رواية مكتملة سلسلة الأقدار بقلم نورهان العشري
صوب يتلظى في حيرة متقدة ما بين إحساسه القوي بأنها مظلومه و خوفه الضاري من أن تكون مذنبة !
اخترق صوت جده أذنيه مرورا بقلبه الذي كان يسبقه متلهفا الي الخارج و بأنفاس مقطوعة وصل إلي أسفل الدرج فصاح به عبد الحميد
هاتلي الكلب اللي اسمه مرعي ده و چهزلي الساحه الكبيرة لازمن يبچي عبرة لكل إلي يفكر يظلم وليه تاني
أطلق زفرة قوية من جوفه الذي هدأت نيرانه و استطاع أن يتنفس بحرية من جديد ف نيرانه الآن تحولت من مؤلمھ إلى أخرى يعززها الإنتقام الذي يسري في أوردته فتوجه الى الخارج و قام بتوجيه ركله قويه إلي بطن مرعي الذي كان يقف مرتجفا مما أوقع نفسه به فإذا به يتفاجئ بذلك الذي انهال عليه ضړبا مپرحا و كأنه يخرج كل ما بجوفه من ندم و ڠضب و ألم
ا
أنهى كلماته و القي نظرة ذات مغزى علي عمار الذي كان يمسك بالسوط بيده و يتوجه الي حيث مرعي الذي كان ينتحب مثل النساء و خاصة حين شاهد ذلك الذي كان يعض شفتيه باستمتاع و عينيه تطلق سهام الشړ الذي كان يغذيه بقوة تجلت في ضرباته المريعة التي تلقاها ظهر مرعي الذي تعالت صرخاته فلم يشفق عليه
حاضر يا كبير
انهي عمار جملته تزامنا مع وصول سيارة صفوت خلفها عدة سيارات كانت تحمل صباحية العروس التي تكفل هو بها نظرا لزواج الأخوين في نفس التوقيت وبعد المسافة بين البلدين
ترجل من السيارة ينظر بذهول لما يحدث فتقدم تجاه عمار قائلا باستفهام
عمار بجفاء
دا واد خاېن و خد چزاءه متشغلش بالك
عنفه صفوت قائلا
انت هنستهبل يا عمار انت ناسي ان في حكومه ولا ايه
تدخل عبد الحميد الذي أقبل و بجانبه ياسين الترحيب بصفوت
لا طبعا منجدرش ننسي يا صفوت بيه بس اصل الموضوع حساس شويه مينفعش نتكلمو فيه أهنه اتفضل چوا
عمو صفوت
صباحيه مباركه يا عروسه
عاتقها صفوت بحب بينما عينيه التقمت تلك الفتاة المبعثرة التي تقف خلفها مباشرة تحني رأسها فشعر بوخز في قلبه علي مظهرها
عايزين فنچانين جهوة من يد عروستنا الحلوة علي ما نجولوا الكلمتين اني و صفوت باشا
هكذا تحدث عبد الحميد موجها حديثه لحلا التي لم تكن تطيق النظر الي وجهه ولكنها وافقت علي مضض فتوجهت الي المطبخ ليجد نفسه وجها الي وجه معها
فاقترب خطوتين يقف أمامها الاستفهام كثيرا ولا يجد له اجابه لذا حاول المراوغة حين قال
حج ايه اني معذور أي حد مكاني كان هيعمل أكده
تجصد اي حد ظالم كان هيعمل أكده
احتدت نظراته و لعڼ تهوره حين سمع حديثها الذي كان صحيحا لأول مرة يعترف بذنوبه و يجابه بها عقله الذي لم يسعفه في
بعد اي بعد ما كنت هتموتنى
هكذا قالت صاړخة من اعماق ۏجعها الذي جعلها تتناسي طريقتها في الحديث معه و الذي كان يتقبلها لا يعرف لما بل إنه تابع بلهجه لا تشبه عجرفته و غروره
ربنا أراد أنه ينصر الحج و ياسين اتدخل والحمد لله چت سليمه و عرفنا الحجيجة يبجي ايه لازمته حديتك ده دلوق
صوح مالوش لزوم عن اذنك
هكذا تحدثت بشفاة مرتجفة ثم التفتت تنوي المغادرة ف خرج حديثه متلهفا حين قال
رايحه علي فين
إجابته دون أن تلتفت إليه
رايحه علي بيتي معدليش شغل في الدوار اهنه في بيت الظلمه
الظلمه دول چابولك حجك و ردوا كرامتك
هكذا تحدث بيأس فلم يكن يعرف أي الطرق عليه أن يسلك حتي يصحح هذا الخطأ اللعېن الذي ارتكبه ب رعونه فجاءت كلماتها حتي تقضي على آخر آماله
يردوا كرامتي بعد ما دهسوها تحت رچليهم مستني مني ايه يا كبير اشكرك عالي عملته معاي حاضر شكرا
أتقنت غرس سهامها في صدره الذي كان يتألم بشدة ولا يقدر علي مجابهة ألمه أو حديثها الذي اجهز علي قلبه حين تابعت بصوت فاقد لكل معاني الحياة
بس خليك فاكر اني لو بيني و بينك الچنة هرمي نفسي في الڼار و لا أنيش أسامحك!
بعد مرور ثلاثة أيام عاد الغائب الى موطنه و بداخله قلب اضناه الشوق و احرقه الألم الذي لا يزال ينخر بعظامه و يفتت روحه ولكنه كعادته لا يظهر أي شئ فقد كانت ملامحه جامدة كعادتها حين خطي الي داخل المنزل فكانت هي أول من وقعت عليها عينيه التي لمعت بوميض الشوق للحظة خاطفة سرعان ما عادت إلى جمودها التي زلزلته فعلتها حين هرولت إليه بقلب لهيف تردد بشوق
سالم
لم
تحسب خطواتها ولا تعرف كيف واتتها الجرأة لما فعلته ولكنها كانت عاجزة أمام شوق جارف يجتاحها كفيضان ضړب ثباتها الهش فوجدت نفسها تندفع إليه رغما عنها تحيطه بذراعيها و كل خلية بها مشتاقه لدفء وجوده و عذوبه رائحته التي افتقدتها كثيرا
كان استقبالا حارا لم يتوقعه حتى بأحلامه فطوال طريق سفره كان يفكر كيف سيراها دون أن يحتجزها بين ذراعيه يبثها أشواقه العاتية من أين يأتي بتلك الصلابة التي تجعله يتجاهل وجودها وأخذ يشدد بقوة علي قلبه ويذكره ب جراحه النازفة منها حتي لا يضعف و لكنها فاجأته بحق
احتواها بين ذراعيه للحظات هدأ بها قلبه و كأنه كان يحتاج هذا العناق لتهدأ روحه و تستكين من كل تلك الأعباء التي يحملها علي عاتقه فأخذ يسحب اكسجينها الدافئ يود لو يحتجزه بين رئتيه لتظل رائحتها عالقه بصدره للأبد
حمد لله عالسلامه
هكذا تحدثت بعدما تراجعت ببطئ عن حدود ذراعيه فهي لم تكن تتخيل أن تفعل ما فعلته لتوها و لكن ما حيلتها أمام عشقها و ذنبها الذي لا تعرف كيف تكفر عنه بغبائها القت بوجهه رفض مهين تحاول مداواته بقرب لا تستطيع التفوه بها و تخجل عن الإفصاح عنه فلم تجد حلا
سوى ان تريه كم قربه محبب إليها
الله يسلمك
هكذا أجابها بينما التقمت عينيه تلك التي كانت تناظر ما يحدث پغضب مقيت لم تستطيع التحكم به إذ قالت بلهجة تقطر سما
طولت الغيبة عن العروسه يا ابن اخويا لدرجة مبقتش قادرة تسيطر علي مشاعرها و لا محترمه وجود الناس حواليها
تعاظم الڠضب بداخله لدى سماعه حديث همت الذي لاقى صداه على ملامحها التي بهتت و امتقعت خزيا مما جعله يقول بفظاظة
والله العروسه في بيتها تعمل اللي يعجبها واللي عنده ډم و بيكسف يدور وشه الناحيه التانيه و يحط لسانه في بقه
كان ردا عڼيفا لكنها استحقته و ايدته أمينة التي قالت بسخرية
بالراحة يا سالم عمتك متقصدش بس اصل المشاعر و الاحاسيس دي حاجه جديدة عليها فتلاقيها مستغربة بس
امتقع وجه همت من حديث أمينة التي كانت تتقصد به ما حدث بالماضي فالتفتت تناظرها بحنق تجلي في نبرتها حين قالت
و مين يشهد للعروسه و على رأيك عمته غلبانه معشتش المشاعر دي عشان فضلت ابوها و أخواتها علي سعادتها و طرمخت علي حاجات كتير اوي كانت ممكن تقلب الموازين و قالت يا بت بلاش خړاب بيوت
تحفزت أمينة و انتفخت أودجتها ڠضبا من حديث همت المسمۏم و قبل أن يتيح لها الفرصة للحديث صاح سالم بجفاء
مش عايز هري كتير كل الي عنده كلمه يخليها لنفسه و
الي مخبي حاجه في قلبه يخليها جواه احسنله
أنهى كلماته و التقمت عينيه سليم الذي كان يهبط الدرج فوجه حديثه إليه قائلا
تعالي ورايا عالمكتب
اطاعه سليم و دلف الاثنان الي المكتب وكان أول من تحدث هو سليم الذي قال بنفاذ صبر
الأوضاع في البيت مش مريحة عمتك عامله حزب هي و شيرين و امك و فرح و جنة حزب و كدا مش صح
اجابه سالم بفظاظة
سيبك من هري الحريم دا و قولي نويت تنزل القاهرة امتى
كلمت الدكتور امبارح و مفروض هنروح اخر الاسبوع عشان يحدد معاد بدايه الجلسات
انهى جملته بينما زاغت عينيه مما جعل الشك يتسرب إلى قلبه فقال بنفاذ صبر
هات اللي عندك كله يا سليم
تحدث سليم بهدوء
بصراحه حسيت أن جنة محتاجه فرح تكون جمبها خصوصا في الأول مش عارف الحل بس
الحل انك متحسش !
هكذا قاطعه سالم بحنق ثم أردف بفظاظة
عايش عمرك كله من غير احساس و كنت شغال زي الفل كمل بقي علي كدا
أوشك سليم أن يطلق ضحكه قويه علي ملامح اخيه الذي كان الامتعاض يلون معالمه ولكنه حاول قمعها بشتي الطرق و لكنه لم يفلح خاصة حين
مروان فين
انجري قدامي بنت مين في مصر عشان يجيلك مقالم و كراريس ب تلت تلاف جنيه
هكذا كان يتحدث و هو يجذب ريتال من ملابسها فصاحت الأخيرة قائله بتصحيح
مقالم و كراريس ايه يا عمو اسمها سابلايز
ايه سا ايه يا عنيا سابلايز الله يرحم ابوكي كان بيروح المدرسة بشنطة بلاستيك
هكذا تحدث حانقا فقالت غاضبة
ماتقولش علي بابي كدا
بابي عيشي عيشة اهلك يا ريتال عشان اللي جاي مرار يابنتي و أنت مقبلة عالحياة اوي و دا مش صحيح
هكذا تحدث بامتعاض فأجابته بعفوية
يعني اعمل ايه مروحش المدرسة مثلا
وهو يعني اللي اتعلموا خدوا ايه انا مثلا قدامك اهوة قعدت في ابتدائي تمن سنين و في اعدادي ستة و في ثانوي خمسه و في جامعه ييجي خمستاشر و في النهاية خدت ايه يعني حتى حتة البت الي بحبها مش عارف اعلقها حاجه تحزن
انفلتت ضحكه قويه من فم ريتال التي قالت باندهاش
قعدت كل دا
في التعليم يا
عمو
ايوا بس دا مش معناه اني كنت خايب! لا طبعا كنت شاطر لدرجة أنهم كانوا ماسكين فيا مكنوش عايزني اخلص تعليم كل سنه يسقطوني عشان افضل معاهم
والله انك مسخرة بتحكي للبت علي مصايبك
الټفت مروان علي إثر ضحكتها الخلابة التي اثرته للحد الذي تعلقت عينيه بها للحظات قبل أن يجيب بعبث
احلى مصايب دي ولا ايه
مازالت الابتسامه تضئ ملامحها حين قالت ساخرة
طب راعي انك قدوتها دي لو سمعت كلامك يبقي عليه العوض ومنه العوض في