رواية مكتملة لايه محمد رفعت
لجوارها فخطت خطوات بطيئة ومغيبة عن الواقع تنظر له ببلاهة وتعجب
رفع عيناه القاتمة فتلك العينان تمزح بالذهب مع أشعة الشمس وليلا لون غامص كحال شخصيته المجهولة
رفع عيناه فأبتسم بخفوت على نظراتها الملازمة له برفق لتقف أمامه مباشرة
أمواج البحر لجوارها ترتطم بسعادة وحيويه كأنها تزف عاشقان يستمدان العشق من الغموض
توقف العالم من حولهم كأنهم بحالة أستعداد لتأمل نظرات العيون
قطع الصمت صوته الهادئ كحال عيناه الصافية _بتبصى لي كدليه
آية ومازالت نظراتها تتأمله بصمت _مش مصدقة أنك بتعمل كدا بجد !
تطلعت للأرض بهدوء تخفى خجلها ثم قالت _أنك تسيب كل دا وتتمشى معيا
طال الصمت فرفعت عيناها لترى ما به ولكنها كانت الكبش لعيناه الساحرة فتماسكت بالصمت وتركت العينان بلقاء طويل
خرج صوته اخيرا فقال بنبرة عاشقة تذهب العقول _ممكن أسيب الدنيا كلها عشانك يا آية ممكن أكون أتاخرت بالكلام دا بس صدقينى كنت حاسس أنك فزتى بقلبي من أول نظرة شوفتك فيها
أبتعد عنها قليلا وتقدم من المياه يتأملها بتحدى وكبرياء كأنه يعلن لها أن الماضى قد خفاه الأمواج
تتابعته بعيناها تتأمله وتستمع له بأهتمام فأكمل ومازالت عيناه تتنقل بين البحر الفسيح _أول ما شوفتك حسيت أن فى حاجه غريبة بتربطنى بيك حاولت أقنع نفسي أن الشبه الا بينك وبينها ممكن يكون أجابة لسؤالى
أستدار بعيناه ليتفحص تلك الملاك التى أستحوءت على قلب كبرياء الچارحي
أنقبض قلبها من صمته المريب ولكنه ترقص بصوتا مرتفع حينما رفع يديه يلتمس وجهها بحنان يزيح تلك الدمعة الهاربه من عيناها
وقف الزمان لتلك اللحظة الحاسمة لحظة تجمح بين عشق فاق الحدود وحطم القواعد
أغمضت عيناها بخجل شديد لثوانى تحاول التحكم بأخر ما تبقى بعقلها المچنون ولكن هيهات فقدت زمام الأمور فتحت عيناها حينما إستمعت لهمساته بجوار أذناه _الأجابة كانت العشق يا آية
أنتى ملكتى القلب الا محدش قدر يوصله
بقيت تتأمله ببسمة ممزوجة بدموع وسرعان ما تحاولت لخجل من نظرات الناس المتابعة لهم فأبتسم ياسين إبتسامة بسيطة لا تليق سوى به
جعلت للجاذبية عنوان واحد مميز بياسين الچارحي
رفع يديه يشير للسائق الذي يتابعه بالسيارة على بعد مسافات قليله فأسرع إليهم على الفور
لم تتردد آية بالصعود فهى بحاجة للتخفى من نظرات الناس ولكن لم تنجو من العشق
رفع يده يحتضن يدها فوزعت نظراتها بينه وبين السائق بخجل فلم تجد مهرب سوى الاستسلام له
الرئيسي للشركات
توجهت دينا لمكتب شذا لترى أن كانت أنهت عملها أم لا ولكن تفاجئت بالمكتب فارغ فتذكرت أنها أخبرتها أنها ستغادر قبل الميعاد المحدد لهم بالخروج حتى تذهب مع شقيقها للطبيب أستدارت لتغادر ولكنها توقفت حينما إستمعت لزميلها يناديها
حسام _أنسة دينا
أستدارت قائلة بثبات _أيوا
حسام بنظرات أعجاب _غريبة أنتى لسه هنا مش
قاطعته بحذم _فى حاجة يا أستاذ حسام !
حسام بأحراج _لا بس استغربت لانك المفروض تكونى ببيتك
دينا بهدوء _والله دى مشكلتى أنا مش مشكلة حضرتك عن أذنك
وتركته دينا ثم توجهت للخارج بأنتظار الباص
خرج رعد فأتى حارس المقر بسيارته على الفور
تقدم رعد منها بملامحه الثابتة فقدم لها الهاتف بوجه متخشب
تطلعت له بزهول ثم تناولت منه الهاتف لتتفاجئ بوالدها الذى نهرها بشدة على ما ترتكبه بحق زوجها كما أنه طلب منها الصعود معه بالسيارة
أغلقت الهاتف ثم صعدت للسيارة لتجده يتطلع أمامه ببرود وما أن صعدت حتى أنطلق على الفور
بقصر الچارحي
وصلت سيارة ياسين فهبطت آية ثم صعدت سريعا للأعلى لتتخفى من نظراته الجياشة
لحق بها ولكنه لمح نور ساطع من مكتب عتمان الچارحي فتوجه للمكتب بزهول
صعدت آية للأعلى فتوجهت لغرفة ملك ولكنها توقفت حينما رأت أحمد بملامحه الحزينة
بقلق فقالت بصوت يحمل الخۏف فى طيغاته _مالك يا عمى
رفع عيناه بتعجب فقال بزهول _عمك !!
بعد الا عمالته معاك وعمك
كادت أن تجيبه ولكن قطع حديثهم صعود حمزة المسرع للغاية قائلا بفزع _أيه الا حصل !!
أحمد _أهدا يابنى قضاء الله
آية بعدم فهم _فى أيه !
قص أحمد عليها ما حدث فدلفت على الفور لترى رفيقتها
بغرفة تالين
تناولت منها يارا المياه بعدما أرتشفت الدواء ثم وضعته على الكوماد
تالين بخجل شديد _مش عارفه أشكرك أذي يا يارا بعد كل الا عملته معاك واتخلتيش عنى
جلست لجوارها على الفراش الصغير قائلة پغضب _مش قولنا بلاش الكلام دا تاني ثم أنك كنت مجبورة تعملى كدا يالا بقا أرتاحى شوية وأنا هرجع القصر أشوف آية وملك عشان ننفذ اتفقنا ونخرج كلنا بكرا تصبحي بقا على خير
تالين ببسمة بسيطة _وانتى من أهله حبيبتى
وتركتها يارا وعادت للقصر لتتفاجئ لما حدث مع ملك فنهلع قلبها بزعر وتوجهت لغرفتها سريعا
بمكتب عتمان
دلف ياسين للداخل فوجده يجلس مع إبنته يتحدث عن ما مرء بذكريات محفورة پألم الهجر والفراق
ياسين بمزح محدود _أنا جيت بوقت غلط ولا أيه
رحاب ببسمة رضا _تعال يا حبيبي
تأملته رحاب قليلا ثم قالت بدموع _تعرف يا ياسين لما ببصلك بحس كأنى شايفه أبوك أدمى نفس الطباع ونظرات القوة الا بعيونك
زفر عتمان بحزن _عندك حق يا بنتى ياسين أخد طباع أبوه ومش بس كدا وذكائه بالشغل كمان
ياسين بتعجب _ دا أطراء بمعنى أعجاب
عتمان بعينا غامضة _سميه ذي ما تحب مش حفيد عتمان الچارحي لازم تخد راحتك بس افتكر ان عتمان بيحب الحدود
أنفجر ياسين ضاحكا قائلا من وسط ضحكته الوسيمه _الحدود مع كبير عيلة الچارحي محفوظ من زمان يا عتمان بيه
عتمان بخبث _كدا تعجبنى
رحاب بأبتسامة سعادة _كدا بقا دماغين هو أنا عارفه أفهم بابى لما هفهم اتنين !!
بمنزل محمد
لم تستطيع النوم بعدما أوصلها لمنزلها وغادر بصمت رهيب لم يتفوه بكلمة واحدة فجعل الحزن يتشكل على قسمات وجهها
جذبت هاتفها بصراع بين عقلها وقلبها المرتجف فأنتصر القلب
أتاها صوته الجاف قائلا ببرود _نعم
صمتت قليلا تتحكم بڠضبها ثم قالت بهدوء ذائف _أيه نعم دي !
رعد _بحاول أكون رسمى بتعاملى معاك ذي ما حضرتك عايزة
دينا پغضب _على فكرة أنت مغرور اووي
رعد _ودي عرفتيها لوحدك ولا حد قالك
دينا بعصبية _ومستفز جداا
رعد ببرود _حاجه كمان
دينا _اه بارد ومغرور ومستفز وعيونك جميلة اووي
رسمت البسمة على وجهه فقال بخبث _وأنت مالك ومال عيونى
علمت ما تفوهت به نعم اردت ان تبوح عن مشاعرها ولكن أخجلها تعبيره فتحلت بالصمت القاټل
رعد بسخرية _أيه دلوقتى لسانك أتقطع
دينا پغضب _ما تلم نفسك يا أخينا أنت
رعد _فى واحده محترمة تقول لجوزها أخينا
ثم اكمل بخبث _ولا جوزها ايه بقا خدى راحتك مأنتى مش معترفه بجوازنا فبفكر أتجوز واحدة كدا تكون رسمية شوية
دينا پغضب جامح _عشان يكون اخر يوم فى عمرك وعمرها
إبتسم رعد ثم قال _أنت جايبه القوة دي منين يا دينا يعنى ملامحك بريئة أووي على عكس طبيعتك
دينا بخجل _وهى أيه طبيعتي
رعد _أنت شايفة أيه
دينا _شايفه أنك متكبر وأنا لازم أغيرك
أنفجر رعد ضاحكا بصوته الجذاب فخفق قلبها بقوة وظلت تستمع له بأهتمام ليكمل من وسط ضحكاته _مش عارف ليه أخده الفكرة دي عنى والله أنا الوحيد المتواضع عن الا هنا ههههه يعنى متصور بعد الفرح لما تيجى هنا وتشوفى عز او ياسين فكرتك هتتغير عنى جدا
دينا _ياسين متواضع جدا على فكرة أنت الا متكبر كدا وواخد فى نفسك مقلب عشان حلو حبتين
صمت قليلا ثم قال بمكر _أيه دا أنا بتعكس صح !
خجلت للغاية فلم تجد سوى الجدال لتهرب من حديثها المندفع وكالعادة يفوف الحديث بينهم بالجدال والمشاكسة
بغرفة ياسين
دلف لغرفته بعدما أطمئن علي ملك ليجدها ترتل القرآن الكريم بصوتا يملأه الخشوع
فقالت بصوت خاشع
بسم الله الرحمن الرحيم
فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل
قاطعها صوتا عزفت أوتار الألحان لأجله يزلازل الأبدان بقوته تجويد صحيح جعلها تستشعر حلاوة كلمات الله المذهبة
ياسين _
فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون
35 الأحقاف
صدق الله العظيم
تطلعت له بزهول وصدمة قائلة بتوتر _أنت
أنت
قاطعها قائلا بحذم_أكيد عارف دينى مش ضايع للدرجادي
إبتسمت بسعادة فبادلها البسمة ثم تركها وأبدل ثيابه
جلست على الفراش والبسمة تزين وجهها ولكن سرعان ما تبدلت لحزن حينما أستمعت لصوته بالهاتف
ياسين _أوك يا ماريا نتقابل بكرا ونشوف
وأنت من أهله
وأغلق الهاتف ثم وضعه على الكوماد
آية بأرتباك _هى مين دي !
رفع عيناه المذهبة بحذم وجدية لا تحتمل أي نقاش _أسمعى أنا ممكن أكون متساهل اوى فى حاجات كتيرة بس فى حاجات قواعد وأسس بقوانينى مش بسمح لأى مخلوق مهما كانت مكانته يتخطها أظن رسالتى وصلتك
أكتفت بالأشارة له ثم توجهت للفراش بحزن ودموع مسيطر عليها
شدد على شعره البنى الغزير پغضب لعدم تمكنه فى كبح غضبه ولكن لا عليه قواعده فتاكه لا يسمح لأحد يتخطاها
أطفئ الضوء ثم تمدد على الأريكة بشرود
بغرفة يحيى
حاول الجميع بقدر ما أستطاعوا أخراجها مما هى به وبالأخص رعد وياسين ولكن لا فائدة من ذلك فمازالت حزينة
أرتمت تخرج ما بقلبها من حزن دافين فوجدت الحصن الذي اوشك على الاڼهيار لمعرفته بأن عليه ټدمير سعادتها مع مجهول أليم
مرء الليل الكحيل وسطعت شمس يوما جديد
خرجت ملك مع يحيى للحدائق الخارجية بالقصر تناولوا فطورهم بجو مشبع بالخضرة والشمس المذهبة
نعم نجح فى رسم البسمة على وجهها وتغير مزاجها الحزين
أنضم إليهم رحاب وعتمان فالطارلة تسع لأكثر من عشرون شخص
رعد ببسمة جميلة
_صباح الخير
رحاب _صباح النور يا حبيبي أقعد أفطر معنا
رعد _ورايا مشوار مهم هخلصه وهرجع أتغدا مع حضرتك
عتمان بجدية لا تحتمل نقاش _مشوارك مش هيطير اقعد افطر الاول
جلس رعد بدون جدال فمن هو ليقف بمجدله مع عتمان الچارحي
عتمان _ها يا يحيى اخبار المصنع الجديد أيه
لم
يتلقى الجواب على سؤاله فرفع عيناه ليجده هائم بملكوت أخر
أفاق على هزة يد بسيطة من حوريته الصغيرة فرسم البسمة المصطنعه على الفور
عتمان _مالك يا يحيى
يحيى بأرتباك _ منمتش كويس فهطلع أريح شوية بعد أذن حضرتك
أشار له عتمان بالصعود أما رحاب فقالت بأبتسامه جميلة _أتفضل يا حبيبي
أشار يحيى لرعد اشارة ففهمها على الفور فأبدل مكانه ليكون جوار ملك يبادلها الحديث المرح حتى لا تعود للتفكير بما حدث مجددا
بالقصر
هبطت آية للأسف فتقابلت مع يحيى على الدرج
آية بأبتسامة بسيطة _صباح الخير
يحيى ببسمة جميلة _صباح النور يا آية
آية _طمني عن ملك
يحيى بنفس البسمة _كويسة الحمد لله فاقت عن إمبارح
هبطت يارا هى الأخرى قائلة