الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية للكاتبه زينب محروس

انت في الصفحة 6 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

العنان توقفت عندما سمعت من يناديها بدينا الټفت لتجد أنها زميلتها التى تسكن فى العقار المقابل.
نظرت لها دينا بملل
فى ايه يا رنا
ابتسمت رنا بخفة و أردفت 
أنا كل يوم بستناكي تنزلي عشان نروح السنتر سوا و أخيرا النهاردة لحقتك عشان نروح مع بعض.
تلوت شفتيها ببسمة ساخرة و غمغمت بحاجب مرفوع 
نروح مع بعض! أنتي عبيطة و لا بتستعبطي!!
تلاشت تلك الابتسامة عن وجهرنا و قالت 
هو أنا عملت حاجة تزعلك
حركت دينا رأسها باستياء و أردفت 
لاء أنا اللى عملت.
كادتدينا أن تغادر و لكن منعتها رنا عندما وقفت فى طريقها و قالت 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
طب فهميني طيب ليه زعلانة مني
دفعتها دينا فى كتفها و قالت بتذمر قبل أن تغادر 
أنا ناقصة استهبال.

التفوا جميعا حول مائدة الطعام لتناول وجبة الإفطار قبل أن يتحرك كل منهم إلى وجهته فكان الأحفاد الثلاث قدر ارتدوا زيهم الرسمي من أجل العمل أما أروى فقد انتقت بلوزة من الستان الفضفاض باللون الأسود و معها تنورة سوداء تغطي حذاءها الرياضي الأبيض. 
بدأوا فى تناول الطعام فى وسط من الهدوء التام الذي قطعه صوت الهاتف الخاص بفارس فقام برفض المكالمة ثم أردف قائلا دون أن ينظر إليهم
أنا مش جاي الشركة النهاردة. 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
لم يعلق أيا من حسام أو باسل فى حين وضعت أروى قطعة التوست من يدها و سألته باهتمام
ليه رايح فين
أردف فارس بضيق مكتوم 
معتقدش إني لازم اعطيكي تقرير مفصل عن تحركاتي أنا بس بعرفك إني مش هكون متواجد هناك. 
شعرت أروى بالإحراج و لكنها بالرغم من ذلك ابتسمت بخفة و قالت
خلاص زى ما تحب بس اليوم اللى هينقص من الشهر هيتعوض بإسبوع.
انتبهحسام لكلماتها فأردف بحنق 
هنتعاقب يعني و لا ايه!
نهضت أروى قائلة 
و الله اللى عندي قولته غياب من غير موافقتي هيكون فيه عقاپ.
صعدت أروى إلى غرفتها و أحضرت حقيبتها الجامعية ثم خرجت سريعا لتلحق بالراجل الأربعيني الذي طلبت منه تجهيز السيارة من كي يوصلها إلى وجهتها و لكنها ما إن خرجت حتى وجدت باسل الذي كان على وشك الصعود إلى سيارته المرسيدس السوداء يخبرها قائلا 
عم صالح بيوصل فارس.
شهقت بزعر و أردفت پخوف 
انا كدا هتأخر على الكلية هروح ازاي
أجابها باسل بنبرة ساخرة 
و الله فى حاجة اسمها عربيات أجرة اطلبي اوبر أو اخرجي على أول الشارع و اركبي اي تاكس.
عقدت ما بين حاجبيها بحيرة قبل أن تسألها برجاء 
ممكن انت توصلني!!
رد عليها باسل بحزم 
انا آخر واحد ممكن يساعدك.
تحركت إليه بخطوات سريعة ثم توقفت أمامه بمسافة مناسبة و أردفت پخوف 
أنا عندي امتحان و لو مخرجتش دلوقت حالا هتأخر انا كنت عاملة حسابي هروح بالعربية بس عم صالح مشي من غير ما يعرفني.
ابتسم باسل بخبث
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لو كنتي قدمتي السبت كنت أنا قدمتلك الأحد بس عشان خاطر القواعد اللى انتي فرضاها علينا انا مش هساعدك أبدا.
أدمعت عيني أروى حين قالت 
دا آخر امتحان قبل الفاينل و عليه درجات كتير كفيلة ټموت التقدير اللى عايزة اجيبه.
تقدم إليها باسل خطوة ثم أردف بكره و هو يطالع عينيها الدامعتين 
أنا مش مهتم بنجاحك عشان أخاف من فشلك.
أنهي حديثه و تحرك من أمامها بسيارته تاركا إياها تجني ثمرتها الأولى لذلك المخطط الذي جاءت به إليهم.

توقفتدينا أمام المدخل الرئيسي لسنتر الدروس أخرجت هاتفها من جيب سروالها لتجيب على والدتها المتصلة بنبرة ضجر قائلة 
خير يا ماما
جاءها صوت والدتها الغاضب 
ارجعي حالا غير هدومك انا مش اخترتلك طقم قبل ما تنامي لبستي غيره ليه
زفرت بضيق قبل أن تجيبها بهدوء عكس ما تشعر به 
هو مش كله لبسي مش فارقة بقى أنا هلبس ايه! يلا سلام.
أنهت ما قالته ثم أغلقت الهاتف فى وجه والدتها غير عابئة بڠضبها و تذمرها لمخالفة رغبتها فى اختيار الملابس.
أعادت دينا الهاتف إلى جيبها مرة أخرى و هي تغمغم من بين أسنانها بحزن 
بدل ما تقولي فطرتي و لا لاء أو وصلت بسلامة و لا لاء بتزعق عشان لبست اللى على ذوقي.
لمعت فى عينيها نظرة حزن عندما تقدمت منفردة بنفسها إلى الداخل على عكس باقي الطلاب فهذه قد جاءت برفقة صديقتها و تلك تتأبط ذراعي صدقتيها و هي تتحدث إليهما فى مواضيعهما الخاصة و هذه تركض إلى الداخل و من خلفها صديقتها التي تتوعد لها بسبب دعابتها السخيفة التي القتها للتو.
انزوت بنفسها فى المقعد الأخير كعادتها بعيدا عن باقي الطلاب لتتفاجئ بعدد كبير من الطالبات الأكبر و الأصغر سننا يملأن قاعة الشرح طالعتهن باستغراب و لكنها لم تعقب و قامت بفتح دفترها و بدأت فى حل بعض المسائل و المعادلات الكيميائية دون أن تعطي اهتماما لهؤلاء اللائي يتهامسن بجانبها.
و بينما هي منهمكة فى تفكيرها نبهها عقلها إلى ذلك الصمت التام الذي عم أرجاء الصالة نظرت إلى الفتيات على يمينها و

انت في الصفحة 6 من 11 صفحات