رواية مكتملة بقلم ميرا كريم
مفزع رأت به حالها تقف على حافة الهاوية وهو يفلت يدها تاركها كي تلقي مصيرها المحتوم من غيره...وبالطبع الأمر كان بمثابة نزع روحها من جسدها حين شهقت بقوة ونهضت جالسة تجول المكان بعيناها بړعب وبأنفاس متعالية.
انتفضت ميرال على أثر صړختها وهرولت إليها تربت على ظهرها وقالت بسعادة متناهية
نادين حمد الله على سلامتك انت كويسة متقلقيش
همست بأسمه پضياع وبنبرة لاهثة متلهفة جعلت ميرال تعجز عن الرد لتكرر نادين
انا فين... ومين اللي جابني هنا ويامن....يامن فين
انا وحمود اللي جبناك هنا بعد اللي حصل
لم تعير حديثها اهمية وقالت وهي تهب من الفراش بعدما نزعت تلك الابرة الوريدية من يدها غير عابئة بتقطر دمائها
يا خبر ماما ثريا زمانها قلقانة عليا أنا لازم أروح...
نادين أنت مش فاكرة اللي حصل
نفت برأسها وهدرت بحماس ظهر جلي على وجهها الذابل دون أن تستخدم عقلها ودون أن ترهق ذاتها بإيجاد سبب مقنع لثغرات ذاكرتها
انا لازم ارجع البيت زمان يامن قلقان عليا هو قالي أنه راجع أصل لازم نحضر للفرح يا ميرال هو وعدني أنه هيقدمه ومفيش وقت لازم أحضر نفسي
تخيلي لسه ما اشترتش فستان الفرح...ياااه أنا نفسي اجيب فستان منفوش بذيل طويل وكمان يامن لازم أختار بدلته بنفسي هختارهاله بيضا أنا بحب اللون الأبيض اوي عليه علشان بيشبه لون قلبه ياااااه وحشني اوي...اوي يا ميرال
كانت تتحدث بعدم اتزان ودفعة واحدة وهي تبتسم بسمة مريبة وتدور حول نفسها بطريقة غير متزنة بالمرة جعلت ميرال تكتم شهقاتها بكف يدها متحسرة على حالها ولكن الآخرى كانت بالفعل على حافة الجنون حين صاحت
حاوطت ميرال ذراعيها وقالت تحاول أن تعيدها لرشدها
نادين كفاية وفوقي ...أنت ازاي مش فاكرة اللي حصل...
جمدت نظراتها لوهلة ودار بؤبؤ عيناها ثم أنكرت وهي تنزل يدها
مفيش حاجة حصلت...مفيش ... مفيش...
ألقت حديثها بملل بوجهها وتركتها واتجهت لتلك الخزانة تفتحها على مصراعيها تبحث بها عن ملابسها ولكن لم تتعرف على شيء يخصها لذلك كانت ترتدي أول شيء طالته يدها لتلمح سترة جلدية قاتمة تعلم صاحبها معلقة داخلها لتتناولها بأيدي مرتعشة وتتمعن بها و ومضات خاطفة ظلت تترأى أمام عيناها وحين توقف عقلها عند تلك الصړخة الحاړقة بأسمه شهقت شهقة ممزقة لأبعد حد وخارت كافة قواها ساقطة على ركبتيها وتلك الكلمات القاټلة تتردد بداخل عقلها تهلكه اكثر وترغمه أن يتخلى عن إنكاره المؤقت أنت طالق من اليوم أنت بره حياتي يا نادين يا راوي
بقوة لعلها تسقط كل ما فيها ولكن هيهات
كان يتردد صدى الكلمات و يتردد ويتردد وكأنها تأمرت مع الجميع كي تقضي عليها
چثت ميرال تؤازرها بدمعاتها قائلة
نادين اهدي...علشان خاطري اهدي
صړخت هي پقهر من بين شهقاتها التي تقطع نياط القلب
يامن...طلقني وصدق طارق
اجابتها ميرال بقلة حيلة
دورنا عليه في كل حتة وملقنهوش
قبضت هي على منكبين ميرال وصړخت بها پجنون وبنبرة هستيرية وهي تهزها تستنكر ما تفوهت به
كدب كدب هو مستحيل يسبني هو عارف أني مقدرش اعيش من غيره هو عارف إني مليش غيره ومستحيل يعمل فيا كده أنا لازم اروحله... لتتركها وتضم ركبتيها لصدرها وتتأرجح للأمام والخلف بعدم اتزان متمتمة
ايوة أنا لازم اقابله واقوله الحقيقة وهو اكيد هيصدقني هو بيحبني يا ميرال وهيسامحني هو علطول بيسامحني...
ضمتها ميرال لها تحاول أن توقف اهتزازها وقالت بحزن من بين شهقاتها
هنلاقيه وهنقوله على كل حاجة وإن شاء الله هيصدق...بس اهدي علشان خاطري وكل حاجة هتبقى كويسة
نفت برأسها وصاحت بإلحاح غريب
عايزة ارجع بيتنا...عايزة ارجع بيتنا وديني ل ماما ثريا هي هتصدقني وهتقنعه
مش هناك والله بس هوديك وهريحك بس اهدي علشان خاطري
اومأت لها بهوان وترجتها وهي تتحامل على ذاتها و تنهض ترتدي سترته وتضم بها ذاتها وكأنها تستجدي قربه
دلوقتي يا ميرال...
انصاعت ميرال لها دون معارضة ولبت رغبتها في سبيل أن تجعلها تستوعب الأمر بذاتها.
كنت فين يا هانم
قالها پغضب شديد وهو ينقض يقبض على ذراعيها مما جعلها تتلعثم