الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية سراج الثريا للكاتبة سعاد محمد سلامة

انت في الصفحة 24 من 68 صفحات

موقع أيام نيوز


نسبوا أكابر عيلة السعداويربنا يتمم بخير يارب 
اومأ جسار برأسه قائلا بنبرة سخرية مبطنة 
بت الأكابر ل ولد الأكابر طبعا هو ده النسب العاليألف مبروك يا كابتن إيمان 
شعرت إيمان بسخريته تضايقت لكن عن عمد تحدثت بتعالي 
طبعا نسب عالي وشكرا وكمان شكرا لك يا سيادة المدير ودي الدعوة بتاع حضرتك 

توقفت إيمان وأخرجت بطاقة دعوة زفاف من حقيبتها الخاصة وجهتها للمدير وبطاقة أخرى وجهتها نحو جسار بتعالي قائله
إتفضل دي دعوة زفاف وأتمني إنك تحضر هتنبسط أوي 
إلتقط جسار دعوة الزفاف منها ورسم بسمة باردة قائلا
أكيد هحضرده أول مره أحضر زفاف صعيديومش أي زفاف ده زفاف أكابر العائلات هنا 
الأول سخافته
الآخير اصطناعه بالبرود 
مساء
منزل مجدي السعداوي 
نهض آدم يصافح مجدي الذى تبسم له قائلا 
تمام كده إتفقنا على كل شئ يخص كتب الكتاب بكره بعد الضهر هنا فى الدار 
أومأ له آدم مبتسما زادت بسمة حين رمق حنان بنظرة خاطفه وهو يتوجه مع مجدي نحو باب الدار كي يغادر نظرة كفيلة ببث ترددات خاصة قوية المدى بقلب كل منهما للآخر أيام قليلة ويجتمعان 
خرج آدم من الدار يسير بلا إنتباة 
بالطريق
شعر كآن هنالك من يتعقبه يراقبه 
بالفعل كان هنالك من يتتبعه مثل الذئب الذي يراقب فريسته بمجرد أن خرج من منزل سار خلفه يترقب فرصه كي ينقض على آدموها هى الفرصه سنحت له بزاوية شبه مظلمة وضيقه بالطريقلم يكن آدم غافلا كان يتابع ذلك عبر خيال ظله أحياناوقصدا مر بذاك المكان الضيقكي يعلم نوايا ذاك البغيض الذي تجرأ وقام بتسديد لكمة قويهلإنتباة آدم تفادي تلك اللكمة بسهولهلكن ذاك الاحمق لم يهتم وثار غباؤه وكرر اللكمه بعنفوان أكبر ظنا أن آدم ضعيف البنيان لكن آدم لم يكن كذالك بل كان فارسا بأخلاق لكن ليس ضعيفا كذالك إعاقة قدمه ربما كانت عائقا وذاك الوغد تذكر ذلك وسدد ركلة قوية بتلك الساق التى أضعفته مما سبب لذلك زهوا وهو يهزي بعفوان وأمر قائلا 
إنت تبعد عن سكة حنان بت عمي وأنا أولى بها وعمرها ما هتكون لراجل غيري 
رغم آلم آدملكن تشجع بجسارة قائلا
بلاش أوهام يا حفظي وكمان بلاش تخلق عداوة إنت أكتر واحد هتخسرحنان حتى لو أنا مكنتش إتقدمت لهاعمرها ما كانت هتوافق عليكلأنك بالنسبة لها شخص وقح معندوش أخلاق بيستغل الأعراف القديمة
لمصلحته 
إغتاظ حفظي وبدأ يثور بهزبان غاضب وهو يصيح كي يفتعل المشاكل وهو يلفت نظر الناس لذلك كي يكسب دعمهم بانه هو الأحق بإبنة عمه من ذاك العدوحاول ركلولكم آدملكن كان غافلا عن من حضر وبكلمة منه توقف حفظي عن ما كاد يفعلهوهو ينظر خلفه بعد ان إستمع الى نداء إسمه بنبرة تحذير
حفظي! 
جحظت عيناه حين رأي سراج يقف بتحفزشعر برجفة قويه فى جسده لكن لعدم وجود أخلاق لديه تباجح قائلا 
جايب أخوك يدافع عنك يا ولد العوامري طول عمر العوامريه رچالتهم إكده يتحاموا ويتكاتروا على اللى جدامهم لكن أنا مش هخاف زي غيري 
لم يقف عند الحديث الفج بل بعصبية ڠضب إستغل الموقف لصالحه وهو يصيح كي يستجمع الاهالي ويرون إفتراء ألاخوين عليه وهو يدافع عن حقه بإبنة عمه بالفعل حاز على ما يريد وبدأ بعض الأهالي يتجمعون بريبه الٹأر القديم سيعود الليلة هنالك عراك دائر بين إثنين من عائلة العوامري وفرد واحد من السعداوي يستغلون قوتهم هكذا بدأ حفظي فى إستقطاب عطف الأهالي لكن كان الثنائي يتحلون بضبط النفس مما أخفق فى كفة حفظي الذى بدأ يتعصب ويهزي ويسب فى الأهالي أنهم ضعاف ويخشون بطش وخسة عائلة العوامري بغفلة من آدم لم ينتبه
لو مش عاوز التار الجديم يرجع مره تانيه يبجي تنسي بت عمي 
لم يهتم آدم وإستقام بشجاعة بعد أن ساعده سراج الذى حذر حفظي 
حفظي بلاش تلعب پالنار هتكون إنت أول الخسرانين 
واد العوامريه اللى إتچوز أرملة واد عمه بعد ما رسم الشهامة بعد عن طريقي ولا مراتك هتدور لها على راچل تالت تنام معاه من بعدك 
زادت عصبية حفظي وما كان على مجدي
ان يتركه حر دون لجام فهو مازال ثائرا پغضب صريع ولن يهدأ قبل أن يثير الإعصار مره أخري ولن يهتم سوا بإستحالة إتمام ذاك الزواج ف حنان حقه هو 
ب دار العوامري 
الأخبار لا تحتاج لوقت طويل كي تصل الى أصحابها 
على فين يا أبوي 
أجابه وهو يتلهف يقترب منه يفحص تلك الکدمة الظاهرة بوجهه پغضب ساحق كذالك حركة قدمه الثقيلة هاتفا بغلاظة ووعيد 
اللى يتجرأ ويمد يده على واحد من ولاد عمران العوامري مش هيكفيني جطع قطع يده لاه هجتله 
نظر له سراج مهدئا 
مالوش داعي يا ابوي ده كان خلاف بسيط وإنتهي ومالوش لازمه تكبر وتصعد الموضوع تديه أكتر من حقه 
تعصب عمران قائلا بلوم 
كنت متوكد إن النسب ده هيجيب مشاكل كتير 
أجابه آدم بهدوء عكس ذاك الآلم بساقه 
خلاص يا أبوي كان خلاف بسيط وكيف ما قال سراج إنتهي مالوش داعي نكبر الموضوع أكتر من 
قاطعته ولاء التى دلفت الى الدار تقول بغيظ وڠضب مستعر
خلاف إيه اللى بسيطهنستني لما 
قاطعها سراج بأمر قائلا
كفايه إكدهالموضوع إنتهي ورانا بكره كتب كتاب لازمن نجهز عشانه يلا يا آدم أنا أتصلت ب إسماعيل وهو فى الطريق 
اومأ آدم لا يود كثير من الشغبيكفي هو كان متوقع ذلك والى الآن الامور غير مستقرةكذالك ليست عاصفة صعد آدم مع سراج الذي يسنده أثناء صعوده تقابلت عيناه بعيني ثريا التى كانت تقف أعلى السلمكان واضحا علي ملامحها عدم المبالاةحتى لم تبالي من باب الفضول وسألت عن ما حدثتدعي الإطمئنان عليه كأي زوجةمر من جوارها دون حديثكذالك هى لم تهتم
وعادت نحو الغرفة
للدرجة دي قلبك ماټ يا ثريا مبقتيش تحسي ولا تهتمي بأي حد 
جاوبها عقلها
سراج ميفرقش عن غيثالإتنين أسوء من بعض 
سرعان ما ضحكت بۏجع قائله
عالاقل غيث مكنش عنده تفاخر إنه بطلكان جبان مش بيستقوي غير عالضعيف 
نهضت واقفه تلوم ذاتها قائله
أنا شاغلة دماغي ليهالموضوع ميفرقش معايامش كفاية صحيت من النوم مفزوعه عالاصوات العالية كآن القيامه هتقومأما أقلع العبايه وأرجع أنام تاني وبلاش أشغل نفسى باللى ميخصنيش ربنا يضرب الظالمين ببعض 
سرعان ما تبسمت بإعجاب قائله 
بس بصراحة آدم طلع راجل شهم بصحيح وبطل عكس سراجشكله واقع فى غرامها يا بختها بيه 
سرعان أيضا ما ذمت عقلها قائله
واقع فى العشق ولا مش واقع نامي يا ثريا وبلاش تفكير فى شئ مالكيش فيهعشق وغرام إيه ده للناس الفاضية 
بالفعل أغمضت عيناها مستسلمة لغفوة إرهاق بدني وذهني 
بينما بالاسفل مازال عمران ثائرا بفضل تحريض ولاء ان ما حدث إهانة لهم وما كان أن ينتهي ذلك بهذا الهدوءهذا ضعفا منهم
تفوهت إيمان 
بالعكس اللى عمله سراج وآدم هو أفضل رد حكموا العقل 
نظرت لها ولاء پغضب وإستهجان قائله 
عقل! 
عقل إيه وبعدين إنت إيه حشرك فى الحديت إخرسي لما متعرفيش تقولى حديت له معني يبجي تنكتميمش ناجصين حديت عيله متفهمش فى حديت الكبار 
إعترضت إيمان پغضب قائله 
أنا مش عيله يا عمتي وفى رايي يا أبوي بلاش تصرف فى الموضوع وتسمع لحديث مش هينفع وزي ما قال 
آدم وسراج الموضوع خلاص إنتهي 
لو كانت إيمان صنما لتفتتت الى رمال فى الحال من نظرة عين ولاء التى كادت تتحدث لكن لاول مره يعقل عمران حديث برأسه ونظر ل إيمان مبتسما تلك البسمة جعلتها تقترب منه وتضم رأسه بيدها بمحبة إبنة قائله 
تصبح على خير يا أبوي 
تبسم لها بأبوه قائلا 
وإنت من أهله 
تبسمت وهي تغادر بصحبة والدتها التى رغم صمتها لكن واقفت إيمان فى حديثها وشعرت بسعادة من إمتثال عمران تتمني ألا تستطيع ولاء التأثير عليه مره أخري لكن لم يخيب أملها حين تعصبت ولاء وهي تهمس لنفسها پغضب ساحق 
عمران نقطة ضعفه ولاده الأربعه ياريت وبا ياخدهم التلاته لاء الاربعه الغبية الصغيرة دي لها تأثير عليه 
آدم دايما بيفكرني بيك يا رحمة فى قلبه قوة تخضر الجدر الناشف بس خاېف عليه يهلك زيك بسرعة 
كآنها همست بأذنه بصوتها الناعم
أنا كنت ضعيفة وإستسلمت من أول الطريق 
آدم عكسي قلبه مغامر يا عمرانحارب العجز وقدر يرجع يمشي تاني على رجلهزمان الدكاترة قالوا إنه لو قدر يقاوم مع الوقت الإعاقة هتختفيوده اللى حصل 
أومأ لها يشعر بأنها تقبع بين يديه لكن سرعان ما إختفت حين فتح عيناه وبقي فقط تلك الصورة التى يضمها أبعدها قليلا ينظر لها بدموع سالت وندم قد فات آوانهكانت مثل نسمة هواء ربيعية بقلبه الذي أهلكها فى حرارة جفاف قلبه هي لم تكذب ولكن كان هنالك حقيقة مخفية أفسدت حياتهما 
كان عليه أن يتحرى جيدا عنها ويعلم أنها كانت آرملة كانت تلك حقيقتها التي ظنت أنه يعلمهالم تخفيها عمدا لكن هو صدم بتلك الحقيقة ليلة زواجهم تلك الحقيقة لو كان يعلمها سابقا ما كانت أصبحت عائق لعشقه لها لكن تأخير معرفة تلك الحقيقة هي ما زرعت الشك بقلبه 
الشك الذي أهلكهما معا إن كانت هي سكنت الثري فهو بلا روح أو يعيش فقط من أجل أن يرا أبناؤه سعداء حتى لو تنازل عن معتقدات هو مقتنع بها من أجلهميكفي ما عاشه من بؤس ومازال يعيش به بعد رحمة كان هنالك بسمة واحدة هي إيمان كآنها هي من أرسلتها لتضمد من جراح روحه 
بغرفة آدم 
آدم إنت بخير 
أجابه آدم بآلم 
لاء عاوز حقنة مسكن آلم رجلي ۏجعاني أوي 
شعر سراج وإسماعيل بالآسي على آدم لكن مزح إسماعيل كي يخفف عنه قائلا 
عاوزها بقى حقنة وريد ولا عضل 
نظر له آدم بسحق قائلا 
إخلص الآلم بيزيد ولو إتكلمت هقوم أفقع عينك بسن
الحقنه مش ناقص برود دكاترة التشريح ده 
ضحك إسماعيل وهو يقوم بتحضير إبرة المسكن قائلا بإفتخار 
بالك دكتور التشريح ده هو أكتر دكتور عنده خبرة فى كل التخصصات الطبية 
إستهزئ آدم بآلم قائلا 
ضحك سراج أيضا بينما إنتهي إسماعيل من تحضير الإبرة قائلا 
طيب يلا يا سراج إمسك آدم عشان أشكه بالحقنه أصل عنده فوبيا الحقن 
ضحك سراج بينما رسم آدم بسمة إستسخاف قائلا 
ياريت تخف إيدك وإنت بتديني الحقنة 
إبتسم سراج وإسماعيل الذي بعد لحظات إنتهي من إعطاؤة الإبرة نظر له قائلا
قولى بقى إيه اللى حصل بالتفصيل أنا بحب الافلام الأكشن أوي 
نظر له آدم ثم أغمض عينيه يقاوم الآلم دون رد للحظات الى أن بدأ يشعر بزوال ألالم قليلا فتح عينيه ونظر ل سراج سائلا
قولى مين اللى وصلك خبر فخ حفظي 
قبل أن يجيب دق رنين هاتفه إبتسم مجاوبا 
اللى قالت لى هى اللي بتتصل دلوقتي خد رد عليها طمنها بنفسك 
أخذ آدم الهاتف من يد سراج وقام بفتح الخط مباشرة ليسمع لهفة حنان تسأل
آدم إنت بخير 
رغم عدم زوال الآلم لكن رد عليها بهدوء يطمئنها
أيوة أنا بخيرإنت إزاي عرفتي بفخ حفظي 
أجابته بخجل
إنت
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 68 صفحات