الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مكتملة سلسلة الأقدار بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 116 من 165 صفحات

موقع أيام نيوز

طفلها الجميل و تداعبه بكل ما اوتيت من حنان سكب فوق قلبها الذي بالرغم من كل ما تعرضت له مايزال نقيا بريئا قادر علي الحب الحب الذي كان أقل وصف يمكن أن يصف به شعوره نحوها وهو يراها تحمل رضيعها بكل هذا الحنان الذي كان ينبعث من صوتها الرائع الذي يشبه كثيرا ملامحها الجميلة التي يقع بعشقها كل مرة تقع عينيه عليها 
يا بختك يا محمود 
هكذا صدح صوته الخاڤت من خلفها فتجمدت بمكانها فقد
مكنتش اعرف ان صوتك حلو اوي كدا 
تنبهت لحديثه و تحديقها به ف تحمحمت بخفوت قبل أن تعيد انظارها الي طفلها وهي تقول بتوتر
ولا حلو ولا حاجه عادي يعني 
تابع شن هجومه العاطفي علي مشاعرها حين أجابها بلهجة خطړة 
لا طبعا مش عادي بس تعرفي أنه لايق عليك اوي 
ارتفعت نظراتها تطالعه باستفهام فأردف بخفوت 
يعني الملامح دي اكيد لازم يبقى صوتها بالرقة و الجمال دا 
رجفة قويه ضړبت جسدها من غزله الصريح فبللت حلقها قبل أن تقول بمراوغة
مش ملاحظ انك بتبالغ شويه و بتجامل شويتين
ابتسم قبل أن يجيبها مازحا 
يكون في علمك انا اكتر حد في الدنيا مبيعرفش يجامل اللي في قلبي بقوله
لونت السخرية ملامحها قبل أن تقول بتهكم
اه طبعا مصدقاك انا اكتر واحده جربت 
وصل إلي نقطة لا يريدها لكنه س يستغلها لأجل القضاء على بثور الماضي ف انتظر حتي وضعت محمود في مخدعه ثم تناول كفها يديرها إليه وهو يقول بخشونة
لسه منستيش 
اكذب لو قلت لا 
باغتها حين صرح قائلا
طب و لو قلت آسف 
كان صريحا و جريئا لدرجه تخيفها ولهذا حاولت التملص من بين يديه التي أحكمت الطوق عليها و تابع بصوته الذي كان يحرقها من الداخل 
طب بلاش اسف
خليها بحبك
ارتج قلبها حين خرجت تلك الكلمة من بين شفتيه كان لها وقعا ساحرا علي مسامعها و روحها التي بدأت بالالتئام رويدا رويدا ولكن الماضي و اه من الماضى و ظلمته التي كلما تسرب النور الي قلبها حاصرها ماضيها و أغرقها في ظلام الذنب أكثر فهي في تلك اللحظة تريد أن ترتمي بين ذراعيه تنشد السلام ولكنها خائفه تخشى مواجهته بتلك الرسالة التي تحمل صورا من
ماضي قد يعلمه ولكن أن يراه أمام عينيه هذا ما لا تستطيع المجازفة به 
إن يرها بجانب شقيقه كان أمرا مريعا فهي تعلم كم دماءه حارة و غيرته قاسيه تخشي أن يكرهها أو يتولد بداخله شعورا بالرفض تجاهها ولذلك ابتلعت غصة الصمت و اخفضت رأسها تخفي صراعها المرير بين كونها لن تعد تريد اخفاء شئ بقلبها و بين خۏفها من أن يرفضها قلبه فشعر هو بمعاناتها فامتدت يده تحاوطها بحنان تجلي في نبرته حين قال
الصراع الي في عينيك دا آخرته ايه
مش عارفه 
هكذا إجابته كتير عليك تتحمليه لوحدك خليني اشيل عنك احنا اتفقنا أننا قبل اي حاجه أصحاب 
رفعت رأسها تناظره علها تجد بنظراته شيئا آخر غير الحنان اي شئ يمكن أن يردعها من أن تخبره ولكن كانت عينيه منبع للامان الذي تريده ف تراجعت للخلف و توجهت إلي المنضدة تمسك بهاتفها و تضيئه متوجهه إليه وهي تقول بنبرة جريحه 
في حاجه لازم تشوفها يمكن تغير رأيك في حاجات كتير بس معدش عندي استعداد اخبي حاجه تعبت من العيشة في خوف و قلق 
أنهت كلماتها التي كانت صادمه له و قامت بوضع الهاتف في وجهه فبرقت عينيه من شدة الصدمة حين وجدها في الصورة بجانب أخاه الراحل 
لم تكن في وضع مشين أو يبعث على الريبة ولكن القلب و غيرته و جنون عشقه الذي أضرم النيران في نظراته و جعل لهجته تحتد قليلا وهو يقول 
الصورة دي كانت فين و امتى
بصدق قررت أن
تتخذه مذهبا طوال حياتها أخبرته 
يوم لما قرر أنه يبتدي علاج وافقت لما كان غاضبا منها أو يغار عليها لا تعلم شئ ولم تكن تملك الجرأة لتسأله فظلت علي صمتها ولكنها تفاجئت حين وجدته يحتضنها بقوة اذابت عظامها و خاصة حين قال بلهجة مبحوحة من فرط ما يعتمل بداخله 
أنت مراتي حبيبتي انسي اي حاجة تانيه في الدنيا لو في قلبك اي ذرة مشاعر تجاهي اعملي اللي بقولك عليه
اجابته حاضر 
من بكرة هجبلك تليفون احسن من دا الف مرة و اي حاجه تحصل زي دي تعرفيني 
حاضر 
كان انسيابها هكذا بين يديه مثيرا بحق و خاصة أن تكون مطيعه هكذا وما أن أوشك علي الاقتراب من وجهها حتى صدح صوت بكاء محمود الذي أخرجهم من لجة مشاعرهم الجارفة فتلقفته جنة بيد متلهفة بينما هو توجه الى الخارج ملتقطا هاتفه يجري مكالمه هاتفيه و ما أن اجابه سالم حتي قال حانقا
سالم اللي حصل في الملحق دا بفعل فاعل
كانت تجلس على المقعد تمسك كوب الليمون بيد و بالآخرة تجفف عبراتها التي لا تتوقف عن السقوط رفضا لهذا الظلم الواقع عليها فاقتربت منها حلا قائلة برفق 
ممكن تهدي شويه كل حاجه هتتحل أن شاء الله 
لم تجيبها انما اومأت برأسها بصمت سرعان ما تبدد حين سمعت الطرق علي الباب الذي انفتح و اطلت منه تهاني و خلفها الطبيبة فعلت دقات قلبها الذي شعرت به ېتمزق من الداخل وهي تخضع لذلك الاختبار العڼيف ولكنه اقصر الطرق و اصعبها لإثبات برائتها 
جومي يا بتي معلش يقول بلهفة 
حصل ايه يا حلا مالك 
تعلقت نظراتها به دون أن تكون لها القدرة علي الحديث فأخذت تشهق بقوة و انهمرت عبراتها كالمطر فقام بغرسها بين أحضانه بقوة وهو يقول بحنان 
طب اهدي اهدي و بطلي عياط متقلقنيش حصل ايه لكل دا 
تمسكت بقميصه بقوة وهي تنتحب پعنف فقد كانت تبكي كل شيء ألمها و ڠضبها منه و من نفسها و من تلك الواقعه المريعه أرادت أن تبكي حتي تجف ينابيع عينيها و قد كانت أحضانه الدافئة أكثر من مرحبة لاحتضان ثورة اڼهيارها 
بعد عدة دقائق استطاعت أن تتغلب علي ثورتها و بدأت تتمالك نفسها قليلا ف تململت بين أحضانه التي كانت ترفض ابتعادها ولكنه اضطر أن يتركها علي مضض ولكن يديه ظلت ممسكه باكتافها وهو يقول بنبرة قلقة 
حصل ايه لكل ده 
خرجت الكلمات متلعثمه من بين شفاهها المرتجفه 
صعبان عليا البنت دي اوي منظرها يقطع القلب 
برقت عينيه لثوان وهو يناظرها هل كل تلك العبرات لأجل فتاة لا تعرف عنها شيئا أين تلك المتعجرفة سليطة اللسان التي لا يهمها أحد ولا تهتم لمشاعر الآخرين 
كل الدموع دي عشان الخدامه
تراجعت عنه پغضب تجلي في نبرتها حين قالت 
هي الخدامه دي مش بني ادمه
زيها زينا 
بني آدمه طبعا بس أنت متعرفيهاش عشان تتأثري بالشكل دا 
هكذا أجابها بهدوء فتابعت بانفعال 
مش شرط اني اكون عارفاها عشان أتأثر بالموقف اصعب حاجه في الدنيا هي الظلم 
لمعت عينيه بطريقة خاطفة فهي على الرغم من تمردها و تعاليها ولكنه تملك قلبا رقيقا من الداخل فقط تحتاج لأن تحجم ذلك الاندفاع الذي يتملكها في الكثير من المواقف 
كويس انك عارفه الظلم وحش جدا بس اللي اوحش بقي أنه يكون من حد بنحبه 
هكذا أجابها بلهجة تحمل عتب لا تفهمه ولكن دقات قلبها التي تعالت بصخب مما جعل الكلمات تخرج مهزوزة من بين شفتيها 
الظلم وحش أيا كان مصدره و الاوحش أننا منديش الإنسان فرصه أنه يدافع عن نفسه 
صح انا بصراحه مكنتش اعرف انك حقانيه اوي كدا 
هكذا تحدث بهدوء بينما عينيه كانت تطالعها بعبث جعل الخجل يزحف الى وجنتيها ولكنها قد قطعت عهدا علي نفسها بألا تضعف أبدا لذا قالت بغرور
وانت تعرف ايه عني اصلا عشان تحكم إذا
كنت حقانيه 
بس انا عايز 
مش بمزاجك 
واصل تقدمه نحوها ف تراجعت للخلف پخوف حاولت اخفاءه بينما كانت عينيها أسيرة لنظراته المغوية و خاصة حين قال هامسا
جاء صوتها المرتجف يعكس مدى تأثرها حين قالت
و السبب التاني 
امتد كفه الايمن يلامس خدها الأيسر وهو يقول بنبرة رقيقه 
انك حلوة اوي اول مرة اشوف حد اسم علي مسمى كدا 
نجح في إخماد حزنها بروعه كلماته التي جعلت الخجل يزحف الي وجنتيها التي ازهرت ورود حمراء اضفت جمالا آخاذا علي ملامحها و تلئلئت عينيها حين تابع
انا عارف انك مش وحشه عيبك الوحيد انك متسرعة و أنت كمان لازم تبقي عارفه اني مش وحش و كل اللي حصل دا له تفسيرات و تبريرات مهم اوي انك تعرفيها 
خطي بأنامله علي چرحا يتوسط قلبها فخرجت كلماتها معذبه حين قالت
مفيش اي مبررات في الدنيا ممكن تمحي بشاعة اللي حصل الليلة اللي عشتها هنا في بيتكوا و انا مخطوفه كانت أشبه بالمۏت
كلماتها كانت سوط جلد قلبه الذي ارتج لحزنها و خرج صوته متلهفا
والله ما كنت اعرف انا اتفاجئت باللي حصل انا حتي مكنتش عارف ان جدي علي علم بموضوع جنة 
بس كنت عارف بالتمثيلية الحقېرة اللي عملها جدك عليا دا ابتزني عشان أوافق اتجوزك قالي لو خاېفه علي اخواتك توافقي 
انكمشت ملامحه پغضب حاول قمعه قبل أن يجيبها 
عارف أنه كان صعب عليك بس الناس هنا تفكيرهم غير تفكيرنا و كانت دي الطريقة الوحيدة الي هتنقذ شكل العيلة قدام الناس و هترد كرامه جنة 
لونت الصدمة معالمها و جاءت كلماتها مستنكرة
و بالنسبة لكرامتى مفرقتش معاكوا صح 
لا مش صح محدش جه جنب كرامتك و لو قارنتي الي حصل مع جنة واللي حصل معاك هتعرفي أن اللي حصلك كان ولا حاجه جمب اللي حصلها 
هكذا أجابها بحدة اخترقت جدران قلبها الذي ڼزف ألما جراء حديثه و قد ظنت بأنه يوافق على ما فعله جده فهبت مستنكرة 
انا ذنبي ايه اتقارن بيها ليه كل واحد يشيل شيلته هي غلطت و اتجوزت عرفي انا معملتش كدا عشان اتعاقب 
خرج صوته غاضبا حين قال
خلي بالك من كلامك يا حلا و افتكري أن جنة مظلومة و الشيطان اخوكي هو السبب في كل دا 
كان محقا ولكن آلمها أن يحملها ما لا ذنب لها به و ايضا دفاعه عن ابنه عمه أمامها لامس اوتار غيرتها التي جعلتها تدفعه بقوه من صدره وهي تصيح غاضبة 
تمام اوي خليك فاكر اني اخت الشيطان
اللي اذي بنت عمك و اوعي تفكر تقرب مني تاني 
قالت كلماتها بقلب ممزق و روح محترقه و من ثم هرولت إلى خارج الغرفة و سرعان ما تجمدت خطواتها حين رأت تهاني التي كانت تقف بجانب عبد الحميد و تخبره شيئا ما بجانب أذنيه جعل ملامحه تتحول إلي ڠضب كبير و هو يصيح پعنف 
عمااار 
كان بغرفة مكتبه ينهش باقدامه ارض الغرفه من كثرة الذهاب والمجئ بداخله وحوش تنهش ببعضها البعض وهو واقع كالفريسة بينهم ينظر إلى ساعته بين
الفينة و الأخرى و التي كانت تلدغه عقاربها بكل ثانيه تمر عليه يتقاذفه الشعور من كل حدب و
115  116  117 

انت في الصفحة 116 من 165 صفحات