الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية مكتملة بقلم نورهان السيد

انت في الصفحة 27 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

نسيان أن له عائلة تخصه وتخاف عليه دائما .
أردف رامي علي حديثه وهو يتذكر وقت مجيئه لمنزلها منذ ست سنوات  
كان هذا اليوم ليلة ۏفاة أبي .. كان يريد أن تسامحه والدتك وأراد رؤيتك لكن حدث ما حدث امامك وأخرجني والدك من المنزل عنوة .. خبأ عنك الحقيقة حتي لا تجرحك ولم يذكر شىء عن أني شقيقك غدير .
نظرت لهما پصدمة جلية وقالت وهي تتذكر معاملته القاسېة لها أغلب الأوقات وهنا وجدت مبررا لما فعله فقالت بصوت وصل لمسمعهما  
لهذا كانت معاملته جافة لي .. لم يتقبل حقيقية أنه ليس ذنبي .. وكانت أمي تستحمله رغما عنها ولم أعلم ما السبب .. علمت الآن أنه تزوجها ليذلها طيلة حياتها بي .. هل أراد إفناء حياته يعذبها ويعذب نفسه
وأنا السبب !!
تلاقت عيني رامي ورحيم في أسي لما قص عليها .. نظرت لهما وصړخت بقوة بح لها صوتها  
تعبت .. أقسم لك يا ربي تعبت .. لا أقدر علي تلقي شيء آخر .. آآآآآه .
جاء الصباح وقلبه أصبح كالحميم من كثرة القلق عليها .. لم تجيب علي الهاتف بعد وباءت محاولات عمرو هو الآخر فاشلة بعد وصوله في تمام الخامسة فجرا لنيار .. كلا منهما صامت وبداخله تتأجج دوائر من مشاعر مختلطة فلا يدريان أين ذهبت ولا كيف حالها حتي .. هنا اڼفجرت دموعه الحبيسة وظل يبكي وېصرخ بقوة .. يخرج كل ما بداخله منذ ۏفاة والديه .. نظر له عمرو بذهول وتصنم في مكانه وهو يراه بتلك الحالة .. الإجابة الوحيدة التي وصلته أن رداء الصمود قد ذاب وظهر المعدن الحقيقي لنيار .. نيار الهش الضعيف الذي عاني ولا يزال يعاني .. استدرك عمرو الموقف وقال بالقرب من أذنه  
أخرج كل ما بداخلك نيار علك تستريح .
كل هذا كان بداخلك نيار .. لم صمت كل هذه الفترة .
عاد نيار برأسه للخلف وأغمض عينيه وقال بضعف شديد  
لا أريد أن تتركني هي الأخري .. أرجوك عمرو أعدها لي .
حينها حدث ما حدث سامر ولما علم والدك حقيقة ما فعلته حاول قتلي يوم الزفاف وماټ ابننا .. لم أعلم كيف أستطيع العيش بعيدا عنك بعد كل هذا لكن كان هذا هو الحل الوحيد .. ألم تري أنك لما ابتعدت عني هدأ الوضع لبعض الوقت .
وضع إصبعه الإبهام علي شفتيها وقال بصدق  
لا لم يهدأ الوضع .. لا تزال العداوة بينهما ساره وعندما اتفقا لأول مرة كان للتخلص منا .. لم يهدأ الوضع أبدا كما ظننت .. هل اعتقدتي أني كنت أعيش في نعيم أبدي بعد تلك الليلة التي أوهمتيني فيها أنك لا تريدين رؤيتي مرة أخري !!
جاء الصباح واستيقظ كلاهما وشعور بحړقة يخترق حلقهما .. صاحت باسمه واهنة وهي لا تري شيئا يعتبر أمامها إلا السواد .. كذلك هو أيضا .. سمع صوتا آخر وهو ينادي باسمها بعدما عرفها من نبرة صوتها فصرحت باسمه في دهشة  
عمرو !!
صمت كل حديثهم حينما سمعوا صوت أقدام تقترب منهم وأشيحت الغمامة عن أعينهم جميعا فهتف كل منهم في صدمة جلية  
شريف !!!
وجد عمرو جسد نيار علي الكرسي الذي بجانبه لكنه لا يزال فاقدا للوعي .. انصت كل منهم لحديث شريف رغما عنهم  
تعتبرون أنفسكم أذكياء ... كيف صوغت لكم عقولكم ذلك .. أنا شريف العمري الذي يتهاتف باسمه كل رجال الأعمال !
زمجر سامر في وجهه متسائلا  
أين والدي المبجل هو الآخر ! 
تقدم منه بعدما دخل وعلي وجهه إبتسامة سمجة وقال  
أنا هنا يا حبيب والدك .
وضع شريف المسډس علي رأسه ونظر لساره باستشفاء  
هذا هو من عصيتي أمري لتتزوجيه .. قابليه في الآخرة إذا !!
صړخت بإسمه وكان ذلك اليوم بالنسبة لهم يوما لم تقلع الشمس فيه عليهم جميعا...!!
استيقظت صباح يوم جديد بعد مدة طويلة في علاجها النفسي الذي استلزم منها سنة وبضعة أيام .. لم تعود كما أرادت لكن تخلصت ولو نسبيا من كل الطاقة السلبية التي أحاطت روحها .. جلست علي طاولة الطعام التي ضمت رحيم ورامي وجنة زوجته وابنته شذي .. تلك الطفلة الشقية التي تعيش معها أيام طفولتها التي لم تتذوق طعمها مثل البقية في سنها .. نظرت لهم جميعا فاكتشف نظرتها رامي الذي ابتسم لها يطمئنها فقالت بصوت عالي بعض الشىء حتي ينتبه لها الجميع  
سأباشرالعمل منذ الغد جدي .. جلوسي هكذا يمرضني للأسف .
ابتسم لها ببشاشة ودعي لها بالتوفيق .. انتهت من الفطور وتناول الحليب الذي لازمها طيلة الفترة السابقة لتهدئة أعصابها .. ثم خرجت تسير قليلا برفقة رامي وابنته الصغيرة .. اقتربا من المنزل الذي مكثت فيه يومان من أبشع ما مرا عليها رغم حلاوة اللقاء إلا أنه كان مصحوبا بحنظل القسۏة والألم .. أشاحت بنظرها عنه لكنها لم تدرك
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 28 صفحات