رواية مكتملة بقلم ديانا ماريا -٢
ترفع يدها أمام وجهها تمنعها من متابعة الكلام اللي حصل حصل خلاص مفيش داعي نعيد ونزيد فيه أنت حياتك اټدمرت واللي عمل كدة هربان وعايش مرتاح محدش واقع فيها غيرنا ده حل علشان بس ننقذ ما يمكن إنقاذه.
رحلت عمتها وبقيت سروة مكانها تبكي وهى تستسلم للأمر الواقع لقد أشعرها كلام عمتها بالذنب ورغم أن ماحدث لم يكن غلطتها إلا أنها تحمل نفسها جزء من مسؤولية مما حدث ربما لو لم تعامل عصام بذلك التعجرف! ربما لو لم تخضع لابتزازه لها! ربما وألف ربما غيرها ستؤرق لياليها لفترة طويلة!
بعد مرور أربعة أيام كانت سروة جالسة على سريرها ومستعدة لقد تم تجهيز كل شيء لعقد قرانها على تاج لقد أقيم حفل صغير ولكن بمعرفة جميع المحيطين بهم بأن تاج يريد الزواج بسرعة حتى يأخذ سروة معه ويسافر ولذلك سيكتفيان بعقد قران دون حفل زفاف.
كان والدها في الخارج يجلس مع تاج ويستقبل المهنئين بابتسامة متعبة لا يستطيع الوقوف بعد بسبب تعبه حتى أنه لا يحسن تحريك يده اليسرى جيدا لم يرى أحد نظرة الانكسار التي في عينيه غير تاج يعلم جيدا أنه يحاول إخفائها قدر الإمكان شد تاج على يده فنظر له نصير بنظرة امتنان قابلها تاج بابتسامة متفهمة.
بعد قليل حضر المأذون وأتم عقد الزواج كان تاج يجلس جانبه بنفس شاردة يتذكر روفان وأوقاته معها حتى آخر محادثة بينهما لا يمكن أن يصف نفسه أنه على صواب كليا ولكنه لم يكن على خطأ لقد صدم من مقدار لامبالاتها وتفضيلها خطة سخيفة على اللحاق به لإتمام أمور زواجهما.
رفعت سروة بصرها لها بنظرات معذبة فتقدمت عمتها لها وأمسكت بها من ذراعيها وهى تقول بحنان زي القمر يا سروة صدقيني في ظروف تانية عمري ما كنت هلاقي لتاج عروسة أحسن منك.
ابتعلت سروة الغصة العالقة في حلقها وأومأت بصمت وهى تسير مع عمتها لخارج الغرفة.
استقبلها زغاريد النساء فابتسمت لها على مضض ابتسامة شاحبة ثم وقع بصرها على والدها فتوقفت مكانها نظرت لعمتها لخوف فابتسمت لها عمتها بتشجيع سارت حتى وصلت لمكان والدها ووقفت أمامه.
هبطت سروة ببطء حتى أصبحت شبه راكعة على الأرض بمستوى والدها وهى تستند بيديها على ركبتيه حتى لا يثير والدها الشكوك والأقاويل اقترب منها ببطء بوجهه ليستطيع أن يقبلها من جبينها شعرت سروة بشفتي والدها ترتعشان وهى تلامس جبهتها وقد أبتعد بسرعة بعد أن باهتة وكأنه ېخاف أن يلمسها فهمت سروة كل ذلك ورفعت عينيها أخيرا ولأول مرة منذ وقت طويل وحدقت لعيون والدها بعيون مناجية صامتة مليئة بالدموع كانت عيون والدها في المقابل مليئة بالعتاب والحسړة لم تحتمل سروة أكثر من ذلك فاڼهارت بالبكاء وهى ترتمي في أحضان والدها كمن يرتوي بالعطش بعد ظمأ طويل حاول والدها مداراة ضعفه أمام الناس وهو يرفع يده المرتعشة ليربت بها على ظهرها.
ثم تركت سروة لتهتم بنصير كانت سروة تتراجع حين اصطدمت بشخص ورائها وقبل أن تلتفت كان تاج يضمها له لم يعرف لماذا أثرت به دموع سروة وحزنها ولذلك تقدم منها حتى يسندها.
غادورا بعدها هى وتاج وأمام الناس المغادرة ستكون للمطار حتى يلحقوا الطائرة لكن الحقيقة هى أنها سيذهبون لشقة استأجرها تاج في منطقة بعيدة ليبقوا بها بعض الوقت.
فتح تاج باب الشقة وهو يشير لسروة بأن تتقدمه فخطت سروة للداخل وهى تستطلع الشقة بنظراتها حين أغلق تاج الباب وقفت بتوتر لأنها مدركة أنها الآن أصبحت وحيدة معه.
قال تاج بسخرية