الجمعة 29 نوفمبر 2024

بقلم اميره الشافعي

انت في الصفحة 42 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز


سما لليلي عدة صور بكاميرا هاتفها
وعلامات الذهول مرسومه علي وجهها حيث تنفرج شفتاها بإبتسامه متعجبه
ناولتها الدكتوره سما وهي تغمز بعينيها ظرف صغير يحمل بطاقه من المرسل
لتعتصره ليلي بين راحتيها بخجل دون أن تفتحه لتري المكتوب بداخله 
وأخيرآ قالت سما بإبتسامه جميله بصي بقي إحنا خليناكي تشوفي كل الورود ال جاتلك 

لكن طبعا مش هنقدر نسيبهم كده إيه رأيك نحط شوية باقات ورد قدام الأوضه بتاعتك
قالت ليلي بتفهم لأ يا دكتوره سما سيبي لي الورد البلدي والفل وممكن واحده من الياسمين
وشيلي باقي الورد وزعيه علي باقي المړضي علشان يفرحو زي ما أنا فرحت
لتربت الدكتوره سما علي كتفها بحنان
وتخرج وتتركها مع زهورها 
نظرت ليلي للظرف الصغير المغلق وإزدردت لعابها بترقب
وفتحت البطاقه الصغيره لتقرأ تلك الكلمات التي خطت بيد من أرسل الزهور
قذفتي زهورك تحت قدماي لتكوني الورده الوحيدة بقلبي
همست برقه وكأنها تتذوق حروف إسمه مراد أكيد مراد
في فيلا الخرافي
جلست زيزي في البهو الداخلي للفيلا وهي تزفر من الضيق وتتحدث مع وداد
إنتي مش امبارح قلتي لي هتقولي لي حاجه عن شمس وقاعده من امبارح تلفي وتدوري عليه
وشوية تقوليلي إن شمس بتكلم واحده إسمها سحر في التليفون
وأنا مالي ومال
بتكلم سحر ولا سعاد كنتي عاوزه تقولي إيه امبارح ورجعتي في كلامك وألفتي القصه دي
وداد پخوف والله سمعتها بتكلم واحده وبتقولها طنط سحر
صړخت زيزي إنتي مش قلتي لي حاجه مهمه
معقول المهم ده إنها كلمت واحده إسمها سحر قلبي حاسس من امبارح إنك كنتي جايه تقوليلي حاجه ورجعتي خۏفتي
هخاف من إيه بس يا ست زيزي قالت ودا بړعب
زيزي وهي تصر علي أسنانها إسمعي
يا وداد أنا صبرت عليكي امبارح علشان وقفتي ټعيطي وترتعشي
بس خلاص أنا هعلمك الأدب روحي دلوقتي
إنتبهت زيزي لصړاخ بيري القادمه نحوها تتبعها آني
فيه أيه يا بيري صوتك عالي ليه
فيه إيه يا آني
آني بحزن هو ا بيري هبيبي حبيبي نام زعلان بالليل الصبح كمان هو قام من النوم زعلان أنا مش عملتو فيه أي حاجه مدام زيزي صدقني أنا مش عارف هوا ليه متأصب متعصب
هبط مراد الدرج ببطئ وكسل ليستمع إلي صياح الصغيره الباكيه التي قالت بحزن
مامي أنا مش عاوزه آني أنا عاوزه آكل لوحدي وألعب لوحدي
آني وحشه آني مش مش بتحكي لي حدوته قبل النوم وكمان مش بتتكلم زينا أردفت پبكاء
مامي همس عندها ماما بتلعب معاها بالكوره والعرايس وتأكلها وكمان
صمتت الصغيره حينما هبط كف زيزي الغاضبه علي وجنتها لتضع بيري يدها الصغيره علي وجهها البرئ
إرتجفت زيزي عندما سمعت صوت مراد الهادر
زيزي إنتي إتجننتي
زيزي بعتاب أنا يا مراد بتكلمني كده علشان بربي بنتي
مراد بحنق وإستياء إنتي عقدتي بنتك في عيشتها بإستهتارك
كڈب صړخت زيزي وأردفت هما الحثاله ال عاشو معانا هما السبب بيري عمرها ماعملت كده ال لما شافت ال إسمها شمس وبنتها
إنحني مراد الصغيره وقال آمرآ آني
خدي بيري فطريها يلا
لتطيعه منفذه الأمر
ليلتفت مراد إلي زيزي ويقول بصوت غاضب سمعه كل من في البيت
بنتك لما شافت همس وأمها عرفت يعني إيه أم يا زيزي
عرفت إن فيه حنان من نوع تاني غير ال بتاخده من آني
فوقي لبنتك وربيها بكره تكبر ومتقدريش تضربيها بالقلم
زيزي بصړاخ إنت إزاي تكلمني كده أنا جايه لها مربيه بالعمله الصعبه مثقفه وخريجة جامعات وبتتكلم أربع لغات
مراد وهو يتركها ليسير إلي غرفة الطعام هاتيلها أم أحسن
سامع يا ممدوح سامع يا عمي مراد

بيقولي إيه قالت ذلك لممدوح وشاكرالذين هبطا الدرج ليستمعا إلي ما قاله مراد
ممدوح پغضب إنتي إزاي تضربيها علشان بتتكلم معاكي أنا سمعت كل حاجه
لتصيح أخوك مراد ده مش من حقه يتدخل في تربية بنتي
ليرفع ممدوح يده يهم بضربها ليدفع والده يد إبنه ويقول
إيه يا ممدوح التفاهم مش كده طول عمرك هادي وصبور
قرفت قرفت قالها ممدوح وهو يتجه صوب الباب ليخرج
ويتبعه بسرعه شقيقه
هم ممدوح أن يستقل سيارته حينما ربت مراد علي كتفه وقال بود
إهدي يا دوحه متكبرش المواضيع و بلاش تسوق وإنتي متضايق تعالي أوصلك بعربيتي
ممدوح پغضب منه لله أبوك هو السبب في الوقعه المنيله دي عمل ثوره لما عرف إني بحب ساره بنت عم كامل الموظف في المصنع وراح بسرعه خطب لي بنت سيادة السفير علشان خاف أعمل زي مجدي الله يرحمه
آهي ساره بقت دكتوره وإتجوزت دكتور جامعي وأنا جبت بنت السفير ال مورهاش إلا النادي و الكوافير والسهرات
مش راضيه تخلف غير بيري وياريتها عارفه تربيها أنا زهقان قوي يا مراد!!!!
مراد يحاول ممازحة أخيه إنت لسه فاكر ساره يا ممدوح الله ېخرب عقلك 
ممدوح بحنق إيه ال في حياتي يخليني أنساها يا مراد أنا بحاول كتير أكبر رأسي مع زيزي علشان لو وقفت لها بيري هتدفع التمن
مراد بطريقه مرحه واد يا ممدوح متعملناش فيها ضحيه ويلا هعمل بأصلي وأعزمك علي الفطار
ليبتسم ممدوح
ويصيح مراد مازحا مادي متعفن

بعد أسبوع
وقفت ماهي في ردهة شقتها تصيح بود
يلا كرم كرومي هنتأخر علي الدكتور
خرج كرم من الغرفه بكامل أناقته وقال بجديه
إهدي شويه يا ماهي يعني راحه الجنه ومستعجله ديمآ محسساني إننا هنروح للدكتور نرجع بعيل في إيدينا
قول يا رب قالتها ماهي برجاء وهبطا الدرج لتجلس بجواره ويقود هو هذه المره 
ظلت ماهي تدعو الله سرآ أن يهبها من فضله العظيم 
وعندما وصلا لعيادة الطبيب
قالت ماهي بهدوئها المعهود أنا هسبقك يا حبيبي خطوات علشان أفهم السكرتيره تدخلنا علي طول
أشار برأسه موافقآ
وسار بخطوات هادئه إلي أن دخل العياده المزدحمه بالمړضي
جلس بهدوء وبعد دقائق نادت السكرتيره إسم ماهي ليدخلا معآ للطبيب
رحب بهم الطبيب الحاذق وأخذ يقلب بعض الأوراق أمامه ببطئ إلي أن قال أنا شفت نتيجة الفحوصات والتحاليل وبعت نسخه منها كمان لزميل مختص بيعمل منذ سنوات طويله في أكبر مستشفيات ومراكز بفرنسا وقالي نفس النتيجة
كرم بجديه أي نتيجه
تنحنح الطبيب وقال بهدوء يا كرم بيه
أنا آسف لكن حضرتك مصاپ بعقم مستعصي!!!!
لتشهق ماهي وتجحظ عيناها
ويقول كرم بثبات مش فاهم ممكن تفاصيل 
قال الطبيب بهدوء وصبر عقم مستعصي مع غياب كامل للحيوانات المنوية
دا يا كابتن كرم حصل نتيجة ضمور جزئي في الخصيه مع
تخاذل الأنطاف فيها
دا الوصف العلمي المبسط لحالتك
للحظه شعر كرم أنه طعن فظل جامدآ دون حراك
إلا أن قال الطبيب بكياسه
في نظر الطب الحالات دي مستعصيه لكن رحمة ربنا واسعه وبتحصل معجزات نقف قدامها عاجزين
يلا يا ماهي شكرا يا دكتور قالها كرم وهو بتصنع الثياب ليسير بخطوات سريعه تتبعه ماهي لينصرفا ويعودا لمنزلهم 
في شركة مراد
نهض مراد من مقعده ليبحث في أحد الرفوف عن ملفات مهمه بعد قليل دخل
إليه رامي
ليطلب منه أن يوقع له بعض الأوراق
فجلس مره أخري وأخذ يقرأ الأوراق بتمعن
حينما سمع رنين هاتفه
ليجدإسم المتصل شمس فينظر لرامي قائلا
طيب إتفضل إنت يا رامي وتعالي بعد خمس دقايق
ليفعل رامي بإبتسامه رضا
لير د مرادالسلام علي ليلي
لتقول يعني ال يجيب ورد يروح يجمع الورد ال في جمهورية مصر العربية كله يبعته المستشفي
عجبك قالها بإبتسامه جذابه
لترد ليلي عجب المستشفى كلها دي الدكتوره سما صورتني وأنا في وسط السرير والورد حواليه شكل الصورة يضحك جدا
لا دا أنا لازم أشوف الصورة دي ملاك وسط ورود قالها مراد ذلك لتخجل ليلي وتصمت
أردف مراد ماتسيبيش صورتك مع الدكتوره لأني بغير
لتضحك ليلي بتغير من الدكتوره سما
مراد ضاحكآ لأ بس ممكن هيه توريها لحد
أنا هعدي عليكي قبل ما أروح
ليلي بخجل مالوش لازمه يا مراد علشان محدش 
قطع حديثها وقال مش عاوزه تشوفيني
لتهمس بالعكس
يلا مع السلامه وأنهت المكالمه ليدخل رامي مره أخري ويعاود مرادعمله بحماس 
في فيلا الخرافي
قام صالح بإعداد طعام الغداء وقال لزوجته أن تضعه علي المائده حينما تجتمع الأسره
لتتذوق وداد الحساء وتقول بإعجاب تسلم إيدك ياصالح الأكل حلو قوي
خرج للذهاب إلي حجرته وصعدت وداد لتنظيف الطابق العلوي
لتنتهز زيزي الفرصه وتدخل المطبخ لتفتح أواني الطعام وتضع كميات كبيره من البهارات و الملح وتقلبهم
وتهرول إلي الخارج
نزلت وداد الدرج لتناديها زيزي
يلا جهزي الأكل علشان هاكل أنا وبيري يا وداد لأني عاوزه أصالحها
لتضع وداد الطعام بعنايه كعادتها وتجلس زيزي علي الطاوله وتقول بخبث 
إطلعي إندهي لبيري يا وداد وقبل أنا تبلغ وداد أعلي الدرج
صړخت بها زيزي لتهبط الدرج بسرعه
لتأمرها زيزي أن تتذوق الطعام
فتفعل وداد ليشمئز وجهها وتسعل 
وتقول زيزي بكبريا ء جوزك كبر وخرف يا وداد ولما يجي عمي شاكر لازم يطردكم من هنا
لتبكي وداد التي تكهنت بما فعلته زيزي
وتقول بتوسل لاء بالله عليكي متقطعي عيشنا
هقول لك كل ال أنا أعرفه
تتسع ابتسامة زيزي المنتصره وتقول بزهو أيوه كده تعجبيني يا وداد وكمان هديكي الفلوس ال وريتهالك لو طلعتي المره دي شاطره وحكيتي ال تعرفيه
لتقص عليها وداد كل الحوار الذي سمعته من ليلي وجدتها وتقول هو دا ال سمعته يا ست زيزي
لتتسع عينا زيزي غير مستوعبه ما تقصده وداد لتقول
تقصدي إن همس دي مش بنت مجدي
وداد بنفي لا يا ست زيزي همس بنت مجدي بيه الله يرحمه بس شمس مش شمس
إنتي هتجنينيني يعني إيه شمس مش شمس قالت زيزي بحيره
وداد وهي تشير بيدها شمس إدت همس أمانه ل ل ل يا دي النيله نسيت إسمها
وال هنا دي عامله نفسها شمس لكن شمس ماټت
صړخت زيزي ماټت مرات مجدي ماټت يعني ال عامله ام همس دي نصابه 
وداد بحزن ووخزة ضمير لا والله دي قالت لجدتها إن هيه ربت همس ومتقدرش تسيبها
زيزي بإهتمام إنت عارفة لو كلامك ده طلع حقيقي يا وداد هعمل لك كل ال نفسك فيه
لتبتسم وداد برضا وتقسم
والله حقيقي وبكره تعرفي
لتتعالي ضحكات زيزي التي شعرت وكأنها عثرت علي كنز ثمين
وهمست لنفسها بشرود الموضوع ده عاوز تكتكه بقي روحي يا وداد
خلي جوزك يطبخ أكل تاني وسبيني أفكر
وأخطط 
تسير زيزي بإتجاه الدرج وتصعد برشاقه لتدخل جناحها وتقف أمام المرآه الكبيره المثبته أعلي طاولة الزينه الخاصه بها
لتنظر لنفسها وتبتسم بنشوي
وتهمس أخيرآ وقعتي في إيدي يا شمس لتقهقه بصوت عالي وتردف قصدي يا نصابه 
الفصل الواحد والعشرون
في السياره
صمت مريب طوال طريق عودتهم من عند الطبيب
ساد الوجوم وإرتسم علي وجه كلاهما تعابير مخيفه مختلفه
إنها الصدمه التي زعزعت أمنهم وأمانهم
دموع ماهي أبت أن تتوقف
وكرم وضع يديه علي محرك السياره ليقودها بعصبيه وسرعه
جففت ماهي دموعها وهي تنظر في مرآة السياره وتصنعت الإبتسام لتقول بهدوء
كرم آاااا
ولا كلمه قاطعها كرم قائلا ذلك بصرامه
أطاعته لتنظر من النافذه وكأنها تتطلع إلي المجهول المريب الذي ېهدد حياتها الزوجية السعيده 
أوقف سيارته عند مدخل البنايه التي يقطنان فيها
صعد هو الدرج بسرعه لتتبعه ماهي الحائره
لقد آثر الصمت عكس ماهي التي ظنآ بذلك أنها ستخفف عنه 
لتقول بحنان خلاص يا حبيبي ولا يهمك
لينهار كرم تمامآ ويخرج منه المارد
 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 60 صفحات