رواية مكتملة بقلم ميرا كريم
وما أن وصلت لموقع محبة مالت برأسها عليها قائلة بنبرة كارهة متوعدة
إن شاء الله لسانك ده هقطعهولك قريب يا حيزبونة
صدر من فم محبة صوت ساخر ثم لوحت بيدها بلا مبالاه وتحركت من امامها كي لا تتمادى معها وتخسر عملها لټضرب دعاء الأرض بحذائها وهي تستشيط ڠضبا وتقسم انها ستجعلهم جميعا يدفعون الثمن.
بينما هي كانت تحاول أن تستوعب ما تفوهت به تلك الصفراء لتوها فما كان منها غير أن تتساءل بعيون زائغة و بتوجس شديد
زفر فاضل انفاسه بحنق ثم هز رأسه يؤكد لها لتشهق هي بعدم استيعاب وترتمي على أحد المقاعد بالزاوية قائلة
يعني امي اتخلت عني بسببه
جلس فاضل بالمقعد المواجه له يحتضن رأسه بين يده ويتنهد تنهيدات مثقلة بذكريات ماضي أليم يخجل من ذكرها ولكن لابد أن تخبرها الحقيقة الآن على أي حال فبعد أن أخبرته
حاولت كتير اخبي علشان صورتها في عينك متتهزش وقولت كفاية عليك تعرفي أنها انانية وكنت بقول فكرتك عنها انها كده أحسن بكتير ما تكون خاينه
تهدلت دمعاتها بحزن يدمي القلب وصړخت مشككة وهي تنهض وتتحرك بعدم اتزان
نفى برأسه وصرح لها
دي الحقيقة يا ميرال انا لما اكتشفت علاقتها بالتاني واجهتها وكنت فاكر انها هتنكر أو تترجاني وتطلب مني اسامحها بس هي كانت بجحة وبررت انها بتحبه وكمان طلبت الطلاق علشان تبقى معاه كنت ھڨتلها بس خۏفت اسيبك لوحدك بوصمة عار العمر كله وعلشان كده قررت اعاقبها بطريقة تانية محستش بنفسي غير وانا بضربها وبكسر البيت كله وبعد كده طردتها وطلقتها ورفضت اخليها تاخدك معاها ورغم أنها حاولت كتير تأثر عليا أنها تاخدك بس انا رفضت ولما فكرت فيك وشفت أد ايه أنت محتجاها قلت حرام احرمك منها فخيرتها انها تبعد عنه وتعيش ليك وبس وكنت هتكفل بيها بس هي رفضت واخترته وقتها كان ڠضبي عاميني وكبريائي بينقح عليا و مقدرتش امنع نفسي من اذية الراجل اللي فضلته عليا خسرته شغله و لفقت له قضية وقبل ما يتم الحكم فيها هرب برة البلد و أخدها معاه
وانا كان ذنبي ايه في كل ده ليه كل واحد فيكم قرر يعند و ينتقم من التاني بيا
انت حرمتني منها وهي اثبتت لك انها محت الماضي ونست وجودي واكتفت براجل تاني وبحياة تانية عن الدنيا كلها
نهض فاضل وحاول تهدئتها بعيون مثقلة بالحزن
ارتمت على طرف الفراش و وضعت يدها على وجهها وظلت تنتحب بقوة وكانها فقدت عزيز لتوها مما جعل دمعاته تشاركها بؤسها و يجاورها قائلا بحنو وبملامح متهدلة بحزن وحديث محبة يتردد بعقله يذكره بمحاولة انتحارها وكيف كان سيفقدها لولآ تدخلها في اللحظة الأخيرة
سامحيني يا بنتي لو كنت بقسى عليك بس ببقى خاېف تسبيني وتبعدي عني زيها
نفت برأسها واخبرته من بين شهقاتها الواهنة
انا عمري ما هسيبك يا بابي انا مش زيها...
ربت فاضل على ظهرها بحنان ودثرها أكثر وهو يشعر بالخزي من أفعاله السابقة التي كان يظنها بنوايا بريئة وخاصة كونه أخفى الحقيقة عنها غافل كون معرفتها للحقيقة بذلك التوقيت سيقلب كافة موازينها.
أما عن ذلك الساخط الذي لا يعرف أين يكمن الرضا
فقد استيقظ للتو من نومه وتمطأ وهو ينظر بساعة الحائط ليجدها لم تتعدى السابعة بعد لينفض نفسه كي يستعد للقاء جميلته كما خطط بلأمس ولكنه تفاجأ من السكون الذي يعم المكان على غير المعتاد بحث بعينه عنها بالمطبخ وباقي الشقة فلم يجدها ليتوجه لغرفة أطفاله ليجدهم مازالوا نائمون ولم يستعدوا بعد لمدرستهم ... لعڼ تحت أنفاسه الغاضبة فأين ذهبت يا ترى أتته الإجابة مخطوطة بخط يدها على ورقة علقتها على باب المبرد تخبره بها بكلمات مقتضبة للغاية أن يجهز أطفاله ويعد لهم الفطور
كور الورقة بين يده وألقاها على طول ذراعه وهو يلعنها بسره فهي حتما تريد أن تخرجه عن طوره فمنذ متى وهي تخرج دون علمه لا والأنكى ما الشيء الذي جعلها تتخلى عن التفاني في واجباتها على غير