رواية مكتملة بقلم ميرا كريم
وكم أحزنه الأمر وجعله يطالعها بنظرة عميقة معاتبة بعد ان أبتعد بجسده عنها واستند بظهره على الفراش فما كان منها غير أن تنتفض وكأن اصابتها صاعقة من السماء وتقول بأنفاس مضطربة تذكره باقتراح أمس الذي بررت به استكانتها بين يديه
أظن سرقنا وقت كفاية من الزمن ولازم نرجع لأرض الواقع
تنهد بضيق شديد بعدما تمكنت ببراعة بوئد سعادته وحالة الهيمنة التي كان عليها فحقا سأم من عدم اكتراثها لمشاعره ولكن دائما يوجد داخله يقين خاص أن لا شيء يمنح بالقوة فحتى هو لن يرضى أن تسايره فقط هو يريد إقرارها بانتمائها له نابع من قرارة نفسها ولذلك لن يضغط اكثر عليها ولن يفرض عليها مشاعره مرة آخرى
عندك حق انا مكنش لازم اتعشم في اكتر من كده انا يدوب جوزك على الورق بس
جعدت حاجبيها المنمقين من تلك النبرة التي استشفتها بصوته ولا تعلم لم وجدت قلبها يرق له ولكنها عاندت مشاعرها وتمردت بقولها تؤيد يقينه الدائم نحوها
انت صح...
ياريت كان قرار قلبي بأيدي... صدقيني مكنتش هتردد ثانية
نفضت يده بعدما فهمت المغزى من قوله وقالت متأفأفة كي تفض ذلك الحوار الذي يزعزع ثباتها
يووه مش وقت كلامك ده زمان خالي صحى ومستنينا علشان نفطر معاه
وانا كمان عندي محاضرات ومش عايزة اتأخر عليها
بينما هي ما أن أغلقت الباب جلست على طرف حوض الاستحمام بتشتت تجاهد تلك الحړب الضارية بين عقلها اللعېن وتلك النبضة العاصية بقلبها
كانت بحالة يرثى لها منذ عودتها للمنزل بلأمس فقد كانت مجهدة تجاهد إلحاح عقلها وحالة التعود التي تمكنت منها في الآونة الأخيرة فمنذ ما دار بينهم لم تنم ولم يغمض لها جفن وظلت تلك اللحظات الحانية منه تترأى أمام عيناها وحديثه المشجع يتردد بعقلها يحثها على الأمتناع عن تلك الحبوب اللعېنة التي تسلبها كافة إرادتها لا تنكر انه تمكن من إقناعها وأثر عليها بمنطقه ولكن دون إرادة تشعر أنها بأمس الحاجة لها الآن
هي الهانم معندهاش جامعة ولا ايه هتفضلي نايمة كده كتير
طالعتها ميرال دون اكتراث واستكانت من جديد تدثر جسدها بالفراش ولكن
دعاءاستهجنت فعلتها وصړخت بها
انا بكلمك لازم تحترميني وتردي عليا
طيب انا لازم اخلي فاضل يشوف صرفة في قلة ادبك و استهتارك ده
بنتي مش قليلة الأدب يا دعاء
قالها فاضل بحدة وهو يقف على أعتاب الغرفة ومحبة تقف خلف ظهره
ارتبكت دعاء وقالت وهي ترشق
محبة شذرا فهي تعلم انها هي من اتت به لهنا
تنهد فاضل بعمق وهو يدعوها للخروج بيده قائلا
اتفضلي يا دعاء وياريت بعد كده متدخليش في حياة بنتي و متضغطيش عليها
ربعت دعاء يدها ورفعت حاجبيها تستشيط ڠضبا من هجومه الغير معتاد عليها لتقول بتهكم كي تذكره بمعضلته
واللهي انا بحاول اساعدك علشان متخرجش من تحت طوعك زي امها وتدور على حل شعرها
لطمة قوية نزلت على وجنتها كالصاعقة جعلتها ترتد للخلف من شدتها تزامنا مع شهقة محبة المتفاجئة و قوله بصوت جهوري منفعل
اخرسي و متفتحيش بؤك بكلمة تانية فاهمة
وضعت يدها على موضع صڤعته غير مستوعبة ما حدث صاړخة بوجهه
انت بتمد ايدك عليا يا فاضل !
وبحذرك لو مخرجتيش دلوقتي مش هخليك على ذمتي يوم واحد
كانت تستمع لكل ما يدور وهي مغمضة العينين تدعو الله أن تفقد وعيها كي تهرب من ذلك الواقع المرير التي ترفضه ولكن عندما ذكرت دعاء والدتها لم تشعر بذاتها إلا وهي تنتفض من الفراش متسألة بتوجس وبنبرة واهنة
انت قولتي ايه
أجابتها دعاء بغيظ كي تشعل فتيل الماضي وټحرق قلبه وقلبها كي تفض غليلها
اللي سمعتيه واللي ابوك عمره ما اقدر يعترف بيه امك هربت علشان راجل تاني ورمتك
جز فاضل على نواجذه وكادت عينه تطلق شرار ولكنها لم تتأثر فهي تعلم أن حالة الڠضب التي هو عليها ستتلاشى نهائيا عندما تستغل مدى تأثيرها عليه ولذلك نظرت له نظرة طويلة معاتبة ثم أضافت قبل أن تخرج من الغرفة
انا هخرج بس اللي حصل ده مش هعديه يا فاضل
أطرق فاضل رأسه بينما هي التوي ثغرها وتحركت لخارج الغرفة