارج فصدمت فى اياد ... وتيبست وكأنها واجهت تيار كهربائى شديد وتناثرت الاورق وكل ما بيدها الى الارض 
ازدادت ارتباك اثر نظراته المتفحصة الى وجهها وابتلعت ريقها وابعدت نظرها عنه ونزلت لتلملم الاوراق ولم تبالى به او حتى تعيره اهتمامها فى وقعها تحت قدماها
نزل اليها اياد وامسك يدها برجاء وبنبرة غاضبة بعض الشئ 
بالله عليكي يا حنين بلاش تموتى حبى ليكي بالبطئ بلاش تخنقينى وتشتتى فكرى انا حبيتك بجد ومعاملتك الصعبة ليا بتخلينى مش عارف اتنفس
اغمضت عينها لتستدعى عقلها حتى لا يضعف قلبها اليه مجددا فهى تعرف جيدا ما ستحصده من ثمار الحب الذى يزرعها اياد دائما حتما اشواك وحتما سيزجها الى الشارع بعد فراغه منها تقاسي حبا من جانبها فقط وصمت اذانها عن كلامه المعسول 
مسح كفية على رأسة پغضب وهدر بضيق 
يا بنتى انتى اية اتكلمي حرام عليكي اللى بتعملية فينا دا
لملمت اغراضها فى سرعه ونهضت وتركته وحيدا فى الغرفة دون ان ينبث فمها بكلمة واحدة بينما اصبح اياد كرة من النيران المشټعلة فى تأهب لټحرق كل من حولة وخرج اليها ودحجها بنظرات مشټعلة وخرج من الشقة مسرعه لتتبعه هي فى هدوء يسبق العاصفه
فى ايطاليا 
جلست فرحة فى طرف الفراش لا
تصدق ما فعلة زين بها وفظاظته فقد رأت فى عينه شيئا من الندم بعد فعلته ولكنه اخفاه ببراعة عنها كان من دقائق تستشعر فى قبضته الحديدية عشقا لا يمكن وصفه رأت فى عينه هناك قلقا وخوفا من فقدانها ودفاعه المستميت عنها شيئا غير طبيعا ما فعله ويبدو ان الطلقة الناريه اثرت على عقلة او افقدته 
اعطته فرحة مئات الاعذار فهى اعتادت دوما الاستماع الى قلبها ولا تعير عقلها الاهتمامساعات طويلة قضتها وهى تحاول النوم ولكن لا فائدة 
تحركت نحو الباب ووضعت اذنها لعلها تستمع الى اى شئ ولكن الجو كان هادئ للغاية 
ابتعدت فى يأس ...وهمت لتستدير 
ولكن استمعت لانين خفيف ميزته سريعا انه لزين 
وزاغ بصرها بقلق وترددت قبل ان تمسك المقبض وتاخذ القرار فى الخروج
تحلت بالشجاعة وفتحت الباب وتحركت نحوه بخطوات مرتجفه خوفا من ان يفهمها خطاء او يصفها بوصف سيئ او حتى محاولة تكرار ما حدث ونهرها وصلت الى الاريكة التى يتمدد عليها زين 
مالت بجذعها اليه واسندت يداها لركبتيه لتحقق من نومه 
وبالفعل كان زين يتصبب عرقا ويأن بصوت خفيض
فنادته بهلع 
زين زين زين 
لم يستجب زين لندائها فرفعت يدها بتردد قبل ان تلطم وجهه بخفة وهي تتمتم 
دا لو صحي هيبقي اخر يوم في عمري 
وعلى اثر لمستها ادركت حرارته المرتفعه
اتجهت الى الحمام بسرعة والتقطت الشرشف وغمرته بالمياة واتجة اليه وراحت تكمد راسه وتتحسس وجنتيه بقلق بالغ
في الصعيد 
تجمع كل من وهدان وامين وعثمان واسماعيل امام غرفة المستشفي وهم يتحدثون الى عزام
هتف وهدان بضيق 
ليه ياولدى السرعة بس
اجابة عزام بنفاذ صبر 
يا بوى جلتلك هي طلعت جدامي فجاة
بينما امسك كتفه عمة امين مهدئا
خلاص يا ولدي المهم البنية دى بت مين
زفر عزام وهتف 
مخبرش
ليسأله اسماعيل 
ماعهاش اى حاجة تثبت هويتها ولا حتى بطاقة سخصية شخصية
حرك عزام كتفه بخفة 
ما خبرش ودخلتلها معرفتهاش
هنا تدخل طيب ليهدر بضيق وڠضب 
اتكلموا بعيد عن هنا هنا فى مرضي ما يصحش الدوشة دى
ليجيب عثمان بضيق
حاضر يا دكتور
تحركوا بعيدا واستجابوا بهدوء 
فى فيلا الاسيوطي 
عادت حنين واياد الى الفيلا فى صمت وقد شكلت حنين على نفسها حصون عالية حتى لا يستطيع اياد ان ينجح فى استمالة عواطفها فكل شيئا حولها يؤكد انه حتما سيكون سيئا معها بالنهاية
اما اياد فقد كان فى ضيقا متناهي كل ما يفعله هو ان يتحاشى الانفجار فى وجهها حتى لا تزيد الامور تعقيد ا
واثر جحيمه بداخله تركها فى الحديقة ورحل بدون وجه كل ما يريده فقط هو الابتعاد حتى لا يفقد سيطرته 
على غضبه ويصب فوق رأسها حمم مشتعله قد لا تطيقها
دلفت الى الفيلا وكانت فريال بإنتظارها عاقدة ذراعية وتحرك قدامها فى صورة متوترة
لوت حنين فمها فى توجس من املائتها المطولة 
هتفت فريال بضيق 
كنتي فين 
ابتلعت حنين ريقها واجابت بنبرة متوترة 
اااا كنت

انت في الصفحة 6 من 17 صفحات