رواية مكتملة بقلم الكاتبه مني احمد حافظ
وتريل على أي بنت ومش مهم لو فسن ريتاج بنتك بالعكس دا أنت تلاقيك كنت بتدور على الصغيرة علشان تحسسك إن معجزتش وإنك مرغوب مش هو دا مبررك اللي حللت بيه لنفسك أنك محتاج للي تدلعك وتهتم بيك وتلبي لك احتياجاتك وترجعك شاب وتبسطك بدل ما أنت مدفون مع الفلاحة اللي عجزت وجسمها رهل ومبقتش ترضيك الفلاحة اللي كل ما تشوفها بتشوف سنك الحقيقي اللي مش عايز أي حاجة تفكرك بيه رد عليا مش هي دي الحجة اللي روحت أتجوزت علشانها.
أغضبته نظراتها التي أدانت تصرفه فعقد حاجبيه ورمقها منذرا إياها بالتراجع عما تفوهت به من سخافات ولكنها عقدت ساعديها أمامها وبادلته النظرات بلا مبالاة كما كان يفعل معها ودارت بينهما حربا باردة النظرات أدركت حنين مغزاها وعلمت مراد صافية وهو إغضاب فهمي لتريها كيف يكون ولكنها أضاعت منها الفرصة وربتت ساعده ومالت صوب أذنه وهمست ببضع كلمات أذهبت غضبه عنه وجعلته يرمق صافية ببرود فبدى أمامها وكأنه لا يهتم مطلقا لكلماتها وجذب حنين وجلس بجوارها فوق الأريكة وهو لا يبالي بتلك التي تستعر النيران بداخلها وتموج وأردف بعد نحو الدقيقة
أثار قوله الأخير ڠضبها فصاحت بلوعة تقول
.. تعيش حياتك طب وحياتي ملهاش تمن عندك يا راجل دا أنا عمري ضاع على قوله يا صافية اتحملي يا صافية اصبري بكرة ربنا يهدي له نفسه ويبطل قسۏة وجبروت بكرة يحس بيك ويتقي ربنا فيك ويعوضك عن المر اللي شوفتيه معاه خمسة وعشرين سنة بصبر فنفسي وبواسيها بالكذب وأتحمل علشان المركب تمشي تقوم دلوقتي بدل ما تيجي وتقول أعوضك تروح تتجوز لأ وجاي وسحبها فأيدك وبتقول لي أنك عايز تعيش طب ما تعيش يا أخي بس عيشني معاك مش تعيش أنت وټموتني أنا يا بتاع الشرع والدين.
.. صافية إياك تنسي نفسك واعرفي أنك بتكلمي مين أنت بتكلمي فهمي اللي لمك من بيت عمك مرتضى اللي كان بينيمك فالمطبخ على الأرض من غير غطا يدفيك وعيشك فشقة عمرك ما كنت تحلمي بيها شقة لو كنت بيعتي نفسك وعيلتك كلها مكنتيش هتعرفي تجمعي تمنها فبلاش تنسي أصلك وتنسي أنت كنت عايشة أزاي مع عمك.
ضحك فهمي مستهزئا وواصل هجومه وهو يتقدم نحوها
أوقف فهمي هجومه الضاري ما أن أصبح أمامها وضيق عينه التي سودها الڠضب والرغبة في الاڼتقام لثوان قبل أن يضيف بصوت جليدي
.. عرفتي مين فينا اللي من حقه يدور على نفسه ويعيش أظن بعد كده تتعدلي فكلامك معايا وتحمدي ربنا أنك لسه على زمتي علشان أنا لو طلقتك يا صافية أنت مش هتلاقي حتة تعيشي فيها غير الشارع.
في حين وقف فهمي يتابع ملامح صافية التي افتقرت إلى الحياة بهدوء غريب لإحساسه بأنه ثأر منها ورد حق كرامته التي اغتالتها بكلماتها وبعد نحو الدقيقة استكفى من البقاء واستدار موليا إياها ظهره وأشار لحنين لتتبعه واتجه صوب الباب ولكنه توقف واستدار محدقا بصافية ومد يده إلى جيب بنطاله وسحب بضع العملات الورقية وألقاها بإهمال فوق الطاولة وأردف
.. أنا هسيب لك المبلغ دا تمشي بيه البيت لحد ما أرجع ولو احتاجت لأي حاجة ابقي اتصلي بيا.
وأنهى قوله وغادر مغلقا الباب خلفه دون أن يطرف له جفن ومع تلاشي صوت خطواته تراخت ساقي صافية وسقطت أرضا تبكي كرامتها المهدرة.
تمرد.
ثلاثون يوما مروا عليها وهي