رواية للكاتبه زينب محروس
يسارها لتجد كلا منهن ينظرن بابتسامة بلهاء إلى شاشة الشرح الإلكترونية فنظرت هي الأخرى إلى الأمام بفضول لتجد أن مدرسا آخر قد جاء إليهم و لم يكن ذلك الشاب صاحب البشرة البيضاء و الأعين الصغيرة برموش قصيرة و الأنف الصغير الذي يتناسب مع ذقنه الحادة و المحددة بلحية حديثة النمو سوى فارس المعز.
غمغمت دينا مردفة بسخرية
مش عارفة ايه الحلو فى العروسة الحلاوة ده دا حتى شبه البنات دا انتو بنات ملزقة.
رغم صوتها المنخفض إلا أن الفتاة المجاورة لها قد سمعت كلماتها فحدثتها باعتراض
احترمي نفسك محدش سألك عن رأيك.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
بدأ فارس يشرح جزئيته المخصصة فى هدوء تام و تركيز شديد للطلاب و حينما انتهي من الشرح طلب منهم حل بعض المسائل كي يعرف إن فهموا أم لا فشرعوا جميعا فى الحل كلا منهم فى دفتره الخاص بالمادة و فى هدوء لا بأس به.
و بغتة وقفت دينا و هي تصرخ فى وجه الفتيات المجاورات لها
ما تلموا نفسكم بقى مش عارفة أحل.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
بتزعقي ليه فى حاجة الشرح فيه مشكلة
ردت عليه دينا باندفاع
لاء أنت المشكلة.
أشار فارس إلى نفسه قائلا بتعجب
أنا المشكلة
ايوه انت الطالبات دول مش من دفعتنا أصلا هما هنا بس عشان انت اللى بتشرح شاب حليوه و جسم رياضي ف سابوا دروسهم و حضروا معانا و يا ريت كدا و بس المشكلة إنهم مش مبطلين كلام و عمالين يتغزلوا فيك و أنا مش عارفة أحل و لا أفكر مش كفاية المادة علي!!
وضع فارس يديه فى جيب سرواله و أردف بهدوء
مش عايز فى القاعة غير طلبة تانية ثانوي أنا هنا عشان أشرح مش عامل عرض.... بعض إذنكم اتفضلوا من هنا.... بدل ما هطلع الف عليكم طالب طالب و هتكونوا فى موقف محرج.
عادت أروى من الجامعة و هي تجر معها أذيال الخيبة فقد رفض متخصص المادة السماح لها بحضور الامتحان لعدم التزامها و وصولها بعد نصف ساعة من بدأ الوقت استندت بظهرها على السور الخارجي للقصر و هي تفكر فى كيفية تعويض كل هذه الدرجات التي خسرتها ليقطع وصلة تفكيرها ذلك الصوت الأنثوي فأدارت رأسها سريعا لتجد فتاة تصغرها بعامين تقف أمام تلك البوابة الحديدية الضخمة و تطلب من الحارس بإلحاح أن يسمح لها بالدخول.
تنهدت اروى و اقتربت من الفتاة ثم أردفت ببسمة رقيقة
خير يا قمر جاية تقابلي حد هنا
التفتت إليها ذات البشرة البيضاء و الملامح التي تشابهت مع أخيها و قالت باستعجال
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ضيقت أروى عينيها لتخمن هويتها ثم قالت
انتي فداء
أماءت الأخرى برأسها و قالت بتعجل
ايوه أنا بس دا مش وقت تعارف ماما فى المشفى و لازم اشوف فارس.
بس هو مش هنا ما ترني عليه
اجابتها فداء بقلة حيلة
ما هو مش بيرد رنيت عليه كتير
نظرت أروى إلى الحارس و سألته قائلة
عم صالح رجع
رد عليه الحارس و عينيه أرضا
لاء يا هانم لسه.
قبل أن تتحدث أروى مجددا منعها قدوم باسل الذي يحدث صوتا ببوق سيارته و عندما نظرت إليه أروى أشار إليها أن تبتعد عن طريقه فركضت سريعا إليه و انحنت قليلا لتدخل رأسها من نافذة السيارة و قالت
اخت فارس هنا و عايزة تشوفه هو فين
أجابها باسل دون أن ينظر إليها
معرفش و اطلبي منها تبعد من عند البوابة عشان ادخل
سألته أروى مجددا بشك
يعني انت مش عارف هو فين!
رد عليها باسل بحنق
انا مش مدير أعماله عشان اعرف كل تحركاته.
صمتت أروى لوهلة ثم أردفت
ايوه صح مش مدير أعماله بس ابن عمه و تعوض غيابه.
أنهت حديثها و نادت باسم فداء تطلب منها الصعود إلى السيارة فنظر إليها باسل مردفا بتكشيرة
هو انا سمحتلك تركبي انزلي فورا.
قالت أروى باستعطاف
مرات عمك تعبانة و فى المشفى و لازم نقدم المساعدة.
ابتسم باسل بسخرية و قال بتهكم
ايوه انتي تيتا بقى و كدا! طب معلش يا تيتا حفيدك عنده شغل و مش فاضي.
كانت هذه الكلمات كفيلة لچرح مشاعرها و لكنها تغاضت عن ذلك و قالت بمرح
طب ايه رأيك يا بيسو يا صغنن لو نفذت طلب تيتا هجبلك هدية حلوة.
نظر إليها الآخر بحاحب مرفوع و أردف ساخرا
هتجبيلي عجلة و لا ايه
هتفت أروى باستفزاز
لاء عجلة بيسو لسه صغير على ركوب العجل أخاف يتعور هجبلك مصاصة... مرضي يا بيسو!!
ضړب باسل على عجلة القيادة بعصبية جعلت ابنة عمه تتراجع